أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - المسائل الاقتصادية لا تعني علماء وأساتذة الاقتصاد وحدهم















المزيد.....

المسائل الاقتصادية لا تعني علماء وأساتذة الاقتصاد وحدهم


مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق


الحوار المتمدن-العدد: 7272 - 2022 / 6 / 7 - 10:55
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


المسائل الاقتصادية، لا تعني علماء وأساتذة الاقتصاد وحدهم، ولا تثير اهتمام ذلك الفريق الذي كرس حياته، لدراسة أصول هذا العلم، دراسة مجردة عن الهوى والتحزب الأعمى؛ ولكنها تعني في نفس الوقت المرأة والرجل في المنزل وخارج المنزل، وأصحاب القرار، لأنها تتصل بكل شاردة وواردة في حياتهم اليومية العادية، فأقل القرارات شأناً، التي يقدم على اتخاذها المسؤولون في وزارة المالية أو وزارة الاقتصاد والتجارة أو وزارة والصناعة أو وزارة النفط وغيرها من وزارات الحكومة ومصالحها، تؤثر بلا شك تأثيراً يتفاوت خطره، ويختلف مداه، في حياة الملايين من الأفراد، والهيئات التي تؤلف بينهم، لتنظيم شأن من شؤونهم، بصفتهم مستهلكين، أو منتجين، ليتمكنوا حين مناقشة القرارات التي تتخذ، معرفة آثارها ونتائجها، إنهم يقومون بوظيفتهم، التي تفرضها عليهم واجبات المواطن الواعي، ولكنهم أحياناً لا ينظرون المسائل الاقتصادية من جوانبها المتعددة، وأحياناً ينظرون المسائل الاقتصادية في ضوء مصالحهم الخاصة.
ما الفائدة من العناية والاهتمام بالمسائل الاقتصادية للجماهير غير المتخصصة، غير الواعية لمنطق العلم وأصوله وأركانه، وهل تؤدي إلى بلبلة الفكر واضطرابه، لأنها قد تحيط المسائل الاقتصادية بضباب كثيف من الآراء المتعارضة، وهالة من الغموض والإبهام أحياناً، يعسر معها على أصحاب القرار الذين ألقيت على عاتقهم مقادير الأمور، أو الذين يرغبون في التمييز بين الخير والشر من النتائج، ليصلوا إلى قرار يستقيم مع مصالح البشر وطبائع والأشياء، ويتفق مع الهدف الذي ينشده ويسعى إليه الجميع، تحقيق الرفاهية للفرد والمجتمع.
إن نظر كل فئة في المجتمع للمسائل الاقتصادية من ناحية واحدة، وهي النظرة التي تمس مساساً مباشراً، مصالحها القريبة، من شأنه أن يؤدي إلى تضارب خطير في الآراء والمصالح، ويبرز صورة من التنافر بين مصالح الفرد ومصالح المجتمع، وقد تلغي صورة للتضامن الاجتماعي، الذي يجب أن يسود، بين مختلف فئات المجتمع، هذا النوع من التكافل الاجتماعي يجب أن يحتل مكان الصدارة، بصفته الدعامة الأساسية لسلامة النظام الاجتماعي، هو الغاية التي يجب أن تسعى إليها جميع الأبحاث والمناقشات، سواء اصطبغت بالصبغة الخاصة، أو تجردت عن هذه الصبغة، فسعت نحو السمو والترفع والتجرد والنزاهة.
يبدو أن اهتمام أصحاب المصالح الخاصة، بمصالحهم والدفاع عنها، ليس عيباً بحد ذاته، إذا انحصر الجهد بتوضيح الأسس العلمية، التي يستندون إليها في إبراز وجاهة رأيهم، وإذا لم يتجاوزوا الحدود التي تفرضها عليهم واجبات المواطنين الواعين، إلى دعاية واسعة النطاق، تقوم على التضليل، وتستند إلى إثارة الشهوات وتحين الفرص.
على أن ثمّة عيباً آخر، قد يكون له شأن أخطر، وهو عدم إصاخة المسؤولين أسماعهم، سواء أكانوا من الرسميين، أو ممن أخذوا على أنفسهم العناية بالمسائل العامة، لمناقشات آراء وحجج الفئات الأخرى، التي قد لا تبلغ مكانتها أو قدرتها مبلغاً، تستطيع معه أن تجد مجالاً للتأثير في الرأي العام، تأثيراً يعدل في قوته، الأثر الذي تتركه دعاوى أصحاب المصالح المتعارضة، الأقوياء ذوي النفوذ..
والعيب الأكبر بعد كل ذلك، أن تترك الأمور عند هذا الحد، فلا يفصل فيها فصلاً حاسماً، على أسس من العلم القويم السليم، إذ غير خاف، أن فسح المجال لعرض وجهات النظر المختلفة والمتعارضة ولو أنه خطوة موفقة، من شأنها أن تساعد الجمهور على تتبع التطورات التي تجري على كل ما يتصل بمستوى معيشته وشؤون رفاهيته، إلاَّ أن الوقوف عند هذه المرحلة، قد يؤدي إلى نتائج سيئة الأثر. فلا يكفي تهيئة جو من الفرص المتكافئة لتبادل الآراء ومقارعة الحجج، ولكن يجب رفع مستوى المناقشة بعد ذلك، وطرح موضوع النزاع على هيئات علمية عليا، تتولى البحث والدرس والتمحيص، مسترشدة في ذلك، بقواعد التحليل العلمي الدقيق، لا بفنون المناقشات، التي تبغي كسب قضاياها، مستخدمة في ذلك كل أسلحة البراعة والدهاء، للتدليل على أحقيتها بالفوز بأغراضها، ومستهدفة الصالح العام في مجموعة، لا مصلحة فريق معين أو فرق معينة.
هناك خطوات واسعة، نحو إثارة اهتمام الجمهور، بالمسائل الاقتصادية التي تعنيهم عن قرب أو بعد، وأفاضت الصحف في معالجة كثير من الشؤون، وأولت قسطاً وفيراً من العناية، بالمشكلات التي تواجه الصناعة والتجارة والنظام النقدي وشؤون العمال وما إلى ذلك، كما أن محاضر اجتماعات البرلمان زاخرة بهذا النوع من المناقشات والبحوث، مع ذلك يبدو أن هذا التطور في معالجة المسائل الاقتصادية، تطور قاصر عن بلوغ الغاية التي نسعى لتحقيقها، بل قد يكون عقيم النتائج والأثر، إذا لم يدفع إلى الأمام دفعاً قوياً ليبلغ مرحلة أعلى من مراحل النمو والارتقاء، والتي تقتضي عرض جميع هذه المسائل على لجان من العلماء والمختصين، لدراستها درساً يقف موقف الحياد بين المصالح المتشابكة والمتعارضة، ويأخذ نصب عينيه الصالح العام في مجموعه.
من أشد الأمور إيلاماً للنفس، أن بعض البحوث العلمية التي قام بها الاقتصاديون وأساتذة الجامعات في كليات الاقتصاد والإدارة والمختصون، لا تزال مطوية في أدراج المكاتب في بعض الإدارات والوزارات، لا تنشر ولا تذاع ويعتريها الإهمال. علينا أن نقتدي بمسير البلاد التي تريد أن تناقش وتلقي الضوء على قضاياها الاقتصادية ومشاكلها، وإشراك الرأي العام في فهم القضايا الاقتصادية والصعوبات التي نواجهها، علينا مشاركة الجمهور بكل ما يتعلق بالإحصاءات والبيانات والتقارير التي تتصل بشؤون الاقتصاد والتجارة وعالم الأعمال والمال. لأن في ذلك تطبيق لأبسط قواعد الديموقراطية، وتثقيف الشعب، وإشراكه في العلم بالتطورات التي تحدث، سواء أكانت تطورات سعيدة أم غير ذلك، وفي ذلك تسهيل لمهمة علماء الاقتصاد والأكاديميين والمختصين بالشؤون الاقتصادية، في بحث ودراسة مسائل الاقتصاد بحثاً سليماً، لا يقوم على مجرد التخمين والتقدير الجزافي، إنما يقوم على أساس الوقائع والبيانات والإحصاءات.
فالتقارير التي ينشرها المكتب المركزي للإحصاء عن الأوضاع الاقتصادية والسياسة النقدية التي يجب اتباعها مهمة ومفيدة جداً للتحليل الاقتصادي، كذلك التقارير التي يرسلها الدبلوماسيون في الخارج عن الأحوال الاقتصادية والتجارية للبلاد التي يوفدون إليها، إضافة إلى تقارير البنك المركزي حول السياسة النقدية، والبيانات والإحصاءات الخاصة برقابة الصرف، والتي يمكن في ضوئها، تكوين فكرة صائبة عن الميزان التجاري وميزان المدفوعات، وعدم التعامل معها كسر من أسرار الدولة العليا، أو من المحذور الكشف عنها أو إلقاء الضوء عليها.
أ. د. مصطفى العبد الله الكفري
قسم الاقتصاد - كلية الاقتصاد - جامعة دمشق



#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتقالات الفكرية بين العرب والاوروبيين
- الاقتصاد العربي وعدم الاتساق بين الفكر والواقع والفعل السياس ...
- اقتصاديات دول مجلس التعاون في ظل العولمة الاقتصادية
- م ع ك التقرير الاقتصادي التخصصي رقم 386/2022 فوز ماكرون في ا ...
- الظواهر والتحولات السكانية في المجتمع المصري
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 384 التخصصي/ 2022 العمل ...
- مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الكويت ...
- الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية (نبذة تعريفية)
- قمة مجموعة العشرين في دورتها ال 11 بمدينة هانغتشو الصينية 20 ...
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 382 التخصصي/ 2022 الأزم ...
- التنمية المستدامة وتحدي العمل الاقتصادي العربي المشترك في مو ...
- تقرير حول مشاركة الدكتور مصطفى العبد الله الكفري في يوم التع ...
- نقاط الضعف في مناخ الأعمال والاستثمار في الجمهورية العربية ا ...
- القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية -بيروت 2019-
- السوق العربية المشتركة وتفعيل العمل الاقتصادي العربي المشترك
- اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي في ظل العولمة الاقتصادية
- البحث العلمي في الدول العربية ومنهجية البحث العلمي الغربي في ...
- مراحل تطور الاقتصاد السوري 1970 – 2010
- رسائل لمؤتمر القمة العربي التاسع عشر في الرياض 2007 الرابعة ...
- رسائل لمؤتمر القمة العربي التاسع عشر في الرياض 2007 الشروط ا ...


المزيد.....




- “حتتوظف انهاردة” وظائف شاغرة هيئة الزكاة والضريبة والجمارك ل ...
- أردوغان في أربيل.. النفط وقضايا أخرى
- اضطرابات الطيران في إسرائيل تؤجّل التعافي وتؤثر على خطط -عيد ...
- أغذية الإماراتية توافق على توزيع أرباح نقدية.. بهذه القيمة
- النفط يصعد 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز لبيانات اقتصادية ...
- بنك UBS السويسري يحصل على موافقة لتأسيس فرع له في السعودية
- بعد 200 يوم من العدوان على غزة الإحتلال يتكبد خسائر اقتصادية ...
- الولايات المتحدة تعتزم مواصلة فرض العقوبات على مشاريع الطاقة ...
- تباين في أداء أسواق المنطقة.. وبورصة قطر باللون الأخضر
- نشاط الأعمال الأميركي عند أدنى مستوى في 4 أشهر خلال أبريل


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - المسائل الاقتصادية لا تعني علماء وأساتذة الاقتصاد وحدهم