أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - مقاربة تاريخية/ بدايات وتحولات















المزيد.....

مقاربة تاريخية/ بدايات وتحولات


عيسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 7271 - 2022 / 6 / 6 - 01:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وقفة مع أذينة ملك تدمر: - مقاربة تاريخية/ بدايات وتحولات
هو أُذَيْنَة بن حيران بن وهب اللات بن نصّور ملك تدمر، ويعرف في المصادر الكلاسيكية باسم Odaenathus، ينسبه الطبري والمسعودي إلى هوبر العمليقي من بني السميدع من قضاعة.

أذينة الثاني (Odaenathus؛ اسمه الروماني: Lucius ‎ / Oḏainaṯ باليونانية: ملك تدمر (توفي عام عام267م) كان يحكم تدمر بمساعدة مجلس الشيوخ. وقد نجح في استرداد الشرق الروماني من الفرس وأعاده للإمبراطورية الرومانية.
وأذينة تصغير أذن (وكان يضرب المثل بجمال الأذن التدمرية). ونصُّور أو ناصر أقدم الرجال المعروفين من هذه الأسرة التي حكمت تدمر.
الوالد حيران: اشترك والد (أذينة) حيران مع قواته في حروب الامبراطور سبتيميوس سفروس Septimius Severus (وهذا الأخير، هو أول أباطرة الأسرة السورية التي حكمت روما ما بين 193 و 236 م وزوجته الامبراطورة الحمصية جوليا دُومنة)،
أقدم الإمبراطور على منح حيران صفة المواطن الروماني وعضوية مجلس الشيوخ، فأضاف حيران إلى اسمه كلمة سبتيميوس. وتذكر الكتابات التدمرية حيران وتلقبه «رأس تدمر».
وكان حيران من بني "السميدع" وهي قبيلة بدوية ثرية، ولها نفوذ على عشائر البادية، وكان شيخهم أذينة بن حيران واسع المطامح. يحلم بعرش يصبح عليه ملكاً، طالما هو موضع ثقة الرومان.
وكانت أول خطوة تحققت هي قرار القيصر بتعيينه رئيساً لمجلس الشيوخ، ولقد ساعده هذا المنصب لكي يوطد نفوذه على البادية ويعبئ صفوفها لتحقيق أمله بالتحرر من تبعيته للرومان، ابتداءً من إعلان شعبه بتسميته ملكاً على تدمر، ولكن قيصر وقد أقلقه هذا القرار، دفع من قتله في قصره، وعين رئيساً لمجلس الشيوخ ابنه الأكبر خيران، وكان ابنه الأصغر يحمل لوالده حباً دفعه للتخطيط للانتقام لمقتله من الرومان.
وكان هذا الابن مقرباً من أبيه ويحمل اسم أبيه أذينة الثاني، وقد تمتع بشخصية جذابة صارمة، مما جعل البدو يلتفون حوله لتحقيق مشاريعه، ويهتفون لنجاحاته. ولقد بدا ولاؤهم وحبهم له عندما احتفل بزواجه وهو ابن السابعة عشر. ثم عندما ماتت زوجته الأولى إثر الولادة، وتركت له ابناً دعاه باسم هيرودوس .
كانت شخصية أذينة وثروته كفيلتان بالسيطرة على أكثر القبائل، وكثيراً ما أعلن أذينة عن أهدافه البعيدة أمام هذه القبائل التي عاش بينها..
كانت تلك القبائل تهفو إلى ذلك اليوم الذي تصبح فيه تدمر حاضرة دولة واسعة، تضاهي وتتحدى الإمبراطورية الرومانية، التي قضت على أبيه وعلى مطامحه التي ورثها أذينة وحمل مسؤولية تحقيقها.
زواجه من زنوبيا
وعندما تزوج أذينة من زنوبيا ابنة زباي قائد الفرسان، اقترن بنصير عنيد لا يقل عنه رغبةً في تحقيق أهدافه الجريئة والطموحة. كانت زنوبيا رائعة الجمال راجحة العقل والتفكير مثقفة. وكانت تعد بحق أجمل امرأة في الشرق».[2]
كانت معرفة أذينة بها قبل زواجه سبباً لعودته إلى المدينة، يجالس فيها القادة والشيوخ ويتدخل في شؤون الحكم والحرب. ولكنه لم يكن قادراً على الاستغناء عن البادية ورجاله فيها.
وفجأة يموت أخوه رئيس مجلس الشيوخ، فاحتل أذينة مكان ابن أخيه "معني"، معلناً عن عصر جديد سيقود تدمر إلى مصيرها في الذروة..
الحروب - استغل أذينة حدثاً هاماً، هزيمة امبراطور روما فالريان، الذي قاد الحرب ضد ملك الفرس، سابور، فخسرها وأخذه أسيراً..
اقدم أذينة على شن حرب ضد سابور ملك الفرس، عام 259، ربح فيها جولات ثلاث، هزمه فيها إلى ما وراء الفرات وأصبح حاكماً لولاية سورية الفينيقية وبيده السلطات المدنية والعسكرية في عهد الامبراطور فالريان، ومنحه الامبراطور غاليان لقب « مصلح الشرق كله» (بالتدمرية: متقنا دي مرنحا كله).
وبعد عام 260 م تأسيس الملكية في تدمر، حارب أُذَيْنَة الفرس عامي 262 و267 م هزمهم وحاصر عاصمتهم طيسفون (المدائن) وأصبح يلقب بملك ملوك الشرق (بالتدمرية: مَلْكا دي مَلْكا) ومنحه الامبراطور غالينوس لقب امبراطور Imperator ورتبة القائد العام للجيوش الرومانية في سورية Dux Romanorum. وسك نقوداً عليها صورته ووراءه بعض أسرى الفرس، ولعله اتخذ لقب أوغسطس Augustus وهو لقب امبراطور رومة.
وفي سلسلة من الحملات السريعة والناجحة، ترك خلالها تدمر تحت
قيادة نائبه (N.S.I. Nos. 127-129) سبتيميوس ورود، وعبر الفرات وفك حصار إدسا، واستعاد نصيبين وكارهاي، حران الحالية Carrhae . وهاجم بلاد فارس، وحاصر مرتين العاصمة الفارسية المدائن نفسها؛ وربما استعاد أرمينيا إلى الإمبراطورية الرومانية..
وطدت هذه النجاحات الحكم الروماني في الشرق؛ ولم يجد غالينوس غضاضة في الاحتفال بالنصر والأسرى والغنائم الذين أحرزهم أذينة (264). احتفل أذينة بانتصاراته في الشرق بأن تشارك مع ابنه الأكبر حيران (هيرودس)[1] في اللقب الشرقي "ملك الملوك". على الرغم من شهرة أذينة كثائر متمرد على السلطة الرومانية، إلا أن انتصاره وقوته المفاجئة، دفعت روما إلى الاعتراف به شريكاً في الحكم على هذه المنطقة الواسعة، وأطلق عليه لقب "ملك الملوك".
في واقع الأمر، استطاع أذينة فرض نفسه على الإمبراطورية، مما جعل المؤرخ الروماني تريبليوس بوليو في « تاريخ الأباطرة» Historia Augusta حين قال: « كان أُذَيْنَة فارساً شجاعاً مهيب الجانب وصياداً حاذقاً ومقاتلاً باسلاً. كان يصطاد الأسود والنمور والحيوانات المفترسة على حداثة سنه. عاش في البادية فعرف أسرارها، واعتاد شظفها ومتاعبها وأحب السلم ولم يرهب الحرب. ووصفه ملالاس Malalas بقوله: إن أذينة ملك العرب السرسيين Saracens بسط سيطرته على جزيرة العرب وهو زوج ملكة العرب زنوبيا، وقضى على معظم جيش الفرس بقيادة سابور Sapor.
كما أشار أوتربيوس Eutropius إلى معارك أذينة بقوله: لقد هزم أذينة الفرسَ في الشرق، وبعد أن دافع عن سورية بكاملها، وانتزع بلاد ما بين النهرين، وتوسّع بعيداً في بلاد الأعداء حتى طيسفون، فاتخذ لنفسه لقب ملك الملوك..
ومنحه الامبراطور غاليانوس [ر] Gallienus لقب مصلح الشرق كله، وكذلك اللقب الروماني Dux Toitius Orientis الذي يقابل اللقب اليوناني Pasés Anatolés Stratégos أي القائد الأعلى لجيوش الشرق..
أظهر أذينة في الفترة 259-267م قدراتٍ عسكرية فائقة، فتمكّن من هزيمة الساسانيين على ضفاف العاصي، وردّ جيوشهم إلى ما وراء الفرات، وفرضَ الحصار مرتين على عاصمتهم طيسفون..
وظهر دوره المهم فيما أورده تاريخ الأباطرة: لولا أذينة ملك التدمريين الذي أخذ على عاتقه مهمة ومسؤولية سلطة الامبراطور بعد أسر ڤاليريان[ Valerianus لضاعت دولة الرومان في الشرق.
طفق أذينة يتصرف كإمبراطور وإن لم يحمل لقب الأوغست Augustus...
كان أذينة طموحاً لا تكفيه حدود تدمر، بل وسعى منذ عام 265 م إلى توسيع ملكه في أنحاء سوريا، معتمداً على جنده بعد أن أبعد الجنود الرومان من صفوفه وقد أصبحوا شوكة في كيان دولته بقيادة ابن أخيه "معنى".
وقفة مع استراتيجية أذينة:
أتوقع بكون مجريات الأحداث قد علمته، أنه في موقع جغرافي صعب بين الفرس في شرقه والروم في غربه.. ومن الصعوبة بمكان التملص والتمرد عليهما معاً، ولعله في تحالفه العملي مع روما، هو الطريق الأسلم لمشروعه، ولا سيما أن هناك عرب كثر في الجيش والمجتمع الروماني وسيكونون بجانبه.. فضلاً عن كون القبائل العربية في الصحراء بامتدادها سيكونون قوته الاحتياطية.. بيد أن مقتله قد أطاح بمشروعه.. المتمثل في بناء دولته بمنأى عن روما..



#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة سريعة/ ما بين زنوبيا وبولس السيمساطي/ ساموات السوري
- المشترك في الزمن البابلي
- مقتطف من كتابي - البحث عن موسى - في قراءة مغايرة - ومناظرة م ...
- قراءة في التاريخ القديم لما بين الرافدين - كليات في وقائع
- غزوات شعوب البحر في قراءة مغايرة تصدع في تاريخيات غزوات شعوب ...
- وقفة في ظلال علم الأديان -
- أسرار الكهوف - النبض السري لمدونات كهوف قمران والبحر الميت
- مع العلمانية / موقف
- من التاريخ - الإمبارطورية
- من حروب غيرت مسار التاريخ - الحروب ما بين روما وقرطاج
- القبائل العبرية فيما قبل اليهودية
- إضاءة تاريخية على الأصل الأقدم للفينيقيين
- اضاءة على الأصل الأول لفينيقيا
- العرب والبربر عبر التاريخ
- من أوراقي - لاهوت الماء تقديس الماء عبر التاريخ
- من أوراقي: مقدمات في الجغرافية التي صنعت اقاليمنا
- وقفة مع الهيمنة الفارسية (538-333 ق م): سنأخذها نموذجا للإمب ...
- مقدمات في مدارات التشكّل في منطقتنا (مقتطع من بحث مطول) التج ...
- االبحث عن موسى
- حوار – حول روايتي – على وهج الذاكرة


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - مقاربة تاريخية/ بدايات وتحولات