أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - صورة الاله المستبد وصورة الحاكم المستبد














المزيد.....

صورة الاله المستبد وصورة الحاكم المستبد


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 18:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لكي نتقدم يجب ان نبني من جديد، فكل البناء الفكري القديم لم يعد صالحا لمسايرة ذهنية العصر، لا الدين ولا الاخلاق ولا الحب ولا العلاقات.
في العراق يتضح ذلك جليا، فان المعاناة الأكبر والتي تشكل عائقا امام أي تقدم او تطور، هو ذلك الركام الديني والعشائري والاجتماعي الذي يسد المنافذ امام أي محاولة للنفاذ الى عالم جديد.
ركام الدين الذي يفرض شروطه وقوانينه وفتاواه على المجتمع بقوة العادة او قوة التقليد او قوة المليشيات
ركام الإرث العشائري الذي استفحل وزاد وزن تأثيره من خلال الأثر والفصل والدگات العشائرية والغزو والابتزاز.
فان كان القديم لم يعد صالحا، وتوقف عن التطور ولم يعد يحمل في احشاءه أي وليد جديد، اذ انه يعيد نفسه في نفس دائرة التخلف المغلقة، فلا معنى يبقى لشعار اصلاح الدين.
مشكلة الإسلام تكمن في اثنين، القرآن والسنة، فالقرآن، وان حمل أوجه عديدة للتفسير، لكن حقيقة اعتبار القرآن كلام الله وليس كلاما منقولا عن الله، يصبح كل ما فيه قدسيا ومنزلا من الله ولا يستطيع احد الجدال في مثل الحسد والسحر والتقسيم الطبقي وعلو الرجال على النساء وتعدد الزوجات والاستعباد والجهاد وطاعة رجل الدين وعدم تساوي الإرث وكذلك روح التعصب وعدم التسامح, لقد نفذ السحرة والمشعوذون وتجار الدين من خلال خزعبلات قرآنية فابدعوا واطنبوا في افساد المجتمع،.
صحيح ان الدولة الحديثة تستطيع سن وتشريع قوانين لا تعتمد على الشريعة الدينية، لكن القرآن بصفته قدسيا يفرض نفسه على الحياة الاجتماعية العامة وعلى الاخلاق والتصرفات والسلوك والمعاملات التي تتم بمعزل عن قوانين الدول، من خلال نشاطات وفعاليات رجال الدين او من خلال الكتب الدينية والشبكة العنكبوتية التي ينشط الإسلاميون نشاطا متميزا لا يمكن اغفاله، وهذا ما يفسر التناقض الدائم بين المجتمع الإسلامي والدولة المدنية الحديثة أينما وجدت وكذلك مقدرة الإسلاميين على كسب الرأي العام الشعبي والوقوف ضد العلمانية.
في مسيرة ليس بالطويلة، ومن خلال حملته الايمانية المشؤومة، استطاع الرئيس المشنوق صدام حسين إعادة العراق الى عهد صدر الإسلام، فأطالت الناس لحاها وعجت المساجد بالمصلين وتم كتابة القرآن بدمه وأصبحت الصلاة والصيام احد اهداف حزب البعث الصدامي.
لقد أصبح القرآن مقدس مرتين، مرة لأنه كلام الله وأخرى لأنه مكتوب بدم صدام.
إذا كان الدين مفروضا بالقوة، وهو دائما كذلك، فان النفاق سيكون هو المظهر العام للمجتمع.
صدام كان صورة للإله بطغيانه وجبروته وصرامته وعقابه، كان يحي ويميت، يرزق ويفقر، يسجن ويعفو، يستعبد ويعتق. ذلك ان الدكتاتور المستبد يستعير صورة الاله المستبد. لاحظ أيضا كيف ان لصدام 99 اسما تماما مثلما لله أيضا نفس العدد من الأسماء.
عندما أسقط الامريكيون النظام الصدامي، واطاحوا بصنم الدكتاتور، استبدلت الأحزاب الإسلامية صورة الرئيس المستبد بصورة الاله المستبد وزرعتها في ذهنية المواطنين التي تلقفتها لأنها مهيئة نفسيا لها، بالطبع معززة بالخوف من فرق الإرهاب والمليشيات ومجموعات الاغتيال والخطف،
وكما كان النفاق مظهر المجتمع العام في زمن الرئيس المشنوق، أصبح أيضا وجه للمجتمع الجديد ووجه للسياسة أيضا ووجه للايمان.
لم يختلف المجتمع عما كان عليه، كل ما هناك تبدل مصدر الخوف، سابقا كان خوف من الهمجي الارعن صدام، واليوم من الأحزاب الإسلامية وأحزاب الفساد بغض النظر عن انتماءاتها الطائفية، التي تسيطر على كل فرق الإرهاب والاغتيال والخطف والمليشيات.
لذلك، ولكي نبني الجديد، يجب محو صورة الاله المستبد، الآيات التي تحرض على الاستبداد، الأحاديث تحث على الاستبداد، الفتاوى التي تستحضر الاستبداد وتروج له. اعتقد بدون ذلك لا يمكن تغيير المجتمع ابدا.


ا



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اساطير:2) اسطورة اوديپ Oedipus
- اساطير:1) اسطورة اوديپ Oedipus
- اساطير: تكوين الارض والالهة عند الاغريق
- ليس دفاعا عن النبي محمد
- قل الحق ولو على نفسك
- مأزق ذهنية المحاصصة
- نريد وطن
- باختصار شديد: شهداء ام قتلى
- 12-آلهة وشياطين: الاساطير الهندية- قصة الخلق+ كرشنا1
- 10-آلهة وشياطين: الاساطير الايرانية 2
- 10-آلهة وشياطين: الاساطير الايرانية 1
- 9 آلهة وشياطين: گلگامش 4- الطوفان
- 8 آلهة وشياطين: گلگامش 3- عبور مياه الموت
- 7 آلهة وشياطين: گلگامش 2- موت انكيدو
- 6 آلهة وشياطين: : گلگامش 1
- 5 الهة وشياطين: الاساطير البابلية والاشورية 2
- 4 الهة وشياطين: الاساطير البابلية والاشورية 1
- 3 الهة وشياطين: اسطورة ايزيس واوزيرس 2
- 2 آلهة وشياطين: الالهة المصرية 1
- الوعي العمالي وتأثيرات التدين


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - صورة الاله المستبد وصورة الحاكم المستبد