العراق وطن وشعب أمام صعيد تجربة جديدة

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7176 - 2022 / 2 / 28 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد تجربة مريرة ومؤلمة لا زال الشعب يعيش مآسيها وآلامها التي أفرزت وسببت ثورة الجوع والغضب التشرينية التي أيقظت الوعي الفكري والإنساني في جماهير واسعة من أبناء الشعب العراقي بعد أن استمرت سنة ونصف وقدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح ومعوق ومخطوف وأدت إلى إقالة رئيس الوزراء والانتخابات المبكرة التي حققت الفوز الباهر من خلال فوز وصعود قوى مؤمنة بالإصلاح والتغيير من خلال وعي الواقع الذي جثم بكابوسه على صدور أبناء الشعب العراقي مدة تسعة عشر عاماً عجاف وتأليف حكومة مؤمنة تقود الإصلاح والتغيير للعراق وطن وشعب مؤلفة من التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة وأصبح يشمل خيمة العراق جميعاً شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ويحتضنها الشعب بشريان قلبه.
إن الدولة التي سوف تحمل راية الإصلاح والتغيير حملها الشعب بالدماء والدموع والجراح والآلام إلى سلطة الحكم وأصبحت تمثل وتجسد أماني وتطلعات الأكثرية المطلقة من أبناء الشعب العراقي فأصبحت عقد عهد وإخلاص ووفاء بينها وبين الشعب وأصبحت كما قال الشاعر :
مشيناها خطى كتبت علينا ---- ومن كتبت عليه خطى مشاها
إن المشروع الإصلاحي للتحالف يحتاج إلى حزمة للإصلاح والتغيير في الاقتصاد العراقي بعد أن أصبحت حاجة فعلية نتيجة التشوهات العديدة التي تعرض لها الاقتصاد العراقي وتشمل البنية الريعية للاقتصاد العراقي الذي اعتمد على عوائد النفط وحول العراق إلى دولة استهلاكية غير منتجة وظهور شرائح اجتماعية ترعى الاقتصاد الريعي وهي بعيدة عن ذهنية العمل والإنتاج وتسببت في تراجع الزراعة والصناعة وكل القطاعات الإنتاجية وربط العراق واقتصاده بالأزمات الاقتصادية والمالية وأدى إلى نشوء رأسماليون اهتموا بالمضاربات المالية والأرباح السريعة مما يجب ويتطلب تنشيط القطاعات الإنتاجية مثل القطاع الصناعي لتوفر المقومات مثل الأرض والمواد الأولية والأيدي الفنية والعاملة وكذلك القطاع الزراعي والقطاع السياحي حيث يعتبر العراق من شماله حتى جنوبه منطقة سياحية ومن الممكن أن يحقق تشغيل أيدي عاملة كثيرة إضافة إلى تحريك القطاعات الأخرى وتحديث اقتصاد العراق العام والخاص والمختلط والتعاوني وتخليص العراق واقتصاده من الاعتماد على مورد النفط من خلال تغييرات في البنية الاقتصادية وضرورة اجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية لتطوير القواعد الإنتاجية بشروط تخدم الاقتصاد الوطني بعيدة عن شروط المشاركة بالنفط وإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية بما ينسجم والمشروع الإصلاحي وتبرز الحاجة لدعم الدور الذاتي للقطاع الخاص حتى تتمكن من لعب دور مباشر في صياغة السياسة العامة وجعلها قوى مؤثرة في توجيه السياسة الاقتصادية بشكل خاص .. ومن المهم التأكيد على جميع المعالجات الاقتصادية التي تفضي إلى خير وكرامة الإنسان العراقي حيث لابد من توفير الأمن والاستقرار والتخلص من جميع عوامل الإرهاب ومنظماته بمختلف العناوين وأن تتولى حكم البلاد مؤسسات حقيقية وشرعية معبرة عن الإرادة الحرة للإنسان العراقي والبعيدة كل البعد عن جميع الصراعات الدولية والمحاصصة الطائفية والتوافقية وأن يكون الصراع والمنافسة من أجل العراق وتطوره وازدهاره وبعيداً عن الضغوط والتدخلات الأجنبية لأن هذا التدخل سوف يفتت الإرادة الصلبة للشعب العراقي ولا يخدم سوى المخططات الأجنبية .. كما أن الشعب العراقي ليس بحاجة إلى إعادة إعمار فحسب رغم أهمية ذلك بل يحتاج إلى التحديث والتجديد والتقني وإلى ديمقراطية صحيحة والعدالة الاجتماعية وإلى توفير الشروط المطلوبة لإطلاق تنمية مستدامة وبناء اقتصاد وطني متطور ومتوازن.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات