أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - تهويمات في السياسة














المزيد.....

تهويمات في السياسة


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 7251 - 2022 / 5 / 17 - 03:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيح القول بأنك إذا أردت الحديث في السياسة فضع أمامك خارطة، وصحيح كذلك أن الوضع بعد أية حرب لا يمكن أن يكون مشابهاً للوضع الذي كان قبلها، يشهد على ذلك ما نتج عن الحربين العالميتين الأولى والثانية، والحروب الإقليمية كالتي وقعت بين العرب والإسرائيليين، أو الثنائية كالحرب العراقية الإيرانية، والحرب الأذربيجانية الأرمينية، وحتى الحروب التي تحدث داخل إقليم الدولة، كالنضال لطرد الاستعمار أو لاقتلاع الدكتاتورية، فجميع هذه الحروب، حتى وإن نشبت لأسباب ربما تكون تافهة، غير أن نتائجها تكون في الغالب كارثية، تتمثل في الخسائر البشرية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى قد تفقد بعض الأمم شخصيتها القومية أو الوطنية، ناهيك عن التغييرات في الحدود الدولية التي يترتب عليها خسائر أرضية كذلك، وعليه، ربما يكون صحيحاً القول – بل هو صحيح بالمطلق - أنه لا يحرك التاريخ سوى الحروب.
كل ذلك استحضرته الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا، والتي أصبح بالبديهة أن ما سيكون بعدها بعيد جداً عما كان قبلها، فالخوف من الدب الروسي، والذي يشعر به الأوربيون الذين بقوا خارج الناتو، قد دفعهم إلى الانضمام إليه، مع ما يستتبعه ذلك من مسؤوليات ومهام أكبر من قدرة تلك الدول، والمقصود بها فنلندا والسويد، تلك التي كانت مضرب المثل في الاستقرار في جميع مناحي الحياة.
والآن، ماذا ستكون عليه المواقف الذي يمكن أن تتخذها روسيا وقد انقطع تماماً الحبل السري الذي كان يربطها بالغرب؟ واحد من هذه المواقف ما تم عقده اليوم 16/5 في موسكو من اجتماع لدول مجلس الأمن والتعاون الدولي (روسيا، بيلاروسيا، أرمينيا، قرغيزستان، تركمانستان، كازخستان) والذي هو رد فعل بديهي على الخطر الداهم من الغرب، الذي تستشعره روسيا وتأخذه على محمل الجد بعد غزوها أوكرانيا.
والسؤال الذي يمكن أن يوسع دائرة الحديث: هل ستقطع روسيا علاقتها بشكل مطلق مع الغرب فتتوجه شرقاً؟ هذا الشرق الذي ينتهي بالصين؟ لكن، مع أن روسيا بجغرافيتها الهائلة التي تصل في شرقها إلى مضيق ييرينج الذي يفصلها عن ألاسكا الأمريكية، شرقها هذا الذي يمكنّها من الوصول إلى الجهة الشمالية من الصين وفييتنام وكوريا الشمالية، لكن هذه المسافة الطويلة والمنطقة الشاسعة في روسيا تخلو من دولٍ ذات وزن سياسي كتركيا وسوريا وإيران ودول حوض بحر قزوين وباكستان والهند وصولاً إلى الصين، خاصة وأن دول حوض قزوين ارتبطت بالروس خلال الحقبة السوفييتية من جهة اللغة الرسمية والاقتصاد والدفاع، علاوة على أن خمسٍ منها متحالفة حالياً مع روسيا، ونفس هذه الدول، دول آسيا الوسطى، تشترك مع تركيا في اللغة الوطنية والأصل العرقي. هنا لا بد من الوقوف برهة أمام البوابة التي ستفتح طريق الشرق أمام روسيا، ألا وهي تركيا، فرغم أن تركيا عضو في الناتو، والذي حماها من غضب الدب الروسي زمن الاتحاد السوفييتي، إلا أن علاقتها بالغرب تكاد تكون هشة، خاصة لامتناع السوق الأوربية المشتركة عن قبولها في عضويته، وتتبدى هذه الهشاشة في تحدي تركيا سياسات زعيم الناتو، الولايات المتحدة - مستندة إلى عوامل قوتها الكامنة في الموقع والاقتصاد والقوة العسكرية – التحدي الذي تمثل في شرائها أسلحة روسية مثل S400 بديلاً عن صواريخ الباتروت، ووساطتها بين روسيا وأوكرانيا، واستمرار علاقاتها الاقتصادية الوثيقة مع روسيا رغم العقوبات الغربية عليها، فهل كان إعلان تركيا مؤخراً عن عزمها على إعادة اللاجئين السوريين، خاصة المقيمين في مدنها الكبرى، إلى الشمال السوري، وبناء مدن لاستيعابهم ومصانع ومزارع كي يعملوا فيها، هل كان ذلك بالتوافق مع روسيا وسيكون تحت حماية قاعدتيها في حميميم وطرطوص؟وهل سيستتبع ذلك التخلص من نظام دمشق، أو تأهيله عن طريق تقديمه تنازلات سياسية للمعارضة؟ وماذا سيكون موقف إيران من احتمال خسارة موقعها وامتيازاتها في سوريا والعراق؟ ربما سيتم استرضاء إيران عن طريق تجاهل العقوبات الغربية المفروضة عليها وضمها إلى مجلس التعاون والأمن الدولي المذكور. هل سيكون الناتو مرغما على قبول هذا السيناريو؟ نعم: ربما لسببين جوهريين: أولاً لمنع تركيا من التفكير بالانسحاب من الناتو، والذي يمكن أن يقصم ظهره، رغم أنها يمكن أن تكون عضواً في مجلس الأمن والتعاون الدولي تحت المظلة الروسية، وفي ذلك ازدواجية ربما يستفيد منها الناتو، وثانياً للتخلص من الخطر الروسي على شرق أوربا وصرف الأنظار الروسية إلى الشرق. في هذا السياق ربما يكون اللغم الذي يعترض هذا المشروع هو أفغانستان، التي يمكن للناتو أن يستخدمها كمسمار جحا للتدخل في غرب آسيا وإزعاج المشروع الروسي باتجاه الشرق، أما الوجود الأمريكي في شمال سوريا، فهو وجود هش يمكن أن تتنازل عنه الولايات المتحدة اتساقاً مع رغبتها في فتح الباب أمام روسيا باتجاه الشرق مع العمل على إزعاجها، وإلا بتنشيط حملة مقاومة محلية على شكل حرب عصابات تقلق خسائرها الأمريكيين وتجبرهم على الجلاء.
ربما تكون هذه جميعها تهويمات لا تمت إلى ما يمكن أن يحدث بأية صلة، لكن المتغيرات التي تفرضها نتائج الحروب، ومنها بالطبع الحرب الحالية على أوكرانيا، ربما ستكون مذهلة بأكثر مما ذكرت.
16 مايو 2022



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن من نصنع إله التمر ثم نأكله
- حق العودة: لماذا لا نعود إليه
- خطوات في المتاهات
- صائد الكورونا
- صائد الكورونا
- كليوباترا: ليست ملكة فقط، بل سفينة أيضاً.
- ما بين داعش والمطر
- جاري الحشاش يحل مشكلة طائرة Boeing737 Max
- كفانا نفاقاً وازدواجية
- عندما يتجدد ربيع الشعوب
- اتفاقية، أم متاهة؟
- نسورٌ أتراكٌ في ثرى دمشق
- هل الشعوب هي الكسيحة؟
- الثقوب السوداء العربية
- على البساط المتحرك
- -شافيز- والأعمى
- لماذا أخشى على فلسطين أن تتحرر؟
- فلسطين التي أخشى أن تتحرر
- عندما يعيد التاريخ نفسه
- هل الحدود الدولية قدر لا مناص منه؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - تهويمات في السياسة