أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - مع العلمانية / موقف














المزيد.....

مع العلمانية / موقف


عيسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 7098 - 2021 / 12 / 6 - 12:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وجهة نظر
(في الأزمنة العصيبة، يصبح الصمت مصيبة)
العلمانية والسبل إلى الحل
في العلمانية: يتأسس السبيل لتحقيق المواطنة الحقة، ولا ديمقراطية بدون تطبيق فعلي لمفهوم المواطنة..
تأتي هذه الحقيقة المتمثلة في تلك الكلمات القليلة، كحصيلة واقعية للتجربة التاريخية للبشرية، وتتجسد بشكل عياني في الواقع العالمي القائم. وبذا يكون التواطؤ على هذه الحقيقة تحت أي صياغة كانت.. تمثل بواقعها عملية غش وتزييف خطير ..
ما بين العلمانية والإسلام: أتذكر أنني قد قرأت في زمن مضى مقولة للمفكر العربي السوري الياس مرقص: إن العلمانية ضرورية للإسلام وللمسلمين، حتى لو لم يكن هناك مسيحي عربي واحد.. – كان ذالك في زمن ظهر ثمة من يقوّل فيه، إن العلمانية هي مجرد مقولة صادرة من نخب تنتمي للمسيحيين العرب.. والسؤال، لماذا العلمانية ضرورية للإسلام..؟
أولاً- غدت العلمانية قبل كل شيء ضرورة ملحة لتحرير عالم الإسلام من فتن الانقسام.. ولعل ما نراه قائماً في حالة الاستقطاب القائم ما بين التوجه السياسي للإسلام السني (سلفياً أم إخوانياً)، والتوجه السياسي للإسلام السياسي الشيعي (متمثلاً، بحزب الله وأمل وتيار جيش المهدي.. و.. الخ)، من حيث راح الأول(السني) يتجه تركياً وأميركياً وغربياً، وراح الثاني (الشيعي) للتوجه إيرانياً.. بل وغدت طبول الحرب تدق بكيفية أو بأخرى بين الطرفين.. - وللتذكير أن مثل هذا الاستقطاب الخطير لم يكن قائماً في حقبة صعود التيار القومي العربي (الناصري والبعثي والقومي العربي) في مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، مع أن هذا التيار لم يطرح في برنامجه علناً علمانية الدولة (وكان ذالك من إحدى أخطائه) – ولنا أن نرى أنه لو أقدم التيار القومي لاعتماد الديمقراطية وسلك سبيل المواطنة في ذالك الزمن– وكانت له القدرة على ذالك - لما وقعنا في هذه الهوة المتمثلة بهمجية الطائفية الوحشية ومخاطرها العابرة والقادمة على المنطقة.. ولعل انفصال جنوب السودان عن شماله أتي كنتاج لغياب المناخ العلماني الديمقراطي في المجتمع السوداني، ذالك المناخ الكفيل وحده بتحقيق المواطنة.. ولنا ما حدث ويحدث في العراق ولبنان والبحرين خير مثال (والحبل على الجرار)
ثانياً – الحل العلماني يعمل على تحرير الإسلام من توظيف نصوصه للهدف السياسي، من حيث كون السياسة هي بطبيعتها وضعية، تمثل مصالح ونزعات لحل مسائل واقعية، لا يمكن للنص الديني كما أتى عليه، أن يقدم الحل لها، من حيث كونه قد انبثق في ظروف تاريخية مغايرة.. وحتى لو تم استنباط نصوص لها صلة بتلك المسائل الوضعية، فإن تأويل النص يأخذ بعداً تأويلياً متعدداً، وهذا بحد ذاته ما أدى إلى الانقسام السني والشيعي في صفوف الإسلام، فضلاً عن ظهور الطوائف والنحل الأخرى، والمذاهب المتعددة..
ثالثاً- يتمتع الدين في المجتمع العلماني، بنظرة تاريخية وقيمية إيجابية، تسمح له بالتأقلم والتكيف مع تطوّر الأزمنة، بحيث يتجاوز النظر الدوغمائي القطعي المتمثل بالطقوسية والوثنية النصوصية والجمود المذهبي.. ولعل مثل هذا النظر القطعي هو ما حمل أكبر الأثر في تأجيج المشهد السلبي للإسلام لدى المجتمعات الغربية، حينما راح الخطاب الديني الإسلامي المسيطر، يركز اهتمامه في بلاد الغرب أو بالكاد، على لباس المرأة وجنسويتها..
رابعاً- إن النهج العلماني الذي ينطلق من الفهم التاريخي للظاهرة الدينية، وينظر إليه كحلقة هامة في تطور البعد الحضاري والمعرفي والأخلاقي للمجموع البشري.. يضع الدين بعيداً عن التداول السياسي، ويحفظ له هيبته وجلاله وحتى قدسيته..
خامساً – إن علمانية الدولة والنظرة العلمانية للدين في مجتمعاتنا العربية، تجعل من الدين عامل توحيد وقيمة ايجابية، في حين يحدث العكس عندما تم ويتم زج الدين في عالم السياسة، حيث يتحوّل إلى عامل فرقة وتمزيق، والتجربة التاريخية ماثلة أمامنا..
سادساً – في التباين بين منطلق المنظور العلماني ومنظور الإسلام السياسي ، يمكن تحديد التباين الأساسي في الآتي: - إن المنظور العلماني في أفقه الجدلي التاريخي، يرى في الإسلام مكوناً حضارياً وعاملاً حاسماً في تشكل هوية المنطقة وصياغتها تاريخياً، كما كان له الدور الفاعل في مسار تاريخ العالم وتطوره الحضاري..- في المقابل عبر منظور الإسلام السياسي في أفقه الدوغمائي القطعي، يتم اختزال الإسلام إلى شريعة ناظمة للحياة ونصوص محلقة فوق التاريخ، وقابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، وعندما اصطدمت أو تصطدم هذه النظرات بصعوبات ما في هذه النصوص (وكثيراً ما يحدث ذالك)، تسعى لتأويلها وتكييفها، الأمر الذي لا يخضع بواقعه إلا للرغبات والمصالح والنزعات، مما قد أدى ويؤدي إلى نشوء النحل والطوائف والمذاهب.. ونظراً للمنظور القطعي المتأصل في منطلق كل من هذه الأشكال، تنشأ القطعيات أي تتمتع كل منها (الطوائف والنحل والمذاهب) بدوغماويتها التي لا يأتيها الباطل والريب من بعد أو من قرب، مما يؤدي إلى تفاقم الصراع بكل أشكاله المخففة والمحتدمة (حدث ذالك بين البروتستانت والكاثوليك في أوربا، و بين الإسلام السني والشيعي لدينا)..
وفي معظم الأحيان يكون الصراع بين تشققات الأشقاء، أشد ضراوة فيما بين الأشقاء.. وقد يلجأ البعض للاستنجاد بالأجنبي لقهر الأخوي.. (والأمر لاح وراح يلوح)
والسؤال: أمام هذه اللوحة، أي من الطرفين (العلماني أم الإسلام السياسي) أحرى بصيانة الإسلام من كل أشكال الاستغلال..
كنتيجة- لنا أن نرى، إن الحل المفضل للمسألة الدينية في المجتمع في عصرنا، تتلخص بكونه مسألة شخصية أو النظر إليه في أقصى مدى، كمرجعية أخلاقية عامة، تعكس حضورها في أفق متطوّر...- ولا إكراه في الدين.



#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التاريخ - الإمبارطورية
- من حروب غيرت مسار التاريخ - الحروب ما بين روما وقرطاج
- القبائل العبرية فيما قبل اليهودية
- إضاءة تاريخية على الأصل الأقدم للفينيقيين
- اضاءة على الأصل الأول لفينيقيا
- العرب والبربر عبر التاريخ
- من أوراقي - لاهوت الماء تقديس الماء عبر التاريخ
- من أوراقي: مقدمات في الجغرافية التي صنعت اقاليمنا
- وقفة مع الهيمنة الفارسية (538-333 ق م): سنأخذها نموذجا للإمب ...
- مقدمات في مدارات التشكّل في منطقتنا (مقتطع من بحث مطول) التج ...
- االبحث عن موسى
- حوار – حول روايتي – على وهج الذاكرة
- قراءة معاصرة للحياة السياسية في سورية في زمن الخمسينات
- في قراءة معاصرة للحياة السياسية في سورية في زمن الخمسينات
- الماء كمقدس - في تاريخنا الحضاري
- كخلاصة للمناظرة مع فرويد في منهجه، كما ظهرت في موسى والتوحيد ...
- مقتطف من مخطوطة عنوانها المسار التاريخي للكتاب المقدس الحبري
- من علم الأديان تعريف بحركة القراء = حركة منشقة عن اليهودية ا ...
- ما بين بن ميمون والفلسفة
- مناظرة مع مشروع الدبلوماسية الروحية المتمثلة بمقولاتها المرك ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - مع العلمانية / موقف