أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - 1. سعاد نعيم ، ضَفافٌ واثقٌ ..














المزيد.....

1. سعاد نعيم ، ضَفافٌ واثقٌ ..


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 7103 - 2021 / 12 / 11 - 13:20
المحور: الادب والفن
    


الشاعرة سعاد نعيم في ديوانها ( نصوص على ضفاف السين) تكتب بإسلوب الواثق الراسخ لكثرة ماتعلّمت من الحياة في المنفى الذي أصبح وطن ، وطن الصقيع والبرد والمطرفي باريس ، المطرالذي لانستطيع أن نؤرخ له آخر مطرة نظرا لإستمراره ليس كما في بلداننا . وكلنا نعرف المطر ومايجلبه من حزن عند الصينيين وهنا توقف السياب عند المطر ( أي حزن يبعث المطر) . باريس الذي عشقها نزار قباني وكتب رائعته ( وجوديّةّ) عن إحداهن ( كان إسمها جانين / فرنسية / من قصة شَعرِها الغلامية / في عينيها تبكي سماء باريس الرمادية/ تعرفها من خصلةٍ في الليل / وخصلةٍ لله مرميّة ) . وسط كل هذه الأجواء المخملية والضبابية إستطاعت سعاد نعيم أن تخلق لها متعة أخرى في الكتابة والشعر وخصصت هذا للوطن المثقل بالدمار والتخريب ، و للحب والآيروتيك الذي شغل العالم ولايزال بدءً من الفرنسي دي موسيه كاتب المجون والحب ، الى هربرت ماركوزة ، الى اليوناني اليساري يانيس ريتسوس . في غلاف الديوان الذي قرأته والذي حفزني أن اٌقرأ لها بقية الكتاب لاحقا . في هذه المقدمة تعلن سعاد من أننا لايمكن لنا أن نحب بشغفٍ فقط بل أن نحب بعقل لكي نستطيع أن ننطلق في مراكب السعادة الناجمة من قبلة ، أو ضمة ، أو عناق على الطريق أو مصطبة أو في الغرف الخافتة في ضوئها و المعدة لغرض الرومانس فالحب هو الرومانتيكية الهادرة في أرواحنا وأما الجسد فهو الشكل المرئي منه والذي يريد أن يتغذى قبل أن يعلن ثورته في الجنس والتنهيدات التي تنطلق إجبارا من كثرة النرفانا التي تصعد بنا الى فضاءات إشباع الرغبة اللامتناهية فرغبة الحب والجنس هي المتعة المختلطة من حنان وعضلات موصولة ومرخيّة . سكّيرٌ عاشقٌ ومغرمٌ أفضل بكثير من غازٍ ومحتل ، والقلوب التي لاتشهد التحطيم تحت ضربات الوجد والوله ليست قلوباً على الإطلاق . ولذلك كتبت سعاد في غلاف ديوانها ( آسفة حبيبي / لم أقل أن الحياة بلا نهاية معك ) . الحب يتجدد في كل الفصول ولايمكن له التوقف فهو كالنهر الجارف الذي لايمكن له أن يكون مستنقعا ذات يوم وخصوصا إذا ما تماهى المرء مع كل مفصل منه ، وهذا ينطبق على سعاد وما مدى إنصهارها وذوبانها في كينونة هذا الحب الذي خلقته لنا الطبيعة ومنه تكونّا على حد زعم رائد الفضاء ( كارل ساغان ) الذي يدعو الى ضم الحبيب والشعور به في كل وقت فأنا وهي من عناصر الطبيعة التي تتباهى بنا لكونها قد خلقتنا ونحن منها ، في جسم الإنسان نتروجين في حمضه النووي ، الحديد في دمه ، الكالسيوم في أسنانه ، كل هذا في الطبيعة الأم ، ولذلك يدعو ساغان أن نتناغم مع الطبيعة في حبنا لأوطاننا أو لحبيب أثارنا ذات يوم بعطره أو بجماله ولم يزل على هذا الدرب الجميل . ولذلك حين تقول سعاد (أموت حين ابتعادك ، من أي وجع أتيت ) .. هو قادم من الطبيعة وكلنا كذلك فأي خللٍ فينا وفي نسب الحب سيهلكنا حتما في المكان مثلما قالتها سعاد في ثيمتها أعلاه . ما قرأته من سعاد نعيم جعلني مغتبطا بل أطير فوق بساط الإبداع القادم من إمرأة متحضرة وجميلة روحا وشكلا وهذا يعطيها حظوظ الإنطلاق والإستمرار . وتبقى المرأة حضارة وبها تنطلق الشعوب ولهذا أراد الظلاميون مسك عصا المرأة من المنتصف كي تبقى في حدود التراجع والنكوص وعلى مرآى من مساحاتهم وعقولهم الإصولية المتردية ، لكنهم لم يستطيعوا بوجود إمرأة كما سعاد نعيم وغيرها على طريق هذا الدرب الأدبي الموجع والممتع في ذات الأوان . أنا مغتبط بك عزيزتي سعاد ، كوني عاطرة بما أنت عليه دائما وأبدا ولاتتردي في قول ماهو ينيرنا ويدفع بالمرأة أن تكون بمستويات الحضارة التي وصلت اليها الشعوب بينما نساءنا على حد قول الكاتبة العربية المستنيرة (وردة) والتي إتخذت لها إسما مستعارا لخوفها من البطش فقالت ( أتمنى لو كنت شجرة في بريطانيا على أن أكون إمرأة في بلدي ) . وأخيرا أقول عندما يحب أثنان بعضهما بعمقٍ وإنصهار ومغنطةٍ لامتناهية ، فإنّ أدنى غيابٍ للحنان في العناق والتقبيل ، لايستطيعان إخفاءه .
هاتف بشبوش/شاعر وناقد عراقي



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفلاطون والأنبياء ..
- حوارُ كلبٍ وفتاة
- لؤي عمران ، صوتانِ ، في السياسةِ ، وآخرٌ في الوجدان ..جزء ثا ...
- مستشار جورج بوش ، من الكنيسةِ الى الأيدز ..
- إرضاعُ طفل
- مهرجانُ بابل ، وأصحابُ الطرابيش
- أغاديرُ المغربِ العربي
- لؤي عمران ، صوتانِ ، في السياسةِ ، وآخرٌ في الوجدان..جزءٌ أو ...
- جنائنُ أعيادِ مدينتي ونسائها ..
- طابورالنكاح في تركيا..
- الفيلسوف الفارابي ، مايكل جاكسن ، اللحن والموسيقى
- عراقيٌ بضيافة الأدارسة في ( فاس) المغرب...
- يحيى عبد حمزة ، الذاكرة سنّارة النسيان ..جزءٌ ثانٍ
- يحيى عبد حمزة الذاكرةٌ سنّارة النسيان جزءٌ أول
- عيدُ السماوة ،أصيل هميّم ، وخمسُ نساء
- العيدُ وأشياءٌ آخرى
- الجنسُ الغربي،وإغتصابُ إمرأة الديوانية ..
- عشيقُ الليدي تشاترلي وإنتصار الجسد ..
- بيكاسو ، موديلياني ، وحظوظ الحياة ..
- مخدرات صديقٌ عربي وبعضُ عشائر الجنوب..


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - 1. سعاد نعيم ، ضَفافٌ واثقٌ ..