أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - هل الحرب النووية التي تفني ثلث البشرية تعجل بظهور العدالة...؟















المزيد.....

هل الحرب النووية التي تفني ثلث البشرية تعجل بظهور العدالة...؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 7270 - 2022 / 6 / 5 - 19:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا باس وقد يكون مقبولا الاستنتاج أو التوقع من خلال ما يطرح على الساحة الدولية والإقليمية والداخلية من آراء ومخططات تفيد البشرية، إلا أن هذه الاستنتاجات والتوقعات فيما يخص هلاك البشرية تكون قصيرة النظر وذات طابع متطرف في أكثر الأحيان ، متطرف لأنه ذو نظرة أحادية وتفسيرات على ضوء ما يطرح من نظريات وأفكار ومعتقدات متطرفة تزيد من الاحتقان والاضطراب والقلق لدى البشرية، وهي ليست واقعية ولا ضمن أحكام العقل والمنطق، وخير مثال قضية الحرب النووية عن طريق هذا السلاح الرهيب الذي اكتشفه وصنعه الإنسان ليكون طريقاً للانتحار والقتل الجماعي ، لا نريد العودة إلى تاريخ المحاولات لصنع السلاح النووي أواخر العهد النازي في المانيا ولا اختراع القنبلة النووية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الدولة الوحيدة إلى الآن استخدمتها كتجربة ضد الشعب الياباني نهاية الحرب العالمية الثانية ولن نتحدث عن نتائجها الكارثية التي استمرت بعد التفجير وما زالت تظهر مدى خطورتها على الحياة بشكل عام وليس على الجنس البشري فقط، ولا بد أن نمر على حقب ما بعد الحرب العالمية والحروب التي قامت بها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية هذا المرور الذي أثبته التاريخ بأن هذه الدول هي المسؤولة الرئيسية على تصنيع هذا السلاح المدمر مما دفع الاتحاد السوفيتي السابق مضطراً لصناعته خوفا من استعمالهم هذا السلاح الكارثي ضده وضد الشعوب السوفيتية حينذاك، ولهذا تحدث ونستون تشرشل في شهر مارس 1946 عن "ستار حديدي أسدِل على الجبهة الروسية" واصفاً الاتحاد السوفيتي بنظام العزلة والرقابة الصارمة التي فرضت على دول اوربا الشرقية ثم تحدث عن التوتر مع الولايات المتحدة الامريكية
وحث رئيس الوزراء الأسبق تشرشل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية على ما معناه التوجه ضد الاتحاد السوفيتي أي الحرب وأكد " أن الفرصة سانحة في الوقت الراهن " وتلتْ ذلك في عام 1947 إقرار خطة مارشال " plan Marshall" ثم قامت الدول الاوربية الغربية على رأسها الولايات المتحدة الامريكية بأنشاء اتفاقية أمنية حلف شمال الأطلسي " الناتو "في 4 / ابريل / 1949 في البداية ضمت ( 12 ) من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا والبرتغال وكندا وبلجيكا والدنمارك وايسلندا وإيطاليا والنرويج ولكسمبورغ وتوسع بعد ذلك إلى ( 30 ) دولة حيث بدأت الحرب الباردة والتهديدات بتطوير السلاح النووي ثم الاعتداءات الامريكية وتدخلاتها في أمريكا اللاتينية وآسيا وافريقيا حيث كان التهديد بالحرب النووية يشغل فكر البشرية ، تلك الحقب وما ادراك ما تلك الحقب حيث كانت تصحو البشرية كل يوم على رعب اشعال حرب عالمية ثالثة إلا أنها نووية، التهديد باستعمال السلاح المحرم دوليا مازال قائما واستعمل في حروب إقليمية عديدة والتهديد بالسلاح النووي ليس باللعبة أو النزهة العابرة ولدينا تجربة غنية بتهديدات الأنظمة الرأسمالية التي يكمن في جوهرها الاستغلال والحرب وما الحرب الروسية الأوكرانية وما تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن العديد من المرات باستخدامه السلاح النووي إلا دلالة على عدوانية ورعونة النظام الرأسمالي بأكمله، وهنا ليس قلقاً فحسب إنما الخوف والرعب من هذه التهديدات ولهذا ترتفع أصوات السلام لإيقاف الحرب بشكل مطرد والبشرية على حافة تلك الكارثة الرهيبة، تعتقد البشرية والقوى التقدمية : مهما كان التفاؤل بعدم حدوثها لكن الشرارة الصغيرة قد تخلق ناراً لا يمكن اطفاؤها ولدينا تجارب حول حروب بدأت برصاصة أو حدث تافه!!، للأسف البعض من قصيري النظر يرى أن الحرب بالأسلحة النووية والأسلحة المحرمة دولياً سوف يؤدي إلى هلاك ثلث البشرية هذا ما نشر في موقع صوت الجالية العراقية المخصص للجالية الشيعية حيث نشر مقال واضح لكاتب عراقي بعنوان ( الحرب النووية هلاك الطاغين وبشرى للمتقين) أشار المقال بشكل واضح " مواريث الروائية التي نقلت لنا كثيراً حيث حدثتنا أن هناك حرب بالأسلحة الفتاكة والنووية ستحدث ويهلك فيها ثلث الناس، وأسمتها الروايات بهرج الروم والموت الاحمر وما يليها هو الموت الابيض وهي قبل قيام القائم المهدي (عج)" واعتمد المقال على ادعاء الامام الصادق (للعلم ليس له سند) الذي أشار "لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلث الناس" ثم يذكر كما قال الامام الصادق (علية السلام) ويذهب من كل سبعة خمسة، ومن كل تسعة سبعة وهنا نعلم أن الدمار سيكون مختلف من منطقة واخرى وما نراه الآن من صراع بين الدول الكبرى يبدو أنه قد يؤدي إلى تلك الحرب " هذا المقال ليس الوحيد الذي يحلل الأمور حسب نظريته الطائفية الدينية وهنا نحن لا نناقش فكرة المعتقد الديني لأننا نؤمن بحرية الاختيار والاعتقاد لكن ما يهمنا واكثرية شعوب المعمورة هو التخلص ليس من الحرب فحسب بل من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي ، كما أننا نخصص موضعنا في الحرب الفتاكة التي اذا ما قامت لن يبقى لا ثلث ولا نصف البشرية وقد تكون نهاية الكرة الأرضية، ولن نناقش المعتقدات الطائفية والدينية ولن نتدخل فيها إلا من أجل حماية البشرية.
أن هذه الآراء في قضية هلاك ثلث الناس تتبناها قوى متطرفة رجعية عديدة وقد يكون ايضاً راسخاً في الفكر الإيراني المتطرف في مشروع تصنيع الأسلحة النووية ونقلت الاخبار الأخيرة عن كمية اليورانيوم المخصب الذي تم الحصول عليه والإمكانية على تصنيع السلاح النووي في إيران، وهذا الاعتقاد رسخه النظام الإيراني لدى أكثرية دول العالم مما خلق أوضاع قريبة للانفجار في العديد من المواقع وسعي إيران للتدخل في شؤون الدول الأخرى وتزويد البعض منها بالسلاح المختلف بما فيها الصواريخ والطائرات المسيرة التي نشرت عنها وسائل الاعلام الإيرانية وغير الإيرانية ببناء مدن صاروخية وقواعد سرية للمسيرات تحت الأرض وقد كشفت ايران مؤخراً " عن قاعدة سرية للجيش على عمق مئات الأمتار مخصصة للطائرات المسيرة التي يمكن استخدامها في عمليات مختلفة" وللعلم هناك العديد من القواعد التي أعلنت ايران عن وجودها ويشك أن البعض منها مازال قيد السرية ، وهذا ما كشفه في شباط 2021 اللواء محمد علي جعفري القائد العام السابق للحرس الثوري الإيراني الذي أشار عن وجود " قاعدة لتصنيع الصواريخ " وكذلك عن صاروخ ديزفول الباليستي أرض ، أرض مداه يصل إلى الف كيلومتر " وممكن حمل أنواع مختلفة من المتفجرات في رأسه الحربي (بما فيها السلاح النووي)" وهناك حسب الاعتراف الإيراني وجود قواعد عديدة ومدن صاروخية مخصصة للطائرات المسيرة تمتد أكثر من (70) كيلو مترا تحت الأرض" ونستطيع وباعتراف مسؤولين عسكريين إيرانيين أن نكشف عن هذا التوجه الخطير وكأنها التحضير لحرب نووية فتاكة مما يدفع القوى المتربصة للتخندق والبدء بالحرب ضد إيران والمنطقة بأسرها ، وفي طور جديد نجد أن هناك مساعي إيرانية ليس للتدريب على صواريخها ومسيراتها فحسب بل لصناعة السلاح خارج حدودها وهذا ما لمسته البشرية في الطائرات المصنعة محلياً في بلدان في المنطقة الذي ازداد بشكل مضطرد خلال الفترة الحالية.
أن العودة لفكرة قيام الحرب النووية لإنقاذ الناس من الظلم بعدالة ظهور المهدي وغيره لا تختلف عن الدعوات الخطرة في لجم مساعي الدول والشعوب التي تناضل من أجل الانعتاق من براثن الاخطبوط الاقتصادي العدواني ، وهما دعوتان تعلنان صراحة بفناء ثلث البشرية أو جميع البشر لصالح فكرة عنصرية متطرفة بحجة نشر العدالة وحقوق الانسان، لابد من التفكير الجدي التخلص من إشكاليات التيه والضياع في متاهات الامنيات التي تقف على فنتازيا تراجيدية وهي تحقيق العدالة بالحرب وما أدراك ما معنى الحرب النووية ؟ وهذا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تهديد جديد يوم الاحد 5 / 6 / 2022 بأنهم سيقومون بضرب أهداف جديدة في حالة تسليم النظام التابع الاوكراني صواريخ وهدد بوتين " بأنه في حال تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى "عندها سنستخلص النتائج المناسبة ونستخدم أسلحتنا.. لضرب مواقع لم نستهدفها حتى الآن" وهو رد على" إعلان الولايات المتحدة قرارها بتسليم أوكرانيا قاذفات صواريخ متعددة بعيدة المدى يمكن أن تصيب أهدافا على بعد حوالي ثمانين كلم"
انهم الرأسماليون الديمقراطيون للكشر الذين يتشدقون بحرية الرأي والحريات العامة والخاصة والديمقراطية لكن على طريق قضم الرأس وحقوق الانسان التي يذل فيها الانسان على طريقة الاستغلال وسرقة قوت الشعوب ، هل تتطور الحرب إلى نووية ؟ حتى تتحقق نبوءة العدالة حسب تصور البعض ؟! لنتصور الحرب النووية لإنقاذ البشرية من ويلات الظلم والقهر وهل ستبقى البشرية اذا قامت مثل هذه الجريمة كي يخرج من يخرج مع احترامنا للذين يبنون هذه الفكرة على الخيال غير المحدود.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية رحلة الطواف
- تهديد تركيا واضرار الخلافات بين القوى الكردية العراقيتهديد ت ...
- نص الادراك في التنويع
- ريغان ومهزلة حرب النجوم والرئيس بايدن والحرب في أُوكرانيا
- اسراف في الرؤيا
- اعراس التدخل والصواريخ والعمليات العسكرية على الإقليم وغيره
- هل تعدد المراكز النقابية يخدم الشغيلة ووحدة العمل النقابي ؟
- الانسداد السياسي والأزمة السياسية المزمنة
- حدو النوارس قديم
- قرار 2131 والعراق المباح لكل من هب ودب!
- الخيارات في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة!
- مهزلة عدم استكمال الاستحقاقات الدستورية لانعقاد مجلس النواب
- هل الحكومة العراقية الجديدة ستكون حكومة عراقية فعلاً؟!
- كردستان العراق ليست إسرائيل يا حكام إيران ؟!
- كارثة المياه ومواقف دول الجوار إيران وتركيا
- شبح الحرب الثالثة يهدد البشرية والسلم في العالم
- مأزق المسرح المغلق
- ثلج يوفيك الدافئ
- التدخل للهيمنة والتبعية والاسخفاف لإذلال العراق
- ماذا يحصل والبلد على حافة الانهيار التام؟


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - هل الحرب النووية التي تفني ثلث البشرية تعجل بظهور العدالة...؟