إليك يا.. رسالة أدبية

فريدة عدنان
كاتبة وشاعرة
(Farida Adnane)

الحوار المتمدن-العدد: 7220 - 2022 / 4 / 16 - 02:53
المحور: الادب والفن
    

حبيبي وتوأم روحي
اليوم كلماتي أضعها في كف السماء معطرة بنفحات رمضانية قبل أن تصل إليك محملة بنسائم العشق التليد و ذكريات زينت عمرا مضى فوق تلك الربوة البعيدة التي كانت تصدح فيها ضحكاتنا وأنت تداعبني وقتها وتقول :انظري حولك حبيبتي لقد اخضرت الأرض بحبنا وأزهرت تحت أقدامنا شقائق النعمان وورود الأقحوان حتى العصافير عزفت سمفونية العشق على أوتار جدائل شعرك المخملي.كان نبض قلبي وقتها يعلو ويعلو وأمسك بكلتا يديك أضعهما فوق صدري وأهمس لك حبيبي أشعر أن قلبي صار عصفورا يرفرف وأخشى أن يغادرني، فتمسك بيدي المرتجفتين وعلى شفتيك ابتسامة هادئة تقول كل الكلام.
واليوم حبيبي ها قد مرت العشر الأوائل من رمضان بين انتظار وانكسار أرقب الطريق وقلبي المتيم يرفرف كما السابق لمرور طيفك في سراديب ذاكرتي فأهرول نحو الباب أفتحه علني أجدك واقفا بابتسامتك الساحرة فيزداد هذياني وأكمل حلمي البعيد وأرسم تفاصيل اللقاء المنتظر في تلك الليالي الروحانية الجميلة وأنت تنتظرني بعد الصلاة تحضن يدي ونمشي سويا تارة تركض خلفي وتارة أسابقك تحت قناديل الشارع القرمزية التي تزيد من بهاء تقاسيمك ويبدو طيفك كالبدر في تمامه . وتحادثني عن النجوم والأجرام وعن قصص القرآن وأخالني أمامك زليخاء التي شغفت بحب فتى قادم من الأرياف .
واليوم أنا وحدي أجتر مرارة غيابك فاقدة لكل ألوان الحياة ،الناس يصومون عن الطعام والشراب وأنا في بعدك صمت حتى عن الكلام لقد هجرتني الكلمات وأنساني غيابك الأبجدية وحتى الألحان وغاب نبض الفؤاد، لقد جعلت أيامي مقرونة بأسوأ كلمة في قاموس العرب وهي الإنتظار.
انا لا أعاتبك ولا ألوم الأيام أنا عاشقة لموج عينيك رغم أني لا أجيد الإبحار، لقد تهت فيهما منذ أول لقاء وعدتني حينها أنك ستكون لي المجذاف لكنك غادرت المكان وتركت عيوني تنام ساجية و نبضاتي ترتق أسبال الوقت ومخيلتي تعيد أجمل اللحظات . أعيش على أمل ذلك اللقاء حيث يرفرف الحب في سمائنا كطائر نورس يتغنى بجمال الشطآن وألبس حلة العيد وأخضب كفوفي بالحناء،ونظراتك إلي َّ تلهب خدودي فتصير تنافس شقائق النعمان ويكتمل شهر الصيام في قلبي بمجيئك، ويكون العيد عيدين .

#فريدة_عدنان (هاشتاغ)       Farida__Adnane#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات