أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - مقال ساخر عن انقسام فاجر














المزيد.....

مقال ساخر عن انقسام فاجر


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 7270 - 2022 / 6 / 5 - 19:32
المحور: كتابات ساخرة
    


في السيارة العسكرية المصفحة، كانا يجلسان أمامي، مكبلين بالسلاسل في الأيدي والأقدام، عندما سمعتهما يتجادلان*:
فلان رقم 1: هل ترى الوضع البائس الذي نحن فيه الآن، مكبلين بالسلاسل، لا نعلم إلى أين نحن متجهون، أليس ذلك نتيجة شعاراتكم الفارغة بتحرير كامل الأرض وإلا فلا؟
فلان رقم 2: ولماذا لا تقول أن هذا بسبب تنسيقكم الأمني مع العدو؟
فلان 1: هذا التنسيق الذي لا يعجبك يا متخلف هو الذي يخدم مئات الآلاف من شعبك في التنقل والعلاج والحصول على عمل، ليس كاحتجازكم الملايين بحجة شعارات فارغة.
فلان2: وهل المطالبة بتحرير كامل البلاد والشهادة في سبيل الله وتحرير المقدسات هي شعارات فارغة؟
فلان1: أنتم ماهرون باستغلال الدين فقط من أجل بسط سيطرتكم على المساكين من الناس المحاصرين بسبب تطرفكم، ولعدم إدراككم ضرورات العصر.
فلان2: وهل ضرورات العصر أن تفرطوا بأرضكم وتكتفوا بقبول 20% منها وربما أقل؟
فلان1: أليست هذه العشرين بالمئة أفضل من ألـ 13 بالألف التي تسيطرون عليها بقوة السلاح؟ وهل إذا سرق لص منك 100 شيكل، ثم عرض عليك أن تأخذ عشرين منها وتسامحه بالثمانين الباقية، ألست غبياً إن رفضت هذا العرض؟
فلان2: أولاً: أنت رضيت بالعشرين وسامحت اللص بالثمانين، هذا يعني أنك لست مؤمناً بحقك في كامل المبلغ، وبالتالي حلال على اللص إن هو سرقك، وثانياً: هذا السلاح الذي لا يعجبك هو سلاح المقاومة المقدس، طريقنا إلى التحرير الكامل.
فلان1: وبماذا نفعكم هذا السلاح؟، ألم يتسبب لشعبنا المحاصر بعدة حروب ومئات الغارات وقتل الآلاف وجرح وإعاقة عشرات الآلاف وتشريد عائلات بأكملها مازالت تعيش في أنقاض منازلها إلى الآن؟
فلان2: وأنتم، بماذا نفعكم تحريم حمل السلاح ضد المحتل؟
فلان1: عدم حمل السلاح منع عنا على الأقل الغارات بالطائرات والقصف بالمدفعية، ووفرعلى شعبنا ألاف الضحايا كالذي تسببتم أنتم فيه.
فلان2: ولكن، ألا ترى مئات المستوطنات ومئات آلاف المستوطنين الذي يحتلون منطقتكم، بينما لا توجد على أرضنا أية مستوطنة وأي مستوطن؟
فلان1: مشكلتكم أنكم لا تقرأون متغيرات العصر والسياسة الدولية المحيطة بكم، أي أنكم متخلفون عن العصر، وبالتالي لا تصلحون لتحقيق أي إنجاز من أجل قضيتكم أو شعبكم.
فلان2: من يستمع إليك يعتقد أنك قد أحضرت الذئب من ذيله، فبماذا نفعتكم قراءة متغيرات العصر؟ هل في إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني والاعتراف بإسرائيل قبل أن تعترف بكم؟ أم في الانصياع إلى أوامر داعمي عدونا، سواء من الغرب أو من العرب؟
فلان1: تتحدث عن ضغوطات العرب علينا، وتتجاهل أنهم يقدمون إليكم المليارات لتوريطكم في تطرف يمكن أن يذهب بما تبقى من قضيتنا العادلة، وكذلك تتناسى احتكار تلك الأموال لرجالكم ومؤيديكم فقط؟
فلان2: هذا طبيعي أن نحتكر هذه الأموال لرجالنا ومؤيدينا لأنهم أكثرية تتجاوز الثمانين بالمئة من شعبنا المحاصر، أما لو سألتني عن العشرين بالمئة الباقية، فهؤلاء هم أتباعكم، الذي تحصرون بهم المساعدات والرواتب التي ترسلونها إليهم، فقط للحفاظ على ولائهم لخطكم المهادن، متجاهلين وجود الثمانين بالمئة الذين نعيلهم.
فلان1: يعني تحمل على وجهك لحية كي تتمسح بالدين مع أنك لا تعلم من دينك شيئاً، ألم تقرأ الآية الكريمة التي تقول:( فإن جنحوا للسِّلم فاجنح لها وتوكل على الله)؟ ألم يعرضوا علينا توقيع معاهدات سلمية معهم، فكيف نرفض ذلك بتناقض مع الآية الكريمة، والتي فيها يحضك الله تعالى على الجنوح للسِّلم؟
فلان2: يعني فهمنا أنك غبي في السياسة، وأيضاً ها أنت تثبت أنك غبي في الدين كذلك، يا عديم الفهم في السياسة والدين، الآية الكريمة تقول: (فإن جنحوا للسَّلم) بتشديد حرف السين مع الفتحة، وليست الكسرة، فأنت لا تدري الفرق بين "السِّلم" الذي يعني السلام، و"السَّلم" الذي يعني الاستسلام، أي أن الآية تقصد: فإن عرضوا عليكم الاستسلام، فاقبلوا ذلك منهم.
هنا شعر فلان 1 بالحرج، وحاول، لإنهاء الحوار، ضرب جاره بكلتا يديه المكبلتين، لكنني شهرت في وجهيهما سلاحي العوزي وطلبت منهما أن يخرسا، فقد وصلنا إلى سجن كتسيعوت الصحراوي.
*(مقتطف من مذكرات جندي إسرائيلي).



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهويمات في السياسة
- نحن من نصنع إله التمر ثم نأكله
- حق العودة: لماذا لا نعود إليه
- خطوات في المتاهات
- صائد الكورونا
- صائد الكورونا
- كليوباترا: ليست ملكة فقط، بل سفينة أيضاً.
- ما بين داعش والمطر
- جاري الحشاش يحل مشكلة طائرة Boeing737 Max
- كفانا نفاقاً وازدواجية
- عندما يتجدد ربيع الشعوب
- اتفاقية، أم متاهة؟
- نسورٌ أتراكٌ في ثرى دمشق
- هل الشعوب هي الكسيحة؟
- الثقوب السوداء العربية
- على البساط المتحرك
- -شافيز- والأعمى
- لماذا أخشى على فلسطين أن تتحرر؟
- فلسطين التي أخشى أن تتحرر
- عندما يعيد التاريخ نفسه


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - مقال ساخر عن انقسام فاجر