أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- جرائم دون عقاب














المزيد.....

بدون مؤاخذة- جرائم دون عقاب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7246 - 2022 / 5 / 12 - 17:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- جرائم بدون عقاب
عرفت الصّحفيّة الفلسطينيّة منذ أكثر من عشرين عاما، التقيتها مرّات عديدة، عرفت من خلالها كم كانت فلسطينيّة الإنتماء، وكم كانت خلوقة، مؤدّبة، مهذّبة، صادقة، هادئة تعرف متى تتكلّم ومتى تسكت، وشاهدتها آلاف المرّات على شاشة الجزيرة، ودهشت بمهنيّتها وهدوئها، وجرأتها في التقاط الحدث والسّبق الصّحفي، وها نحن نفجع بارتقائها سلّم المجد شهيدة برصاص قنّاص من جنود الاحتلال، الذي صوّب سلاحه إلى رأسها، وإلى ظهر زميلها علي السمودي الذي أصيب إصابة قاتلة نتمنى له الشّفاء العاجل منها.
فهل جاء استهداف أبو عاقلة والسمودي عفويّا؟ فتجارب شعبنا مع جنود الاحتلال تثبت أنّ استهداف الصّحفيّين والمدنيّين الفلسطينيّين سياسة ممنهجة، وقد شاهد العالم جميعه جنود الاحتلال وهم يدفعون ويضربون ويقتلون النّساء والأطفال والشّيوخ وذوي الاحتياجات الخاصّة، والصّحفيّين ويكسرون أجهزة التّصوير، خوفا من فضح جرائمهم، ولم تنج الأيقونة الفلسطينيّة شيرين أبو عاقلة وزميلها السمودي من هذه الإعتداءت، وليس آخرها ما تعرّضت له أبو عاقلة في شهر رمضان الأخير في باب العمود والشّيخ جرّاح والأقصى الشّريف في القدس.
ورغم التّغطية الإعلاميّة الواسعة لجريمة قتل شيرين أبو عاقلة، ورغم الإستنكارات الواسعة التي صدرت من حكومات ودول ومؤسّسات حقوقيّة عديدة، وجمعيّات حقوق الإنسان إلّا أنّه لا يمكن غضّ النّظر عن المجرم الحقيقيّ، والمسؤول عن هذه الجريمة، فالشّهيدة أبو عاقلة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ولو تمّت محاسبة القتلة الذين لا يرون حرمات لدم غيرهم وحقّهم في الحياة على جرائمهم السّابقة، لما قتلت شيرين أبو عاقلة، ولما أصيب زميلها علي السمودي بجراح. ولو تمّ لجم الاحتلال وكنسه لنجت أرواح كثيرة أزهقت بغير حقّ، ولا يمكن تبرئة الدّاعمين والحامين والمموّلين للاحتلال من دم شيرين أبو عاقلة وغيرها من الذين قتلوا بدم بارد. فاستمرار الاحتلال هو أساس كلّ الموبقات، ومساندة أمريكا وما يحلو لهم أن يسمّوا أنفسهم "بالعالم الحرّ"، والمتصهينون العرب، والمطبّعون والمتحالفون مع دولة الاحتلال شركاء في جريمة قتل شيرين أبو عاقلة وآلاف الأبرياء الفلسطينيّين.
وجريمة قتل شيرين أبو عاقلة لا يحمل مسؤوليّتها ذلك القنّاص القاتل الذي قنصها، وقنص زميلها علي السمودي وحده، بل إنّ حكومة الاحتلال التي توفّر الحماية لجنودها ولمستوطنيها، عندما يقتلون فلسطينيّا تتحمّل المسؤوليّة أيضا، فهي من تزوّدهم بالسّلاح، وتعطيهم الأوامر بالقتل لمجرّد الشّبهة، دون أن يتعرّضوا للمساءلة أو المحاسبة. ولا يمكن للمرء أن يستوعب وجود عضو كنيست اسرائيلي مثل بن غفير يشيد بقتل أبو عاقلة، ويدعو أمام وسائل الإعلام بقتل من يعترضون أو يعيقون نشاطات جيش الاحتلال وقواه الأمنيّة، وبدلا من معاقبته وتقديمه للعدالة يوفّرون له الحماية في تحرّكاته العدوانيّة ضدّ الفلسطينيّين ومقدّساتهم.
وجريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة وغيرها من المدنيّين الفلسطينيّين يجب أن لا تمرّ دون عقاب القتلة ومن أعطوهم أوامر القتل، فهكذا جريمة ليست اعتداء على حرّيّة الصّحافة فحسب، بل هي جرائم حرب بحقّ الإنسانيّة، وتخالف القوانين الدّولية، ولوائح حقوق الإنسان، واتّفاقات جنيف الرّابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكريّ. وهذا يتطلّب من السّلطة الفلسطينيّة والجامعة العربيّة ضرورة اللجوء الفوري لمحكمة الجنايات الدّوليّة، لمحاسبة المجرمين والحديث يطول.
12 مايو 2022



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-عندما ينادي الأقصى
- الهنود الحمر والخطوط الحمر
- بدون مؤاخذة-شيطنونا وأطعناهم
- بدون مؤاخذة- كذّبوا علينا وصدّقناهم
- بدون مؤاخذة-مدرسة الإعلام المضلل
- بدون مؤاخذة- القدس مفتاح الحروب والسلام
- بدون مؤاخذة- أنا والحيوانات
- مواجهة عمليات التّهويد الثّقافي والتّاريخي
- بدون مؤاخذة-خذوا المناصب والمكاسب لكن خلّوا لنا الوطن
- بدون مؤاخذة-النّازيّة ثقافة قديمة جديدة
- سلمى الذّكيّة حُمّلت ما لا طاقة لها به
- بدون مؤاخذة-محمود شقير في عامه الثّاني والثّمانين
- بدون مؤاخذة-قوانين وأعراف عشائريّة متقدّمة على -الدّيموقراطي ...
- ديوان-أشواق تشرين- لروز شعبان في ندوة اليوم السابع
- عزّت الطيري شاعر موهوب متميّز
- ديوان-أشواق تشرين- وعمق الإنتماء
- بدون مؤاخذة-الذكاء الصيني والعهر الأمريكي في أزمة أوكرانيا
- بدون مؤاخذة-وداعا لهيمنة القطب الواحد
- بدون مؤاخذة- السّلطة الفلسطينيّة ومنظّمة التّحرير
- رسائل فوق المسافات والجدران


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- جرائم دون عقاب