أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالكريم ابراهيم - مقاهي الثورة ومقرات فرق كرة القدم الشعبية














المزيد.....

مقاهي الثورة ومقرات فرق كرة القدم الشعبية


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7251 - 2022 / 5 / 17 - 19:09
المحور: المجتمع المدني
    


تختلف مقاهي مدينة الثورة (الصدر حالياً) عن بقية أخواتها البغداديات، بكونها تتميز بصفة قد لا تكون موجود عند الأخريات، فهي تعد مقرات للفرق الكروية الشعبية. وعادة ما يكون مقهى القطاع هو مقر الفريق الخاص بهذا القطاع كما تشير لافتة تعلق على بوابة المقهى مثلا ( شباب الأمل ،أمجاد الثورة، الانتصار) وغيرها. ولعل اتخاذ المقهى مكاناً ليكون مقراً للفريق وذلك لعدم وجود بديل مناسب فضلاً على هي خير مكان للتجمع اكبر قدر من اللاعبين وجمهورهم المتحمس. ينحسر التواجد عند المساء، لان اغلب أعضاء الفريق من الكسبة والموظفين الذين يكدحون في النهار، وساعات المساء هي الفرصة الوحيد في لتبادل الأحاديث ومشاهدة التلفزيون واحتساء الشاي ولعب الدومينو.
يحتدم النقاش في المقهى بعد انتهاء كل مباراة سواء أكانت النتيجة ايجابية أم سلبية، وتتعالى الأصوات على أنغام رنين (استكانات)الشاي وأحجار الدومينو، وقد يتطور النقاش إلى عراك لفظي، وزعل اخوي حيث يحمل بعضهم خسارة الفريق المباراة لعدم تمرير الكرة بصورة جيدة،وعدم مجاراة فريق الخصم في أسلوب لعبه، وغيرها من المبررات التي تطلق عادة عند خسارة أي فريق، ما يدفع صاحب المقهى الذي يكون في الغالب من أنصار الفريق ، ليتدخل هذا الرجل لتهدئة الأمور من خلال توزيع الشاي مجاناً على أعضاء الفريق لقطع النزاع، وفي حالة الفوز فان صاحب المقهى يبادر بتوزيع المشروبات الغازية مجاناً على رواد المقهى مكافأة على فوز الفريق.
أعضاء الفريق برغم أعمالهم الشاقة، فأنهم لا يفوتون فرصة حضور جلسات المناقش المسائية، ويعد مدرب الفريق الراعي الرسمي له، وغالباً يكون من لاعبي القطاع القدامى، يحظى باحترام وتقدير جميع أبناء المنطقة. ولا تختصر مهمة هذا الرجل على القضية الاشرافية والتدريب، بل قد تمتد إلى متابعة أحوال أعضاء الفريق، والسعي للحصول على تفرغ للاعبيه لاسيما عندما تكون المباراة مصرية حيث يحاول قد الإمكان الحصول على إجازة لعضو ما. في حال كان رب العمل غير متفاهم أو من أنصار فريق الخصم فتلك مشكلة يستطع من خلال خبرته الرياضية أقناع الجميع أن الرياضة تنافس شريف، والساحة هي الحكم، وأحياناً يتكون المدرب هو الواجهة في خطبة وزواج احد أعضاء الفريق لأنه يعد الأب الروحي للفريق بمعنى الكلمة. ولا تفارق الملابس الرياضية المدرب حيث يعمد إلى ارتدائها ما خلا في المناسبات الرسمية.
أتذكر احد المدربين من عصبي المزاج فقد كان يعمل (خلفة) بناء، ولا يتعامل ألا بلغة رمي (الجمجمة) و(الفاسة ) و( ربع طابوقة) مع المتهاونين في العمل. انتقلت عصيبة العمل إلى التدريب، فكما احتدم النقاش التفت يميناً ويساراً للبحث عما يضرب به اللاعب المسبب للخسارة، لتذكر انه ليس ( خلفة) بناء بل مدرب الفريق؛ عندها يضحك الجميع على هذا الموقف الذي ينم عن حرص شديد للحصول على نتائج مشجعة.
حرب سنوات الثمانية ألقت بظلالها على الفرق الشعبية ،وجعلت اغلب اللاعبين جنوداً موزعين على مناطق شاسعة لا تجمعهم سوى الإجازات أو قراءة لافتة نعي احد أعضاء الفريق، وهي معلقة في بداية القطاع. ورغم قصر الإجازة العسكرية فأنها تكون فرصة لأعادة بعض الأمل، وممارسة لعبة كرة القدم على الأرض الترابية ، ونسيان صوت البنادق ودوي المدافع، واستذكار صور من خطفتهم الحرب وهم في عز شبابهم. كانت الحرب بداية انتهاء العصر الذهبي للمقاهي في كونها مقرات للفرق الشعبية، لتأتي التقدم العمراني الذي قضى على ساحات كرة القدم ويحولها إلى مجمعات سكنية، ولعل ساحة الفتيان( الشقق السكنية في الحبيبية اليوم) كانت من اكبر الساحات وأكثرها جذباً للاعبي الفرق الشعبية حيث لا يشاهد سوى كرة قدم على مرأى البصر هي تتراقص بأقدام المئات من الهواة الذين جمعهم حب كرة القدم على تجاوز كل الصعاب.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوم على السطح .. ذكريات الطفولة الباحثة عن صيد نجوم السماء
- سينما علاء الدين وتسريحة أميتاب باتشان
- . الدراما العراقية والبحث عن الذات
- مجنون المنطقة ماركة مسجلة
- مواقع التواصل : تقرب المسافة وتلغي ( لمة العائلة)
- من (دوج أبو عليوي ) إلى (جكسارا )
- أجواء العراق بدون هدنة
- الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء
- (لنكة) الامس و(بالة) اليوم
- الاغنية وتاريخ الصلاحية
- درس مدرسي يومي على أنغام باعة الجوالين
- عيد المعلم وبريق الماضي
- محاولة فاشلة
- السينما والدراما العربية تفقد سحرها الأنثوي
- من يعد لبغداد رونقها الأخضر ؟
- (طيبة ) و (هستيريا) ... وحدة الفكرة واختلاف الأداء
- ( ُحب برائحة الكافور) وعودة إلى عوالم الرومانسية
- لعبة المكان في رواية (بين أمريكا وبغداد)
- الفنان سليم البصري بين (جراوية حجي راضي) و(سدارة غفوري أفندي ...
- مسجل ( السانيو) بين جيلين


المزيد.....




- محتمل إصداره أوامر باعتقال نتنياهو.. من هو كريم خان المدعي ا ...
- الاتحاد الأوروبي يخصص 15 مليون يورو للرعاية الصحية للاجئين ا ...
- بريطانيا تبحث عن المهاجرين لديها لترحيلهم إلى رواندا
- اعتقال عشرات الطلاب خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في أوستن الأمر ...
- لماذا نعتقلهم بينما يمكن قتلهم.. إيتمار بن غفير يحرض على قتل ...
- واشنطن: وحدات عسكرية إسرائيلية انتهكت حقوق الإنسان قبل 7 أكت ...
- الولايات المتحدة تقول إن خمس وحدات بالجيش الإسرائيلي انتهكت ...
- العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل ...
- ماذا نعرف عن اتهام أمريكا لـ5 وحدات عسكرية إسرائيلية بـ-انته ...
- الولايات المتحدة تعارض تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بحق إس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالكريم ابراهيم - مقاهي الثورة ومقرات فرق كرة القدم الشعبية