فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7198 - 2022 / 3 / 22 - 11:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن التوافقية التي كانت تقوم على قاعدة (أرضيك وارضيني .. أسكت عنك واسكت عني) كانت احدى الأركان الأساسية في نظام الحكم التي أفرزت السلبيات الكثيرة والكبيرة وكانت إحدى الأسباب في الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أوصلت العراق وطن وشعب إلى ما نحن عليه الآن .. وإن الإصرار على هذا النهج في النظام السياسي الفاشل والخاطئ وهذا يعني في حالة قبوله الآن يعني أن الخطأ يحل بالخطأ معناه تكرار الخطأ نفسه مما يجعل السلبيات السابقة تعاد في حلقة ومحيط النظام السياسي الحالي .. وإن هذا يستدل منه أن السياسيين يستبدلون نظاماً معرفياً خاطئ بنظام خاطئ أيضاً وهذا يعني الخروج من نظام خاطئ يسقط في آخر من نفس الطبيعة حتى ولو كان يختلف عن الخاطئ السابق في الشكل لأن هذه الطبيعة الجوهرية في السياسة العامة المشتركة لدى السياسيين رغم اختلافهم هي طبيعة لقلب العلاقات الواقعية بمعنى أن السياسي بدل أن ينطلق لنظام جديد خارج نظام التوافقية فإنه بالعكس ينطلق من الظواهر والتعبيرات والتجليات لتفسير التوافقية لأنه يريد تفسير الجوهر الأصلي للتوافقية بالتعبير المظهري لذلك الجوهر الذي يدل العكس.
إن المرحلة السابقة التي اتخذت من التوافقية قاعدة لنظام الحكم أفرزت سلبيات كثيرة للمجتمع وخلقت الفوضى السياسية والاقتصادية في المجتمع العراقي وعندما يتم الإصرار عليها والعمل بها يعني إعادة السيناريو القديم الذي يسبب الفوضى من جديد وهذه القاعدة (التوافقية) عند إعادتها كقاعدة لنظام الحكم الجديد يعني عودة المظاهرات والفوضى تجثم على المجتمع العراقي الذي رفض هذه القاعدة وقدم من أجلها والقضاء عليها الشهداء والجرحى والمعوقين والمخطوفين وحقق مطاليبه في إقالة رئيس الوزراء والانتخابات المبكرة التي أفرزت أكثرية نيابية تطالب بالإصلاح والتغيير وهذا يعني المفروض بالأحزاب السياسية التي تعتمد على الأسلوب الديمقراطي في الحكم الاستجابة لرغبات الشعب وليس معارضته والعودة به إلى النظام القديم الذي سبب لهم الفقر والجوع والحرمان والبطالة واقتصاد ريعي جعل الشعب استهلاكي وغير منتج وتفشي ظاهرة الفساد الإداري وانفلات السلاح والمخدرات والانتحار والعنف الأسري.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟