أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - رزيقة بوسويلم ، وحدائق جوراس الجنسانية ..جزءٌ ثانٍ















المزيد.....

رزيقة بوسويلم ، وحدائق جوراس الجنسانية ..جزءٌ ثانٍ


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 10 - 14:19
المحور: الادب والفن
    


لاسعادة تليق بعالم
يعري فخذيه
كلّما غازلته حرب جديدة
بتقنية عالية الَّدهاء

هنا رزيقة إختزلت كل معاني السعادة بالجنس وهو الأحوج اليها . جمالات شعر رزيقة انها تكتب بإحساس المتمرّس الذي أخذ تمرينا طويلا على العزف بآلة تصنع الحب والموسيقى معا كما كان يفعلها بتهوفن حين جعل الجمهور بأكمله يغفو من شدة التأثير العميق الذي تغلغل في النفوس . تكمن شجاعة رزيقة في هذا المضمار الذي لايمكن أن نراه الا فيما وراء الجدران فلانستطيع أن نسمع من خلالها أصوات فحيح غرام الأفاعي الناجمة من (النرفانا) أو السعادة الجنسية القصوى عند فتح أبواب نيران الشهوات حيث يبدأ الولوج والخروج مثلما وردت في الشذرة الجريئة أدناه التي لاتحتاج الى فك رموز معانيها وهنا تكمن براعة ودهاء رزيقة :


يبكي المفتاحُ ثقب الباب
عند كل وداعٍ بالخروج و لقاءٍ بالدخول

تكمن هذه الشجاعة وفقا لما قاله فولتير الفرنسي الشهير ( الإنسان يبحث عن الأوهام لأنه أجبن من أن يواجه الحقائق ) بينما وجدنا رزيقة إبتعدت عن التهاويم ومسكت بالحقيقة ومضت دون وجلٍ حتى حققت ماتريده في رسالتها الجنسانية هذه التي وضعتها على شكل شعر مثلما كان يفعلها (هوميروس) حين كان يريد كتابة الوصفة الطبية فيكتبها على هيئة شعر لكي يسهل حفظها وعدم نسيانها . لنتأمل هذه الشاعرة المتطايرة كما سوبرمان لمسك الإبداع عند الأسرّة وفوق الشراشف قبل أن يفلت منها :

الحيوانات المنوّية
التي أجهضتْها سرعتك في السباق
لم تتّدرب على رقصة التَّانغو

جرفتها المياه
لطخة على ملاءة السرير

هنا جسّدت رزيقة ببوحٍ عابرٍ ومتجاوزٍ قلما قرأناه بهذا المستوى المتصاعد لوصف الواقعية
الجنسانية ، فمن منا لم يشهد هكذا تسارع في الوصول الى الرعشة المشتركة ، لكن اللذة العارمة أحيانا تخذلنا لشدة جمال المرأة وإنطراحها العاري المثير أو أسبابٍ أخرى مؤسفة . فيحصل هذا الذي تناهى لرزيقة في بوحها البديع للغاية ، ليترك أثره الأبيض الرغوي فوق الأفرشة المعدة بترتيب أصابعهن وذوقهن الرومانسي المهفهف .

الوجود والتشكيك لدى رزيقة :
ثقافات التنويرين في الغرب أو الصوفيين العرب الذين تجاسروا على فك رموز الميتافيزقيا وماوراء الخلق ثم دراسة علم المادة والديالكتيك وما مدى علاقتهما بتفسير ظاهرة وجودنا على هذا الكوكب . كل ذلك أثر تأثيرا واضحاً على الشاعرة رزيقة وعلى وجه الخصوص في نصٍها المتحدي الذي يساور العقل المتين الغارق بالأسئلة الذي لم يجد جواباً قطعيا مما يجعل النفس في دوامة من القلق لعدم ثبات البرهان والدليل القطعي وهذا مما دعا رزيقة أن تنتظر جواباً على سؤالها التشكيكي المضمخ بالكودة الديكارتية :


أين هو الله؟
سؤال ضخم
كبير ..
محدب ..
مقعر..
سؤال يترك الأجوبة التي بعده وما قبله
تتساءل..
أين نجد الله ؟ .


لدى الحلاج الصوفي المعدم من قبل سلطات الظلام يرى أن الله تحت جبته أما لدى التويريين الغرب أمثال سبينوزا ولامارتين وغيرهم فهو مجموع ضمائر البشرية المتناهية في الكثرة . الضمير الإنساني السليم هو مايعرف بصوت الله لديهم . الضمير الذي جسده (ديستويفسكي) في روايته التي هزت الكيان البشري وما يحمله من شناعات وخزي وعار ( الجريمة والعقاب أو سونيا والمجنون) كان صوت الله هو الضمير الذي أيقظ المجرم قاتل العجوز المرابية وساقه الى البوليس بعد قلقٍ عظيمٍ وندمٍ سلب منه نومه وراحته ، ولم يعد يطيق صبراً مما أدى به أن يذهب بأقدامه الى البوليس كي يعترف بجريمته بعد أن عجزت الشرطة في إيجاد الجاني الحقيقي . هذا هو الضمير الذي يتحكم بأخلاق الإنسانية ويسيّرها الى طريق الصواب ، هذا يعني هو الله الذي يصفه لنا ألاخرون من رجالات الأكليروس من أنه اللامرئي القابع في اللامكان كي يستطيعوا بهكذا طرحٍ خفي غامضٍ أن يمسكوا بعصا التسلّط والطغيان وإيهام الغوغاء وعامة الناس البسيطة التي لم تجد قوتها اليومي الاّ بعناءٍ شديدٍ ومؤسف.


علاوة على ذلك رزيقة تدخلنا في إسلوب الشعر المتسائل الذي يريد أجوبة وما في الصدى غير الرجع ، أسئلة وجودية محظة ، لكن رزيقة أدخلت بانوراما الشهوة ضمنيا في هذه الأسئلة مما أعطاها بعداً آخراً في جمال النص والنصية وإبراز الحقيقة بأبهى صورها الآيروسية :

يا رب
أنا امرأة
خلقتني بشهوة
ما الذي
أفعله
عندما يهيج الليل
ويركض فراش أحلامي اليه ؟



هناك من دعاة التدليس يقولون ( شهوة النساء فتنة لعن الله من أيقضها ) هؤلاء يريدون أن يختنوا النساء كما في مصر ، أن يغلقوا فتحات المرأة التي كلّها عبارة عن صرخة عاطفية بركانية لايمكن لها الإنطفاء مالم تجد ضالتها في توأمها النصفي ، فبهما تستمر الحياة تناسلاً وبقاءاً وجنسانية وسعادة طاغية . هنا رزيقة وفي هذه الفلقة المتمرّدة لم تخطأ بل هي عين الثبات ، فهناك قصة حقيقية لكاهنة نذرت نفسها للرب وبقيت عفيفة لإربعين عاما لكنها في يوم ما لم تعد تطيق صبرا فذهبت الى خادمها النتن خّلقاً وأخلاقا ودسّت جسدها في فراشه وقالت له بالحرف ضاجعني . الرجل النتن لم يصدق الأمر فكررت عليه أرجوك أرجوك ضاجعني وفض بكارتي فأريد أن اعرف ماذا تعني هزة الجماع والرعشة تلك التي وهبها الرب لنا نحن البشر ولم يهبها لملائكته . وحصل الذي حصل بضجعةٍ مثلى ذهبت بها الى أعالي السماء من النشوة المستحيلة التي لم تبقها حية من شدة سعادتها ونشوتها وبعد ان انتهت شنقت نفسها بحبل عند بزوغ الفجر وكإنها تريد أن توصل رسالة من أنّ الجنس هو الحقيقة التي لابد لنا من ممارستها دون كبحها وها أنا قد عرفتُ الجنس وذقته لكن بعد فوات الأوان فأنا قد مضيت شوطا كبيرا في التكهن المخادع ولايمكنني النكوص فشنقتُ نفسي . وقد مثلت هذه القصة بفلمٍ عظيمٍ بعنوان (the homesman) المتشرّد ، من تمثيل كلّ من المشاكس ( توم لي جونز) ، الحزينة (هيلاري سوانك) ، و السّاحرة الجميلة حتّى اليوم رغم تجاوزها الستيني (ميريل ستريب) .
تستمر رزيقة في البحث عن حقائق عيشنا على كوكب الآرض دون أن نعرف الى اين المضي ومامدى تأثيره لوبقينا أو أرتحلنا فسيان الأمر لايختلف ، فالإنسان عبارة عن قطعة ورقٍ قابلة للتمزيق في أي وقت فّترمى في حاويات الإستهلاك وإنتهاء صلاحية وجودنا وما من بديل على الإطلاق . وهذه هي حسرات البشرية بأجمعها دون إستثناء . لنمعن النظر لماقالته رزيقة بهذا الصدد :

لمن تخيطين أثوابك أيتها الأسئلة؟
العالم سلة مهملات
العالم مزبلة
الإنسان كرتونة
على الهامش
مواد تجميل فاسدة
ومرايا شيطانية الفكرة.

وفي الأخير لابدّ من القول :
الكثيرون ينظرون الى المرأة بأنها خطيئة تمشي على قدمين بينما هي الفردوس واليوتوبيا ، من أجلها تنازع الشاعر النبيل بوشكين مع غريمه حتى قّتل . هي من قال عنها المسرحي الآيرلندي أوسكار وايلد ( النساء يتقاسمن رغباتنا ويضاعفن عذاباتنا ويزدنّ مصروفاتنا الى ثلاثة أضعاف ) علاوة على ذلك نحن من يشتهي أن يموت وينهي الوجود البهي بالقرب منهنّ .
ولذلك أرى رزيقة من أنها الشاعرة التي عرفت قواعد اللعبة وفقاً للقول ( لايعرفُ الحب الاّ من يكابدهُ / ولا الصبابة الاّ من يعانيها ) فأصبحت وكإنها طبيبة نفسانية وشاعرة في ذات الوقت في هذا المجال الأهم في حياتنا فالجنس هو الرغبة الأعنف من بين جميع رغباتنا على حد قول الفيلسوف الألماني ( شوبنهاور) فاليوم وبمجرّد ضغطة زر في الحاسوب نرى ما لايصدقه العقل من أفلام البورنو التي توضح لنا مامعنى الشهوات العنيفة .
تصرّح رزيقة بمفاهيم أصبحت من المسلّمات بها في هذا العالم المتحضر ففي أوّل أيامي في مدرسة اللغة الدنماركية أخبرنا المعلّم من أنه لو وجد إبنته وهي تبلغ الثامنة عشر دون حبيب أو صديق فيتوجب عليه أن يعرضها لطبيب نفسي أو يأخذها الى رؤية الصندوق الزجاجي ذلك الصندوق الذي يمارس بداخله عملية جنسية كاملة وعلى مرآى الجالسين القادمين لسبب مرضهم وحيائهم من الجنسانية كي تتعلّم ويكون لها الشجاعة في إتخاذ قرارها في هذا الجانب المضيء للحياة بل هو أول سعادةٍ يتوجب على المرء المضي بها مادام موجودا في هذا الكون الغرائبي المعقد لكننا بالحب نستطيع أن نجعله في أقصى بساطته وبراحه الجنساني والإجتماعي الشاسع .
وقبل أن أنتهي أشير الى أن الشاعرة رزيقة لديها ديوانها الأول الذي تناول أيضا الجنسانية بتفاصيلها الجوراسية العابرة للخيال والفنتازيا ( حدائقي تشعلُ فواكهك) . علاوة على ذلك هناك ملاحظة لابد من الإشارة اليها هو أن رزيقة في هذا الديوان قد كتبت النص المفتوح ، هذا يعني أنّ لديها من الأخطبوطية الشعرية القادرة على مد أذرعها العديدة كي تعطينا أدبا ومعاني هائلة على أكثر مديات المفاهيم . وأما غايات الحب لديها والكتابة عنه شعرياً فهي تتماشى مع قول جان بول ( الحب هو الثورة الوحيدة التي لاتخون الإنسان ) .

هاتف بشبوش/شاعر وناقد عراقي



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رزيقة بوسواليم ، وحدائق جوراس الجنسانية ..جزءٌ أول
- المغني والشاعر( جون لينون) ..
- الشيوعي الغرائبي الممثل المصري(علي الشريف) ..
- حالُ العرب (13) ..طربٌ عند الآذان والصلاة
- عبارة(إنشاء الله)..
- باقر صاحب،بين العدميّةِ،وشراكِ التفاؤل.. جزءٌ ثانٍ
- رسائلي الى سونيا..4
- جيبي فارغٌ ومفلس ..
- حال العرب (11) ..نصيحة للمسافرين ..
- باقر صاحب ، بين العدميّةِ ، وشراكِ التفاؤل.. جزءٌ أول
- الدنمارك والديمقراطية
- رسائلي الى سونيا ..2
- 1. سعاد نعيم ، ضَفافٌ واثقٌ ..
- إفلاطون والأنبياء ..
- حوارُ كلبٍ وفتاة
- لؤي عمران ، صوتانِ ، في السياسةِ ، وآخرٌ في الوجدان ..جزء ثا ...
- مستشار جورج بوش ، من الكنيسةِ الى الأيدز ..
- إرضاعُ طفل
- مهرجانُ بابل ، وأصحابُ الطرابيش
- أغاديرُ المغربِ العربي


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - رزيقة بوسويلم ، وحدائق جوراس الجنسانية ..جزءٌ ثانٍ