أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 32















المزيد.....


الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 32


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 6971 - 2021 / 7 / 27 - 22:01
المحور: الطب , والعلوم
    


الكون الواسع والعقول الضيّقة 32
The vast universe and narrow minds 32

يعتبر التحدّي العلميّ منبعاً أو مصدراً مهمّاً لتطوّر أفكارنا بلا شكّ! فلو تطرّقنا إلى مسألة أنّ القوانين التي نستخدمها في الفيزياء على الأرض، يجب أن نستخدمها في مكان آخر خارج نطاق كوكبنا الأرضيّ أو خارج مجرّتنا، أي في مجرّة أخرى، كي نخرج بنتيجة ما! فسيكون هناك إحتمال أن يطرح سؤال، كيف لنا أن نتّبع نفس القوانين التي إعتمدَت على الكثير ممّا على الأرض وفي التصوّرات المتعلّقة بهذا الكوكب؟ وكيف لي ألّا أحتمل وجود قوانين تعتمد على، أو تستمدّ ظروفها في التأثير أو تعتمد في وضعها على عوامل غير تلك التي تتفاعل تأثيراتها على كوكب الأرض؟ وهذا سؤال قد أثرناه سابقاً حيث يقول ميشيو كاكو# أنّنا سنستخدم نفس القوانين، حيث لا مفرّ منها ولا يتوفّر عندنا غير هذا الوضع أي وضع إحتمال إستخدام نفس القوانين الأرضيّة، على الأقلّ في الزّمن الحاليّ، لذلك فينبغي أن نتحرّك بنفس هذه الأدوات. لا أعتقد أنّ من المناسب ألّا نتطرّق إلى العامل المذكور، والذي يتعلّق بالقوانين وأرضيّتها بإعتباره (أي العامل) مهمّاً للغاية، لا كما يقول ميشيو كاكو المحترم بإعتباره وضعاً قسريّاً مجبَرين على إستخدامه، كي نتعامل مع واقع معيّن مفروض علينا. نعم هذا من حقّك أن تطرح رأيَ القسريّة في إستخدام نفس القوانين والإفتراضات في مكان آخر من الكون، ولكن أيضاً من المهمّ البحث من خلال عامل الرّبط ما بين القوانين ومكان إستخدامها، أن يكون لنا تفكير وتدبير في البحث عن حالة جديدة للتعامل مع وضع غير مرئيّ على أساس الإفتراض والبناء عليه كما فعل الكثيرون، ومنهم فاينمان الذي تطرّقنا إليه في حلقة سابقة. لا أقول ولا أدعو إلى الإعتماد على الإفتراضات كبدائل لوحدها(!) بل هي مهمّة للوصول إلى نتائج طيّبة خاصّة ونحن على أعتاب تطوّر مذهل في التقنيّات البرمجيّة التي تعتمد على الرّياضيّات والإحتمالات الفيزيائيّة والإحصائيّة وهي جزء مهمّ من المنطق ومن الممارسة الصّحيحة في إستيعاب الجّديد وحركة التطوّر في ذهن الإنسان وفي جميع مجالات التقدّم العلميّ والإنسانيّ. فقد بلغنا في عالم النانو مبلغاً مهمّاً من خلال الفرض الأوّل الذي وضعه العلماء وإستندوا عليه إلى أن بلغوا هذا المجال ولا أعتقد أنّنا سنتوقّف عند هذا، فتوقّف التعامل مع الجّسيمات الصّغيرة (أو يكاد يكون التوقّف المذكور!) بسبب البطء في إكتشاف الجّديد الذي يسلّط الضّوء على الصّغائر في هذا الكون. وبمجرّد التساؤل سأضعك في دائرة الفضول العلميّ: من قال أنّ الكوارك هو الحدّ الذي سنتوقّف عنده لدراسة الكون الصّغير والكبير؟! لقد بلغنا أنّ الجّسيمات الأوليّة هي أصغر كتل بناء معروفة في الكون، هذا نعم ولكن ليست هي بالضّرورة حدّ الكون في البناء! لأنّ الفرض تمّ على أساس أنّ هذه الجّسيمات هي جسيمات صفريّة أو نقاط عديمة الأبعاد لكنّ هذا الحديث لم يكن دقيقاً أبداً، ولا أقول ذلك مستلقياً على أريكة النّتائج الرّائعة من الدّراسات المستمرّة التي بلغناها، بل أقولها وأنا مؤمن بأنّ كلّ إكتشاف، لا يمكن أن أقول بمطلقيّته أبداً! إنّما هو خطوة للقادم من الأعمال من خلال مبدأ التّشكيك العلميّ النّافع والذي سيبلغنا بنتائج أروع وأروع. لقد إعتقد الباحثون في السّابق إلى أنّ الإلكترونات كانت هي الأساس في تركيب الكون بإعتبارها، كانت هي الجّسيمات الشّائعة والمعروفة على أساس هي أصغر الجّسيمات، ثم تحوّلنا من هذا التّوجّه إلى توجّه آخر هو أساس آخر! كما هو معروف الآن.
لقد كان الإعتقاد في زمن ماقبل الكوارك أنّ الإلكترون هو الجّسيم النقطيّ (النّقطة بإعتبارها أساس الكون وربّما تكون النّقطة المتعارف عليها رياضيّاً، هي ليست بلا أبعاد مع عالم البيكو القادم! (سجّل أنّني ذكرتُ وأشرتُ إلى عالم البيكو التطبيقيّ، وقراءتي أنّه سيكون قريباً!). ثم نعود لنبحث عن نقطة بمعنى آخر وبمواصفات جديدة تتناسب مع التقديرات والدّراسات الجّديدة، رغم أنّ الفلسفة قد وجدت لها الحلّ عَقْلاً!) أي الجّسيم الذي يكون هو أساس الكون لا غيره! ثم عرفت شحنته السّالبة وما يحيط به من الجّسيمات الإفتراضيّة الأخرى والتي أثيرت داخل وخارج الوجود، والتي تعمل كجزء من الإلكترون أو هي المكوّنات الأساسيّة التي شكّلت الإلكترون (وغيره بعدذاك). ولا تستغرب إذا قرأت عن إعتقاد ما قبل الكوارك بأنّ للإلكترون قطباً موجباً وقطباً سالباً! فحينها تكون الجّسيمات الإفتراضيّة غير متماثلة بسبب هذين القطبين اللذين يشكّلان الإلكترون نفسه كهربائيّاً. وبعد الإكتشافات وجدنا أنّ للمادّة مادّة مضادّة وللإلكترون جسيم مضادّ وللإلكترون أقرباء وأنسباء من الميون إلى التّاو ثم إنتقلنا إلى النّيوترينوات التي تنتج عن تفاعلات متعدّدة كما ذكرناها سابقاً، منها الأرضيّ والكونيّ وربّما نيوترينوات أخرى، وما بعد النيوترينوات! ربّما، لِمَ لا؟! لا تقل أنّ النظريّات باتت كلّها مشكوك بها فكيف الوصول إلى نتائج جيّدة أخرى؟! وهل العلم إلّا تشكيك يتبع آخر إلى أن نصل إلى الحقيقة؟ كيف لنا أن نوغل في العلم دون هذا التّشكيك اللّطيف الذي يوصل إلى نتائج ما أجملها! هل تعلم أنّ الكوارك العلويّ قد تمّ البحث عنه بشكل صعب للغاية بسبب كونه أثقل من الكوارك الفوقيّ بحوالي 100 ترليون مرّة فيتطلب طاقة كبيرة كي يكتشف في المعجّلات، لكن لو وضعنا المعجّلات الجّديدة بالتقنيّات الجّديدة سنكتشف الكثير وإن كان أثقل وأثقل من سابقه!
بعد أن نقوم بإنشاء المعجّلات المناسبة التي تتعامل حتى مع الجّسيمات الإفتراضيّة التي تلعب هنا وهناك في عالمنا، سنقوم بطَرْق أبواب جديدة ونسلك سلوكيّات أكثر جِدّة وحداثة.

لقد أشرت بآراء مهمّة حول التّفاعل مع النظريّات المهمّة التي تتفاعل في هذا الجّانب مع الواقع الذي يجمع العلم والفلسفة والنظرة الدينيّة. ولا أخفيك إهتمامي بل وتطلّعي إلى عالم مسالِم ليس في الجّانب السّياسيّ والأمنيّ والإقتصاديّ بل وفي الجّانب العلميّ الذي يخدم البشريّة في حالة الوصول إلى نظريّة عمليّة تجمع الجّوانب الإنسانيّة والغرضيّة السّامية من خلال المشتركات ما بين الثلاثة السّابق ذكرها. لا أسعى إلى الخيال رغم أهميّته بالنّسبة لي بل وأعتبره ملهِماً من تلك التي تساعدني في بلوغ المرام السّاميّ، لكنّني لا أسعى إلى الإستغراق البعيد إلّا في ذلك الذي يساعدني في حالة تجلٍّ عالية، غالية، تنقلني من مرحلة إلى أخرى متقدّمة على سابقتها.
لم تأخذ نظريّة من النظريّات العلميّة مجالاً من النّقاشات الكبيرة أكثر من النظريّة الموحّدة أو نظريّة القوى الموحّدة أو يمكن أن تكون نظريّة المجال الموحّد. وهذه النظريّة هي النظريّة التي ساهم بمحاولة حلّ لغزها ألبرت آنشتاين بكلّ ما أوتي من جهد كبير إلّا أنّه لم يصل إلى نتيجة لحلّ فكرة توحيد القوى الأربع (الجاذبيّة،الكهرومغناطيسيّة،القوّة النوويّة القويّة والضّعيفة) ولكلّ من هذه القوى مجالها الخاصّ بها ولكلّ القوى الأربع جسيم خاصّ بها أو مرتبط بها. فالقوّة الكهرومغناطيسيّة لها الفوتون، وللقوّة النوويّة القويّة لها الغلوون وللقوّة النوويّة الضّعيفة لها جسيمان أساسيّان، هما البوزونان
W و Z
بينما تتفاعل النّيوترينوات ، مع هذه البوزونات (وردت البوزونات جَمْعاً مع أنواع متفرّقة من البوزونين المذكورين) التي تشعر فقط بالقوّة الضّعيفة وقوّة الجّاذبيّة. ولا ننسى الغرافيتون، الجّسيم الإفتراضيّ الذي يعتقد أنّه مرافق لقوّة الجّاذبيّة (رغم عدم تأكيد وجوده إلى الآن في معجّل سيرن).
لم يكن الأمر سهلاً بعمليّة جمع المجالات الأربعة لتلك القوى، ففي حالة جمعها ستحلّ المشاكل الفيزيائيّة وربّما كلّ المشاكل التي تشغل العلماء، ومن الطّرائف التي يتحدّث عنها ميشيو كاكو، أنّ أحد طلّابه يسأله في حالة إكتشاف هذه النظريّة فستجلسون في البيت بلا عمل!فكانت إحراجاً له، بشكل لا يقلّ طرافة عن السّؤال! وعلى كلّ حال فالكثير من العلماء متفائل في قرب الوصول إلى النّتيجة المرجوّة من هذه النظريّة. وفيها أكثر من إستفهام لما يرتبط بتشعّب الأبحاث في كثير من الجّوانب ولا تخلو من التأثيرات السياسيّة في تشتيت الجّهود! يقول ميشيو كاكو:
حتى أن ستيفن هوكينج ألقى حديثًا بعنوان "هل النّهاية في مرمى الفيزياء النظريّة؟"
وحول الطّموح في الوصول إلى النظريّة الموحّدة يقول:
(إذا نجحت مثل هذه النظريّة ، فسيكون ذلك بمثابة تتويج للعلم. سيكون الكأس المقدّسة للفيزياء، وهي صيغة واحدة يمكن من خلالها، من حيث المبدأ، إستخلاص جميع المعادلات الأخرى، بدءًا من الإنفجار العظيم والإنتقال إلى نهاية الكون. سيكون المنتَج النهائيّ لمعادلة الإله ألفي سنة من البحث العلميّ منذ أن طرح القدماء السّؤال) إنتهى كلامه. وهنا أقول أنّ التسمية التي يطلقها ميشيو فيها من المبالغة الكبيرة حينما يقول هي معادلة الإله (!) وأستغرب من عالِم مثله يثير هذه التسمية! حيث أنّ الإله الذي يضع هذه الموازين والقوانين كيف له أن يضع ما يقدر عليه غيره في الوصول إليه؟! ولكنّني أعتقد لما أتابعه من الأستاذ ميشيو كاكو في كلّ طروحاته ومحاضراته، على أنّه أكبر في التّفكير على معنى التّسمية المذكورة!على أنّها إكتشاف إصطلاحيّ كبير، فأقول ما ذكره ليس إلّا إشارة إلى أهميّة المعادلة ووفق الأسس التي وضع ثوابتها التقليديّة علماء إستندوا على كلّ واقع متوفّر إلّا من غَيْبٍ ما، كان غيباً فصار قسمٌ منه حاضراً يمكن أن يُلمَس باليد! ولا غرابة.
وأعتقد أنّ الإشارة إلى المعادلة على أنّها معادلة الإله بقصد كونها معادلة كلّ شيء (في التّسمية يكون الجّواب مقبولاً وإن كانت بالفعل، فيبقى تشكيكي بها مستمرّاً! أي أنّها كلّ شيء في اليد، لا كلّ شيء موجود! والفرق واضح جليّ). لقد كرّس آنشتاين حياته من أجل أن يصل إلى حلّ هذا اللغز العجيب الذي وضع لبناته بنفسه. وقد إستمرّ الكثير من العلماء ومنهم ستيفن هوكينغ بالبحث عن طريقة مناسبة لجمع هذه القوى الأربع دون جدوى تذكر. من خلال قوانين الجّاذبيّة لنيوتن وميكانيك الكمّ ونسبيّة آنشتاين ثم التطرّق إلى نظريّة الأوتار وهي النظريّة التي شغلت ومازالت تشغل عقول العديد من العلماء لأهميّتها الكبيرة.
يقول ميشيو كاكو أنّنا إقتربنا كثيراً من إيجاد النظريّة الموحّدة، بل نحن أقرب من أيّ وقت مضى. حيث أنّ نظريّة كلّ شيء ستحلّ لنا ألغازاً مهمّة للغاية عن الكون ونشأته وعن الزّمان والمكان. وقد أشار ميشيو إلى أنّ نظريّة الأوتار فيها ما فيها من بعد منال في الوصول إلى نظريّة كلّ شيء خاصّة من خلال النّتائج الجّيدة التي تمّ الوصول إليها في إكتشاف جسيم هيغز في معجّل الهادرونات الذي يعدّ أكبر معجّل في التّاريخ والذي يساهم المساهمة الكبيرة في الكشف عن مكنونات رائعة عن الكون ونشأته وتكوينه وما إلى ذلك من الأسئلة التي يطرحها الباحثون. والتي يكون منها سؤال في غاية الأهميّة، هل هناك بالفعل أكوان متعدّدة؟ للإستزادة عن فكرتي في طرح الأكوان المتعدّدة، راجع الحلقات 12، 15، 18، 20، 21، وللأهمية العلميّة للمتخصّص أرجو التّركيز في هذا الجانب على الحلقة 20.
لن أدخل في تفاصيل الإيمان في قدرة المولى الكريم وبعض الأسئلة التي يناور فيها العديد من الباحثين في الفيزياء النظريّة حصراً! وسأبقى في عالم الفيزياء البحتة بالشّروط التي أبحث فيها. ففي نظريّة الأوتار الشّيء الكثير ممّا يمكن أن نتعلّق به ونغوص في مكنوناته وخباياه. ففي هذه النظريّة العديد من الحلول التي يمكن لنا أن ندرسها للخروج بنتائج مقبولة إلى حدّ كبير. ففي العديد من الطّروحات يأتي مقترح أو تصوّر وجود الأكوان المتعدّدة، ومن ضمن الأسئلة التي نطرحها هو هل هناك كون شبيه بكوننا، وهل هناك ضرورة لهذا التّشابه إن وجد؟ وقد طرح سؤال جدير بالإشادة من قبل كاكو هو، لماذا نعيش في هذا الكون الخاصّ وليس في كون آخر؟
هل هناك بالفعل أصغر من الكوارك؟
مازلت لا أبحث إلّا من خلال ما نفكّر ونطرح ونعمل عن الزّمن واللازمن، لكن من خلال ما أدور وأتحرّك منه وبه ومن خلاله، فمثلاً الحديث عن الكوارك حديث أيضاً مسلٍّ كحديثنا عن النّيوترينو السّابق والحالي والقادم! فالكوارك يعدّ من أصغر الجّسيمات الحاليّة(!) في الكون وهي الجّسيمات التي تتشكّل من صفات أو من مميّزات فيها بعض الغرابة، منها أنّ شحنتها من جزئيّات الشّحنة أو تحمل شحنات كهربائيّة جزئيّة. ولدينا المعلومات الجّميلة عن الكواركات إلّا أنّ الصّعوبة في التعامل مع الكوارك هو ألّا يمكن التّعامل معه منفرداً إلّا ضمن الهادرونات، لأنّنا لايمكن أن نلاحظها إلّا من داخل المجال الهادرونيّ. لكن لا يمكن اليأس حتّى في هذه، فالمعين هو الحاسوب (الكومبيوتر) العملاق والذي يجهّز بما ينبغي للوصول إلى معطيات رائعة، بالإضافة إلى التطوّرات التي تستمر في مجال المعجّلات وتسريع الجّسيمات إلى درجات قصوى لم تكن ولن تكون موجودة بالشّكل السّهل. لقد زوّدنا الكومبيوتر العملاق بالمعلومات الجّيدة بإستخدام تقنيّة الديناميكا اللونيّة الكموميّة الشّبكيّة في معجّل توماس جيفرسون، وذلك بتطوير طريقة لقياس تفاعل الكواركات في الهادرونات، وبإستخدام بعض التقنيّات الحاسوبيّة. ولا يخفى ما للمعجّلات الأخرى كمعجّل سيرن أن يقوم بالبحث عن بعض المميّزات المهمّة للكوارك كطاقته وزخمه. ولكنّ المسألة التي مازالت تحتاج إلى المزيد من البحث هي مدى إمكانيّة تفاعل الكواركات مع جسيمات كبوزون هيغز مثلاً. ولا يخفى ما أهميّة التّقريب في الشّرح ما بين الكوارك والنّيوترينو حيث تخضع مجاميع الجّسيمات المذكورة إلى النظريّة الوتريّة والتي تعتبر من النظريّات العريقة والرّائعة عندما تنصّ على أنّ كلّ الجّسيمات تهتزّ كما يهتزّ الوتر. ويمكن أن نضع القوانين إستناداً على منطق الإهتزازات المذكورة. والإهتزازات المذكورة فيها من الغرابة في عقل الإنسان الكثير الكثير. حيث يلعب الهارمونيا دوراً كبيراً في تشبيك العديد من المواصفات والخواصّ مستندة على منطق الأوتار وما يصدر عنها. ومن هذه الجّسيمات التي يصلح أن تكون مفسّرة على أساس الإهتزازات الوتريّة هي الكواركات والنّيوترينوات. وفي ذلك يقول ميشيو كاكو:تشكّل نظريّة الأوتار أساس الكثير من الأبحاث التي يتم إجراؤها في المختبرات الرّائدة في العالم). ومن الحديث عن نظريّة الأوتار يكون الحديث متفرعاً رغماً عنّا!كيف؟! الكون كلّه عبارة عن تكوينات متناسقة مع بعضها البعض ولا يمكن لأيّ جسم أو أيّ شيء أن يخرج عن نسقه وبالتّالي، لا يخرج هذا النّسق عن التّوصيف العامّ أو لا يخرج عن التّنسيق العامّ للكون كلّه. حتّى وإن تمدّد أو توسّع هذا الكون (إن كان واحداً) فيكون القادم من التّكوينات ضمن التّناسق العامّ والكلّ يعزف موسيقاه (أو يضرب وتراً ليخرج صوته!) أيّ لكلّ صوته أو إهتزازاته ضمن تردّد، وخلال زمن معيّن وفق الرّبط ما بين هذا الزّمن ومكانه في النّسق العامّ أو ضمن التّكوين العامّ. والصّوت مهمّ أو الإهتزازات التي تصدر عنها موجات يكون لكلّ موجة أو لكلّ مجموعة من الموجات كحزمة متكاملة، تردد معيّن أو إهتزاز فرديّ أو نسقيّ والغريب وجود هذا الصّوت النّاتج الذي يصبح كسمفونيّة متكاملة! هل ينبغي أن نقول أنّ نظريّة الأوتار مازالت فعّالة ومهمّة إلى درجة كبيرة خاصّة ونحن سندخل في عالم آخر ما بعد النّانو حيث عالم البيكو الذي نطمح أن نصل إلى قياساته، وبالتّالي سنطرق أبواب عالم أدقّ. وبالتّالي يكون أكثر إستغراقاً لو قيس بالعالم الأكبر، الذي يقرّبنا أكثر إلى الحقيقة الواحدة والتي أظنّ أنّ العلماء حينما يبلغون النظريّة الموحّدة فسيكون حينها علم يطرق أبواب العقل الجّمعيّ البشريّ بأكثر تقدميّة وأكثر دقّة. إنّ التّنسيق الإهتزازيّ مهمّ بشكل كبير حينما يكون الحديث عن كلّ حركة أو تكوين في الكون، من حركة وإهتزاز الأرض إلى حركة وإهتزاز كلّ خلايا التّكوينات البيولوجيّة إلى إهتزاز الكواكب والمجرّات وكلّ التّكوينات. وهنا ينبغي أن نقول بأهميّة تسليط الضّوء على فكرة الإهتزاز ليس لأنّه يصبّ في إثارات النّظريّة الوتريّة فحسب، بل وكذلك أنّ الإهتزازيّة واقع فعليّ لكلّ الموجودات. والجميل أن نشير إلى عبارة أنّ الكتب المقدّسة تطرّقت إلى هذا الإهتزاز لإيصال فكرة أو درس ما إلى النّاس! خذ مثلاً: (فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا)، (فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي)، (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ)، (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي)، (انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا)، (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ)، (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا)، وهكذا يأتي النّفخ بهذه الصّور التي تدلّ على إهتزازات الهواء أو إهتزازات مجرّدة لأشياء يكون في النّتيجة إهتزازا لا غير كما هو ملاحَظ! ومرّة أخرى أشير إلى أنّ الذي أذكره لا يكون تفسيراً لمعنى الآيات الكريمة، ولا تعضيداً للنظريّة الوتريّة من هذا الجّانب، ولكنّني أثير دائما هذا التّرابط الذي أراه توافقاً وهارمونيّاً ما بين ذكر صوت السّماء وصوت الأرض! وهو أيضاً صوت أيّ إهتزاز، للعلم! بل حتّى الزّمن واللازمن الذي أتحدّث عنهما يدخلان في مجال الإهتزازات حينما نتطرّق إلى دورة الزّمن الفعليّة ودورة الزّمن المتكرّرة في حلقة قادمة إن شاء الله. لا أريد أن أتطرّق إلى الكثير مما يتعلّق بإحساس الإنسان ومن ضمن ذلك الباحث العلميّ حول المستقبل من خلال نظرة التفاؤل أو التشاؤم التي تبصم عليه حين الحديث عن جزء من أجزاء الزّمن والذي يكون جزءاً من إتّجاه الزّمن. فالحديث عن مستقبل أخرويّ ممتليء بالتفاؤل، سيلعب دوراً في تصوّر غير ذلك الذي يتصوّره نفس الباحث وهو يتحدّث عن سهم الزّمن، المستقبل وهو بنفس قد تعبأت باليأس والقنوط! وهنا يلعب الإنتروبيّ بالنفس لعب الكرة في الميدان! فالإضطراب الذي تحدثه النفس في المحيط تزيد وتنقص القيمة. حيث أنّ الإنتروبيّ له بعد مهمّ في إدراك القليل من العقول بسبب التّركيز على ذلك الإنتروبيّ المتداول. والذي يشمل النّظام الذي تختلف قيمته فيختلف إنتروبيه!
ويكون حينها سؤال آخر هل من الضّروري أن تكون دورة الزّمن أو دورتا الزّمن حتميّة أم ضروريّة لهذا الكون؟ سنأتي على أجوبة الأسئلة في حينها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
# ويكتب اسمه بالشكل:
Michio Kaku
أستاذ في الفيزياء في جامعة مدينة نيويورك ، شريك مؤسس لنظريّة المجال الوتري (من النظريّة الوتريّة)، وهو مؤلّف لعدد من الكتب العلميّة واسعة الإنتشار والمتضمّنة الفضاء بالأبعاد الأكثر من التقليديّة، والنشر في مجالات فيزياء المستحيلات وفيزياء المستقبل.



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 31
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 30
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 29
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 28
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 27
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 26
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 25
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 24
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 23
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 22
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 21
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 20
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 19
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 18
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 17
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 16
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 15
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 14
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 13
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 12


المزيد.....




- Vivo تطلق ساعة مميزة يمكنها الاتصال بالشبكات الخلوية
- فوائد تناول الأسماك الزيتية للصحة
- رائدا فضاء روسيان ينفذان مهمة خارج محطة الفضاء الدولية
- يا لولو يا لولو في نونو .. تردد قناة وناسة كيدز Wanasah 2024 ...
- كرواتيا تستقبل أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية بالمياه ...
- لولو صارت شرطية.. تردد قناة وناسه بيبي الجديدة 2024 على جميع ...
- الشاي السيرلانكي مقابل التكنولوجيا الايرانية
- هل تنتقل المواجهات النووية إلى الفضاء؟.. وما خطورة نظام النب ...
- شاهد: ارتفاع قياسي في مستويات المياه تزامنًا مع فيضانات تضرب ...
- ريابكوف: روسيا تعد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لمنع س ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 32