أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - من كسر سيف القدس في القدس














المزيد.....

من كسر سيف القدس في القدس


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 7264 - 2022 / 5 / 30 - 15:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


لست من مناصري الحرب الجيشية في صراعنا الطويل، فقد فشلت كل الجيوش سابقا في حسم الصراع ولست مع من يهزأون أو يستهزئون بقضيتنا بتفريغ الحالة الوطنية من محتواها الثوري للتربع على السلطة وتعميق الديكتاتورية والقمع وتغييب المؤسسات التشريعية ولست مع من يستخدمون الأجهزة والميليشيات والسلاح بشقيه السلطوي والمقاوم للحفاظ على عدم شرعيتهم بالحديد والنار ولكني منحاز بقوة للديمقراطية والمقاومة الشعبية وفقراء شعبنا الأكثر تضررا من الإنقسام وحارة كل من إيده إله والظلم ليسفقط الإجتماعي بل الظلم الفئوي في استغلال الموارد والوظائف العامة والمال العام.

ما جرى بالأمس هي صدمة كبرى في القدس من تكريس إحتلالي ليس للقدس كمدينة بل في خطوة عملية للإحتلال على الأرض لتغيير الواقع الحضاري والديني والديموغرافي بالقوة والمنافي للشرعات الدولية من عدم جواز أي تغيير المحتل على ما يحتل من آراض أوسكان أو دول وقبلها عدم احترام مقدسات الآخرين، أو ما أطلقوا عليه ""عاصمة موحدة لدولة الإحتلال"".

ما جرى وما يهمنا أكثر ولا يقال بصراحة هو بالضبط خطأ حماس، لا أكثر، لأن حماس تندفع في كل المراحل تحت ضغط اثبات الوجود في العقل والشارع والنظام السياسي الفلسطيني أكثر من كونها داعية مقاومة وتحرر ، و هو هاجس متشكل في ثقافة الحمساويين للتفرد الناتج من فكر الأصولية والإقصاء المتجذر في الأنا الإخوانية بعيدا عن الشراكة، ولذلك هي تعدت فئوية فتح وتريد كل شيء بما فيها السلطة والهيمنة، وتتوهم بأن هذه الصفة لا تٌكتَسَب إلا بالعمل العسكري، أو بما يتوازى مع مقولة لينين "بالعنف الثوري نستطيع أن نمتلك السلطة" وهي نظرية صحيحة في دول مستقرة مستقلة تتصارع على الحكم ويسعى فيها الثوار للتغيير وقلب نظام حكم فاسد، لكنها جربت وثبت أنها قاصرة في حالتنا الفلسطينية، أي أن هذه النظرية لا تنفع في حالة الإحتلال أو الأسوأ من الإحتلال وهو الاستعمار الإستيطاني الإحلالي المتمثل في المشرع الصهيوني ولذلك:

نصيحتي لحماس والمقاومة بعد كل هذا الخلط بين العمل المقاوم وامتلاك السلطة، بأنه خطأ جسيم يفشل صاحبه، فهذان خطان لا يلتقيان ويعطل الثاني أي السلطة الخط الأول وهو المقاومة، وأنا على قناعة تامة بأن الخطاب الحمساوي ومنذ البدء في الظاهر والباطن، بشعور وبدون شعور هو يحوز على الرغبة الجامحة في امتلاك السلطة، وهذا ديدن فكر الإخوان وثقافتهم قبل محاربة الإحتلال، ولذلك انظر لاندفاعات وأخطاء حماس تجدها في جزئية امتلاك السلطة وليس في جزئية المقاومة نفسها..

ما حدث بالأمس أو قصة الأمس، ليست هي الوساطات ونجاحها في التهدئة ولا في شنطة العمادي ولا كرمال معاناة أهل غزة ورفضهم الحرب ولا نقص الجهوزية وفارق القوة، لكنه في تراجع ما يسمى دول محور المقاومة خطوة، لتحدث الصدمة " الصحوة الحمساوية " بأن مصير حماس قد يكون على المحك في هذه الحرب القاصمة وغالبا ستفقد السلطة وتفقد المقاومة تماما كما كل مكونات محور المقاومة إخوان وحزب الله وإيران وفروعها "وطبعا باشتثناء الجبهة الشعبية"، هم الاسلاميون بنوعيهم السني والشيعي جميعا يحاربون لهدف انتزاع الحكم أو الدفاع عن الحكم الذي بأيديهم، أما قصة الجهاد فهذه قصة أخرى مؤجلة، أي الحكم، لعدم امكانية توفر فرصة أن تحكم حركة مثل الجهاد في وجود حماس لا بالقوة ولا بالانتخابات.

الموقف من عدم الدخول في حرب هو جيد ولصالح حماس في بقائها دون اقتلاع رغم آثاره السلبية على شعبيتها وصدقيتها علها تكسب عمرا جديدا لكنها خسرت ما لم يكن في الحسبان، خسرت الأهم لديها، وما تعودت عليه وهو سعيها للهيمنة على القرار الفلسطيني، وهذا سيكون مؤلما لحماس أكثر من ألم الحرب، ومن كسب هذه الجولة هم "أهل غزة" بعيدا عن الدمار والمعاناة من حرب أخرى ستعصف بالأخضر واليابس، ولذلك نتج ما لم يستطع المناويئون لحماس من تحقيقه في الميدان وكسب الشعبية والشارع، فجاءت به أخطاء حماس التي ربطت على الدوام امتلاك السلطة والشارع بسلاح المقاومة، لأن العمل العسكري ذا الحسابات الرقمية المحددة به اختلال توازن القوة لصالح اسرائيل.
قصة الحدث لا تكمن بالرد على اقتحام المستوطنين للأقصى ولا بإشهار سيف القدس، بل القصة فيما هو كامن في العقل الحمساوي من نزوع نحو الهيمنة والتفرد وامتلاك الحكم والقرار مصحوبا بوهم قوة محسوب سلفا بعدم إمكانية حسم الصراع واحراز النصر المؤكد.. هكذا كسرت تهديدات حماس المتضخمة والغرفة المشتركة التي تقودها سيف القدس في القدس.

النصيحة لحماس من جديد هي عدم ربط المقاومة بالسلطة والحكم والهيمنة ويجب الفصل بينهما في حالتنا الفلسطينية فكل انجاز للمقاومة تفسده الرغبة في السلطة وممارستها كما حدث لحماس في سيطرتها على الحكم في قطاع غزة.

الخلاصة:
خسرت حماس و المقاومة معركة غير عسكرية كان يمكن أن يكون مصيرها فيها على المحك بسبب استعدادات الاحتلال والبيئة الحديدة اقليميا ... لكن الخسارة السياسية والمجتمعية والشعبية المتصاعدة لحماس وصولا لهذا الوقت، ستتوقف كثيرا لإستعادة الزخم الذي واكب السنة الحالية .. الخسارة في الشعبية والشارع ليست هينة وأصعب من الهزيمة العسكرية رغم أنها لن ترفع سقف الآخرين والمناويئين لترهلهم وعدم قدرتهم على جني تلك الخسارة الشعبية الحمساوية، لكن بالتأكيد سيواجه محور المقاومة (حماس) نوعا من تمرد الجمهور والشارع واهتزاز الثقة لفترة ليست قريبة، وما على المقاومة لتجبير انكسار سيف القدس إلا الإبتعاد عن الحكم والسلطة كما كانت قبل نشوء السلطة وتذهب للمقاومة فقط إن كانت تستطيع بعد بريق ومنافع الحكم، ولو تجرى الانتخابات في غضون الأشهر الثلاث القادمة ستخسر حماس وحلفائها كثيرا ولا أدري من سيجني خسائر حماس هل هم المستقلين مثلا أو قوى صاعدة تنتظر حظها.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تركي الفيصل والسنوار يخبرونا بالحرب القادمة
- الهروب الفلسطيني إلى اللا شيء
- ألم يحن وقت حل الصراع
- فلسطنة الأجندات
- ماذا يحدث في فلسطين وهل الاتفاق النووي سيعزز المقاومة أم سيض ...
- الحرب المنسية في أوكراينا وومضات الشعور الإتحادي للسوفييت
- بين دبلوماسية اسرائيل ودبلوماسية عرفات .. حرب أوكرانيا مثالا ...
- نحو الإستثمار الفلسطيني الإسرائيلي الإيجابي لأزمة أوكراينا
- هل تنتهي حرب أوكراينا بصفقة خلال شهرين؟
- بوتين ربط الكلب المسعور عالباب
- هكذا رجال الإمارات
- أوروبا الأبشع تفرقة عنصرية بين اللاجئين
- حرب عالمية نوعية في ظروف نوعية .. الروس قادمون
- الصراع الفلسطيني الآني على التنازلات وليس على التحرير
- تعا تا نتخبى من درب الأعمار
- هل سيصبح للفلسطينيين كيانان منفصلان
- لا تغيير إنها الهزيمة
- من فسخ م.ت.ف حماس أم الشعبية أم عباس؟
- لماذا لا يخرج شعبنا كله لإجبارهم على المصالحة
- لن تنجح المصالحة الفلسطينية في الجزائر إلا إذا


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - من كسر سيف القدس في القدس