أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - العنوان : ليس وصيف النص















المزيد.....

العنوان : ليس وصيف النص


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 7229 - 2022 / 4 / 25 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


العنوان ليس وصيف النص
هذا الهدب النصي: محض تحية أدبية لأستاذنا محمود عبد الوهاب – طيّب الله ثراه- من قارئ منتج ٍ مازال يصغي لأستاذه في كل ما يكتب ويقرأ، فإذا كان ثمة ضوء في كلماتي فهو من شموع الأستاذ التي لا تنفد ..
(*)
الضرورة المعرفية، تقتضي .. تحريم النسيان مع منجز العابر الاستثنائي في الثقافة العراقية الأستاذ محمود عبد الوهاب، ويستوجب إصدار منجزه السردي كاملاً: فهو قصصيا منحنا درسا في الاقتصاد الأسلوبي ، تجسّد في (رائحة الشتاء) مجموعته القصصية وفي روايتيه(رغوة السحاب) و(رواية بحجم الكف) والروايتان أستفادتا بشكل جلي من خبرته القصصية في ترشيق السرد
(*)
كان من الممكن أن يكون من ألمع النقّاد العراقيين، أشهد على ذلك من خلال علاقتي الحميمة به، كان الأستاذ مرجعنا كلنا حين يلتبس علينا القصد في غابة المفاهيم والمصطلحات، فهو يمتلك وعيا نقديا يحتوي القدامة والحداثة : يحدثني عن حازم القرطاجني كما يحدثني عن غادامير .ومحاولته الريادية في النقد حرثتْ أرضا بكراً على مستوى الأدب العربي والعراقي:(لم أعثر، وأنا في سبيل البحث عن المصادر، على كتاب خاص بالعنوان، الأمر الذي جعلني كمن يجوس أرضا مجهولة حذراً من أن يضع قدميه على أية بقعة منها إلاّ بعد تريث7).. لكن سوء توزيع الكتاب العراقي، جعلت من أطروحته (ثريا النص ) ضمن الحراك الثقافي العراقي فقط، رغم محاولات بعض المخلصين المقربين من أستاذنا في توصيل نسخ من (ثريا النص) إلى بعض الأدباء العرب. وهناك الأشد مرارة ً وهو غياب ما اصطلحنا عليه نقد النقد في حياتنا الثقافي، أعني أن يقوم ناقد عراقي بتقديم وجهة نظر نقدية بهذا الفتح النقدي العراقي الذي اجترحه ُ القاص والروائي محمود عبد الوهاب. وتلك كانت أمنية أستاذنا ..(إن ما يطمح أليه هذا المدخل، بعد أن وضع العنوان القصصي في مركز الاهتمام، وكرّس لدراسته كتاباً خاصا به أول مرة، أن يثير وعياً أشد بموقع العنوان ووظيفته ،وأن يكون المدخل نفسه، مشروعا قابلا للنمو والأغتناء بالأضافة، فلا يمكن لكتاب وحده أن يستوفي كل أمكانات الحقل الذي يدرسه، إن أحكامه غير نهائية،وطرائقه ليست استنساخا حرفيا لأي منهج وإن أكثر ما يبهج كاتبه ويملؤه غبطة أن يجد هذا الجهد سبيله إلى ثقافة القارى وتطبيقاته8)..

(*)
وأنا أكتبُ هذه التحية تنتابني الحسرة، فقد كان أستاذنا المبّجل طيّب الله ثراه، يحلم بطبعة مزيدة لثريا النص بعد أن توفرت للباحث مستجدات يرى ضرورة توفرها في طبعة ثانية..
(*)
السؤال الأهم : لماذا اقتصر الأشتغال النقدي للأستاذ على العنوان ؟ هل ذلك متأت من بحثه المرهف لثريات تليق بنصوصه؟ خصوصا وأن العنوان ينفتح على (سلسلة من الدلالات بحكم تعدد القراءات ونموها وتجددها) بشهادة أستاذنا في السطر الأخير من الصفحة الأخيرة من كتابه.. ومن الجائز أن هذا الجهد يتغيا تخليص العنوان من فهمنا الخاطىء ونقول ذلك مقترضين من قوله في الصفحة الأولى من الكتاب، أن القراّء تعاملوا مع العنوان على أعتباره محض وسيط غير فاعل في العملية الإبداعية، لذا فأن مسؤولية محمود عبد الوهاب التصحيحية وبشهادته (تسعى هذه المحاولة أن تخلخل هذا الفهم الخاطىء) من أجل موضعة العنوان في مرتبته العليا، فهو ثريا وليس وصيف النص. وفي عنوان النص، نلمس الكمون النصي مرمزاً، ومتشابكا (مع غيره من عناصر الرواية لتشييد منظور الكاتب وعقيدته العامة التي تعني عنده رؤية الكاتب والعالم/ 10).. حين يخبرنا عن التسمية ثانية للعنوان وهي (علوان) ثم يخبرنا الأستاذ (ما يقرّب من (العلوان) من ثريا دريدا في الموقع والوظيفة).. هنا تداعت لدي أنا القارئ المنتج: معلومة طريفة ضمن السياق (عِلوان : بكسر العين: الأرض أو الأراضي المرتفعة وعكسها (النصوص) أي المنخفضة /ص108/ يعقوب يوسف الحنظل/ معجم ألفاظ أبي الخصيب/ أعداد وتحقيق الدكتور عادل يعقوب الحنظل/ط1/ دار الورشة الثقافية للطباعة والنشر/ بغداد/ شارع المتنبي )..
(*)
يحضرني السؤال التالي : هل يقفل العنوان نصا على المستوى الترويجي ؟ في كتابه (وجع الكتابة ) يحدثنا القاص والروائي مهدي عيسى الصقر، عن حيرته مع عنوان مجموعته القصصية التي طبعها على نفقته (حيرة سيدة عجوز ) حين أقترح أحدهم أن يكون العنوان( حيرة شابة..) !! لترويج نسخ الكتاب في الأسواق وهناك الإحالة العنوانية. بالنسبة (المركب) هو العنوان الذي أقترحته دار الآداب اللبنانية، لرواية غائب طعمة فرمان التي كان عنوانها(أم الخنازير).. تجري الأحداث الدنيئة، أثناء حكم الطاغية في تلك الجزيرة الكائنة في نهر دجلة، من خلال تواصلي اليومي مع الأستاذ لم يكن عنوان مجموعته (رائحة الشتاء) بل (عابر أستثنائي) وهو عنوان بكر آنذاك وفيه تفرد، لكن بتأثير أحد الأدباء ،الذي أوهم أستاذنا أن عنوانه مشتق من(العبور) الذي كان له دلالة سياسية آنذاك فقد قام بتغيرهِ إلى (رائحة الشتاء) مما أضطرني، إلى تثبيت العنوان الجديد، قبل صدور العدد الجديد من جريدة(الفنار) التي كان رئيس تحريرها الأستاذ عبد الأمير الديراوي، وكنتُ حينها أشرف على الصفحة الثقافية. عنوان الشاعر كاظم اللايذ (بوابات بصرياثا الخمس) يحيل إلى كتاب (بصرياثا) للقاص محمد خضير، وكذا الحال مع (سبعة أيام في باصورا) للقاص والروائي عبد الكريم العبيدي فهو يحيل القارىء إلى (أحلام باصورا) لمحمد خضير، ونفس الأمر في عنوان (رواية بحجم الكف) لأستاذنا محمود عبد الوهاب، فهوحيل إلى (قصص بحجم الكف) للروائي الياباني كاوا باتا، ورواية علي الشوك (رسالة إلى امرأة غير مجهولة) تحيل إلى (رسالة إلى امرأة مجهولة) للروائي ستيفان زفايج. وبشهادة أستاذنا( لابد للعنوان المركّب أن يخضع إلى الفحص والحذف والأضافة والمفاضلة..)
(*)
كل العنوانات تبث رسائلها إلى القارئ ليتقرب من الكتب يتلمسها، يتصفحها ذلك لأن(إنتاج دلالة العنوان يمكن أن يدرس ضمن أنتاج الدلالة العامة للنصوص) وكل فاعلية العنونة متشققة من مهيمنة النص، وهكذا كل العنوان يحتوي خلية سردية موقوته تتشظى بمؤثرية حركية قراءة النص .
*هذه المقالة: مقدمتي لكتاب(ثريا النص) لأستاذنا محمود عبد الوهاب، الصادر بطبعته الثانية عن دار المكتبة الأهلية/ بصرة – بيروت/ 2022



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناديق السرد : (بساتين البصرة) للروائية منصورة عزالدين
- حسب الشيخ جعفر : مونتاج
- الورد يعشقه والأشجار تفديه
- غصون من شجرة البومباكس
- قراءة بالتحاور النصي (تحت سطوة الحب) للروائي حميد الأمين
- سيادة اللبيدو... في ( الأخرس) رواية زيد عمران
- النص والنص المخبوء/ في رواية (أراجيح الياسمين ) للروائي زيد ...
- الشاعر معن الموسوي.. في (إطلالة شمس )
- ربطة عنق على شكل فراشة
- يقذفون الذاكرة في المنفى
- يحدث هذا في كل عام
- ثلاثتهم و الخميس
- معركة
- 115
- أزمة الحداثة وأزمة في الحداثة
- إيله شوحاط : (ذكريات ممنوعة )
- 2022
- ساعة فهد
- أندرياس : رواية بان الجميلي
- قصيدة : محمود مسعود


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - العنوان : ليس وصيف النص