أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون نعيم الرومي - مطار بغداد الدولي (بيت الحمام)-














المزيد.....

مطار بغداد الدولي (بيت الحمام)-


ميسون نعيم الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 7241 - 2022 / 5 / 7 - 18:06
المحور: الادب والفن
    


حملني شوقي الى بغداد زائرة وكلي أمل ان ارى بعض من ازدهار وتغير قد حصل خلال الخمسة سنوات التي مضت على آخر زيارة لي كي تقرعيني ويرتاح قلبي.

ها أنا بين احضانها سائرة ، ادور في شوارعها ، دروبها ، حاراتها ( ودرابينا ) .. كأن الزمن قد توقف ولم يمر كل هذا الوقت .. كل شيء على ماكان عليه إلا بعض من تداعيات الزمن التي تركت آثارها ... مبانيها شاخت وبانت عليها آثار السنين .. شوارعها لازالت كما تركتها تبكي الإدامة والإكساء ..
وزادها بؤسا التغير المناخي والعواصف الترابية التي أبت الا ان تحجب سماء بغداد بين يوم وآخر تقريبا ، لتنثرالعذاب والشقاء على اهل بغداد الطيبين.
حمدت الله في سري ان بغدادنا لا تقع على خط الزلازل والهزات الأرضية ، فان هزة خفيفة سوف تتركها انقاضا وركاما .
كنت قد كتبت عن بغداد 11 حلقة في زيارتي السابقة واليوم سوف لن اكرر واعيد
وذلك لأني (مثل ما تركتها لگيتها) لا تغيير يذكر.. فارتأيت ان اكتب عن مطار بغداد الدولي .

مطار بغداد الدولي :- اسم كبيريحمل السامع على تخيل ما يروق له من فخامة وانضباط ورقي يضاهي في فخامته المطارات العالمية اوعلى الأقل مطارات العواصم المجاورة ..
لعلي أجده قد تطور قليلا عما كان عليه قبل أن أغادره منذ خمس سنوات .

ها أنا في المطار بعد أن انتهت الخمسة أسابيع وحان موعد العودة ، وقفت أسلم حقائبي وأستلم تذاكر العودة لأدخل صالة المغادرة ، أخذت مكاني بين المسافرين في القاعة المكتظة بالجالسين ، كل ينتظر طائرته التي تقله الى مبتغاه .
نظرت حولي :- صالة بان عليها وعلى مقاعدها القدم .. أمامي السوق الحرة التي تستحق العطف ، (دكان ) صغير بضائعه تثير الشفقة ، سحبني هذا المنظر لأستذكار مطارات الجارات ، (الأردن مطار الملكة عالية )، (تركيا مطار أتاتورك) .. أخجلتني المقارنة وملأت قلبي ألما وحسرة ..

عدت أنظر حولي وإذا بمجموعة من (طيور الحمام) تتجول بين المسافرين باطمأنان وتدور بحرية وهدوء بين كراسي المسافرين ( مدري اضحك مدري ابچي ) ...
طبعا نحن المسافرين ظيوف سرعان ما نغادر.. لعلنا متطفلون عليها في بيتها ومكانها الذي ألفته واعتادت عليه وعلى رواده المتغيرين دائما .
وبينما الحمامات تتجول بين الكراسي أخذ بعض الأطفال يطاردونها ما استفزها فحلقت طائرة بسرب فوق رؤوسنا لتعود ثانية الى الأرض في كر وفر، أثاره تلاعب الأطفال وصياحهم وقد تعالت اصواتهم وتسارع ركضهم .

جلبت انتباهي اللوحة التي تعرض أوقات ومواعيد الطائرات المغادرة وإذا (بحمامتين) تتوج حافتها العليا وتقف هادئة ( طبعا صار وكت نومتها ) ومن عادة الحمام ان ينام على الأماكن المرتفعة كما هو معروف ، وفجأة .. ( ضرگت الحمامة) ونزل شريط على طول اللوحة وكما تفعل الطيورعادة ، ولكن في مكان آخر وليس في مطار دولي وعلى لوحة مهمة .

والآن سوف احاول ان اصف لكم اعزائي القراء حالة المرافق الصحية القديمة المتداعية لمطار بغداد الدولي (يعني حالها ايبچي ) ....
الأرض مليئة بالمياه بحيث يجب ان ترفع حافة البنطرون ( لأن مينفع ان تگمز) لتجنب البلل ، ابوابها مخلوعة الاقفال ، واذا اردت استعمالها فيجب ان تستعمل احدى يديك لسد الباب ان ارت ان تستر نفسك اضافة الى عدم وجود (ورق تواليت) ... ولك الحرية ( بيش تمسح )...
وعندما تغادر الى المغاسل التعبانة لغسل يديك ( ماكو صابون ولا أكو ورق تنشف أو منشفات هوائية بعد الغسل) فحاول ان تجد طريقة تختارها للتنشيف ... ابكيفك .

بقيت انتظر سماع نداء الدخول الى صالة البوابة المغادرة الى الطائرة ، وكما اعتدنا و في كل العالم أن يكون النداء من خلال مكرفون ، ولكن الحال يختلف في بغداد الحضارة ، فقد وقف شخص جانبا وهو يصيح ...( اسطنبول ، اسطنبول ) في الحقيقة كنت سادرة مع افكاري فلم اأفهم نداءه ولكني رأيت الركاب يغادرون كراسيهم ويتوجهون الى جهة أخرى ، سألت فقالوا سنذهب الى الطائرة المتوجهة الى اسطنبول .. تبعت المجموعة وغادرنا الى مطار(اتاتورك) وفي قلبي ألم وحسرة على وطني وما حل به
(وين چنه او وين صرنه ) ....

ولكن تبقى (بغداد) عزيزة بكل ضيمها ووجعها وشقائها .. تبقى بغداد قبلتي ومناي ...
سافرت ودرت في دول جميلة كثيرة لم اشعر بالفرحة والسعادة والإطمئنان الا في بغداد ...
بغدادنا العزيزة التي ستنهض يوما وتنفض الأوساخ عن وجهها الجميل .

سلام على (بغداد) على ارضها المباركة سلام على (دجلة) سلام على كل شارع كل بيت كل شجرة ونخلة سلام على اهلها الطيبين الأباة .
------------------------------------------------------------------------------------------------
7 / آيار / 2022
ســـــــــــــــــتوكهولم



#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد يا عشگ الأزل
- (8/آذار) الى المرأة في عيدها
- حامي الحـِـمـَه
- بغداد عاشگها النهر
- اهنا يمن كل الهله
- جدو .. فـرح
- من هنا بدأت مأساة العراق
- كنت في بغداد (الحلقة الحادية عشر)
- تدري اشكثرعانينه .. ؟
- خرّي مرّي يوميه
- ميلادي اويه المسيح
- گلّي وين
- الگمر يضوي ابليل
- فكّونه كافي بسْ ! شكْلوا حكومه!!
- بغداد .. يا بغداد ... اهديها الى بغداد بمناسبة يوم تأسيسها
- --على بختك..انترنت--
- العيد راح اوهم إجه !!
- مرت سنه اوثاني سنه
- يـَ (الكرخي) بس دلينه
- الى تشرين اهديها


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون نعيم الرومي - مطار بغداد الدولي (بيت الحمام)-