أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - وقفة في ظلال علم الأديان -















المزيد.....

وقفة في ظلال علم الأديان -


عيسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 21:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وقفة على طريق الخاتمة – كما مر معنا عبر مسار بحثنا، ألقينا ما بوسعنا من اضاءات على كل ما يخص الكتاب المقدس الحبري، في مسار تشكله عبر الأزمنة حتى وصوله لعصرنا، بداية من فعاليات القوننة المنجزة من قبل المؤسسات الحبرية ذات العلاقة، فضلا عن مسار وتنوع سبل سير الوثائق عبر التاريخ حتى وصولها لعصرنا، الأمر الذي يلزمنا إلقاء نظرة تقييم أولية على الحصيلة النهائية كما تظهر لنا..
تلكم هي اللوحة أمامنا ببعديها، هي:
البعد الأول - جهود تاريخية شاقة أنصبت على هذه النصوص المقدسة، بذلتها فرق المدارس الماسورية على مدى اربعة قرون ونيف (من 6 إلى 11)، ومن قبلهم فرق الأحبار على مدى قرون طويلة (تمتد على الأقل من 1 إلى 7 قرون)، ومن قبلهم قرون وقرون - ومن بعدهم أعمال فرق أخرى، حبرية وكهنوتية (ممتدة من القرن العاشر إلى القرن العشرين)..
البعد الثاني: أن هذه النصوص، مازالت تعكس صعوبات جمة ومشكلات حادة تفرض ذاتها بين الحين والآخر على فرق جديدة في عصرنا. وهذا ما ظهر لدى فرق عديدة حملت على عاتقها عبء بعث روح التجديد والحيوية على هذه النصوص المقدسة- من بين هؤلاء تظهر جهود الهيئة المشرفة على الترجمة المسكونية للكتاب المقدس، وهي تواصل جهودها المضنية، تقدم اعترافاتها بكل جلاء كالآتي:
" إن النص العبري الماسوري هو المرجع الأساسي الذي تم اعتماده في
ترجمة العهد القديم. وتعود بكليتها إلى القرن التاسع أو العاشر ميلادي.. وقد كان المطاف الأخير لمسار طويل من التنقلات الممتدة عبر الزمن.." لم تصن هذه التنقلات على الدوام سلامة النص الأصلي" وقد " أظهرت النصوص العبرية الأخرى كمخطوطات قمران والترجمات القديمة (الإغريقية واللاتينية والسريانية والآرامية) وجود اختلافات جديرة بالاهتمام " وهي بكليتها أي هذه النصوص، تعود إلى زمن أقدم بكثير من النص الماسوري.
على سبيل المثال، إن مخطوطات قمران تسبق هذه النصوص بمدى يزيد عن 1300عام. "بيد أنه قد تم اعتمادنا على النص الماسوري كقاعدة أساسية للعمل ماعدا ما يمكن أن يُلاحظ من اختلافات هامة مع النصوص الأخرى " " والحالات التي ابتعدنا بها عن النص الماسوري كانت نسبياً نادرة، وقد نوهنا بها ".
وفقاً لهذا السبيل " لقد تم اعتماد منهج العمل الجماعي في إنجاز هذه الترجمة، حيث نُفذت ترجمة كل نص من قبل فريق مسكوني (Œcuménique) متخصص، إذ بذلوا جهوداً حثيثة من أجل التوصل إلى الدرجة الأقصى من الدقة والوضو

" تم الإشراف على مختلف فرق الترجمة من قبل أربعة منسقين، يمثلون الكاثوليك البروتستانت بالتساوي. وقد عُهد إلى اثنين من المختصين الأرثوذكس لمراجعة هذه الترجمة الأولية. تم اللجوء " أخيرا إلى مجموع المترجمين العاملين في هذا النطاق، وإلى عددٍ من القراء وعلماء في
للاهوت.. في أوربا وفيما وراء البحار..." ومن بعدهم إلى مراجعة مصححين (Réviseurs) علماء في الأدبيات والطقوس الدينية. وأخيراً إلى عموم أعضاء جمعية التنسيق وإلى المسؤولين في التحالف الإنجيلي الأممي(lliance Biblique universelle) وفي السكرتارية الفرنسية لشؤون الوحدة المسيحية. "
" بالإجمال إلى أكثر من مائة من درجات ممارسات الاحتكام النقدي.. - وأخيراً عادت الكلمة إلى عُهدة الفرق الأولى التي كانت قد تخصص كل منها في الترجمة الأولى لكل سفرٍ من أسفار الكتاب المقدس، الذين أخذوا بعين الاعتبار الملاحظات التي قد وردت وكذلك آراء لجنة التنسيق."
على صعيد واقعي، " تم اعتماد البعض من الملاحظات، كما ساهم فريق من المتطوعين في ضبط وصياغة المقطوعات المتوازية للترجمات الأولية التي قام بها عدد من المترجمين، إذ عملوا على تنسيق بعض المصطلحات، ودققوا واستكملوا منظومة التواصل القائمة بين العهد القديم والجديد..
يعلن هذا التقديم كتقييم "بان هذه الترجمة تظهر بأنها أقل أصالة، وأكثر حداثة "من بقية الترجمات القديمة منها أو الحديثة، لأنها بكل بساطة نتاج تنسيق عمل جماعي"...!
السؤال، ألا يظهر هذا الجهد الشاق والمتعدد الدرجات مدى ما تحمله هذه النصوص من عقبات، مما قد استلزم فرق ومؤسسات.. - ولكم من ترجمة قد ظهرت- فيما قبل وفيما تلا لتعلن هي الأوفى بين الترجمات...!
مهما يكن من أمر، لا يمكن قطعاً اختزال المسألة إلى مجرد عملية تقنية تتمثل في الترجمة، إنما هي تعود في أصلها كحصيلة تراكم لممارسات عمل متواصل..
ألا يعلن لنا مدى توتر واضطراب النصوص المرجعية المتمثلة بالمخطوطات، ناهيكم عن قوة الحضور الاضطراري للنزعة التوفيقية، الرامية لردم هوة التناقض وسد الثغرات - عن حدة المأزق الذي قد عصف بالنص المقدس، منذ الأصل الأول وسار به واهباً إياه أكداس أخرى من الأزمات، تلو الأزمات...!!!
لعل موريس كاريز قد عثر على جوانب من المأزق الذي قد ألم في النص المقدس، وأقدم على عرضه بصورة تساؤل، كالآتي -"نص أصلي ...؟ إننا بتصاعدنا عبر الزمن، لن نستطيع الوصول إلى نص وحيد يشكل الجد الأول للنصوص " (أرومة) "
" من المؤكد هناك مجموعة من النصوص التي تشكل أجداد، يربط بينها شكل من ترابط علاقات أبناء عمومة " (أرومات) " قطعاً ليس لدينا الأصل " فالكتاب المقدس ليس القرآن " ..!!
نقطة نظام - الواضح في الأمر، أن الإشكالية التي خضنا غمارها، تنحصر تحديداً في التوراة والعهد القديم الحبري بمجمله، في حين أن الأمر لا علاقة له من قريب وبعيد، بكل ما يخص العهد الجديد المسيحي، حتى لو وجد ذاته في حالة أسر مطبعي عبر ما يسمى الكتاب المقدس المتداول واقعياً..
من المؤكد، أن العهد الجديد المسيحي في مسار تشكله له سيرورته الخاصة، التي حطت رحالها في بدايات القرن الرابع ميلادي، في ظل الإمبراطور قسطنطين، وتلك لم تكن قطعاً من مهام البحث كما ورد من قبلي، وبهذا يكون العهد الجديد المسيحي قد حمل على منكبيه سائر الإشكاليات التي حفل بها العهد القديم في مساراته المعقدة عبر الأزمنة...!
والمفارقة، تلك التي يعلنها العهد الجديد المسيحي، بخطابه ومواقفه المتسم بكونتيه، هي على النقيض الكلي للعهد القديم الحبري، بما قد احتوى عليه من خطاب دأب عليه..
أجل: أية علاقة نجدها ما بين: وتكون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة/ المعلنة على رؤوس الإشهاد لجمهور العهد القديم، وما بين: المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة/ تلك التي تكررها كنائس المعمورة في كل قداس يرفعه جمهورها.



#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار الكهوف - النبض السري لمدونات كهوف قمران والبحر الميت
- مع العلمانية / موقف
- من التاريخ - الإمبارطورية
- من حروب غيرت مسار التاريخ - الحروب ما بين روما وقرطاج
- القبائل العبرية فيما قبل اليهودية
- إضاءة تاريخية على الأصل الأقدم للفينيقيين
- اضاءة على الأصل الأول لفينيقيا
- العرب والبربر عبر التاريخ
- من أوراقي - لاهوت الماء تقديس الماء عبر التاريخ
- من أوراقي: مقدمات في الجغرافية التي صنعت اقاليمنا
- وقفة مع الهيمنة الفارسية (538-333 ق م): سنأخذها نموذجا للإمب ...
- مقدمات في مدارات التشكّل في منطقتنا (مقتطع من بحث مطول) التج ...
- االبحث عن موسى
- حوار – حول روايتي – على وهج الذاكرة
- قراءة معاصرة للحياة السياسية في سورية في زمن الخمسينات
- في قراءة معاصرة للحياة السياسية في سورية في زمن الخمسينات
- الماء كمقدس - في تاريخنا الحضاري
- كخلاصة للمناظرة مع فرويد في منهجه، كما ظهرت في موسى والتوحيد ...
- مقتطف من مخطوطة عنوانها المسار التاريخي للكتاب المقدس الحبري
- من علم الأديان تعريف بحركة القراء = حركة منشقة عن اليهودية ا ...


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - وقفة في ظلال علم الأديان -