أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم فنجان الحمامي - مواطن. . تحت خيمة السيرك السياسي














المزيد.....

مواطن. . تحت خيمة السيرك السياسي


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7235 - 2022 / 5 / 1 - 02:13
المحور: حقوق الانسان
    


اللافت للنظر أن صورة المواطن في المفاهيم السياسيّة الّتي انتفخت وتضخمت منذ سنوات تحت خيمة السيرك السياسي لم تَرِد بتاتاً في الأعراف والدساتير الإنسانية. فالمتعارف عليه إنّ كلمة مُواطن هي الصفة القانونية المُرتبطة ارتباطاً وطيداً بالإنسان بصرف النظر عن خصاله وصفاته. لكنها في العراق الحديث صارت زئبقية الحروف هلامية الشكل، وأحياناً تتحجر أو تتبخر وتختفي وتتلاشي متأثرة بالمختبرات المزاجية والمعالجات الانتقائية. فظهرت عندنا شخصية المواطن السوبر، أو السوبرمان الذي لا يخضع للقوانين ولا يعترف ببقية المواطنين، ومع ذلك يلقى الترحاب والاحترام من معظم كبار السياسين، على الرغم من مجاهرته بالانتماء للدواعش، فيقول عن علاقته الوطيدة بهم: (احنا وياهم مثل الخال وابن اخته). لكنه يحظى الآن بدعم بعض الكيانات المتأثرة بطبائع التطبيع والاستبداد. .
ومواطن مگرود تتهكم عليه الفضائيات العراقية، وتشكك بعروبته، وتطعن بانتماءه للعراق، ولا تتردد أبداً من الاساءة اليه في كل المناسبات على الرغم من تضحياته الجسيمة في التصدي لأعداء العراق. .
فالغريب بالأمر أن نشيدنا الوطني تتصدره كلمة (موطني)، ونُردِّدُ على ألسنتنا لفظة (مواطن) على وجه الاعتياد، وهي تخرجُ دون وعيٍّ منّا، كفلتاتِ اللِّسان، لا سيّما إنْ كان أحدنا في مشكلةٍ تعسُّفية، وكأنّه يودُّ التنبيه لاحترامه كمواطن له حقوق. .
قد تكونُ مُنحدراً من أقصى الجنوب ببشرة سمراء، ولهجةٍ شبه خليجية فتشعر بالظلم والتعسف. .
أذكر إني قررت إعفاء أحد المدراء من منصبه بسبب ضعف مؤهلاته، فانتفض عمه، وكان من المتظاهرين بالورع والتقوى، ومن كبار اللاعبين في السيرك السياسي، مبدياً اعتراضه على الوزير، معاتباً رئيس الوزراء، بقوله: (كيف تسمحون لوزير من البصرة يتحكم بمصير أولادنا ؟؟). .
أغلب الظن ان نظرة البعض لنا نحن أبناء الجنوب تحمل الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع بين المناطقية والاستعلائية والباشوية. .
فعلى إيقاعات الباشوية ونياشينها، ومزاياها العتيقة، يتراقص شعراء المناسبات مدحاً وتبجيلا لصنف جديد من المواطنين الذين حملوا لقب (أمير). فالأمراء الجدد يحق لهم التصريح كيفما يشاؤن، ويحق لهم التطاول والتعالي على بقية المواطنين، وصارت للمواطنة درجات تحت خيمة ورحمة هذا السيرك العجيب. .
ختاماً نقول: قد تصنع الانظمة الفاشلة الأصنام البشرية داخل أسوار الوطن لكي تمعن في اضطهاد المواطن، الذي أصبحت حياته صعبة للغاية، حيث يتعين عليه أن يحافظ على عقله من الملوثات السياسية. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات حول مصير شط العرب
- القطارات تدفع ثمن استقامتها
- لا يندل ولا يخليني أدليه
- حرب مؤجلة. . وسفن بلا طواقم
- النفوذ الصيني في الموانئ الأفريقية
- هل ضاع شط العرب ؟
- أهمية التصدير من خور العُميّة
- البحث عن سلطتنا البحرية المفقودة
- خطوة حدودية إلى الوراء
- من سيدفع ثمن موسكفا ؟
- ثورة الرقمنة في البحار والمحيطات
- مستثمر يشتري نفاياتنا المنزلية
- البصرة تفتش عن إيرادات منافذه
- الطواقم البحرية. . مستقبل غامض
- رسالة وصلتني من جاحد
- كتاب: دليل الأمن البحري السيبراني.
- معايير تقييم موانئ الحرير
- فيلم: القصة الحقيقية لمقتل سيرجيو
- وهل يصنع المرء دعاية لنفسه ؟
- وزير بمواصفات غاندي


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم فنجان الحمامي - مواطن. . تحت خيمة السيرك السياسي