أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجسين شعبان - زعماء الكرملين














المزيد.....

زعماء الكرملين


عبد الجسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7217 - 2022 / 4 / 13 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين بدأت "الحرب الأوكرانية" استعدت قراءاتي ومعلوماتي القديمة بشأن "اتخاذ القرار" في التاريخ الروسي خلال اﻟ 100 عام ونيّف المنصرمة. وإذا كان لينين ومرحلته الثورية يختلف عن بوتين ومرحلته، مع أن الأخير حاول إحياء الدور الروسي بعد انكفاء الإتحاد السوفيتي وهزيمته، إلّا أن تتبع دور زعماء الكرملين في إتخاذ القرار يكشف فردانية عالية على الرغم من تغيير طبيعة النظام السياسي.
وإذا كانت السنوات الأولى لثورة أكتوبر شهدت بعض الأخطاء والمثالب والإرتكابات بحكم تكالب الأعداء عليها وقلّة خبرتها، إلّا أن ما حصل بعد وفاة لينين وتسلّم ستالين مقاليد الأمور جعلها تسير في طريق الدراما السياسية القاسية، فلم يترك ستالين خصمه تروتسكي قعيد حسرات في المنفى البعيد فحسب، بل تمكّن من تهشيم رأسه وهو في المكسيك 1940، وأرسل غريمه كيروف إلى القبر لمجرد تجرّأ ورشّح نفسه في مؤتمر الحزب العام 1934 منافسًا له، بل أن غالبية الكوادر والقيادات التي حضرت المؤتمر تمّ تغييبها بعد حين، تمهيدًا لمحاكمات اعتباطية شملت بعض قيادات الحزب التاريخية مثل بوخارين الذي كان يُعرف بالزعيم المحبوب.
وعلى الرغم من الإنفتاح الذي شهده عهد خروشوف بعد وفاة ستالين العام 1953، إلّا أن المؤامرات والدسائس ظلّت سائدة في الحياة الحزبية وعلى مستوى الدولة، فقد تمكّن خروشوف من الإطاحة بمولوتوف وزير الخارجية المخضرم ليحل محلّه غروميكو العام 1957، لكن خروشوف نفسه لم يسلم من التآمر فحلّ محلّة بريجينيف في "مؤامرة هادئة" ولم يعد يذكره أحد.
وعلى حدّ تعبير شبيلوف رئيس تحرير جريدة البرافدا الأسبق عن خروشوف: فإنه شبه أمّي فقد كان يتعلّم القراءة ولم يستطع الكتابة وإن كانت ذاكرته "ذهبية" وكان تلقائيًا وعلى فطرته، وقد مالئته العداء خلايا ستالين النائمة وعدد من المثقّفين لحماقاته وتسلّطه.
وتعزّزت سلطة بريجينيف على حساب رئيس الوزراء كوسيجين ورئيس مجلس السوفييت الأعلى بودغورني، وتفرّد لاحقاً في قراراته، ومع تقدّم السن والأمراض التي كان يعاني منها لم يعد يكترث كثيراً بالأمور التي كان يسيّرها غيره. وكان يسمّي الدول الإشتراكية ﺒ "النقانق العفنة"، وقد سار على خطى أسلافه فاجتاح تشيكوسلوفاكيا العام 1968 ، وقد سبقه خروشوف في اجتياح المجر العام 1956، وسبق له قمع إنتفاضة درزدين (ألمانيا) وبوزنان (بولونيا).
يروي الكسندر فاسيليف في كتابه من "لينين إلى بوتين" بعض مفارقات زعماء الكرملين فقد غادر بريجينيف اجتماعاً مع أحد الزعماء العرب لأنه يريد مشاهدة مباراة لعبة الهوكي التي كان كثير الإعجاب والتشجيع لها، وظلّ الزعيم العربي في حيرة.
أما تشيرنينكو الذي جاء بعد فترة قصيرة من تولّي أندروبوف إدارة الكرملين، فكان هو الآخر يعاني من أمراض عديدة، ويروي عنه أنه كان يتعثّر في القراءة، وفي أحد المرّات أخذ يتثاءب خلال القراءة وكان على يساره غروميكو يقلّب الصفحات، ولم يتمكّن من قلب الصفحة، وأعاد قراءتها ولكن المترجم عالج الأمر بذكاء وبراعة دون أن يلحظ تشيرنينكو ذلك.
كان الكثير من المهنيين والمستشارين يشعرون بالخجل أحياناً ولا يمكنهم من رفع رؤوسهم بسبب بعض تصرّفات الزعماء، ويعبّر عن ذلك قانون من قوانين البيروقراطية الحزبية التسلطية ذات البعد المركزي، مفادها: كلّما قلّ عملك وتضاءل مجهودك وانحسر نشاطك؛ كنت أكثر موثوقية وتستطيع العيش بهدوء. وإلا ستخسر عملك ويلفك النسيان إن لم يكن الأمر أكثر قسوة من ذلك، وتلك سمة جميع الأنظمة الشمولية.


كان البعض ينظر إلى أندروبوف وهو رئيس سابق لجهاز اﻟ KGB الذي عمل فيه الرئيس بوتين الحالي، باعتباره القادر على إصلاح أوضاع الإتحاد السوفيتي التي كانت تتدهور على نحو مريع، حيث كان يعاني من اختناقات اقتصادية وانسداد أفق سياسي وبيروقراطية شديدة زادها السقوط في المستنقع الأفغاني العام 1978 والذي استمرّ نحو 10 سنوات، حيث انتهى بسقوط جدار برلين العام 1989 وانحلال الكتلة الإشتراكية وفيما بعد تفكّك الإتحاد السوفيتي العام 1991.
ولم تستطع قيادة غورباتشوف 1985 – 1991 على الرغم من محاولات إعادة البناء والشفافية من انتشال الإتحاد السوفيتي من الانهيار، بل ساهمت في دفعه سريعاً إلى النتيجة المنتظرة بسبب الارتكاسات الكبيرة والأخطاء العظيمة والتراكمات المعتّقة، ولذلك اضطّر إلى تقديم استقالته، حيث تولّى الرئاسة بوريس يلتسين الذي أجهز على آخر ما تبقّى من الإتحاد السوفيتي، 1991 – 1999، واتّسم عهده باستشراء الفساد المالي والإداري وهيمنة المافيات، الأمر الذي أدّى إلى الإنهيار الاقتصادي الشامل، وقد اضطّر يلتسن إلى تقديم استقالته بعد ضغوط شعبية ليتم اختيار فلاديمير بوتين ليكون خلفاً له.
وإذا كانت محطة التدخّل السوفييتي في أفغانستان مؤشراً للإنحدار نحو الهاوية فماذا ستكون محطة أوكرانيا بالنسبة لبوتين؟ هل التمهيد لبناء نظام دولي جديد يقوم على التعددية القطبية بعد النظام القطبي الأحادي بزعامة الولايات المتحدة، خصوصاً بصعود الصين وروسيا ومعهما الهند أم أنه سيكون محطة تراجع وورطة جديدة لروسيا لم تحسب لها الحساب الدقيق كما هي ورطة أفغانستان؟



#عبد_الجسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى خالد المقاومة بلا جغرافيا
- العرب ورؤية 2045
- شيرين ميرزو الفنانة التي صنعت فيلمها ومثلّت حياتها
- محمد مخلوف المثقف العُصامي وتفاصيله الصغيرة
- خير الدين حسيب لمسة الوفاء
- العلوم الإجتماعية ونهضة الأمم
- التنمية والنمو وما بينهما
- دين العقل وفقه الواقع في مناظرة بين د. عبد الحسين شعبان والس ...
- عبدالله النيباري الجوهر والرؤية
- عمر زين حين يكون -الشيخ- شابًا
- الحق في التربية
- نصري الصايغ و غواية الحروف
- رسالة عزاء برحيل الدكتور أحمد الخطيب
- الدين والاستخدام السياسي
- مقالتان في تقريض كتاب د. شعبان -دين العقل وفقه الواقع-
- الأب سهيل قاشا : الرّافديني المسكون بهاجس الحضارة
- أوكرانيا والبطن الرخوة
- لإمام علي فلسفة الحق والعدل: مقاربة حداثية راهنة
- الرئيس عون يستقبل وفد جامعة اللّاعنف
- أحمد بن بلّة الطهرّية الثورية


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجسين شعبان - زعماء الكرملين