أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - هل تأتي القصيدةُ في الشتاء؟














المزيد.....

هل تأتي القصيدةُ في الشتاء؟


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7205 - 2022 / 3 / 29 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


نمر سعدي/ فلسطين



هل كلَّما اتَّسعَ الحنينُ يضيقُ دربي؟
يا لقلبي كلَّما مرَّتْ رياحٌ فيهِ راحَ يئنُّ مثلَ محارةٍ في قاعِ بحرٍ
يا لقلبي.. الريحُ تعزفُ فيهِ موسيقى الشتاءِ ولا تربِّي غيرَ أحلامِ العذارى فيهِ
أو شغفِ النوارسِ بالرمالِ وبالأغاني.. هل أسمِّي الليلَ زنبقةً توهَّجَ ماؤها؟
هل أعتلي في البهوِ طاولةً لأصرخَ أو أذرِّي في الفضاءِ قصيدةً.. أو أقتفي جرحَ الكلامِ ورغبةَ الحبقِ المضيءِ إلى مصبِّي؟
الليلُ يجرحني ورائحةُ الخريفُ، قصائدُ الغرباءِ والريحُ الحرونُ وزنبقاتُ الماءِ تجرحني وأصواتُ النساءِ..
وترٌ خريفيٌّ إلى قلبي يشدُّ مجرَّةً وكواكبَ اندثرتْ، فهل يأتي الشتاءُ إلى القصيدةِ بعدَ صيفِ الحُبِّ؟ هل تأتي القصيدةُ في الشتاءِ؟
طوبى لأوراقِ الخريفِ، لحلمكَ الأبديِّ يا ابنَ حدائقِ الليمونِ، للأزهارِ فوقَ البئرِ
للشغفِ القديمِ وللمسافةِ بينَ روحكَ والسديمِ وللصدى الحافي.. لصوتكَ
للندى ولذكرياتِ القلبِ
طوبى للنسيمِ.. لأوَّلِ القبلاتِ
طوبى لانسكابِ الليلِ في عينينِ
طوبى لاشتعالِ الضوءِ فوقَ العشبِ
طوبى لاحتراقِ الوردِ في غيمِ اليمامِ
أحتاجُ هجرةَ سندبادَ وآخرَ الأوتارِ في الجيتارِ
صوتَ الماءِ في الغزلِ القديمِ
وفكرةً زرقاءَ عن أحلامِ رمبو أو هواجسِ كوفمانِ البيضاءِ
شهراً من رواياتِ الطيورِ
حديقةً زمنيَّةً.. رملاً.. هواءً عارياً
أمطارَ موسيقى.. حماماً زاجلاً.. وصدىً لأوجاعِ الرخامِ
سأقولُ في سرِّي الذي قالتهُ لي تلكَ الغريبةُ والوحيدةُ والجميلةُ في النساءِ:
لا تجرحِ المعنى الذي في خاطرِ امرأةٍ ولا لا تجرحِ امرأةً تعلِّمكَ الحنينُ إلى أنوثتها.. فإنَّ الأرضَ أنثى تحتويكَ وإنَّ أيلولَ احتفاءُ يديكَ بالأشياءِ والألوانِ، نهرٌ غيرُ مرئيٍّ، طفولةُ شاعرٍ، شجرٌ نسائيٌّ، رياحٌ تعزفُ بلوزَ المساءِ على طريقتها، وتفرطُ في شراييني السنابلُ، تفركُ النعناعَ والليمونَ في جسدي، تضيقُ الأرضُ في لغتي ويتسِّعُ الحنينُ كأنهُ نملٌ يضيءُ الليلَ في فخَّارِ قافيتي، ويتسِّعُ الحنينُ كأنهُ قلبي وظلُّ قصيدتي وخطايَ فوقَ النارِ، أمشي، أعتلي في البهوِ طاولةً وأصرخُ أو أقولُ قصيدةً عن ذكرياتِ الصيفِ أو حبقِ الخريفِ المرِّ، لا لا تجرحِ امرأةً تعلِّمكُ اقتفاءَ الضوءِ في كلماتها والعطرَ في دمها، الشفيفةُ كالفراشةِ والقويَّةُ مثلَ شلَّالِ الظلالِ هيَ، المحاطةُ بالهديلِ أو المصابةُ باحتمالاتِ الفصولِ...
لوحدتي غنَّيتُ في سرِّي، حفظتُ الصمتَ في صغري، القصائدَ كلَّها عن ظهرِ قلبي، ما أخطُّ على الوسائدِ من زفيرِ الشوقِ. كوني نقطةً ضوئيَّةً في الليلِ، كوني قطرةً في البحرِ، غصناً في أناشيدِ الحياةِ ولا تقولي أيَّ شيءٍ، كلُّ ما في الأمرِ أنَّ الوحدةَ البيضاءَ ظلٌّ لاخضرارِ البئرِ في نظري، وأنَّ الاحتواءَ سفينةٌ تجري بنا وتطيرُ..
كيفَ على يديكِ الآنَ يكسرني العبيرُ؟
أحتاجُ حُبَّاً كيْ أخطَّ على النسيمِ عبارتي وعلى المياهِ
أحتاجُ برعمَ قُبلةٍ ينمو على شَعرِ الحبيبةِ مثلما ينمو دخانُ الأرضِ في أقصى الغيومِ ومثلما تنمو القصيدةُ في دمائيَ والنوارسُ في شفاهي
لو كنتِ زنبقةً أعيشُ هناك في أقصى غوايتها، شمالَ جمالها، وعلى مسافةِ قبلةٍ أو لمسةٍ منها ومن أعلى مرامي ليلِ حيفا الياسمينةِ والهواءِ.. لكنتُ ماءكِ واخضرارَ عبيرِ ناركِ في الجبالِ وكنتِ لي حوريَّةً في القلبِ، أوَّلَ شهوةِ البرقوقِ أو وحمَ السنابلِ في حزيرانَ، القصيدةَ والصدى، ولكنتُ أبحثُ عنكِ في صوتي وفي صمتِ الفراشاتِ العطاشِ وكنتُ منكِ أصبتُ وحدي بالرمادِ وكيمياءِ الحبِّ..
وحدي مثلَ نهرٍ في العراءِ، القلبُ خبطُ فراشةٍ والأغنياتُ صدى اشتهاءِ
وأنا أفكِّرُ لا بشيءٍ.. أستعيدُ يديَّ من شوكِ العناقِ ومن ظلالِ الوردِ في شبقِ النساءِ
أعدو وتركضُ فيَّ أنهارٌ وغاباتٌ وتعدو بي القصيدةُ أو تعانقُ ظلَّها الشجريَّ كالأشباحِ، كيفَ أضيءُ ليلي باستعاراتِ الهباءِ وأقتفي عينينِ من عسلِ الهواءِ؟ وكيفَ ترقصُ في القصيدةِ شهرزادُ؟ وكيفَ تكملُ غزلها بنلوبُ؟ أو تمشي على الأمواجِ أوفيليا لتفتحَ وردها الأبديَّ في لغةِ المجازِ وفي الحرائقِ والحدائقِ، في حقولِ القطنِ، فوقَ ذرى الجبالِ، وفوقَ ضوءِ العشبِ أو حبقِ الجليلِ، وفي اشتهائي
حبري مضيءٌ والندى الصيفيُّ يكتبني على ورقِ الينابيعِ البعيدةِ، والصدى يأتي ليسكبَ في القصيدةِ ماءَ صوتِ المرأةِ الأولى وأجنحةَ الزنابقِ في غيومِ الأرضِ. تنقصني طريقُ النثرِ، تنقصني عباراتُ المديحِ، معلَّقاتُ الجاهليِّينَ الأخيرةُ واستعاراتُ الصعاليكِ الذينَ تناثروا في الأرضِ كي أحمي مجازي من كناياتِ الظهيرةِ أو تطفُّلها المريبِ على مرايا رغبتي وعلى خطايَ، على الرؤى الخضراءِ في لغتي التي قايضتها بالوردِ في الحربِ الأخيرةِ، خارجاً من مشتهى مدني ومن أحلى قرايَ، يضيئني ملحٌ ولم أنظرْ ورائي
*



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي الدميني.. الرعويُّ الأجمل الذي حرسَ ليلَ القصيدة
- سعدي يوسف.. تلميذ السيَّاب الأنجب ومتمِّمُ قصيدته
- ديوان -نساء يرتِّبنَ فوضى النهار- منشورات وزارة الثقافة الفل ...
- محنة التجارب الجديدة في الشِعر الفلسطيني
- القصيدةُ أنوثةٌ غامضة
- شبابيكُ عشيقاتٍ منسيَّات
- لاعب النرد والكلمات
- أعيش كنهر وحيد
- تأملات جماليَّة في قصيدة الشاعر فرحات فرحات
- يرصدُ تحوُّلات العاشق بأسلوب مشبع بالدلالات
- ديوان (استعارات جسديَّة) الصادر في عام 2018 عن دار العماد لل ...
- ايقاعات رعوية
- مطرُ الغريب(قصائد عن ليلِ المعنى)
- حنينٌ يستيقظ في الظهيرة
- لو تأخَّرتِ قليلاً عن غوايتي
- وردٌ على رمادِ القصيدةِ (مرايا نثرية 9)
- استعارات جسديَّة
- عن الشعر والأنوثة وأوَّل المطر/ مرايا نثرية(8)
- أربع قصائد
- قوسُ قزحٍ على جبلِ الكرمل (مرايا نثرية7)


المزيد.....




- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- الذكاء الاصطناعي يختار أفضل 10 نجوم في تاريخ الفنون القتالية ...
- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - هل تأتي القصيدةُ في الشتاء؟