أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 33















المزيد.....


الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 33


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 7024 - 2021 / 9 / 19 - 16:19
المحور: الطب , والعلوم
    


الكون الواسع والعقول الضيّقة 33
The vast universe and narrow minds 33


يطلق الكثير من العلماء والباحثين المسمّيات التي تتناسب مع تفكيرهم وأبحاثهم المستمرّة لشرح وضع معيّن أو ما يتعلّق بنشاط ما حول جسيم ما أو مجال ما. وإطلاق إصطلاح معادلة الإله
GOD equation
على معادلة توحيد القوى الأربع من قبل ميشيو كاكو، ليس بالمعنى الذي يظهر للقارئ، وإنّما ذكرتها بشكل آخر في الحلقة السّابقة. ولو تطرّقنا إلى (نظريّة كلّ شيء) تبقى الآفاق مفتوحة بشكل أكبر لنا.
هناك بعض الأفكار المهمّة التي يسعى من خلالها الباحث في المجال المستقبليّ للنظريّة هذه وللنظريّات التي تصبّ في هذا الجانب، منها آلة الزّمن التي إستند التفكير بها على نسبيّة آينشتاين العامّة حيث السّفر عبر الزّمن والولوج إلى الأكوان أو العوالم الأخرى. والتدبّر بوجود هذه العوالم ليس من بدعة تفكير أو مبالغة باحث نظريّ ولا من بناة أفكار متراجعة، أبداً فهي سياق نظريّ جميل يصلح أن يكون مشروعًا لتطبيقات واقعيّة فعليّة لا محالة! لقد أثيرت مسائل مهمّة وطريفة حول النسبيّة العامّة أكثر ممّا في النسبيّة الخاصّة، حيث تكون فسحة الدّخول إلى العوالم الأخرى من خلال أفكار وتصوّرات النسبيّة العامّة وليس الخاصّة. لقد أوضح لنا صاحب النسبيّة أنّ الطّاقة مهمّة وضروريّة لبناء آلة الزّمن من خلال دراسة الثّقب الأسود وبعض مواصفاته كما ذكر لنا أستاذ كاكو.
والحديث عن آلة الزّمن نحتاج فيه أن نتطرّق إلى نظريّة أو معادلة الطّاقة ـ الكتلة لمعرفة ما إذا كانت آلة الزّمن مستقرّة أم لا؟ وهذه الآلة فيها ما فيها من تقنيّات مستندة على ما يتّصل بالنظريّات المذكورة والتي يطوّرها العلماء بين الحين والآخر. ومن الأهميّة نشير إلى آنّ آلة الزّمن تستند إلى نظريّة الكمّ في التّعامل مع إتّجاه الزّمن. ففي حالة حدوث الحدث في زمن ما يمكن أن نتصرّف في زمن الحادثة بشكل آخر! حيث في نظريّة الكمّ يمكن أن نعود إلى الماضي ونغيّر الماضي، حيث ينقسم هذا الوضع وفق الإحتمال إلى إتّجاهين أو توجّهين: أحدهما أنْ إذا ذهبتَ إلى الوراء في الزّمن المناسب يمكن أن تغيّر الحدث إلى عكسه وأن لا يحدث. والثّاني أنْ لا يحدث الحدث كما حصل في الوصف الطبيعيّ. أي أنّ الأوّل يحدث بالتغيّر المطلوب، أي هناك الإمكانيّة على أن يغيّر والثّاني أن لا يحدث، وكلّ هذا يكون وفق فكرة السّفر عبر الزّمن، أي الإنتقال عبر الزّمن والتجوّل بإتّجاهاته المعروفة. لم يكن بالأمر السّهل أن تتحوّل من وضع الخيال الجامح إلى وضع واقعيّ تنقل به النّاس من هذه الحالة إلى الأخرى. فقد كتب عن الخيال العلميّ الكثير من الرّوايات منها ما ينطلق من خيال جامح ومنها ما ينطلق من أبعاد علميّة مستندة في هذا الخيال إلى بعض القواعد العلميّة التي إكتشفت بعد سنين منذ عام 1895 حينما كتب جي ويلز روايته عن آلة الزّمن، يومها لم يكن حتى التفكير علميّا بالرّجوع أو التراجع من ماضٍ قد ولّى إلى مستقبل نتفاعل معه وكأنّه حاضر! والأكثر متعة في الأمر هو أن يتخيّل المرء أنّه يرى ما لا يراه الآخر عن نفسه من خلال المكاشفة التي تحدث له في السّفر عبر آلة الزّمن إلى المستقبل! هل تعلم أنّ هناك من يسافر إلى المستقبل بلا آلة زمن ولا هم يحزنون!؟ فالمكاشفة عند هؤلاء ليس بالأمر الصّعب أبداً وبلا آلة الزّمن هذه. حيث يسافر بخيال ظاهر لك وواقع حقيقيّ له، ثم يخبرك بما سيجري عليك بعد كذا فترة! لا تقل لي هذا من علم الغيب الإلهيّ، فالله الواحد قادر على كلّ شيء وهو الذي يعطي لك ولي ما يقرّره هو تعالى! لكن أقول أنّ هذه القدرة أو المَلَكَة عند البعض من أهل الكشف لها من الفيزيائيّة الكثير وقد بات من الأمر السّهل تفسيرها فيزيائيًّا عبر النسبيّة العامّة للمحترم آينشتاين كما أشرنا في حلقات سابقة عن هذا، بشكل أو بآخر. بعد هذه المقدّمات التي أثرتها أقول من الممكن التعامل مع بعض الجّسيمات التي تسير بسرعة مقاربة إلى سرعة الضّوء بعد أن تعجّل أكثر في طاقتها الحركيّة كي تصبح سرعتها كبيرة مساوية، أو حتّى أكبر من سرعة الضّوء!
تلعب الجاذبيّة دوراً أساسيّاً في تباطؤ الزّمن، هكذا ذكر آينشتاين في نظريّته النسبيّة العامّة، بينما الحديث عن الجاذبيّة سيكون في خانة أخرى بلا شكّ. لكن لو تحدّثنا عن الجاذبيّة لتلك المواد التي تصنّع منها السّاعات التي تقيس الزّمن لوجدنا بالتأكيد أنّ هذه المواد ستخضع إلى فعّاليّة الجّاذبيّة كلّما كانت أقرب إلى مركز الأرض. فلو إبتعدنا عن المركز سيحصل أنْ تقلّ الجّاذبيّة أو تضعف في التّأثير على المواد التي تصنّع منها عقارب السّاعة. فلو تحدّثنا عن تلك السّاعات وموادّها في فضاء إنعدام الجّاذبيّة سيكون بلا شكّ تصوّر الحركة الأسرع للعقارب بلا تأثير الجّذب المعروف. وهذا ما يجب أن نأخذه في الحسبان حيث الحديث عن آلة الزّمن حينما نتّخذ موادّاً أخرى غير تلك التي تستخدم في صنع عقارب أو مقاييس الزّمن. فلو قمنا مثلاً بالتّعامل مع موادّ من جسيمات تتعجّل في معجّلات، وتكون سرعاتها أكبر ممّا لتلك المواد العادية المستخدمة في صناعة عقارب السّاعة المذكورة أو في صناعة جديدة على هذا المنوال لقياس الزّمن، فالأمر سيكون مختلفاً حين التّعامل مع قياس مثل هكذا زمن! فلو حدثت هناك أحداث في الفضاء الخارجيّ كتلك التي تحدث على الأرض فسيكون حساب الزّمن لها مختلفاً عن حسابات الزّمن الأرضيّ! لو جرّدنا كلّ التأثيرات الأخرى إلّا من هذه المواد المذكورة. فمثلاً لو إستخدمت الميونات (وهي جسيمات مشابهة للإلكترون ولكنّها أثقل منه ب 207 مرّة، ولها شكلان بشحنتين، يكون الشّكل الأوّل بشحنة سالبة والثاني بشحنة موجبة. وقد إكتشف بإعتباره أحد مكوّنات الأشعّة الكونيّة، عام 1936. يعتبر الميون واحداً من مجموعة اللبتونات، أي أنّه لا يتفاعل مع النّوى أو الجّسيمات الأخرى من خلال الّتفاعلات القويّة، ويكون عمره النّصفيّ قصيراً نسبيّاً حيث يبلغ 2.2 ميكروثانية قبل أن ينحلّ إلى إلكترون ونوعين من النّيوترينوات. تفقد الميونات قبل أن تنحلّ طاقتها، حيث يكون إنحلالها عن طريق إزاحة الإلكترونات من الذّرّات بعمليّة التأيّن. ومن الخواص المهمّة للميونات أنّها تخترق سطح الأرض إلى مسافات تقدّر بعدّة كيلومترات)# لتصنيع ساعات الزّمن بخاصيّة الإنحلال بالعمر النّصفيّ القصير نسبيّاً فسيكون لها شأن كبير في التّعامل مع الزّمن بشكل أفضل من الإستخدامات المعروفة. حيث تكون لديها القدرة على السّفر بسرع هائلة جدّاً. حيث تعبر المجرّات في دقائق بالقياس الأرضي. تعادل الدّقائق المذكورة عشرات الآلاف من السّنين (كما يقول ميشيو كاكو).
وواضح من الطّرح الذي يذكره السّيد كاكو إلى أنّ أيّ تطوّر يحدث في مجال الكشف عن النّظائر المشعّة ذات الأعمار القصيرة جدّاً سيقدمنا خطوة أو خطوات إلى وضع ساعة لا تتّفق بمواصفات كثيرة مع السّاعة التي تستخدم على الأرض! وليس بالأمر الصّعب التّعامل مع وضع جديد يكون فيه الزّمن قد كُشف عن مكنونه الذي نبحث عنه. ومن جهة أخرى وضع السّاعة بالمواصفات الجّديدة التي تتعامل مع زمن من نوع آخر يأخذ بنظر الإعتبار الزّمن المطلق الذي نتحدّث عنه والزّمن النسبيّ الذي يتحدّث عنه أصحابنا من الفيزيائيّين، من آينشتاين إلى المحترم كاكو. وقد تحدّث عن المعادلة التي أطلق عليها بمعادلة الإله، وكأنّها المعادلة التي لا يمكن أن يتجاوزها الباحث، وكأنّ وضعها القادم سيوقف كلّ بحث بهذا الإتّجاه وربّما بإتّجاهات عديدة أخرى، وهي معادلة في حقيقة التّعبير عنها، لا تتجاوز معادلة كلّ شيء(رغم التحفّظ على كلمة كلّ شيء عند بعض الباحثين!) في محتواها وفي معناها الإعتباريّ كذلك. فهي تضمّ كلّ شيء(!) ليس بما يتعلّق بالقوى الأربع والمجالات التي تتعلّق بها فحسب، بل كذلك بكلّ ما يتعلّق في الكون من تغييرات وفق نطاق الحسابات التقليديّة. لأنّ الحديث عن القوى الأربع يكون حديثاً وكأنّها هي القوى الوحيدة الموجودة في الكون حيث لا قوى غيرها! وهذا حديث طويل لا أريد أن أكتب عنه الآن لأنّ المجال شائك تتداخل فيه عدّة فروع يكون علم الفيزياء واحداً من هذه الفروع وليس الفرع الوحيد. فكما هو معروف أنّ النظريّة الوتريّة ليست هي النظريّة الوحيدة على السّاحة، فهناك الكثير من الأمور التي لا تشير إليها النظريّة الوتريّة كي نتطرّق إليها. فهل هي بالفعل نظريّة كلّ شيء أم هي نظريّة شيء أو أشياء محدّدة؟ لا مجال للتّشكيك لمجرّد التّشكيك فهذه النّظريّة بالفعل فيها ما فيها رغم أنّها المنتشرة في الكثير من المراكز البحثيّة على هذا النّطاق (كما يقول المحترم كاكو).
لا يمكن المرور من خلال معادلة الإله بسهولة دون أن نثير ما يشبع النّفس والعقل من القول حولها!
أيّ معادلة هذه التي يطلق عليها بمعادلة الإله، وهي لا تعرف تفاصيل ما تتعلّق بالكون الذي لا يمثل المنظور منه أكثر من 5 بالمئة في كلّ الأحوال؟! فالبقيّة الباقية التي تتضمّن الكثير الكثير من الألغاز هي عبارة عن كتلة مظلمة وطاقة مظلمة لا نعرف عنها أيّ شيء، وقد وقع العلماء في حيرة من هذا الوجود الغريب والمجهول! وأنّ الكواكب والنّجوم والكويكبات والمجرّات كلّها لا تشكّل 5 بالمئة من هذا الكون! لا تستغرب، هذا هو الموجود. ويمكن أن يسأل أحدنا، وماذا بقي من الكون؟ على ماذا يتضّمن أو ماذا يتضمّن؟ يأتي الجواب بشكل ثانٍ:كيف نطلق معادلة الإله على المعادلة التي توحّد القوى الأربع ومازال 95 بالمئة مجهولاً؟
كلّ شيء في الكون يتحرّك بسرعات متباينة، يمكن أن تكون بعض السّرع مساوية إلى سرعة الضّوء، وربّما أكبر منها بإعتبار أنْ ليس كلّ ما مكتشف محدّد الصّفات والمعالم، ولا كلّ غير المكتشف خالٍ من الألغاز والمجهولات من المميّزات والصّفات! فوجود المادّة المظلمة أو الطّاقة المظلمة يعني وجود الألغاز التي يجب فهمها وفهم ما يتعلّق بها، ثم بعد ذلك أستطيع أن أقول أنّ القوى الأربع هي وحدها التي تحكم الكون أم هناك قوى أخرى، كي أستطيع أن أتعامل مع القوى الجّديدة؟ وبالتّالي أحدّد ما إذا كانت المعادلة التي يذكرها السّيد كاكو هي نفسها التي يتمّ التّعامل معها في هذا الكون الذي تألّف أو تكوّن من القوى الأربع أو الخمس أو الأكثر من ذلك! هذه ليست سفسطة أبداً! فالمادّة المظلمة فيها من الألغاز ما يملأ ما يساويها من الكون! حيث يجب أن ننتبه إلى مسألة التّخمين بوجود قوى أخرى من خلال نفس الفرضيّات المهمّة التي ذكرها ماكسويل وآينشتاين وغيرهما. فهناك مثلاً لتدعيم هذا الإفتراض هو ما نصّ عليه الباحثون فيما يتعلّق بنظريّة الجاذبيّة الكميّة الحلقيّة. حيث هناك العديد من الأبحاث تدور فيما يتعلّق بهذه النّظريّة، حيث نظرة إلى تلك الأبحاث تُدِلّك على أهميّة التّفكير في هذا المجال، أي فيما يتعلّق بفرضيّة وجود قوى أو مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وإنتبه! لا أقول ذلك إستناداً على ما يطرح من هذه الأبحاث بل لأقول أنّ هذه الأبحاث تحفر في الصّخر للوصول إلى غاية الغايات وهي الأجوبة عن الأسئلة المعروفة التي ذكرتها في حلقات سابقة حول نشأة الكون وما يتعلّق به من تأثيرات منه وإليه وبه. حيث تمّ التطرّق إلى كيفيّة إنهيار بعد واحد من الأبعاد المعروفة، ولم يعرف عن كيفيّة إنهيار هذا البعد لأنّها غير معروفة. لكن قد تمّ دمج هذا السّبيل أو النّهج في نظريّة الأوتار، والتي يكون فيها تصوّر إنهيار الأبعاد الستّة واضحاً في فرضيّاتها وشرحها إلى أن تتحوّل إلى الأربعة المعروفة (قد ذكرت في حلقة سابقة عدم القناعة في كون الزّمن بعداً مضافاً، وليس أنا من يقول هذا لوحدي، بل عدد من الباحثين الذين أعابوا على النسبيّة إعتبار الزّمن بعداً! ويمكنك الإستزادة من موضوع عدم إعتبار الزّمن بعداً رابعاً من خلال العديد من الأبحاث للمتخصّصين في هذا المجال).
لقد إعتقد بعض الباحثين إعتقاداً أراه جميلاً لأنّه يصبّ فيما أنا أريده (قولاً صريحاً!)، حيث يعتقد فيسكالتي وسورلي مثلا ((أنّه يمكن صياغة فكرة إلغاء الزّمكان بشكل أفضل في إطار فراغ كميّ ثلاثيّ الأبعاد، بدلاً من النّظر إلى الفضاء على أنّه وسيط يحمل الضّوء، فإنّ إنتشار الضّوء تحكمه الخصائص الكهرومغناطيسيّة (النفاذيّة والسّماحيّة) للفراغ الكموميّ))## وهنا إعتقاد مهمّ بلا أيّ شكّ وهو التفريق بين الخصائص لكلّ قوّة من القوى الأربع، وبالتّالي سيكون التّعامل مع القوى الأربع لتشكيل هذه المعادلة صعب إلّا من خلال المشتركات فيما يستند إلى عناوين عامّة من الخصائص المعروفة. وقد فشلت الكثير من المحاولات بإعتبار الجاذبيّة قوّة كموميّة مساوية للقوى النوويّة والكهرومغناطيسيّة. لذلك نلاحظ تسليط الضّوء على تطوير نظريّة كموميّة للجّاذبيّة، يعتقد الباحثون بأنّها يجب أن تستند على مرتكزات أساسيّة، هي صيغة آينشتاين الرّياضيّة (أي أنّ العودة إلى الصّيغة التقليديّة فيها مجازفة بلا شكّ بإعتبار أنّ الأمر سيعود إلى نقطة البداية في البحث!) وهذا يعني أنّ العمل سيكون بإعتبار الجّاذبيّة ليست بقوّة. ففي نظريّة الجّاذبيّة الكميّة الحلقيّة يكمّم الزّمان والمكان بنفس الطّريقة التي تحوّل فيها كميّات مثل الطّاقة والزّخم في ميكانيك الكمّ. وأهميّة النظريّة مثلما هي أهميّتها في المجالات الأخرى، فهي تعطي وصفاً للزّمكان يجعلنا في سرور لأنّه يلتقي مع ما نطرحه. حيث تذكر هذه النظريّة إمكانية فصل الزّمان عن المكان مباشرة بسبب التّكميم نفسه، مثل الفوتونات في النظريّة الكموميّة للكهرومغناطيسيّة وما يتعلّق بمستويات الطّاقة المنفصلة للذرّات.
هل من أمل في إشتراك الباحثين في موضوع إمكانيّة فصل الزّمان عن المكان؟ وهل يمكن للباحث العلميّ أن يتغلغل إلى مفهوم الزّمان الذاتيّ بعيداً عن المكان أو بعيداً عن متعلّقات أخرى؟ الجواب على مثل هذين السّؤالين أو حتى على غيرهما من الأسئلة لا يكون بهذه البساطة، بإعتبار أنّ الباحث في هذا المجال لا يبحث عن صرعات هنا أو هناك (إن حَسُنَت النيّة عنده طبعاً) بل يبحث عن وضع يخدم الفكرة العامّة في إكتشاف وبحث مستمرّ عن كونٍ مازال أكثر من 95 بالمئة منه مجهولاً. لكنّني أعتقد أنّ واحدة من الأفكار التي يجب أن يقتنع بها الباحث العلميّ عموماً والفيزيائيّ النّظريّ خصوصاً هو أنّ الكون آيل إلى الإنكماش بالضّرورة العقليّة والفلسفيّة كما هي بعض النظريّات التي تتطرّق إلى ذلك. فنحتاج إلى من يقتنع بهذا بمستوى أعلى من المتعارف عليه كي تتركّز الجّهود على الزّمن الذي أسمّيه بزمن التوقّف أو بداية زمن الإرتداد. أي الزّمن الذي يتوقّف فيه الكون عن التوسّع كي تنقلب العمليّة لتبدأ العمليّة العكسيّة بما تحوي من تفاعلات تؤدّي إلى أن تتحوّل كلّ المكنونات إلى صورة ماضٍ بلا شكّ. لأنّ زمن التوقّف مهمّ في الجّانب الحسابيّ وفي الجّانب النّظريّ عموماً. هذا الزّمن يمكن أن أعتبره معياراً ما بين مرحلتين، الأولى متقدّمة والثانية متراجعة. وإعتقادي عقلاً، أنّ كلّ ما في الكون عبارة عن أحداث تسير في إتّجاه إفتراضيّ واحد يكون في النّتيجة ما نسمّيه بالإتّجاه المؤدّي إلى نهاية الحدث كي يبدأ الحدث المعاكس الذي يعبّر عن إنكماش كلّ ما حدث في المرحلة الأولى. أيّ أنّ حالة الإستقرار حالة خاصّة جداً لا ينبغي للكون أن يبلغها مادام في وضع النّماء والتوسّع أو في وضع التقلّص أو الإنكماش وبالتّالي يكون الموت أي في كلا الحالتين، حيث تكون حالة الإستقرار حالة التوقّف كي يبدأ بالنّكوص والتّراجع إلى أن يصل إلى حالة النّقطة أي نقطة إبتداء التّكوين. وكما قلت أنّ حالة الإستقرار هي حالة وقتيّة لا تقارن بالزّمن الذي يرافق عمليّة تطوّر أو عمليّة إنكفاء الكون. بل حتّى هذا الإستقرار هو في وضع لا يمثّل ثباتاً، بل يمثّل إستقراراً يعبّر عنها بالحالة المستقرّة القلقة، أي يكون من الضروريّ أن تنتهي إعتماداً على الزّمن ذاك. لهذه الضّرورات ولغيرها أبحث عن الزّمن المطلق الذي لا علاقة له بالمكان. أي أنّ الزّمن إيّاه تصبح معرفته أيضاً ضرورة من الضّرورات التي لا ولن يستغنى عنها أبداً كما أعتقد. ولجميع الباحثين المهتمّين أقول إبحثوا في كلّ نشريّات البحوث في هذا الحقل ستجدون ما يعجبكم من طروحات حول موضوع السّعي للحصول على نتيجة ترضي الجّميع حول الزّمن المستقلّ والذي لا علاقة له بالمكان نهائيّاً. وحول هذا الموضوع أطرح تساؤلاً يليق بالموضوع ويثير شغف الباحثين (أكتبه بالعربيّة وأقوم بترجمته إلى الزّملاء في الجّانب الآخر باللغة الانكليزيّة في حينه). تعتبر خاصيّة الثّقب الأسود من خلال الفرضيّات التي أثارها هوكينغ وغيره إلى أنّ هذه الثّقوب السّود لها من الخواصّ التي تصبّ في خانة مفهوم الزّمن المطلق الذي نعتقد بوجوده، أي الزّمن المستقلّ! ومن هذه الخواص الكثير الذي أتّفق معه ويتّفق مع النظريّات التي طرحت وعولجت بشكل جيّد ولكنّ التّساؤل ليس هنا بل يكون بشكل آخر: هل الثّقوب السّود في المجرّات البعيدة والتي يعتقد أنّ لها خواصّاً فيها بعض الإختلاف في قوّة جاذبيّتها، أخذت بنفس التصوّر؟ حيث يكون لها من التوزيعات الضّوئية ما يختلف عن المجرّات القريبة وكذلك بإعتبارها نجوماً قديمة أو ربّما أقدم من عمر المجرّات القريبة فيكون لها من التشكيلات الهندسيّة ما يجعلنا نبحث عن التّأثير الهندسيّ لها مع قوّة أو قابليّة الجّاذبيّة التي تمتلكها وكذلك وجود كميّات أقلّ من الغازات والغبار كما وصفها البعض من الباحثين تقديراً أو حساباً أو فرضاً. وهنا يمكن القول بإختلاف كبير سينتج في العديد من الخواصّ التي تختلف فيها عن مجرّتنا والمجرّات القريبة في التّعامل مع الزّمن خاصّة ونحن نعرف الرّبط ما بين الإنتروبيّ والزّمن وبالتّالي أي إختلاف أو تغيّر في الإنتروبيّ سيغيّر في الزّمن وبالتّالي يظهر سؤال مهمّ: أيّ زمن هذا الذي سنتعامل معه؟ بإعتبار أنّ الإنتروبيّ الوحيد من بين الكميّات الفيزيائيّة الذي يتطلب إتّجاها معيّناً للزّمن والذي أطلقنا عليه في حلقات سابقة بسهم الزّمن وفق قانون الدّيناميكا الحراريّة الثّاني. فمستقبل هذه المجرّات أو ماضيها يرتبط بإنتروبيها ووضع نظامها إن كان مغلقاً أم مفتوحاً، وقد قلنا: لو كان النّظام مفتوحاً حينها يقلّ الإنتروبيّ مع الزّمان وهنا تقلّل العديد من الأنظمة الحيّة وغيرها الإنتروبيّ على حساب الزّيادة البيئيّة وبالتّالي يؤدّي إلى زيادة صافية في الإنتروبيّ. والطّريف أنّ من الممكن تشبيه التقدّم إلى الأمام والتأخّر إلى الخلف ما يتعلّق بالإنتروبيّ والزّمان، وقد قلنا أنّ (من ذلك يكون إتّجاه سهم الزّمان مهمّا لنفهم كيفيّة زيادة أو نقصان الإنتروبيّ وتشابكه مع الزّمان). من هذه نستخلص إلى أنّ دراستنا للمجرّات البعيدة فيها بعض الإختلاف مع دراستنا للمجرّات القريبة من حيث الزّمان المستقلّ المتأثّر بالإنتروبيّ ليس لربطنا الزّمان به وإنّما كي نلملم المعنى الذّاتيّ للزّمان من خلال كلّ الموجودات ليس لإرتباطها كما قلت إنّما لغاية المفهوم المستقلّ المذكور. بالإضافة إلى ما ورد من ذكر للإنتروبيّ، يجب أن نذكر ما يمكن أن نطلق عليه بخاصيّة الحركة للمجرّات، فهي في إختلاف سرعتها تختلف جاذبيّتها أو جاذبيّة المجموعة التي تنتمي إليها، إن كانت من النّوع العنقوديّ. كما يعتقد العلماء أنّ الكثير من المادّة المظلمة توجد في تلك المجرّات أو في أيّ مكان في الكون مما يؤدّي إلى زيادة قوّة جاذبيّة المجرّات بوجود هذه المادّة المظلمة، وهذه المادّة كما هو معروف عنها ليست هي المادّة المضادّة، فلو كانت هي المادّة المضادّة لتفاعلت مع المادّة وأنتجت العمليّة تدميراً كبيراً ونهائيّاً للمادّتين! فلم يجد العلماء أو الباحثون أيّ نتيجة من قبيل الإشعاع الذي ينبغي أن ينتج عن تفاعل المادّة وضديدها. قلنا أنّ وجود المادّة المظلمة يؤدّي إلى زيادة قوّة الجّاذبيّة وبالتّالي يترتّب على ذلك دراسة تسليط الضّوء على قدرتها في إنحناء الزّمن أو طيّ الزّمن، أو كما يقول آينشتاين في إنحناء الزّمكان حسب رأيه في إرتباط الزّمن مع المكان. ولنا عودة أخرى!



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
# Muon | subatomic particle | Britannica راجع المصدر
##Physicists continue work to abolish time as fourth dimension of space



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 32
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 31
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 30
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 29
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 28
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 27
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 26
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 25
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 24
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 23
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 22
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 21
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 20
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 19
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 18
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 17
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 16
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 15
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 14
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 13


المزيد.....




- اعرف أسباب نزيف السرة عند الطفل حديث الولادة .. طبيب متخصص ي ...
- زوجة البحار الروسي في طاقم السفينة المحتجزة لدى طهران تتحدث ...
- كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الهجوم الإيراني عل ...
- 6 نصائح للصيام فى شهر شوال بطريقة صحية
- إيران تؤكد ضرورة قيام منظمة الصحة العالمية بإرسال المساعدات ...
- للحفاظ على صحة جسمك.. اعرف الوقت المناسب لتناول المغنيسيوم
- الطفح الجلدي .. علاقته بحساسية الدم ودور المواد المسببة له ...
- معضلة كبيرة تواجه ناسا لجلب عيّنات من المريخ
- دراسة: معدل الإصابة باكتئاب خطير أعلى لدى الأقارب من الدرجة ...
- لو عندك مقدمات السكرى.. استشارى يقدم طرق الوقاية من المرض


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 33