أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكون الواسع والعقول الضيّقة 38















المزيد.....


الكون الواسع والعقول الضيّقة 38


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 7224 - 2022 / 4 / 20 - 19:49
المحور: الطب , والعلوم
    


The vast universe and narrow minds 38


هناك إعتراض على بعض الإسقاطات التجريبيّة المتعارف عليها، على ما نعمل به من بحث عن الزّمن واللازمن، عن كيفيّة إستخدامها في الكون السّحيق الذي لا يُعرف عنه الكثير. ولا أعترض على هذا، لكنّني أفترض وأحلّل من خلال المتوفّر مع التقدير والظنّ والنّقاش من خلال الدّلائل المعروفة علاوة على لعب الفلسفة الدّور المهمّ في ذلك، وقد أشرنا إلى ذلك سابقاً. والسّبب في ذلك عدم وجود النّظريّة المتكاملة التي تجمع ما بين الدّراسات التجريبيّة والوجود الفعليّ في أماكن أخرى في الكون. نعم يمكن لنا أن نبني كوناً في المحاكاة المناسبة لكنّ المحاكاة تلك تبقى مستندة على الواقع المعاش أو الواقع التجريبيّ، لذلك سنبقى محتاجين إلى البعد الفلسفيّ أو الظنّي ولكن يجب أن يستند على أسس معيّنة تكون معياراً للإنطلاق إلى الأمام. مثال على ذلك أن نستند في الزّمن على زمن بلانك الذي أشرنا إليه في الحلقة 17 من هذه السّلسلة. والذي يبلغ مقداره 5.39 مضروباً في العشرة للقوّة ـ 44 من الثانية، وفي دراسات أخرى يبلغ حوالي عشرة للقوّة ـ 43 من الثانية بعد الإنفجار الكبير الذي حدث للكون. وهذا التّقدير أو القياس في الزّمن هو مصدر من مصادر المعياريّة في التّعامل مع الزّمن بل وحتّى في التّعامل مع مفهوم اللازمن كما أعتقد. فالتّصوّر في مقدار مثل هذا المقدار ليس سهلاً إلّا إذا قلنا ما يتعلّق من علاقة مع قياساتنا التقليديّة حيث لا يكاد يذكر في كلّ الحسابات إذا ما إستثنينا الحسابات التي تجرى في الحاسوب أو الكومبيوتر الكموميّ. أو من خلال الخوارزميّات المناسبة. إنّ القيمة التي نتطرّق لها بين الحين والآخر يجب أن لا نركّز فيها على أساس صغرها أو كبرها، أبداً بل يجب أن ننتبه إلى كيفيّة التّعامل معها من خلال تطوير أدواتنا، وهنا تكمن عمليّة الإبداع العلميّ والفلسفيّ معاً. فيمكن لنا أن نتصوّر الزّمن نزولاً أو تقليلاً أو هبوطاً شيئاً فشيئاً حتى يمكن أن نصل في تصوّراتنا إلى الزّمن الصفريّ (إنتبه إلى كلمة الصّفر التي تطرّقنا إليها سابقاً حيث أنّ الصّفر ليس العدم بل الصّفر الذي أعنيه هنا هو نقطة الإنطلاق ليس إلّا، وهنا الزّمن الصفريّ يعني زمن بداية الإنطلاق بمعزل عن فيما إذا كان مرتبطاً بغيره أم لا. وهنا مازلت أعبّر عن حالته المستقلّة) أي الزّمن البدائيّ، ويمكن أن نتصوّر بعد ذلك كيف التّعامل مع مرونة الزّمن بلا حدث ما. أي كما نقول ذلك الشيء المستقلّ الذي لا علاقة له بالحدث. والتحدّث عن الزّمن هذا مهمّ في حساباتنا التي نتعامل بها ونضيف لها الحسابات التقديريّة من خلال الظنّ المستند على القاعدة الفلسفيّة والتدبريّة التي توصّلنا إليها حينما تفاعلنا مع الزّمن بالتّدريج المتناقص. ولا يمكن لي أن أغفل ما للضغط من دور هنا في تصوّر التّأثير ما بين هذا الضّغط وذاك الزّمن.
لقد تطرّقنا في الحلقة السّابقة إلى الضّغط الكونيّ والذي يلعب دوراً مهمّاً في فهم ما يحدث، ليس في الجّانب الكلاسيكيّ من حيث فهمه بل في الكون كلّه، وفي أجزاء الكون كما ذكرنا. والآن دعنا نسهب في هذا الموضوع.
كلّ ما في الكون يتعرّض إلى الضّغط من خلال القوى التي تؤثّر عليه. ومن المؤثّرات ما تؤثّر به هو القوّة على المساحة المناسبة التي تتعرّض في كلّ نقاط المساحة لهذه القوّة أو لتلك القوى إن تعدّدت في التّأثير على ذلك السّطح. لكنّ الذي يهمّني هو تلك القوّة العموديّة الذي يشكّل متّجهها زاوية قائمة على السّطح أو المساحة (كي أسمّيه ضغطاً). يعتمد مفهوم الضّغط عموما في الميكانيك الكلاسيكيّ على تلك القوّة والمساحة في حسابه وهو في عالم أو في كون الاحداثيّات التقليديّة. وعندما يكون الحديث عن الاحداثيّات المتعدّدة أو الاحداثيّات غير المعروفة فينبغي لنا أن نجد الصّيغة المناسبة التي يدخل فيها كلّ تفاصيل الكون الجّديد بل حتّى الكون الذي يترك في الدّراسات كي نستطيع في المستقبل أن ندخل أيّ إحداثيّات أو أيّ تغيّرات تحدث في المحيط الخارجيّ. فإذا تحدّثنا عن الطّاقة فينبغي لنا أن نتحدّث عن الضّغط وإذا تحدّثنا عن الكون المظلم أو المادّة المظلمة، فينبغي أن ندخل كلّ التّأثيرات التي نعتقد بتأثيرها على الحساب وبضمنها الضّغط وبالذّات ذلك الضّغط الذي يتوافق مع وجود الكون وتمدّده والتغيّرات التي ترافق تركيبه وشكله وما يتعلّق بالتّأثيرات المترتّبة عن هذه التغييرات.
ولا ننسى ما ذكرناه حول أنّ الطّاقة المظلمة تمتلك ألغازاً كبيرة لا علاقة لها بالموت الحراريّ للكون، هكذا أعتقد. أي أنّ الطّاقة المظلمة كما يراها بعض الباحثين على أنّها شكل إفتراضيّ من أشكال الطّاقة والتي تلعب دوراً كبيراً في الضّغط السّلبيّ والذي يجعلها تتصرّف عكس الجّاذبيّة. وإنّ هذه الطّاقة المظلمة ليس بالضّرورة أن تلاحظ عند توسّع الكون بشكل مباشر لكن يمكن أن نلاحظها من خلال تفاعلات الجّاذبيّة المستمرّة مابين الأجرام السّماويّة والتي تستمرّ وفق البنية أو التّركيب لهذه الأجرام السّماويّة. وليس بالأمر السّهل ترك التّعامل مع %72 من كثافة هكذا طاقة في الكون، تلك النّسبة التي تشكّل هذا الكون، وربّما تتزايد نسبتها أكثر حينما نصل إلى توسّع معيّن.
الضّغط الكونيّ مصدره العديد من التّكوينات الآنيّة حين التوسّع الكونيّ إضافة إلى المصادر الموجودة بالفعل في الكون، وضغطها يكون مستمرّاً مما يؤثّر على الكون عموماً. ونشير إلى أهميّة التغيّرات الحراريّة النّاتجة عن هذا الضّغط لكلّ التّكوينات الكونيّة.
من المصادر المهمّة لهذا الضّغط (المقصود هنا الضّغط بشكل عام ناهيك عن الضّغط الذي تطرّقنا إليه وهو ضغط الحلقة الكونيّة الذي نعتقده) المستعرات العظمى والتي ينتج عنها الغاز بكميّات تتناسب مع وضع التّفاعل النّاتج وقدرة إستمراره (يمكن أن نقيّم وضع الغازات من خلال القوانين المتعارف عليها، مثلاً قوانين الموائع في ميكانيك الموائع ومنها مثلاً قانون أو معادلة برنوللي، ليس لأنّ المعادلة يمكن أن تنطبق على حالة الكون في مكان آخر بل لتقريب المعنى فيما متوفّر لدينا من معلومات وإن كانت من الميكانيك الكلاسيكيّ. وحول هذه المعادلة سنلاحظ هذا بعد قليل) ومن ضمن هذه المستعرات ما تتضمّنه مجرّتنا التي يشعر بها الباحث أثناء مراقبة سلوك أو تصرّف هذه الأجرام عند تفاعلها وما يترتّب على هذا التّفاعل من ضغط ناتج من خلال التّباعد الذي تحدثه التّدافعات الغازيّة التي تبعد الغازات إلى مسافات بعيدة، وبها نستطيع أن نقول أنّ الضّغط النّاتج سيكون من نوع الضّغط التدفّقيّ أو الضّغط المستمرّ. وبالفعل قد ظهر تأثير هذا الضّغط بمحاكاة مناسبة أخذت كلّ الظّروف بنظر الإعتبار (قدر المستطاع). علماً أنّه قد لوحظ وجود قوى مختلفة ناشئة من التدفّقات الخارجيّة النّاتجة والتي ساهمت بشكل كبير بالضّغط النّاتج. وقد تولّد ضغط حراريّ كذلك ساهم بتغييرات مهمّة في حسابات الضّغط المذكور حين إجراء المحاكاة. والضّغط هذا له درجات من الزّيادة ودرجات من النّقصان، أي أنّ الضّغط يساهم ليس فقط في تغييرات قريبة، بل كذلك في تغييرات بعيدة ربّما تصل إلى أن تكون معتبرة في القياسات الإفتراضيّة أي غير تلك المحسوسة أثناء الحساب التقليديّ لما لوحظ. ومن التّكوينات التي تساهم في الضّغط المذكور تلك الجّسيمات النّاتجة من التّفاعلات المتعدّدة فيكون من المهمّ الإشارة إلى أنّ وجود الجّسيمات المتعدّدة في هذا الكون ومنها الجّسيمات المشحونة والأخرى غير المشحونة بشحنة كهربائيّة تلعب دوراً مهمّاً كذلك من خلال مواصفاتها أو مميّزاتها. فهي تتأثّر من ضمن تأثيراتها المتعدّدة بالمحيط، تأثيرها هذا يكون بالمجال الكهربائيّ مثلاً بفعل شحنتها. ومن هذه الجّسيمات التي تلعب دوراً في هذا الكون وتؤثّر على وضعه عموماً، جسيمات الباريونات والتي تتميّز بتلك المميّزات التي أشرنا إلى بعض منها في الحلقات السّابقة فيما يقتضيه المجال. هذه الباريونات هي: البروتونات،النذيوترونات، باريون لامبدا، باريون دلتا، باريون سيغما، باريون إكساي وباريون أوميغا. هذه الجّسيمات لها مميّزاتها الخاصّة. ومن خلال التّعامل مع الإنتقالات التي تحصل لهذه الجّسيمات من خلال تفاعلاتها وإنحلالها ينتج العديد من النّواتج التي تحمل صفات لهذه الجّسيمات. وعند دراسة البروتونات على أنّها من الجّسيمات التي ترتبط بتكوين ونشوء الكون سيكون لدينا تصوّر واضح لأهميّة دراسة هذه الجّسيمات. فقد لاحظ رذرفورد البروتون عام 1918 حينما تعامل مع جزيئات ألفا في غاز النّتروجين حيث نتج بفعل هذا العمل الأوكسجين وتلك الجّسيمات، أي البروتونات. وحيث أنّ هذه الجّسيمات يمكن أن نطلق عليها بنواة الهيدروجين والتي تحتوي بروتوناً واحداً في الحالة البسيطة أو الخفيفة يكون لزاماً علينا التّفكير، ما لأهميّة دراسة البروتونات من خلال الوصول إلى نتائج تتعلّق بخلق الكون حينما نسلّط الضّوء على التّفاعل الذي يحدث للنّجوم كتفاعل إندماجيّ كما يحدث في قلب الشّمس (لقد تطرّقنا إلى ذلك في حلقات سابقة). وبالتّالي يمكن أن نطبّق معادلة حسابيّة مهمّة لمعرفة كميّة الطّاقة المظلمة من خلال معرفة الطّاقة التي تنتج عن جرم من الأجرام النّاتجة من الإندماج النوويّ، أي يمكن أن نحدّد نظريّاً الكمّ النّاتج من الطّاقة آخذين بالإعتبار الطّاقة المرئيّة لمعرفة التّقدير المناسب للطّاقة المظلمة وبالتّالي يمكن التّعامل مع مكوّنات تقريبيّة تنتج مثل هذه الطّاقة (الحديث هنا رغم نظريّته لكنّه ضروريّ لمعرفة الكيفيّة المناسبة للتّعامل مع المادّة المظلمة والطّاقة المظلمة). وليس غريباً أن نرى الكثير من الباحثين في هذا المجال يستغرق في البحث من خلال تفاعلات البروتونات كتلك التّفاعلات التي تؤدّي إلى إنتاج النّيوترينو وأقصد تفاعلات جسيمات بيتا الموجبة والسّالبة. وحين التطرّق إلى الدّراسات الكميّة المناسبة التي تتعامل مع دوالّ الموجات الصّادرة يمكن كذلك تصوّر المتغيّرات التي تدخل وإن كانت بشكل غير مباشر كعوامل أو متغيّرات في معادلة شرودنغر (لا ننسى أهميّة الطّاقة الكامنة الموجودة في المعادلة المذكورة والتي تدخل في دراسة معادلة حساب الطّاقة المظلمة بأسلوب كميّ، ويمكن كذلك الإعتماد على التقديرات الموجودة بإستخدام الحواسيب الكميّة التي أشرت إليها في الحلقة 12).
معادلة برنولّلي
في ميكانيك الموائع تكون العلاقة ما بين الضّغط والزّمن من خلال السّرعة، حيث تتضمّن معادلة برنولّلي للموائع: الضّغط، كثافة المائع، سرعته، الجّاذبيّة الأرضيّة (ويمكن أن نفترض وجود الجّاذبيّة المتعلّقة بالجُرْم الذي يؤثّر أو يتأثّر بالغاز النّاتج، أقول يمكن، إن توفّرت نفس الظّروف التي نستخدمها في معادلاتنا وظروفها على الأرض! وإن دخلنا في الإحتمالات، فيمكن أن يكون هناك إحتمال لتطبيقها رغم وجود الإحتمال في عدم مطابقتها للظّروف العاديّة) بالإضافة إلى إرتفاع الأنبوب أو إرتفاع نقطة المائع، وفق الشّروط المعروفة الأربعة (أن تكون النقطتان واقعتين على خطّ المائع، وأن تكون كثافة المائع ثابتة، كون الجريان مستقرّاً ولا وجود للإحتكاك). وهنا ينبغي أن ندرس الحالة جيّداً لما فيها من تقييدات كي نحصل على نتيجة مقنعة عن كيفيّة إرتباط الضّغط بالزّمن. يمكن إثبات العلاقة من أيّ من المعادلات المستخدمة في الفيزياء التي تربط الضّغط بالسّرعة مثلاً أو بالمسافة بصورة أخرى. فلو أخذنا معادلة برنولّلي التي تكتب بالشّكل الذي يربط ما بين الضّغط والكثافة والسّرعة والجّاذبيّة الأرضيّة بالإضافة إلى إرتفاع المائع من نقطة معيّنة. والرّبط ما بين الضّغط والزّمن سيكون من خلال السّرعة أي ما بين الضّغط والزّمن من خلال السّرعة. ويمكن أن ندرس تأثير الزّمن من خلال العديد من المؤثّرات التي تلعب دورها هنا ويمكن أن نعرف من خلال التأثيرات المذكورة العديد من الإشراقات الجّميلة. ربّما يسأل سائل، إن كنّا نبحث عن الزّمن وإستقلاله فكيف لي أن أربط هذا بذاك؟ أقول الدراسة لا تقتضي الرّبط أو عدمه إنّما البحث الأساس عندي هو غرضي لا أكثر ولا أقلّ. ولا مشكلة في البحث عن الزّمن المستقل من خلال الأشياء وفق الدّلائل التي تؤدّي بي إلى الكشف عن هذه الإستقلاليّة. فهنا أربط ما بين الزّمن والضّغط من خلال السّرعة أي أريد أن أقول أنّ للضغط تاثيراً على الزّمن من خلال العوامل الأخرى. والضّغط هنا يلعب الدّور المهمّ في سرعة تدفّق الموائع ومنها تلك الغازات التي تملأ الخافقين! أي أنّ تلك الغازات لها سلوكيّاتها التي تنتقل فيها من مكان إلى آخر وربّما من كون إلى آخر، وهنا كذلك يمكن أن ندخل إحداثيّات الحركة وإحداثيّات المكان الذي ربّما يحوي كذلك إحداثيّات عشرة أو إثني عشر أو أكثر (وفق نظريّة كلّ شيء نرى العجب!) وبالتّالي يمكن أن يكون الضّغط عاملاً مهمّاً في التّعامل مع الوضع الجّديد وبالتّالي يمكن أن يجعلنا نطرق باباً جديداً يدلنا من خلاله على طريق ما لمعرفة الزّمن سيأتيك القادم من الأفكار لنرى كيف نتعامل مع وضع مثل هذا!
عودة إلى شرودنغر
من ملاحظة معادلة شرودنغر غير المعتمدة على الزّمن نلاحظ وجود كلّ من الطّاقة، دالّة الموجة،كتلة الجّسيم أو الوجود المدروس إضافة الى المسافة أو البعد المكانيّ والطّاقة الكامنة المرتبطة أو المتغيّرة مع متغيّر المسافة أو البعد المكانيّ (راجع المعادلة إن كان في مزاجك بقيّة للمتابعة الفيزيائيّة!). كما أنّ المعادلات المستخدمة تظلّ كما هي وهذا يعني أنّ الأبعاد الثّلاثة للمكان مرتبطة بالزّمان الذي سيكون بعداً رابعاً، كما أشرنا سابقاً.
إنّ التطرّق إلى عمليّة تدوير الزّمان والمكان مهمّة للغاية في شرح ما ليس فيما يتعلّق بمعادلة آينشتاين فقط إنّما لشرح التّعامل مع المادّة المظلمة كذلك. والمادّة المظلمة تستند من وجهة نظري في شرحها على الكثير ممّا يتعلّق بالفكر العلميّ إن كان يستند على قاعدة علميّة خاصّة كالمعادلات المعروفة أو يستند على قاعدة علميّة عامّة كتلك التي يخضع لقولها الكثير من أصحاب الرّأي في الفيزياء والكيمياء وغيرها من العلوم المستحدثة. تعتبر المادّة المظلمة كما أشرت في بعض الحلقات من هذه السّلسلة إلى قاعدة مهمّة فلسفيّاً للوصول إلى الغاية المنشودة وهي غاية الكشف عن مكنون هذه المادّة التي تشكّل أكبر نسبة من الكون. ولا يمكن لأيّ عالم من العلماء أن يترك حبل الفلسفة على غاربه، بل يحتاج كذلك إلى ما يمكن أن يوافق على الأقل المنطق الموجود حاليّاً في أروقة مراكز البحوث في هذا المجال. وأنا أعتقد أنّ ما تطرّق له كلّ من ساغال وفريدمان مهمّ للغاية في تفسير الكثير فيما يتعلّق بالمادّة المظلمة. منها ما أشرت إليه شرحاً مقتضباً ومنها ما سأذكره هنا في هذه الحلقة من هذه السّلسلة التي أعتبرها مهمّة لكلّ فيزيائيّ بل وكلّ صاحب رأي فلسفيّ في هذا الجّانب ومهمّة لكلّ مهتمّ في الكشف عن مكنون الكون حتى لأهل الإهتمام بالفكر والفكر الدّينيّ ولا أخصّ الإسلام بل كلّ الأديان التي تؤمن بالسّماء والوجود الكونيّ وإنقضاءه أو تلاشيه بقدرة قادر أو بشيء غير هذا ولو أنّني أعتقد أن لا وجود يذكر للصدفة حيث أثبتت المناقشات لي ولغيري أن لا وجود فعليّ لعدم الإعتقاد بوجود الخالق من وجهة نظر بحثيّة (راجع سلسلة محاضرات مهمّة للغاية بعنوان حوار مع الملحدين للسّيد كمال الحيدريّ)#!
كتبتُ عن تقويم ساغال الذي يحدّد للكون حدّين زمنيين أحدهما بداية تقويم كونيّ والآخر نهاية تقويم كونيّ. وأطلقتُ على السّنة والشّهر واليوم والسّاعة والدّقيقة والثّانية وربّما غيرها من القياسات الصّغيرة. أطلقت عليها صفة، الكونيّة. حيث أشار ساغال إلى السّنة الكونيّة ولم يوضّح تفاصيل الزّمن الكونيّ من هذا الجّانب والذي يرتبط بالزّمن ذاتاً. وقد أشار فاينمان من خلال أبحاثه إلى وظيفة مهمّة للغاية وهي كيف لنا أن نتصوّر وضع الكون مع التكوينات الصّغيرة التي يكون النّيوترينو جزءاً منها على أساس كونه جزءاً من هذا النّاتج الذي يدلّل على الكون ببعض تفاصيله.
وسيبقى الحديث عن النّيوترينو مهمّاً بشكل كبير من خلال إرتباطه بالزّمن الفعليّ الذي يتصرّف من خلاله، وزمن مقارن آخر يتعلّق بجسيمات أخرى أسرع منه أو بمثل سرعته. لذلك ليس من الشكّ في القول إنّما يكون الزّمن الكموميّ مهمّاً في حالة التّعامل مع مثل هذه الجّسيمات ذات الطّاقات الكبيرة والسّرع الأكبر من سرعة الضّوء!
وقد كان ما نعتقد أو ما إعتقدنا من قبل بوجود أو ضرورة وجود الحاسوب الكموميّ الذي يكون التّعامل معه ضروريّاً إلى درجة لا يمكن الإستغناء عنه حينما يكون الحديث عن الزّمن بنوعيه المطلق والنّسبيّ. وأشير إلى أهميّة التّعامل مع الزّمن هذا من خلال الإعتبار للنّور والظّلمة حين الحديث عن الإزدواجيّة في التّعامل مع نقيضين هما أساس الكون في التّعبير عن هذه الحالة. ففي الفلسفة لا يجتمع النقيضان وفي الوجود الفيزيائيّ يكون هذا غير منطق مطلق إنّما حالة من حالتين يكون فيهما الإجتماع واحداً من إحتمالين لا أقلّ.
أمثلة على علاقة الضّغط بالزّمن الذي نبحث عنه
لقد لاحظنا أهميّة وجود الموجات التي ترافق الجّسيمات النّاتجة من التّفاعل، وإدخالها في المعادلة الحسابيّة من أبسط الواجبات التي تقتضي البحث عن النّتيجة الصّحيحة المرجوّة. فقد لاحظنا في معادلة شرودنغر أهميّة دالّة الموجة والتي تعتمد على كثافة الإحتماليّة والتي تعتمد على الزّمن. كذلك معادلة ديراك التي تلعب دوراً مهمّاً في دراسة دوران الإلكترون الذي يمكن أن يخلق مجالاً مغناطيسيّاً خاصّاً به. وهذه الخاصيّة مهمّة في الإستخدام الرياضيّ. رغم أنّ البرم لهذا الإلكترون ليس هو الدوران المألوف الذي نراه من حولنا ـ أي كما هو الحال في الجيروسكوب ـ ولكنّه مصطلح رياضيّ في معادلة براك. كما يقول ميشيو كاكو في كتابه معادلة الاله. ويقول كذلك في هذا الإطار:المجال المغناطيسيّ الذي تمّ إنشاؤه بواسطة السّبين يطابق بدقّة المجال الموجود بالفعل في الإلكترونات المحيطة. وهذا بدوره ساعد في تفسير أصل المغناطيسيّة. إذن من أين يأتي المجال المغناطيسيّ في المغناطيس؟ إنّه يأتي من دوران الإلكترونات المحاصرة داخل المعدن. في وقت لاحق، تمّ إكتشاف أنّ جميع الجّسيمات دون الذريّة لها دوران). ويقول: (توقعت معادلة ديراك شكلاً جديداً غير متوقّع من المادّة يطلق عليها بالمادّة المضادّة والتي تخضع لنفس القوانين التي تخضع لها المادّة العاديّة). في الحقيقة هذا هو المنطق الذي أنطلق منه في كلّ الحلقات وواحد من الغايات التي تشجّعني على المضي في طريقي، أنّ القوانين التي تستخدم في الوضع العادي يكون لها مكان أو تكون أحدى الوسائل المهمّة التي ننطلق من خلالها إلى هدفنا في البحث عن الزّمن وعن اللازمن. ولِمَ لا؟ لذلك من الأشياء التي ذكرتها وأقتنع بها هي هذا التوحّد ما بين المادّة المضادّة مع المادّة العاديّة وقد أثرت موضوع تحرّرالطّاقة من تفاعل المتضادّات كالإلكترون والبوزترون وقلت من الخيال (!) ربّما يكون هذا الإتّحاد أو التّفاعل في كلّ شيء مع متضادّه أو مع ضديده. فالكون يحتوي على الذّرات وكذلك على الذّرات المضادّة (راجع الحلقات 22، 24، 26، 29 وكذلك 32). لقد أظهر العديد من الفيزيائيين الإعتراض على ضرورة وجود التناقض أو وجود تناظر ما، وأنّه غير أساسيّ لأيّ نظريّة. بينما في الحقيقة أنّ الضّرورة باتت واضحة من خلال العديد من الأمثلة التي ذكرناها تباعاً منها وجود هذا التضادّ ما بين الجّسيمات ووجود المادّة المضادّة مع المادّة الأساسيّة عموماً.
هل يمكن أن يكون هناك تناظر ما في الكون يمكن من خلاله اللعب على وتر ما للوصول إلى غاية الكشف عن بعض المكنونات ومنها الزّمن ورفيقه اللازمن؟
التّناظر
التّناظر هو ترتيب طبيعيّ لأشكال متطابقة، يمكن لهذه الأشكال أن تكون كتلة ما أو مساحة ما أو حجماً ما أو غير ذلك. الشّيء الذي يشدّني هنا هو التناظر الجّسيميّ إن وجد طبعاً! أقصد به التّناظر الذي يوجِب وجود جسيمين أخوين متماثلين في كلّ شيء إلّا من وجودهما في مكانين متقابلين يؤثّر أحدهما على الآخر (مع التحفّظ على كلمة التّناظر الفعليّ هنا) ،وأقصد بالتّناظر هو التّباين مكاناً وفق ما ذكرنا حصراً ليس غير ذلك. كيف؟ يمكن أن يكون جسيم 1 في مكان سين وجسيم 1 كذلك في مكان صاد (أي أنّ الجّسمين متماثلان في كلّ شيء إلّا من مكان وجودهما). يكون عند ذاك الجّسيمان بحيث يتعرّضان إلى نفس التّأثيرات بإستثناء الإختلاف في المكان. هنا سيكون عندي عامل التّوازن من خلال التّساوي ما بين جسيمين يقعان تحت تأثير التّفاعلات المتعدّدة التي تشمل الإثنين معاً. لدينا إحتمال الحركة لهذه الجّسيمات بإتّجاهين متناقضين أي دوران بإتّجاه عقارب السّاعة (مثلاً لتقريب المفهوم لا أكثر) والآخر عكس عقارب السّاعة. وبالتّالي سيدخل البرم أو اللفّ عاملاً مهمّاً في التّعامل مع الزّمن كذلك. وسنرى في حلقة قادمة كيف يكون التفاعل بصيغة أخرى، وهناك سنرى كيف سنفسّر ذلك مع الزمن الذي نبحث عنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#http://alhaydari.com/ar/category/articles/%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%ad%d8%af%db%8c%d9%86-%d9%86%d8%b5%d9%88%d8%b5/



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 37
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 36
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 35
- الكون الواسع والعقول الضيقة 34
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 33
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 32
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 31
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 30
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 29
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 28
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 27
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 26
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 25
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 24
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 23
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 22
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 21
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 20
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 19
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 18


المزيد.....




- “نزلها وشوف الطبيعة على أصولها”.. تردد قناة ناشيونال جيوغراف ...
- الانتخابات الأوروبية: مخاوف من دعاية مضللة على فيسبوك وإنستغ ...
- الملك تشارلز يزور مركزا لعلاج السرطان بعد استئناف نشاطه
- اعتراف أسترازينيكا بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا قد يسبب آ ...
- الثعلب في بيت الدجاج.. موقع التعليم الطبي ميدسكيب يزيل دورات ...
- دراسة تكشف سرّ لعنة الفراعنة التي قتلت كثيرين نبشوا قبورهم
- كاميرا العالم توثّق معاناة الفلسطينيين بغزة للحصول على مياه ...
- مغامرات يومية كوميدية بين القط والفار..تردد قناة توم وجيري ع ...
- أسباب كثرة النوم أو النعاس المفرط.. ما هي وكيفية علاجها؟
- لولو صارت شرطية.. تردد قناة وناسة بيبي على الأقمار الصناعية ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكون الواسع والعقول الضيّقة 38