أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - آرا دمبكجيان - أردوغان، الوسيط النزيه في حرب الأنابة














المزيد.....

أردوغان، الوسيط النزيه في حرب الأنابة


آرا دمبكجيان

الحوار المتمدن-العدد: 7205 - 2022 / 3 / 29 - 10:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوساطة بين روسيا و أوكرايينا متشبَّهاً بالمستشار الألماني أوتو فون بسمارك الذي أطلق على نفسه لقب "الوسيط النزيه Honest Broker" في أثناء عقد مؤتمر برلين في 1878. غاية أردوغان في الوساطة هي الشُهرة، و لكن مع تزايد حدة العمليات العسكرية دقَّت أجراس الأنذار في تركيا التي تقف على الخط الأول في النزاع العسكري الروسي-الأوكراييني.
تعكس وساطة أردوغان مخاوف أنقرة عندما تتبدد الغيوم و تنكشف الألغاز المحيطة بالحرب في شرقي أوكرايينا. فعلى الرغم من العلاقات الحميمة التي تربطه مع بوتين، فقد سبَّب تنامي غضب موسكو في دعمه لأستراتيجية حلف الناتو لتوسيع مجال عمل الحلف في منطقة البحر الأسود و تضامنه مع كييف. و تطلب روسيا أن تلتزم تركيا ببنود معاهدة مونترو في 1936 المهمة جداً لروسيا و التي تحدِّد مرور السفن الحربية في وقت الحرب للدول غير الواقعة على سواحل البحر الأسود عبر مضائق البوسفور و الدردنيل ... أي منع مرور السفن الحربية الأمريكية و تلك العائدة لدول حلف الناتو التي ليس لها سواحل على البحر الأسود.
يحاول أردوغان أن يضع تركيا في موقف محايد بين جارتها القوية و حليفاتها في أوروبا.
يشمل الأعتراض الروسي أيضاً على الطائرات التركية المسيَّرة في حوزة أوكرايينا و التي تستخدمها في المناطق المحتلة من قبل روسيا. في الوقت الذي جرى الحديث عن طلب مسؤولين أمريكيين من تركيا أن تُرسل منظومة صواريخ S-400 الروسية الى أوكرايينا لضرب روسيا.
ترى أنقرة أن موقفها الحتميى يكون بين محور ارتكاز الى موقف اعتدال، على الرغم من تفاقم الأمور و ازدياد حدِّتها. شعرت تركيا بحراجة موقفها في أثناء الحرب بين روسيا و جيورجيا عندما حاولت الأخيرة، المسنّدة من الغرب، استعادة المناطق المنفصلة في أوسيتيا الجنوبية و ابخازيا. و على الرغم من تجهيز تركيا الجيش الجيورجي بمعدات عسكرية، لكنها رفضت دخول السفن الحربية الأمريكية الى البحر الأسود عبر المضائق التركية حسب بنود معاهدة مونترو في 1936، فتبخَّرت أحلام جيورجيا في استعادة اوسيتيا الجنوبية و ابخازيا.
تتوسع مخاوف أردوغان من الأحتلال الروسي للقرم، و هو فصل من فصول السياسة الروسية التوسعية لأستعادة الأراضي السوفييتية السابقة تحت ذريعة حماية الأقليات الروسية أينما وجدوا، إذ يقدَّر عددهم بين 20-30 مليون روسي.
--------------------------------------------------------------
قبل أن أسترسل في الكتابة أُحب أن أبيِّن أنني لستُ روسي المنحى و لا بوتيني الهوى، و أن ما أكتب هي حقائق و اقعية من روسيا و الشعب الروسي.
جاء الرئيس الروسي بوتين من عائلة روسية و يؤمن بعمق في التفوق الروسي، و كذلك ان الرجل الروسي مستعد أن يضحّي بنفسه من أجل مبدأ تفوّق روسيا، عكس الرجل الغربي الذي يحب النجاح و حياة الراحة و الأسترخاء. و نفسية بوتين خليط من نفسية الروسي الشرسة و السوفييتي الأممية. و يسعى بوتين لتحقيق ما يدعوه بالأنسان السوفييتي Homo Sovieticus . و هو يؤمن ان الضعيف يخسر دائما، و عليه الأعتماد على قوة الشعب الروسي المستمِدَّة من أرض روسيا.
تحتاج روسيا، بصفتها أكبر دولة في العالم، أكثر من الأنتعاش الأقتصادي لتقف على رجليها ثانية. نشأ بوتين في البيئة الروسية التي تؤمن أن روسيا لن تكون قوة عظمى ما لم تسيطر على جيرانها. و أما الهزّات التي قامت على عتبة روسيا أيقظت فيها تحديات المبدأ و الفكر السوفييتيين النائمين.
ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2003 أرسلت "الثورة الوردية" جيورجيا الى أحضان الغرب. و في 2004 تمدد حلف الناتو الى استونيا، ليثوانيا، لاتفيا، بلغاريا، رومانيا، سلوفاكيا و سلوفينيا، في حين اندلعت "الثورة البرتقالية" في اوكرايينا بعد مظاهرات صاخبة في الشوارع تندِّد بروسيا، بينما فتح الغرب ذراعيه لأوكرايينا.

يرى بوتين ان الخناق يضيق على روسيا في الوقت الذي تفلت الجمهوريات/المستعمرات الروسية-السوفييتية السابقة من يدها. لن أُطيل الحديث في الموضوع، و لكنني أؤمن ان روسيا لم تكن قويةً بسبب الحكم القيصري، بل كانت قوتها مستمدّة من أرضها الشاسعة و خشونة شعبها. و عندما بدَّل الدب الروسي لباسَه الأبيض الى الأحمر، بقيت روسيا قوية ليس بسبب الشيوعية التي أستمدَّت قوتها من أرض روسيا و شعبها، و ليس العكس. و الآن، و قد بدَّل الدب لباسه الأحمر الى الأبيض من جديد لا زالت المعادلة نفسها سارية بثبات.
حسَّت أمريكا و الغرب بهذا الأمر، فأرسلت الثعالب الصغيرة لتتحارش بالدب. و بما أنها لا تستطيع محاربة روسيا، فحروب الأنابة هنا و هناك بالمرصاد.
و كان الله في عون الشعوب الصغيرة التي تقع بين مطرقة هذا و سندان ذاك.



#آرا_دمبكجيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل استيقظ الدب الروسي من سباته؟
- الدولة الطورانية الشيوعية
- متى ستعترف تركيا بجريمة بالإبادة الجماعية الأرمنية التي أرتك ...
- يا عراق!!!!
- آرتساخ - ناكورنو كاراباغ
- روسيا في أرتساخ/غاراباغ الجبلية
- كارثة أردوغان الأقتصادية في المستقبل المنظور
- المعمار سنان
- التوجه التركي - الطوراني المعاصر 3/3
- التوجه التركي - الطوراني المعاصر 2/3
- التوجه التركي - الطوراني المعاصر
- نفط كركوك و اتفاقية سايكس - بيكو
- مصطفى كمال باشا ياملكي
- الشخص الذي أعطى أتاتورك أسمه
- الأرمن المسلمون في تركيا
- الفائز - الخاسر
- القضية الكردية...و كردستان الكبرى
- المجازر التركية بحق الأرمن
- الأرض مقابل السلام
- آذربيجان الضائعة


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - آرا دمبكجيان - أردوغان، الوسيط النزيه في حرب الأنابة