الحُكومة والتَّسَتُّر التِّجَارِي وتَشرِيع قَانُون المُصَادَرة !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 7229 - 2022 / 4 / 25 - 21:32
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

منذ سكنت وسط الرياض ومع الكآبة وواقع المعاش القذر وقطع إعانة مُعاق عني ومَنْع أيضا المواطن من البيع على الرصيف!
أو أمام إشارات المرور وأنَّ هذا الفعل بنظر القانون (الخفي) صورة من صور التسول غير المباشر ويقتضي هذا الفعل عقوبة الحبس والغرامة المالية الباهظة والتي تصل لمئة ألف ريال!
وصِدقًا لم أَلْمَس بيدي طوال عمري هذا المبلغ!
ولم يكن معي من حَلِّ والحالة هذه إلا أنْ أجلس طوال الوقت في الغرفة التي استأجرتها !
وقَطعًا أشد فَتكًا بالإنسان بعد المرض هو الكسل وإضاعة الوقت كله في الجلوس الطويل أو النوم!
وهذا يُعَجِّلُ بالمَنِيَّة!
ولهذا كل يوم قبل رمضان كنت أخرج من غرفتي ثلاث مرات في ثلاثة أوقات مختلفة ، في الصباح عَقِب وَجْبَة الإفطار وبعد العصر ، وأخيرا عقب مغرب الشمس وبعد تناول وجبة العشاء!
هذا ما أفعله كل يوم طوال الأشهر الأربعة التي سكنت فيها وسط جنوب الرياض حيث أقدم وأشهر وأكبر الأسواق التجارية الشعبية والمولات الحديثة!
وقطعا أيضا ومع كَثْرَة ساعات المشي اكتشفت الكثير والكثير من أسرار السوق وخفايا الجاليات الآسيوية والعربية وغيرها مع السوق وما تفعله!
رأيت الواقع المُرَّ والمؤلم بدون رُتُوش أو مكياج ولازلت!
وصحيح أن الأوغاد نجحوا في قَتْل حُبِّ الوطن والانتماء والحرص عليه!
إلا أنه مِن المؤلم رؤية سلبيات كثيرة وخطيرة تَمُسُّ أمن الوطن قبل اقتصاده!
نعم جريمة التستر التجاري سرطان يَنْهَش في اقتصاد البلد!
إلا أن الأشد خطورة في جريمة التستر التجاري جانب النَّقْلِ منه ومهنة نَقْل الركاب بين مدن البلد!
مئات الأشخاص من الآسيويين يعرفون طُرَق السعودية ومدنها وقراها وهجرها ومراكزها ومنشآتها المدنية والعسكرية أكثر من الراكب المواطن العسكري والذي على سبيل المثال يريد السفر من الرياض الى قاعدته العسكرية في القصيم أو حفر الباطن أو عرعر!
نحن في هذا القطاع وأعني قطاع النقل تجاوزنا خطورة مرحلة التستر التجاري إلى مرحلة اختراق أمننا الوطني !
وللأسف بمباركة الخائن لوطنه الكفيل السعودي المُتَسَتِّر ومقابل ماذا ؟
مقابل بضع ريالات كل شهر لا تذكر بما يكسبه مكفوله المُتَسَتَّر عليه!
لا شيء أبدا يعادل خطورة هذا الأمر!
مئات الأشخاص يملكون سيارات خاصة وغير مرخصة من قبل وزارة المواصلات يَمْتَهِنُون مهنة نقل الركاب!
وعشرات الأشخاص من الجالية الهندية يملكون سيارات نقل كبيرة ( دِيَنَّات ) في وسط البطحاء لنقل البضائع وبدون ترخيص رسمي!
مكاسب هائلة ولا رسوم ولا ضرائب!
والويل كل الويل لو فعلها المواطن!

وأما خطورة سُوقِ الخِيَام والأَشْرِعَة وبيوت الشعر أَمْنِيَّاً وسيطرة جاليتين وافدتين عليه ودخلها المأهول من التفصيل والخياطة والبيع وسبب هذا الدخل المرتفع بعيدا عن نصيب الحكومة فحِكَايَةٌ أخرى مُؤلِمَة!

لكن ما يهمني الآن هو ضرورة إصدار تشريع عاجل يقضي بمصادرة وسيلة جريمة التستر التجاري ومال المُتَسَتَّر عليه الوَافِد المنقول والسايل والسيارة وترحيله فورا وعدم سَجْنِه وتحمل كُلْفَة سَجْنِه!
وأما المُتَسَتِّر الخَائِن السُّعودِيُّ فمع المُصَادَرَة إلزامه عُقُوبَةً له بعمل تطوعي لمدة عام عِوضًا عن السِّجْن.

ملاحظة
عندما كنت أقرأ تصريحات وزير الموارد البشرية الخاصة بِالتَّوْطِين والسَّعْوَدَة أضحك ليس من ثَرْثَرَة الوزير لكن من واقع مُرِّ ومخْزٍ ومُؤلِم مما أراه بِأُمِّ العَينِ في أسواق البطحاء!
فقد تَلاشت حتى صُور السَّعْوَدَة الوهمية والشكْلِيَّة ومَنْ أَمِنَ العُقوبَةَ مِن المُتَسَتَّر عليهم الوَافِدِين أجَادَ النَّهْبَ الكبير وسُرْعَةَ الثَّرَاءِ يَا حُكُومَةْ!

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات