كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7267 - 2022 / 6 / 2 - 10:40
المحور:
الادب والفن
(قَالَ الرَّاوِي: القِطُّ الكُمَيْتُ يَرْتَدِي كُلَّ ليْلَةٍ قِنَــاعًا. مَا أشْبَهَهُ بأبِيهِ القَتِيلِ)
عُمْرُهُ يُفْنِيهِ
فِي ثَأْرِ أَبِيهِ،
يُؤْلِمُهُ مَرْأَى أُمٍّ
أيَّمَـــها القَهْرُ،
يُؤْلِمُهُ مرْأى أُخْتٍ
يَتَّمَهَــا الدَّهْرُ.
قَالَتِ الأُمُّ:
"كانَ ذَا ذَيْلٍ لاَ يَذْبُلُ
وفُؤَادٍ مِثْلَ الصَّوّانِ لاَ يَجْبُنُ
وشَفِيرُ المِخْلَبِ لاَ يُثْــلَمُ،
ليْسَ بِهِ عَيْبٌ إلاَّ اشْتِهَــاءَ الفَرَائِسِ
مِنْ خَشَاشِ الأرْضِ إلَى قُطْعَانِ النَّوَارِسِ،
ليْسَ بِهِ عَيْبٌ إلاَّ سَخَــاءً:
كُلُّ مَــا فِي الحَوْزَةِ يُبْذَلُ.
يَكْتَنِفُنِي كُلَّمَــا جَدَّ الشِّتَــاءُ
يَسْهَرُ اللَّيْلَ يُفَصِّصُ لِي رُمَّانَةَ أيَّــامِهِ
صَوْتُهُ رَقْرَقَــةُ الجَدْوَلِ بَيْنَ الفِجَــاجِ
ظِلُّهُ يَخْشَــاهُ الأَنْدَادُ
بَيْتُهُ تَغْشَــاهُ الآبَادُ
حِذْوَ عَمُودِ النُّــورِ
فَوْقَ أسْوارِ الحَدَائِقِ
أوْ فَوْقَ الأَرَائِكِ
لاَ تَرَانا إلاَّ فِي عِنَــاقٍ.
عيْنَــاهُ دُرَّتَــانِ
تَفْتَحَانِ الدّرْبَ فِي عُمْقِ الظَّلاَمِ
أُذَنَــاهُ قَوْقَعتَانِ
تَقْطِفَانِ الطَّيْرَ وهَمْسَ الغَمَامِ..."
تُؤْلِمُهُ ذِكْرَى وَالِدٍ
مَزَّقَهُ الغَدْرُ،
أَقْسَمَ فِي وَجْهِ الشَّمْسِ
ألاَّ يَتْرُكَ فِي الحَيِّ سِوَى آفــاتِهِ
أَقْسَمَ فِي حَضْرَةِ النَّجْمِ
بِأنْ يُغْمِدَ أنْيَــابَهُ فِي صَدْرِ الأحْفَــادِ
قبْلَ الأبْنَـــاءِ.
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟