أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - المَوروث الديني المَندائي















المزيد.....

المَوروث الديني المَندائي


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 7260 - 2022 / 5 / 26 - 21:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لقد تعرّض المندائيون إلى العديد من مُحاولات الفَناء من قبل الأقوام والديانات المُسيطرة, وذلك بسبب كونهم مُسالمين وليس لهم طموح سياسي ولا يأخذون الجانب العسكري لأن ديانتهم تمنع عليهم القتل وحتى الانتقام. ونتيجة لذلك فقد كانوا يُخفونَ تعاليمهم وكُتُبهم كيلا يستولي عليها المُهاجمون ويستفيدوا من تلك المعرفة الناصورائية, وكذلك لأنَّ مُعظم الديانات كانت قد أَخَذَت من الفلسفة والتعاليم المندائية ونَسبتها لها, وهذا الموضوع هو الذي يدفع تلك الديانات إلى محاولات محو أي ذكر تأريخي أو فلسفي للمندائية, عبر حرق وإتلاف كتبهم (مصدر1), أو حتى محاولات محو المندائيين من الوجود عبر المذابح والإبادة التي تعرّضوا لها عبر العصور, وهو الذي جَعَلَ المندائيين يَطمرون كُتُبهم في حالة أحسوا بالخطر الوشيك, ونتيجة لذلك فَقد فُقِدَت الكثير من الكُتُب المندائية, وبرُغم أنَّ الذي وَصَلَ إلينا اليوم من الكُتب يُعدُّ جيداً ولكنه بكُل حال لا يُمثل جميع التعاليم والفلسفة المندائية الأصلية. ولا تزال هُنالك جهات مشبوهة تشتري المخطوطات والآثار المندائية الأصليّة بأسعار مرتفعة لتقوم بإخفائها وإخفاء التأريخ المندائي معها.

وكان المندائيون يحفظون التعاليم ويورّثونها لأجيالهم أيضاً, ولهذا فقد تُرِكَ لنا الكثير من تلك التعاليم على شكل موروث ثقافي, وبِرُغم اختلاط هذا الموروث مع الأقوام الأخرى وصعوبة تمييز ماهو مندائي وماهو غير ذلك, ولكن البحث في النصوص المندائية عن إشارات تَدعم بعض الموروث الديني رُبما يكون دليلاً مُسانداً له.

1. تحريم قص الشعر

* “يا رأسَ ذُرّيَّةِ الحيّ ..
إذهَبوا .. إنّكم الضَّوءَ تَلبَسون .. والنُّورَ تكتَسون .. ولتكُنْ ضَفائِرُكم مجدولةً في رؤوسِكم” الكنزا ربا اليمين

إن رجال الدين المندائيين كانوا ولا يزالون يُحرّم عليهم أن يقصّوا شعورَهُم, وهذا ينطبق على رجال الدين في مُعظم الديانات, وربما تكون هنالك أسباب متعددة لذلك عدى الأسباب الفقهية, ومنها

- لقد كان شَعَر الرجال وخاصّة اللحى, ومُنذ الحضارات القديمة يُمثّل رمزاً للحكمة والرجولة والشرف وكذلك كتمييز للطبقة الاجتماعية (مصدر2), وكان الملوكُ المهزومون يسجدون للمنتصرين ليقدموا الطاعة وتُملى عليهم الشروط ومِنها المكانة الاجتماعية والمظهر (مصدر3), ولكن وخلال الحروب فقد كان الذين يؤسَرون فيها تتم حلاقة شعرهم ولحاهم كدليل على إهانتهم, وحتى أنَّ العبيد لم يكن يُسمح لهم بإطالة لحاهم تمييزاً لمكانتهم, وفي حضارات وادي الرافدين كانت طريقة تصفيف اللحى تُعطي دليل على مهنة ومكانة الشخص الاجتماعية. فيما عدى الحضارة الرومانية القديمة والذين كانوا يحرصون على حلاقة شَعرهم ولحاهم, وإن أنتشار حلاقة اللحى والشَعر هو بسبب هيمنة الحضارة الغربية عالمياً وليس بسبب النظافة الشخصية, ففي هذا العصر تتوفر فيه المياه وأدوات الاستحمام لدى الجميع, وكذلك تَحرص وسائل الإعلام الغربية وهوليوود على تشويه صورة أي ثقافة تختلف بنمطها وأزيائها, فقد أصبحت اللحى الطويلة مُرادفة لصفة الإرهاب أو التطرف الديني أو التخلف والهَمجية. إن مردود بيع مستلزمات الحلاقة تَصل إلى مئات المليارات من الدولارات, وطبعاً مُعظم هذه الدولارات تذهب إلى الشركات مُتعددة الجنسيات والمملوكة من المنظمات العالمية المُسيطرة.

- لقد ذُكِرَ مُنذ القِدَم بأن الشعر يُزيد القوى الصوفيّة لصاحبه, وفي التجارب العلميّة الحديثة أُثبتت التأثيرات الكهرومغناطيسية للشعر وإنه يعمل كمُرسل ومُستقبِل للإشارات مثل عمل الهوائي (مصدر4), وبوجود الشعر أو بعدمه تتغير الهالة الكهرومغناطيسية للإنسان, ولا يزال العلم في بداياته لمعرفة قوى الإنسان الباراسايكولوجية وكيفية تحفيزها.

2. الابتعاد عن الكيمياويات
يمتنع رجال الدين عن أستخدام أو أكل أي شيء صناعي أو مُعَد من قبل المطاعم أو (الأشخاص الغير حلالية)

وربما يعتقد البعض بأن في الأمر مُبالغة, ولكن في عصرنا هذا فقد انتشرت المواد الكيمياوية والصناعية الخطرة والمُسمِمَة, فمثلاً الفلورايد في معجون الأسنان الذي نستعمله يومياً نحن وأطفالنا هو سبب رئيسي لتقليل ذكاء الأطفال وزيادة مُعدلات السرطان وتكلّس الغُدة الصنوبرية وهي المسؤولة عن مُعظم القوى الباراسايكولوجية (مصدر6&5) , وربما يكون خيار أستبدال معجون الأسنان بملح البحر أو غيره من المواد الطبيعية المُعقِمة أفضل نتيجة وأكثر أمناً للصحة, وكذلك فإن ترك المُعطرات والمساحيق بعد الحلاقة واستبدالها بزيت جوز الهند أو غيره من الزيوت الطبيعية يكون أفضل بكثير, ومثله أستبدال مُعطرات تحت الإبط والتي تحتوي على الألمنيوم المُسرطن بمادة الشَب. ولو أخذنا أبسط شكولاته أو مشروب جاهز لوجدنا في مُكوناته عشرات المواد الكيميائية المكتوبة وأكثر منها مُستَتِرة تحت أسم مُطيبات ومواد حافظة وغيرها, ومُعظم هذه المواد لم تُستكمل الدراسات حول مخاطرها لغاية الآن, أو أنه قَد تمَّ التأكد من خطورتها بدراسات علمية رصينة ولكن قوّة تلك الشركات العالمية وتأثيرها على مراكز القرار السياسية تكون له الغَلَبة دائما, وإن فساد وفضائح مُنظمة الصحة العالمية المسؤولة عن أتخاذ تلك الإجراءات, معروفة ومدوّية.

3. شرب ماء النَهر
يَحرص رجال الدين على الشُرب من ماء النهر فقط, وذلك بأن اليردنا يجب أن يكون داخلياً وخارجياً, وفي حالة كون النهر نقي وليست هُنالك محطات تصفية للمجاري منصوبة عليه, أو غيرها من المُنشآت الصناعية المُلوِثة فيُمكن أن نُفكر بهذه النقاط

3.1. إن ماء النهر الحر (الغير مضغوط بالمضخات) يحتوي على ذاكرة غير منتهية ومُنذ القِدم وهذه الذاكرة مع معلوماتها المخزونة تنتقل إلى الإنسان إذا شرب هذا الماء وتندمج مع الماء الموجود في أجسادنا والذي يشكل حوالي 70% منها, وكذلك تنتقل هذه المعلومات من مياه النهر إذا استحممنا به لان البشرة تشرب الماء أيضا, ولكن المعلومات تتفكك في حالة ضغط الماء بقوة (كما في المضخّات) بسبب بعثرة الأواصر التي تربط جزيئاته وتغيّر تشكيلاتها التي تُخزن فيها المعلومات.

3.2. تحتوي المياه التي تصل إلى بيوتنا على مادة الكلور وغيرها من المواد السامّة (مصدر7), وفي الولايات المُتحدة يُضاف الفلورايد الذي تحدثنا عن مساوئه إلى ماء الشُرب, بينما ماء النَهر يكون خالياً من أي إضافات.

ولكن بنفس الوقت توجد هنالك الكثير من الطفيليات والبكتريا في ماء النهر, وربما يكون أستعمال المُرشِحات النانويّة المحمولة أكثر أمناً.

4. تحريم الوشوم للجَسَد
“ومَن صانَ جَسَدهُ حُباً في اللهِ فَهُو المُزكّى.” الكنزا اليمين

يرتسم المندائيون بالماء الجاري مُنذُ القِدَم ويُحرّم عليهم الوشوم والإساءة للجسد الذي يجب أن يبقى نقياً. وعودة إلى العصور القديمة فقد كانت الوشوم هي لتمييز العبيد عن الأحرار, ولا تزال الوشوم والدبغات على الحيوانات تُستخدم لتمييز مالكيها. أو تُستخدم لغرض السحر الذي أرتبط بها وبعبادة الشيطان, ولهذا السبب فَنَجد العديد من البوث في كتاب الأدعية والصلوات والتي تستعيذ من المُرسّمين وهُم أصحاب الوشوم.

المصادر
1. مقالة: الابادات الجماعيه التي تعرض لها الشعب المندائي عبر التاريخ, الدكتور رفعت لازم مشعل
https://www.mandaean--union--.org/ar/history/item/265-genocides-mandean-throughout-history
2. مقالة: شعائر وطقوس حلق للحى في تاريخ الحضارات القديمة, موقع سمفونية التاريخ
http://press-history.blogspot.com/2012/06/blog-post.html
3. تُخلّد المَسَلّة التي أسموها بالسوداء, إنتصارا الملك الآشوري شلمنصر الثالث, ويظهر خمسة ملوك ساجدين أمامه وهم ياهو بن عمري ملك إسرائيل ومداتو ملك إيران وملك مصر ومردوخ أبيلي أصر ملك الفرات الأوسط وقلبا روندا ملك أنطاكيا (تركيا), 827 ق.م. المتحف البريطاني.
4. برنامج يوتيوب, The human energy structure in the invisible world.
https://youtu.be/ctNHQUhZs2o
5. مقالة: Effect of fluoridated water on intelligence in 10-12-year-old school children.
Journal of International Society of Preventive & Community Dentistry
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5285601/
6. مقالة: خدعة الفلورايد, فهد عامر الأحمدي جريدة الرياض
7. مقالة: أضرار الكلور في الماء, رحمة كعبر
https://mawdoo3.com/%D8%A3%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%88%D8%B1_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكائن اللّطيف مُحرّك الثورات!
- عوائل الموت تحكم العالم
- قُرب بابل …كانت أورشلام
- المَسيح الترميدا الناصورائي
- قَتل العُلماء وحُكم السُفهاء.
- دعوة للبحث في أكديّة اللّغة الآراميّة.
- فيثاغورس ومُعلمه الناصورائي الساحر
- الفَقير الذي يَبيع جواهِره!
- دَمروا بابل وآشور.. ورقصوا
- قِبلة الشَمال والصلاة اللَّيليّة لدى المندائيين
- الآشوريون الأوائل كانوا صابئة
- الأستعمال السياسي للأديان التبشيريّة
- اللُّغة المندائيّة ..العربيّة القديمة


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - المَوروث الديني المَندائي