مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 7219 - 2022 / 4 / 15 - 03:09
المحور:
الادب والفن
إلى تلك الليلة من شتوة 1996 وقد احتوتنا غرفة في الطابق الثامن من التاسعة ليلا حتى السادسة فجرا : محمود عبدالوهاب، حسب الشيخ جعفر، عبد الخالق الركابي، صفاء صنكور، مجيد الموسوي، محي الدين زنكنة و مقداد مسعود..
(*)
يا قطرة ً مِن نهرِنا المحزونِ مرّ بها الجحيم. طفل ٌ من السعف بمقبرة ٍ خلفَ برلين، متى يستريحُ ابنُ جودة؟ ومَن هذا الذي يستقرُّ كالبريد السياسيّ في الجرفِ؟ هنا يقف الصغارُ المهازيل ُ وهنا تتصفحُ الريحُ أضلعَنا يا ابن جودة.
(*)
في فندقٍ مثقلٍ بالثريات ابنُ جودة يؤذنُ في الناس : ليلتي هذه ليست عروسا مِن أعمدة ِ سمرقند ، وجهي أوراقُ خسً على مائدة ِ البار. المهازيلُ يتشوقونَ مَن وجهها فضة ً، ربما تأتي على جياد من ريش نسور
(*)
الشاحبونَ يكتنزون كوزاً من فخّار، قمصانُهم أبحرت ْ صوب َ شجيرة ِ اليقطين، هل تفيأوا نخلة الله ؟ هل ينتظرون طائراً من خشب السرو
(*)
المهازيلُ اجترحوا جرفاً من جرائدَ سرية ٍ. والموجة ُ التترية ُ لم تبلل دفاتر طفولتهم. إذن مَن أشعلَ القشَ في وجهِها سوى طفل ٍ مِن السعفِ يختلط ُ السروَ فيه ويخطفه ُالسيرُ في عُواء ِالثلج
(*)
إلى كم : طفلان ِ مِن كربِ النخل يحتطبان في الليل ِثلجاً والقروي يرتشف كأسا مِن القشَّ ويتوحدُ باللهبِ المتطاولِ .
(*)
واقفا مثل شرطي المرور : يداه مجذافان فيهما بوصلتان وأشرعة ٌ للغريق . مِن أي منقعة للرز واجهني : ابن جودة؟ هل يبزغ الحلم المشتهى أبخرة ً تتلوى من قوري الشاي؟
(*)
وجهُ طفل ِ الدخان الجنوبيّ، الكلماتُ مقرّحة ٌ مثل جلود الصغار المهازيل في مناقع الرز، ابنُ جودة َلا يستقر في القطرات الأخيرة
في قدحٍ متواطئ فالتي وجهُها فضة ٌ : يخفقُ وجههُا المتهالكُ في قرية ٍ من دخانٍ وقش، تعد الشاي في عَتَمة ِ النخل ِ والبريدُ السياسيُّ مازال ينزفُ في مخفرٍ، منتظرا في الجذور ِ الخبيئة ِ ، و جهاً أورق العشب فيه
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟