أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - بين رصاص العشيرة وطاعون المخدرات: لماذا الشطرة والناصرية تحديدا؟














المزيد.....

بين رصاص العشيرة وطاعون المخدرات: لماذا الشطرة والناصرية تحديدا؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 7226 - 2022 / 4 / 22 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث في مدينة الشطرة هذه الأيام هو صورة مصغرة لما يحدث وسيحدث في العراق التابع والمحكوم بالتوافق الدولي والإقليمي بواسطة شبكة الفساد المحلية، وهو يحدث منذ عدة سنوات في عدة مدن وأرياف عراقية ولكنه لم يصل الى الدرجة التي وصلها في هذه المدينة المبتلاة بالقمع والتهميش طَوال عقود مضت، وتتصارع فيها، كما في عموم محافظات الجنوب، ومنها محافظة ذي قار العشائر المتداخلة والمتخادمة مع المليشيات الحزبية ومراكز قوى الفساد في منظومة الحكم. ولولا مقتل القائد العسكري فيها قبل أيام خلال اشتباك بين عشيرتين لما لفتت الدماء المسفوكة في الشطرة أنظار حكام المنطقة الخضراء في بغداد، وهؤلاء الحكام بالنيابة سيجعلون الشطرة دريئة لسهام قمعهم العشوائي وحلولهم العسكرية التي ستعقد الأمور بدل أن تحلها أو تحلحلها. إن الحكم في العراق فاشل وعاجز عن أن يحل أية مشكلة مهما صَغُرت ومنها مشكلة تغول المؤسسة العشائرية التي ساهم النظام نفسه وبكل قوة في تحويلها إلى ما هي عليه الآن حين خرج المارد من القمقم وتمرد على صانعه.
القتلى والجرحى وأجواء المطاردة وحظر التجول والدوريات العسكرية تجعل المدينة تعيش ما يشبه الحرب الأهلية. إن القمع العسكري الفوقي لوحده لن يوقف المواجهات العشائرية الدمية وعمليات الإعدام على الهوية العشائرية إلا لفترة محدودة، وستبقى النار تحت الرماد. كما أن توجيه اللوم إلى جميع شيوخ العشائر ومسلحيهم هو نوع من التضليل والقفز على المشكلة، والمشكلة هي: ضمور وجود الدولة وتحولها الى مسخ دولة تضم دويلات وعصابات ومراكز قوى ممنوع على أي طرف فيهم الانتصار والغلبة، ممنوع بقرار من القوى الأجنبية التي جاءت بهذا النظام وفق مخطط "المتاهة التي لا خروج منها إلا بكسرها" الذي وضعه الاحتلال الأميركي لحكم العراق منذ سنة 2005!
إن المشكلة هنا وليست في القشور والمظاهر السطحية الخارجية المتغيرة، فنظام الحكم هو الذي سنَّ قانون العشائر الذي لا ضرورة له بل الضرورة كل الضرورة الآن في إلغائه واستبداله بلائحة عقوبات تهدف لتحجيم نشاط وحضور العشيرة وحصره في الميدان الأنسابي والتراثي الفولوكلوري، ومنع العشيرة وغيرها من مؤسسات هوياتية فرعية كالهيئات الدينية والمدنية من منافسة الدولة وجهازها القضائي في الحياة اليومية واعتبار التشريعات والعقوبات التي تصدر عن العشيرة عملا من أعمال الخروج عن القانون والتمرد المسلح.
إن المناداة بتطبيق هذه الأمور ليست تطرفا وانعداما للواقعية بل هو من أبسط ممارسات وواجبات الدولة حتى قبل قرن من الآن وحتى في مجتمعات ما قبل الدولة الحديثة، ولكن المنظومة الحاكمة اليوم تجد أن استمرار هذه الظواهر المدمرة والدماء المسفوكة هو من أسباب قوتها واستمرارها في الحكم، فالمنظومة الحاكمة والميتة سريريا اليوم والمهددة بالوقوف وراء قضبان العدالة غدا لمحاكمتها على جرائمها طوال عقدين من السنوات هي حتى من حيث قيادات الصف الأول منها من هذه المؤسسة العشائرية وهؤلاء حريصون على ضمان أصوات العشيرة الانتخابية ودعمها المادي والمعنوي في أيام الشدة وانهيار الحكم.
إن ما يحدث في الشطرة الحبيبة الجميلة هو صورة مختلفة قليلا مما يحدث في مدينة الناصرية التي يجتاحها طاعون المخدرات حيث يعلن بشكل شبه يومي عن انتحار شاب أو أكثر تحت تأثيرها وفيما تنتشر مصانع ومراكز تصنيع هذه السموم القاتلة في ظل تساهل وعجز وتواطؤ السلطات الحاكمة، ومن حق الناس أن تتساءل لماذا الناصرية والشطرة تحديدا؟ هل هناك مخطط مسبق لتدمير البنية الاجتماعية الباسلة في تصديها للمنظومة الحاكمة وتصدرها للكفاح السلمي خلال التظاهرات الاحتجاجية التي لم تنقطع في الناصرية وبدعم ومساهمة مباشرة وكثيفة من أهل الشطرة وقراها؟ نحن هنا نتساءل فقط محاذرين الوقوع في ما يسميه البعض "فخ" عقلية المؤامرة، فعن أية عقلية مؤامرة يجري الحديث والحُكام أنفسهم هم المؤامرة المكشوفة بالأسماء والأرقام والانتماءات!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثة تصنيع وتجارة المخدرات في جنوب العراق وغربه!
- أوكرانيا: الحرب الإعلامية بين وثبة النمر وزحف الدب!
- اليسار الفرنسي أهدر فرصة صعود مرشحه للدور الثاني
- آفاق المواجهة بين -بريكس- بقيادة روسيا والصين وتحالف الناتو
- امنعوا الصعود والتنزه على زقورات وآثار العراق!
- لماذا يشترط التنسيقي تثبيت -الهوية الشيعية- للكتلة الأكبر!
- تضارب بين الوزارة ومستشار الحكومة حول زيادة سكان!
- علي حرب ومهمة دحض الماركسية للمرة الألف وواحد!
- عبد المهدي يعترف: شرعية الحكم في العراق تصنعها تدخلات الغرب ...
- رجل الموساد رئيسا لجمهورية تعاقب المطبعين بالإعدام!
- مقابلة مع المفكر الاشتراكي الماركسي الهندي إعجاز أحمد: معادا ...
- نقش سلوان ينقض الرواية التوراتية
- الاقتصاد الأميركي هدسون: العقوبات الغربية ستنهي عصر الدولرة ...
- لا خيار أمام روسيا سوى الشرق
- صحيفة صينية تهاجم العنصرية البيضاء الغربية!
- شيطنة روسيا وسيادة الخطاب الافتراسي في الغرب!
- الحرب في أوكرانيا/ قراءة تحليلية في آخر التطورات الميدانية
- موت الإعلام الغربي الحر برصاص الحرب الأوكرانية!
- الحدث الأوكراني وفضيحة الصدمة والترويع الأميركية!
- -ميزوبوتاميا- ترجمة إغريقية ل -بيث نهرين- الآرامية وليس العك ...


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن بوتين والعقوبات على روسيا بعد نشر الغواصتي ...
- اتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل نظام المساعدات إلى -مصيدة موت ...
- باريس توقف إجلاء غزيين بعد كشف تصريحات معادية للسامية لطالبة ...
- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...
- قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة
- حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيده ...
- أفغانستان..زلزال يهز منطقة هندوكوش


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - بين رصاص العشيرة وطاعون المخدرات: لماذا الشطرة والناصرية تحديدا؟