أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكون الواسع والعقول الضيّقة 31















المزيد.....


الكون الواسع والعقول الضيّقة 31


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 6921 - 2021 / 6 / 7 - 17:24
المحور: الطب , والعلوم
    


The vast universe and narrow minds 31

لقد أشرنا إلى العديد من المسمّيات في ثلاثين حلقة من هذا الموضوع الذي يتضمّن الكثير من المعلومات العلميّة والفلسفيّة، التي تصبّ في هذه الخانة العلميّة وليس من أجل دغدغة مشاعر أهل الفلسفة! من هذه المعلومات ما أطلِقُ عليه بالتصوريّة أو الإفتراضيّة. والمعلومات التي دونتها وأدوّنها إنّما هي من مصادر علميّة موثوقة، بالإضافة إلى رأيي الشخصيّ الذي أمتلكه من خبرتي لسنوات ليست بالقليلة في مجال البحث العلميّ والممارسة التدريسيّة الجامعيّة! فمنذ سنوات وأنا أحمل بعض المسؤوليّة فيما أقول وما أكتب (إشارة جميلة لمن يسأل!). هناك الكثير من المصادر
العلميّة الحديثة التي تتطرّق إلى هذا الموضوع بما يتضمّنه من معلومات، لكن لا أعتقد أنّ هناك من تطرّق إلى ذات الزّمن بالشّكل الذي أثيره، وليس غايتي أن أقْحِمَ الآخرين فيما أكتب، لكنّني أعتقد أنّ العلم بحدّ ذاته مسؤوليّة رائعة لا يلتذّ بها من هو خارجَها!
لقد تطرّقنا إلى مفهوم التّقويم الكونيّ وعلاقة الإفتراض وأهميّة الإفتراض والإفتراضيّة في هذا الجانب! ومن ضمن ما تطرّقتُ إليه في عدّة حلقات، جسيمات النّيوترينوات، تلك الجّسيمات التي كان يُعتقَد أنّها بلا كتلة، فلا يمكن أن نطلقَ عليها جسيماً، لكن بعد أن وُضِعَتْ لهذا الجّسيم عدّة كتل يمكن أن نقول أنّه جسيم، بالفم الملآن! وقد ذكرت أنّ علم الفلك النّيوترينويّ بات من العلوم المهمّة والواسعة وِسْعَ أبحاث تطرّق إليها العلماء والباحثون بتفاصيل جزئيّة تدلّل على التقنيّة العالية التي إستخدموها.
يخطر على بالي، الكثير من الأسئلة بالفعل، عن الكثير من الإستفهامات والتّساؤلات العامّة وكذلك عن الكثير من الإعتراضات الجّميلة رغم بعض قساوتها(!) كما أتصوّر، وبهذه التّساؤلات تكون المواضيع مكتملة بالمعنى الإعتباريّ والعلميّ إلى حدّ ما! خذ مثلاً هذا التّساؤل: إنْ كان الزّمن الكونيّ أو غيره من القياسات الزّمنيّة، يلعب دوراً في المعياريّة التي يُرادُ له، فلماذا لا نأخذ بنظر الإعتبار شيئاً حيويّاً، وهو أنّ كلّ الكون قابل للتغيّر وقابل للتبدّل حتّى في المسمّيات المتعارف عليها من ضغط وحرارة وحجم وإنتروبيّ وإنثالبي، بل وحتّى التعامل مع هندسة غير تقليديّة ممّا تؤثر على التصوّر الرّياضيّ والصّيغة الهندسيّة التقليديّة. فهناك الهندسة بالأبعاد المتعدّدة التي لا تتعلّق بالمكان أو لا تتعلّق بالزّمان والمكان معاً، بل بأبعاد أخرى خارج الإرتباط بالمحيط التقليديّ، بل بتصوّر أبعاد تنشأ من توسّع الكون بأشكال وبأبعاد خارج نطاق التقليديّة المعروفة؟! إذا كان الأمر هكذا، ألا ينبغي لي أن أغيّر كلّ هذه العبارات أو بعضاً منها، بصيغ قابلة للتغيّر الذّاتيّ أو التلقائيّ؟! والسّؤال أو التّساؤل يحتاج إلى المزيد من وضع صيغ ومفاهيم جديدة كليّاً. فالمعادلة الجّديدة التي نبحث عنها هي معادلة تتضمّن ليس فقط الثّابت والمتغيّر، بل وكذلك عنصر جديد هو عنصر يمكن أن يتغيّر مرتبطاً فقط بتوسّع الكون ليس إلّا! وفي الحديث عن ذلك لا يمكن لنا أن نطرح ما موجود جانباً! لكنّ الصّيغ التي نستخدمها حاليّاً في عموم الفيزياء هي صيغ وفق واقع هذا العالم أو الكون، بالإضافة إلى ما يمكن تصوّره إلى المستقبل أيضا وفق ما موجود من معطيات، أي كلّ ما يُعمل به ويوضع من صيغ مستندة إلى هذه المعطيات التي ذكرتها. وأنا أتصوّر أنّ هذا الوضع يحتاج من ضمن ما يحتاج إليه هو ليس فقط التصوّر بل الواقع الذي سيكون وفق تصوّرات ليست فقط علميّة تجريبيّة أو إحصائيّة أو إستقصائيّة في العموم، بل نحتاج إلى وضع جديد في التّعامل مع الكثير ممّا نعتقد بوجوده وما زلنا بعيدين عنه وفق المعطيات التقليديّة! هذه الصّيغ المتوفّرة إنما هي صيغ مقبولة وفق ما متوفّر لنا من وضع. هذا الوضع في تقويم ساغال يعني الكثير لذاته لا لذلك التّقويم المعياريّ والذي يوحي إلى زمن ثابت عموماً، ويمكن أن يستخدم في الكثير من التغيّرات التي تحدث. وهذا صحيح، لكنّ الذي أتحدّث عنه غير ذلك الذي يستخدم في التغييرات أو التغيّرات المذكورة. زمننا هنا زمن ثابت لا متغيّر، مستقلّ لا علاقة له بأي وضع. سِنْخُه (جِنْسُه) يمكن أن يكون من سِنْخٍ غير ذلك المتعارف عليه! فهو وجود لا تغييريّ بل ولا علاقة له بأيّ تغيير كما قلنا. ويمكن لي أن أستخدم علاقات رياضيّة تقليديّة للحساب، لذلك الزّمن الذي يتحدّث عنه ساغال أو غيره، لكنّ زمننا هذا المستقلّ لا علاقة رياضيّة تُمْسِكُه ولا يخضع لأيّ علاقة رياضيّة! بإعتبار أنّ الثبات الرّياضيّ والتغيّر الرّياضيّ من سِنْخِ هذا العالم، بينما الزّمن الذي نتحدّث عنه مستقلّ حتّى عن القاعدة الرّياضيّة التقليديّة والنّاشئة أو الموجودة من تصوّرات كونيّة محيطة أو من تصوّرات مكانيّة أو واقعيّة، بل وحتّى ذهنيّة، لكنّها منبثقة من تأثيرات تقليديّة في العموم. على شكل خطوط،منحنيات، ثوابت تقليديّة،متغيّرات مرتبطة بتلك الثّوابت التقليديّة،علاقات بإرتباط سرعة الضّوء أو سرعة جسيمات أو سرعة تخضع للمسافة والزّمن التقليديّ غير المفهوم في المعنى التصوّريّ الذي نتحدّث عنه!
يتوسّع الكون وتتوسّع معه الكثير من الأشكال الضّمنيّة، والتغييرات تشمل الإصطلاحات التي نستخدمها. فلذلك حين الحديث عن أيّ توسّع في الكون يجب أن نأخذ هذه الأمور بنظر الإعتبار كما أخذها آينشتاين كذلك، حينما تحدّث عن توسّع الكون بالصّيغة المعروفة والتي شبّهها بإلقاء كرة ثقيلة في بساط أو ملّاءة من المطّاط مثلاً، ليتغيّر شكلها حينما نُلقي هذه الكرة، وحينما تتحرّك الكرة داخل هذا الشّكل ستغيّر في كلّ حركة من هذا الشّكل، وكذلك أيّ نشوء أو خَلْق في هذا الكون سيتغيّر من شكل الكون. أقول إذا توسّع الكون سيتغيّر كلّ شيء فيه وبالتّالي ستتغيّر كلّ التّصوّرات حوله حتّى وإن أخذتَ بنظر الإعتبار هذه التغييرات، لأنّها مجهولة الشّكل في التّغيّر! إلّا إذا وضعنا معنى رياضيّاً لهذا التغيّر ووضعنا إحصائيّة لكلّ الإحتمالات اللامتناهية (لا متناهية بالمعنى الرّياضيّ لا أكثر!) في الأشكال القادمة وإستخدمنا الحاسوب الفائق للحساب! حينها سنضع نموذجاً تقريبيّاً إلى شكل كون ما، يمكن التّعامل معه، وبذلك سنتعامل مع زمن يتناسب مع هذا الكون ونقارن مع الزّمن المطلق، أي ذاتيّ، مستقلّ الوجود والتّعريف والذي لا علاقة له بأيّ وَضْع! والزّمن هذا هو غير ذلك الزّمن الذي صاغه ساغان!
لا ننسى ما يفعله تصوّر الحياة(!) عند الباحثين عن الثّقب الأسود، من تغيّر الكثير من المفاهيم المتعارف عليها فيزيائيّاً أو رياضيّاً! ولا نذهب بعيداً إذا ما عرفنا أنّنا على أعتاب عالَم تقنيّ جديد أصغر من عالَم النّانو، هذا العالَم هو عالم البيكو!@ وحينها ستجعل هذه التقنيّة التبحّر في عالم الأصغريّة هو كالتبحّر في عالم الأكبريّة، أي إلى حدود خارج تصوّراتنا للكون الكبير ومع المحاكاة ستصل بنا الأمور إلى التنبّؤ بما سيحصل في الكون من خلال المعطيات، كإحتماليّة قريبة من الحقيقة، ولا تجنّي على القدرة الالهيّة والعياذ بالله، بل إنّ هذا الإله الحكيم هو الذي يدعونا إلى الدّخول والولوج إلى عوالم بعيدة جدّاً في الصّغر والكِبَر، في البُعْدِ والقربِ لمعرفة القدرة الإلهيّة التي تفوق ما يمكن أن نمتلكه، فلا غرور! (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ).
هل تعلم أنّ أوّل خطوة في العالَم البيكويّ (من البيكو) ستكون هي هذه التصوّريّة التي أتحدّث عنها والإفتراضيّة التي وضعها فاينمان حول النّيوترينو وما بعده (!) وما يتعلّق بهذا العالَم الجّميل! لا أريد أن أستغرق في هذا المجال كي لا أزعجك أكثر ممّا أزعجتك به ومنه منذ قرابة ثلاث سنوات وأكثر!
في حال الحديث عن التّقويم الكونيّ من جانب آخر، فيه فائدة كبيرة كما أراها! وهي، أنّ هذا التّقويم ليس فقط إفتراضيّاً كما أشيرَ إليه وأشرْنا إليه، بل يمكن أن يكون جزءاً من الحقيقة التي نسردها ونحن من عشّاقها، حيث أنّ التّقويم الكونيّ ليس مستغرَقاً ولا مستغرِقاً في الإفتراضيّة، بل يشير إلى تقدير من التّقديرات الرّياضيّة وحتّى الفيزيائيّة، وهي الحالة التي يمكن أنْ تقابِلَها في العديد من النّظريّات العلميّة بفرض الفَرْض والتّحقّق من صحّته. إلّا أنّ التّقويم الفلكيّ لا يمكن ان نتأكّد منه بهذه السّهولة، لإفتراضه واسع النّطاق والذي يشمل الكون من بدايته إلى أن ينتهي به الأمر حيث النّهاية التي لا تُعرَف كيفيّتها (من الناحية العلميّة الفيزيائيّة ليس إلّا، بإعتبار أنّ الصّورة واضحة للكيفيّة تفسيراً وفق النظريّة الدينيّة الغيبيّة والتي يجمع عليها أغلب الأديان كما أعتقد!) إلّا أنّها نهاية لا أكثر! حيث يبقى إفتراض وتقدير التّقويم الكونيّ من الإفتراضات المهمّة للغاية! لخدمة الفكرة، ربّما لِأزمان طويلة (أقصد تلك الأزمان التي تقاس وفق التّقويم الفعليّ وليس الكونيّ المشار إليه!). وهنا يمكن لنا أن نتطرّق إلى وضع مشترك أو ربط مهمّ ما بين هذا التّقويم ووضع النّيوترينو أو ضديده أثناء التّفاعل الذي يحدث داخل النّجم عموماً لينتج هذا الجّسيم. حيث أنّ الفترة الزّمنيّة التي يحدث فيها التّفاعل لا تقارَن كحدَث من الأحداث التي يشير إليها التّقويم الكونيّ، بل هي حدث ربّما يغيّر وضع الحساب لهذا التّقويم! كيف؟
لو إنتقلنا في وضع تقويم مثل هذا إلى وضع تقويم وفق حادثة خَلْق النّيوترينو، أي من لحظة نشوء أوّل نيوترينو إلى لحظة موت آخر فعّاليّة لهذا الجّسيم في آخر عمليّة تفاعل تُنتِجُه، فسنجد أنّ الزّمن في ذهني وذهنك (كما أعتقد!) ليس له أيّ ثبات في المفهوم، بل ليس له شكل أو طعم كما نتفاعل معه الآن إن كان كونيّاً أو أرضيّاً فعليّاً!(بإستثناء الزّمن الذي نطلق عليه بالمطلق، وهو ليس في وضع التّصوّر الآن!) أي أنّ وجود النّيوترينو سيكون هو المعيار في الوجود الزّمني (أقصد الزّمن المرتبط بالمكان، لا ذلك الذي أتطرّق إليه دائما وهو الزّمن الذّاتيّ أو ذات الزّمن!، وغايتي ستكون لإنتزاع مفهوم جديد للزّمن بعيداً عن المكان حينما أضع له علاقة ذاتيّة بعيدة عن مسمّيات ما يحيط به أو ما يرتبط به، بأيّ صورة أو بأيّ شكل من الأشكال!من خلال إنهاء مفهوم المكان علميّا ليبقى الزّمن وحيداً نستأنس بوحدته!).
لا مجال للعب على العقول إذا ما قلنا أنّ هناك زمناً كونيّاً وزمناً جيولوجيّاً وزمناً نجميّاً، وهنا إخترعنا (هكذا!) زمناً هو ذات الزّمن الذي إن تحدّثنا عنه سنفهم كلّ أنواع الزّمن التي وردت والتي سترد في ذهن أي باحث! وعندي، الزّمن النّيوترينويّ كذلك أو زمن جسيم النّيوترينو! منذ وجود الكون من التّفاعل الذي أوجد هذا الجّسيم الذي نعتبره أثراً من آثار إثبات خَلْق الكون وفق نظريّة الإنفجار العظيم (لا علاقة لي بهذا القائل بعدم وجود الإنفجار العظيم حيث ينكر هذا الحدث، وذلك لعدم وجود علاقة لبحثي بحصول الإنفجار العظيم هذا أو عدمه، في هذا الجّانب! إن تحدّثت عن ذات الزّمن، أي أنّ حديثي عن زمن هو الزّمن المطلق الثّابت والزّمن المتأرجح، فإن حدث الإنفجار وفق نظريّة الإنفجار العظيم المعروفة، فهو موجود وإن لم يحدث فهو موجود بصيغته المتأرجحة، ولكن بشكل آخر!#).
لقد شغل سؤال مهمّ الكثير من الباحثين، عمّا حدث قبل الإنفجار العظيم أو بصيغة أخرى ماذا حدث قبل ذلك، إلّا أنّ هوكينغ كان لا يريد سماع ذلك الجّدل أو حتّى النّقاش الذي لا يعنيه! حيث إقترح بلا نهائيّة الحدث أو الأحداث، ولا بدائيّة واضحة للحدث الكونيّ الكبير المذكور. حيث كان متحدّثاً بشكل جيّد في ذلك المؤتمر في الأكاديميّة البابويّة في الفاتيكان!قبل أن يستفحل المرض فيه ويعجز عن الكلام! وأعتقد لوكانت لديه الإمكانيّة للحديث إلى حين قبل موته بقليل لكشف الكثير عمّا في ذهنه، حتّى حول الزّمن، الذي أقول أنّه زمنان في حقيقته: زمن مطلق وزمن نسبيّ! حيث يتجلّى للقارئ ذلك في كتبه (أي هوكينغ) الأخيرة، حيث يستخلص تغيّراً مهمّاً في العديد من أفكاره! يقول هوكينغ: يجب أن يكون هناك شيء مميّز جدّاً بشأن الظّروف الحدوديّة للكون، وما يمكن أن يكون أكثر من ذلك، خاصّة من شرط عدم وجود حدود (إنتهى قوله). أي يتحدّث عن اللاحدود لهذا الكون! عندما يصرّح بإقتراح لم يسمعه أحد قبله أو يقوله أحد قبله، (بأنّ الكون يمكن أن يتمثّل بريشة ويبلغ قطر الرّيشة صفراً عند أقصى نقطة له ويتّسع تدريجيّاً في طريقها (أي الرّيشة) للأعلى وأنّ الكون وفقاً لإقتراح عدم وجود حدود يتمدّد ببساطة وسلاسة من نقطة ما يبلغ قياسها صفراً). ويعتقد هوكينغ (إنّ وصف الرّيشة يعبّر عنه بصيغة يطلق عليها بوظيفة الموجة للكون أو مشتقّة الموجة للكون والتي تشمل أجزاء الزّمن الثّلاثة، الماضي والحاضر والمستقبل، ويضعهم في وقت أو زمن واحد)، وهذا لعمري ما نبحث عن معارضته بالصّيغة التي نعلمها، حيث أنّ الزّمن في أنواعه الثّلاثة إنّما هو الذي يمكن أن يشبه ذلك الذي نتصوّره بأنّه زمن قابل للطيّ على أجزائه الثّلاثة، ويمكن أن يكون فيه الماضي مستقبلاً والحاضر مستقبلاً، ويمكن أن يكون وفق المثلث الذي أشرنا إليه في حلقة سابقة (وضعته بصيغة مثلث يكون فيها أجزاء الزّمن الثّلاثة أي الماضي والحاضر والمستقبل بشكل معيّن سأسهب فيه في كتابي القادم إن شاء الله تعالى، والذي سيظهر قريبا، بإعتبار أنّ الحوادث التي تحدث إنّما هي حوادث تؤثّر في الماضي والحاضر وحتّى في المستقبل! فالتضاغط الذي تُحدِثه الحادثة إنّما يحدث لكلّ جزء من أجزاء الزّمن) حيث الإثارة عكس ما يشير إليه آينشتاين حول إنحناء الزّمكان (وليس الزّمان لوحده كما يراه هوكينغ)، فهنا إنحناء أو إنطواء أو تشابك أو سمّه إجتماعاً لهذه الأجزاء الثّلاثة بعيداً عن المكان وليس ذلك الذي سمّاه آينشتاين بعنوان:
Space-time-bending
أي إنحناء الزّمكان.
لقد كنت ومازلت أركّز على عناوين ربّما لا يقتنع بها الإنسان العاديّ، ولكنّ الباحث العلميّ يفهم ما أقول! مثلا لو أضفنا إلى كلّ الأبحاث عن الزّمن عنصر حالة الشّخص الذي يقيس الحدث وأخذنا بنظر الإعتبار هذا البعد الكبير ما بين إدراكنا للزّمن ونحن على الأرض ومع مفهوم إسمه الزّمن وفق تصوّر هذا الكائن الموجود في بعد يصل إلى آلاف (بل ملايين) السّنين الضّوئيّة فبالتأكيد سيكون هناك تصوّر كبير في فهم الزّمن الذي يتحدّث عنه العلماء في هذا المجال. وهنا يظهر الفرق ما بين هذا الزّمن وبين ذات الزّمن أو الزّمن المطلق كمفهوم وكوجود. فحينما تتحدّث عن هذا الزّمن سيكون لديك قياس ثابت للوصول إلى فهمه بلا أيّ مماراة أو تصوّرات متأرجحة في المسافة القريبة أو البعيدة. أي أنّ الحديث عن الكون المرئيّ شيء والحديث عن وجود لِكَوْنٍ غير مرئيّ شيء آخر.
لقد أثار هوكينغ في محاضرة في نفس الأكاديميّة البابويّة عام 2016 الحديث عمّا قبل الإنفجار العظيم، حيث يقول: (لا معنى له إذا ما تحدّثنا عن الحدود لأنّه لا يوجد مفهوم للزّمن متاحاً للإشارة إليه!) وهنا موضوع مهمّ للغاية حول ما يتعلق ببحثي هنا:
أوّلاً: الزّمن الذي يتحدّث عنه على أساس أن لا مفهوم له قبل الإنفجار العظيم، فهذا هو اللازمن الذي لا علاقة له بالحدث إن حدث أو لم يحدث (كما يتصوّره هو!). وكلّ حدث قبل الإنفجار العظيم لا يذكره بإعتباره لا قيمة له عنده. بينما يكون اللازمن مؤثّراً في عمليّة تكوين الكون منذ نشأته، لا يمكن تجاهل هذا اللازمن حينما نتحدّث عن أيّ حدث فيجب أن يكون لدينا متعّلق مهمّ هو اللازمن بالإضافة إلى الزّمن الفعليّ، ناهيك عن الزّمن المطلق الذي يكون معياراً لأيّ نوع من أنواع الزّمن نسبيّاً كان أو غيره، مستقلّاً عن أيّ نوع من هذه الأنواع، لذلك نلاحظ الإهمال الواضح لما قبل نشأة الكون لانّ ذلك يدخل في جانب آخر مهمّ بالنّسبة لي!هو الجّانب الغيبيّ والتقديريّ والإفتراضيّ والذي يكون مهمّاً للغاية في أيّ حساب أو تفكير متعلّق بالزّمن عموماً أو متعلّق بالحدث، ومنه حَدَث وجود الكون أو نشأته!
ثانياً: الزّمن الذي يتحدّث عنه ما زال إرتباطه بالمكان وفق نظريّة آينشتاين، بينما الزّمن الذي نبحث عنه هو هذا اللامكانيّ! لكن يبقى الحديث عن موضوع إثارة قبل أو ما قبل الإنفجار العظيم، بينما في الحقيقة التي نسعى الوصول إليها هو لا علاقة للحدث المذكور في ذاتيّة الزّمن وإن كان الزّمن يلعب دوراً مهمّاً في الحدث قبل حدوثه والذي أطلقنا عليه باللازمن. والإشارة واضحة عنده حول إحتماليّة وجود زمن مطلق من خلال حديثه عن الحدث الذي يرتبط بما قبل الإنفجار العظيم. وإلّا كيف نتعامل مع أيّ حدث بالمطلق دون ذلك الزّمن الذي يتحدّث عنه هوكنغ؟
ثالثاً: الحديث عن أيّ حادثة لا يمكن أن يتمّ دون الحديث عن مؤثّر أدّى ويؤدّي إلى أن يشارك على الأقل بهذا الحدث إن لم يكن هو الأساس في حدوثه. وكما أرى أنّ جزءاً مهمّاً من هذا المؤثّر هو ذلك اللازمن الذي يسبق الحدث، حيث هو في عالم غير عالم حدوث الحدث لكنّه مؤثّر بإعتبار أنّ كلّ الأحداث لا يمكن لها أن تكون بدون مؤثّر (إن كان من داخل عالم الحدث أو من خارجه! وهنا الإعتقاد أن يكون من الخارج ولا تعارض في التّقدير كما أرى!) أو دافع، فلا صدفة بأيّ حال من الأحوال، إنّما تنظيم بتنظيم، وكلّ شيء يوجد بقدر، حيث يدلّل التّنظيم الدّقيق على ذلك. ذلك التّنظيم الذي يرافق ما قبل الحدث إلى الحدث، إلى ولوج الحدث في حسابات الماضي وتأثيراته على المستقبل بأسلوب التضاغط المكانيّ والزّمانيّ! (بإختلاف معيّن بنسبة معيّنة عن تضاغط ساغال الزّمانيّ، حيث أشرنا إلى التضاغط هذا في المكان أو الزّمان فيما يشبه الطيّ الذي يتوفّر مع وجود المرونة في الجّسم وفق التصوّر الذّهنيّ لا أكثر. أي ليس أكثر من التصوّر، حيث يكون التضاغط بمفهوم فيزيائيّ تقليديّ لكنّ الحقيقة غير التقليديّة بالإستنتجات والتعبيرات والمعادلات الرياضيّة!).
لوعُدنا إلى ما يقوله هوكينغ حول وضع الرّيشة سندرك مدى الحَيْرة التي وقع فيها الكثيرحول تقدير الكون بهذا الشكل! حيث يتصوّر هو وهارتل أنّ الزّمن أو كلّ فترة زمنيّة في الكون هي مقطع عرضيّ للرّيشة!(إنتبه إلى هذا الرّبط ما بين الفترة الزّمنيّة والمكان!وما زال الرّجل تحت رحمة منطق آينشتاين!)، ويقول:(بينما ندرك أنّ الكون يتمدّد ويتطوّر من لحظة إلى أخرى، يتكوّن الزّمن حقًا من الإرتباطات بين قياس الكون في كلّ مقطع عرضيّ وخصائص أخرى - خاصّة الإنتروبيّ، أوالإضطراب!)-$-. ويقصد بذلك أنّ الإرتباطات بين كلّ ما يتعلّق بالكون من قياسات معروفة، وربّما غير معروفة في كلّ مقطع من مقاطع عرضيّة لهذا الكون، يكون للإنتروبيّ تأثير في ذلك بإعتبار أنّ الإنتروبيّ هو التغيّر أو التحوّل في الطّاقة لكلّ درجة حرارة ثرموديناميكيّة أو هو من الخواصّ المهمّة التي تعتبر نسبيّة بالمقارنة مع الكثير من المسمّيات في هذا الكون. حيث أنّ أيّ تغيّر يحدث في الكون إنّما هو تغيّر من التغيّرات العشوائيّة التي تحدث للكون كما يراها العديد من العلماء، بينما الحديث عن أنّ الإنتروبيّ هو إضطراب غير منتظم إنّما هو إعتداء على منطق العلم نفسه! هكذا أرى.
نحن نعرف أنّه لا يمكن أن نتخلّى عن مفهوم الإنتروبيّ عندما نتعامل مع وضع الكون في النشأة أو الإستمرار بإعتبار أنّ الإنتروبيّ هو كميّة فيزيائيّة تقتضي منّا التعامل مع وضع الزّمن فنقول سهم الزّمن كما أشرنا إليه في عدد من الحلقات في هذه البحوث الجارية. حيث أنّ الإنتروبيّ ينبغي التعامل معه لحالة من حالتين وردت سابقاً إحداهما هي حالة السّيطرة على مرحلة ما قبل الحدث. ومن هذا الحدث مثلاً هو ما بعد إنقضاء تمدّد الكون وتوقّفه لشيء من الزّمن ليعود إلى بداية الفعل الرّاجع، أي الإنتقال إلى فعل الإنطلاق الأوّل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
@ البيكو:قياس الواحد مقسوما على مليون مليون اي عبارة عن واحد مقسوماً على التريليون ونعبّر عنه بالشكل:
10^-12
# لقد أثير موضوع حول كيفيّة إمكانيّة الكون أن ينشأ من لا شيء! حيث أثير الموضوع عام 1981 من قبل عدد من المجتمعين في الفاتيكان من علماء في الفضاء والدّراسات الكونيّة، وجرى الإجتماع في الأكاديميّة البابويّة للعلوم، وهي الأكاديميّة التي تدرّس فيها العديد من العلوم والرّبط أو محاولة الرّبط ما بين الدّراسات العلميّة واللاهوتيّة. وقد حضر بالفعل ستيفن هوكينغ وفوجيء بعدد من الطّروحات التي تسأل عمّاذا كان قبل الإنفجار الأعظم. وهي فكرة كانت قد طرحت من قبل العديد من العلماء وأهل الدّين في الكثير من المناسبات. ومنهم جورج لوميتر. وقد كان السّؤال المطروح بصيغة جميلة وهي من أين اتت الطّاقة الأولى في الكون؟ وكيف تتمّ معالجة الثّغرات في نظريّة الإنفجار الأعظم، حيث قدّر العلماء وجود طفرة نمو أسيّة أوليّة بإسم التضخّم الكونيّ، حيث يكون الكون ضخماً ومسطّحاً وبسيطاً وقد لعبت الجاذبيّة دورا في تدميره. حتّى أصبحت فكرة التضخّم فكرة مقبولة لحدّ ما، وبقيت ثغرة التّساؤل عن ماهيّة البقعة الصّغيرة التي تضخّمت وما هو مصدر الطّاقة الكامنة أو الوضعيّة التي تقوم بعمليّة التضخيم هذه، بعد أن أصبحت الكثير من المسائل المثارة محلّ جدل ووصول إلى حلول ولو أنّها ترقيعيّة لكنّها مقبولة إلى حدّ ما!
Physicists Debate Hawking’s Idea That the Universe Had No Beginning | Quanta Magazine-$-



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 30
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 29
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 28
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 27
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 26
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 25
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 24
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 23
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 22
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 21
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 20
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 19
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 18
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 17
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 16
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 15
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 14
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 13
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 12
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 11


المزيد.....




- عادات النوم الصحية عند الأطفال: 10 نقاط روتين لنوم مثالي لاب ...
- روشتة صحية لمواجهة رياح الخماسين غدا.. وهؤلاء ممنوعون من الخ ...
- إزاي تتغلب على نوبة الهلع المفاجئة.. مارس الهوايات واهتم بلق ...
- لو بتلعب يوجا.. اعرف الأطعمة الصحية لتناولها قبل الجلسة وبعد ...
- ليست كل الكتل سرطانية: 8 من كل 10 فى الثدي تكون حميدة.. اعرف ...
- تقنية حديثة تقيس شدّة الزلازل على القمر بدقة غير مسبوقة
- هل يسبب تناول السكر مرض السكري؟
- 6 نصائح للصيام فى شهر شوال بطريقة صحية
- 5 علامات تشير إلى ارتفاع هرمون الاستروجين
- اعرف أسباب نزيف السرة عند الطفل حديث الولادة .. طبيب متخصص ي ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكون الواسع والعقول الضيّقة 31