أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - (الكاريه ) و(بوردا ) وتسريحة عبدالحليم حافظ














المزيد.....

(الكاريه ) و(بوردا ) وتسريحة عبدالحليم حافظ


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7272 - 2022 / 6 / 7 - 16:41
المحور: الادب والفن
    


تجتذب الأفلام إليها الشباب بطرق عديدة من عوامل التأثير، ولعل موضة الملابس وتسريحة الشعر هما أكثر الأشياء نفوذا داخل المتلقي؛ لان الشاب يريد من خلالهما إظهار قدرته على التأقلم مع الوافد الجديد ،وكسب ود الجنس الناعم. بعد مرحلة (الخنافس) و(التشارلس) والكعب العالي جاءت موجة (البوردا) حيث الملابس الفضفاضة مع (بنطلون الكسرات) والحجل الضيق، وأصيبت الأحذية بداء التقزم وأصبحت من نوعية (الفلات). وتحول الشعر المجعد إلى مقدمة (كذلة) لماعة يمكن ملاعبتها بين مدة وأخرى بأصابع اليد كي تأخذ راحتها، وتغطي اكبر مساحة من (الكصه). وفي حين سادت تسريحة(الكاريه) بين الفتيات. شعر قصير غير معقد لا يصل إلى حدود الأكتاف. المتابع الحاذق يعرف جدا أن الموضة هي تتحرك وتعيد طرح نفسها ولكن مع بعض الإضافات. ويمكن لمشاهد أفلام الخمسينيات والستينيات ملاحظة هذا الخاصية لاسيما في أفلام جيل عبدالحليم حافظ غيره من الفنانين.
انتشرت(بوردا) في المدينة، وتسابق الشباب على اقتنائها لدرجة المبالغة والتطرف لدرجة أن الحكومة وقتذاك، بدأت تضيق الخناق على هذا النوع من الملابس وحاول منع الشباب من ارتداءها الذين وجدوا في هذا العمل تدخل في الذوق والحرية الشخصية. ربما يكون زميل الدراسة (علاوي) في إعدادية الثورة من أكثر المتحمسين لتسريحة (الكاريه)، ولعل وراء هذا الاندفاع حبه لابنة جيرانهم التي كانت تسحرهُ بنعومة شعرها تاركة نسمات الصباح تشاكسه ليعود إلى طبيعته كأنه قالب صب على رأس هذا الفتاة. يحاول صاحبنا أن يجعل طريقه مارا بحيث تلتقي العيون بالعيون وما عليه سوى متابعة الهواء وكيف حرك جدائل (الكاريه) ليصوغ منها وأشعة الشمس لوحة سريالية يصعب قراءة ملاحمها ألا من أتقن لغة العشق. وهناك جامع مشترك بين (علاوي الانكليزي) - كما يحب أن يطلق عليه الأصدقاء- ومحبوبته أن كلا شعريهما حيكت خصائله من أشعة الشمس .
حاول (علاوي) أن يدس أولى رسائل العشق، ولكن رجفة اليد وضربات القلب المتسارعة وعرق الجبين جعلها محصورة في قبضة اليد، وكلما حاول مرة أخرى كان مصير محاولاته الفشل لتبقى حبيسة اليد. كانت سلوته هي (كاريه) ونظرات الصباح التي يسرقها رغم المحظورات. لم يحصل (علاوي الانكليزي) على معدل يأهله لدخول كلية، فسيق إلى العسكرية عندها استبدل ملابس(البوردا) بـ(الخاكي)، أخذت ماكنة الحلاقة الكهربائية طريقها على شعره الذهبي في أول يوم له في معسكر التدريب. الخدمة العسكرية قلبت حياته من متابعة لقصة (الكاريه) واستبدلت قاموس أحلامه من الرومانسة وقراءة الشعر " مبرد حبيبي، ولابس سراوين" بيت الشعر الذي كان يردده على آذان الأصدقاء ومنعاه " أن حبيبه يلبس بوردا مع سترة سراوين ". حولت العسكرية حياته إلى مصلحات (العرضات ، ورقة النزول، رئيس عرفاء الوحدة، القصعة)، وتحول من (بزر دلال) إلى (أبو خليل) هو اللقب الذي يطلق على الجندي وعادة ما يسَمعه من الآخرين. زاد في انقلابه وسرعة تحوله، انتسابه إلى صنف (السياقة)، وقيادة سيارة (الإيفا) العسكرية حيث المتعارف عن جنود هذا الصنف تدهورهم في السرعة فضلا عن وضع (البرية) على أم الرأس، وأستبدل (علاوي الانكليزي) أو (أبو خليل) أغنية (احلم بيك احلم بيك) بـ(حبيبي أمك ما تقبل من احاجيك). وبقيت (البوردا) و(الكاريه) حبيسة الإجازات وعقوبات النمر صفر.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاليد الزواج على أهازيج الماضي
- عيون زبيدة ثروت وغمزة سميرة توفيق
- سمفونية (جمالة العمية) على أنغام (يا أم عيون حراقه )
- بائعو الحلويات .. ذكرى من الزمن الجميل
- مقاهي الثورة ومقرات فرق كرة القدم الشعبية
- النوم على السطح .. ذكريات الطفولة الباحثة عن صيد نجوم السماء
- سينما علاء الدين وتسريحة أميتاب باتشان
- . الدراما العراقية والبحث عن الذات
- مجنون المنطقة ماركة مسجلة
- مواقع التواصل : تقرب المسافة وتلغي ( لمة العائلة)
- من (دوج أبو عليوي ) إلى (جكسارا )
- أجواء العراق بدون هدنة
- الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء
- (لنكة) الامس و(بالة) اليوم
- الاغنية وتاريخ الصلاحية
- درس مدرسي يومي على أنغام باعة الجوالين
- عيد المعلم وبريق الماضي
- محاولة فاشلة
- السينما والدراما العربية تفقد سحرها الأنثوي
- من يعد لبغداد رونقها الأخضر ؟


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - (الكاريه ) و(بوردا ) وتسريحة عبدالحليم حافظ