أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نهاد ابو غوش - العدالة لروح شيرين ابو عاقلة والوفاء لرسالتها














المزيد.....

العدالة لروح شيرين ابو عاقلة والوفاء لرسالتها


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7249 - 2022 / 5 / 15 - 14:13
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


بكل مشاعر الحب والوفاء المقترنة بالألم والقهر، بالدموع والورود وتراتيل المسيحيين وتكبيرات المسلمين وأهازيج الوطنيين وأدعية الجميع ، ودّع الفلسطينيون في جميع أماكن تواجدهم وعلى اختلاف تياراتهموطوائفهم واعمارهم وقواهم واتجاهاتهم شهيدة الوطن والإنسانية، وفارسة الحق والحقيقة، أيقونة الإعلام العالمي، الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي بكاها كل بيت فلسطيني، وكل صاحب ضمير على امتداد العالم.
وفي نفس الوقت، أبت قوات الاحتلال، إلا أن تترك بصمتها الخاصة التي تميزها، فبكل ما لديها من توحّش وانعدام للضمير قمعت الجنازة والتابوت والمشيعين. وأطلقت قنابل الغاز والصوت على المتجمهرين بمن فيهم النساء والأطفال والكهنة والطواقم الطبية في المستشفى وأعضاء السلك الدبلوماسي، وكأنها تريد ان تقول أنها دولة لا تقيم وزنا لأحد ولا تعبأ بأحد، وهي بذلك تؤكد مسؤوليتها المطلقة عن واقعة إعدام الشهيدة شيرين. فمن يقمع جنازة عامدا متعمدا بقرار مسبق وبمشاركة مئات الجنود والضباط والخيالة المسنودين بالطائرات المروحية، لن يتورع، وهو لم يتورع طوال تاريخه، عن اغتيال صخفية وهو يظنّ أنه بذلك يغتال الحقيقةن ويخلي الساحة لروايته التي ينقلها مراسلوه الذين يرافقون الجنود في سياراتهم المصفحة.
قوات الاحتلال سيطرت على مدينة القدس بقوة الحديد والنار والهراوات والخيالة، والحواجز المشددة التي نصبتها على مداخل المدينة والطرقات التي تؤدي إلى المستشفى والكنيسة والمقبرة. لكن الفلسطينيين تفوقوا على كل ذلك، فتحدّوه وتجاوزوه، واكتسحوا المشهد بشجاعتهم وإيمانهم ودفء قلوبهم وعواطفهم، وهم الذين شيعوها قبل ذلك على امتداد الطريق من مخيم جنين إلى القدس عبر نابلس ورام الله، ولولا ضرورات الدفن، فلقد ودّت كل قرية ومدينة ومخيم أن تستضيف جثمان الشهيدة لبعض الوقت لكي تقوم بالواجب تجاه من قامت بواجبها الوطني والمهني والإنساني على أكمل وجه في حياتها ورسالتها المهنية، وفي لحظة استشهادها وما بعدها من خلال النتائج التي مازلت تتفاعل في كل أنحاء العالم. وليس من قبيل المبالغة أن استشهاد شيرين أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث العالمية، بل إن خبر اغتيالها المتعمد غطى على أخبار روسيا وأوكرانيا، وما عداها من اخبار عالمية مهمة، وهذا منح شعبنا وقياداته فرصة استثنائية للملمة أوضاعنا وترتيب بيتنا وصفوفنا في مواجهة الاحتلال ومخططاته التصفوية.
ليس من الصعب اكتشاف سبب كل هذا الحب لشيرين، فأداؤها المهني المتميز ودخولها من دون استئذان بيوت عشرات الملايين من المواطنين العرب، والأجيال التي تفتح وعيها الوطني والإنساني على تقارير شيرين وزملائها وزميلاتها، إلى جانب ذلك ثمة ماساة إنسانية مروّعة في طريقة إعدامها التي أبرزت مَظلمة الفلسطينيين التاريخية أمام العالم كله، وأشعرت كل فلسطيني وفلسطينية أنه فقد عزيزا، وأن الرصاصة التي اصابت شيرين، أصابت قلبه ايضا، وأظهرت بجلاء كم هي حياة الفلسطينيين مستباحة، وقد اعتاد الاحتلال إزهاقها من دون أن يرفّ جفن لجندي أو قائد. ولعلنا نذكر ما قاله طيار إسرائيلي حين سئل عن شعوره حين يقصف بناية في غزة فيقتل عشرات السكان بمن فيهم الأطفال والنساء، فأجاب بكل صلف أنه " يشعر باهتزاز بسيط في كابينة الطائرة"، فكل ما هو مطلوب هو كذبة أخرى مفادها أن الجيش سيحقق، وأن الضحية حاول الطعن أو الدهس أو تواجد في منطقة يحظر عليه التواجد فيها.
رواية الإسرائيليين افتضحت وانكشف زيفها وتهافتها، فتبدلت عدة مرات، مع صمود وتماسك الرواية الفلسطينية، الرسمية والشعبية وبخاصة رفض الانجرار إلى فخّ لجنة التحقيق المشتركة بين المجرم والضخية، ورفض تسليم الرصاصة، ثم الشهادات الدامغة لزملاء شيرين بدءا من الكبير وليد العمري وعلي السمودي وشذى حنايشة، وشهادات المسعفين والمنقذين وأبرزهم الشاب شريف العزب، والوقائع المادية لخريطة الموقع وإحداثياته. ومواقف نقابات الصحفيين وروابطهم ومنظمات حقوق الإنسان على امتداد العالم، وتقرير الطب الشرعي، وتصريحات المتطرفين الإسرائيليين بمن فيهم رئيس الحكومة الذي قال أن حكومته تدعم جنودها وتقف من خلفهم، والمتطرف بن غفير الذي قال متبجحا "أن طواقم الجزيرة تعيق عمل الجيش"!
شيرين وحدت الفلسطينيين عاطفيا وشعبيا على الرغم من الانقسام، ما يستدعي تحويل كل مشاعر الحزن والغضب والحب إلى قوة فعلية، إلى برنامج عملي هدفه تحقيق ولو جزء بسيط من العدالة لروح شيرين، من خلال ملاحقة القتلة ومن أرسلهم ومن غطّى على فعلتهم، وتقديم المجرمين للقضاء الدولي العادل، وفي هذا المضمار تلعب نقابة الصحفيين مع الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب دورا رائدا في تقديم الملفات القانونية والفنية، والمطلوب مضاعفة الجهود الرسمية والأهلية، وتنسيقها بهذا الاتجاه غير القابل للتراجع أمام اية ضغوط أو ابتزازات حتى لا يفلت قتلة الصحفيين من العقاب.
أخيرا، ومع خالص التقدير للجامعات والبلديات التي أطلقت اسم شيرين على قاعات ومراكز وشوارع، أتمنى أن نعمل لإقامة مركز مهني متخصص على اسم الشهيدة شيرين ابو عاقلة، يخصص لحماية الصحفيين الفلسطينيين، وتوفير التدريبات والأدوات المطلوبة، والحماية القانونية، والإرشادات المهنية لضمان سلامتهم أثناء قيامهم بواجبهم، لأنه مع هكذا دولة مارقة لن تكون شيرين هي الأخيرة على قائمة ال 45 شهيدا، ونأمل أن تسهم الإدارة المركزية لقناة الجزيرة مع نقابة الصحفيين والمؤسسات الإعلامية والحقوقية المختصة في تأسيس هذا المركز الذي يشكل وجوده دليل وفاء لشيرين ورسالتها النبيلة التي لم تتوقف حتى بعد استشهادها.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيرين ابو عاقلة وقائمة طوبلة لشهداء الصحافة
- جرائم قتل الصحفيين واستشهاد شيرين ابو عاقلة
- النقابات الفلسطينية: اختلالات قانونية وبنيوية
- شيرين أبو عاقلة .. جريمة إعدام مشهودة
- مؤتمر المانحين ومقايضة الحقوق الوطنية بالمعيشية
- غيوم تتلبّد في سماء العلاقات الروسية الإسرائيلية
- مخاطر تديين الصراع
- اليمين الإسرائيلي المتطرف رديف للسياسات الرسمية
- الاستعداد لجولات التصعيد المقبلة
- الموقف الأردني الشجاع
- عصمت منصور: واجب النقد وحق الاختلاف
- خلفيات الدعم الإسرائيلي المطلق لإسرائيل
- الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى بين السياسي والديني/الأسطوري
- القائد مروان
- السياسي والاسطوري في اقتحام المسجد الاقصى
- التطورات والتصعيد في فلسطين (3)
- التصعيد في فلسطين (2)
- عن التطورات والتصعيد في فلسطين (1)
- جِنين عاصمة المقاومة
- داعش وإسرائيل: مخاطر محدودة (3)


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نهاد ابو غوش - العدالة لروح شيرين ابو عاقلة والوفاء لرسالتها