أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - نهب وقمع وحشي في مليونية 17 مارس















المزيد.....

نهب وقمع وحشي في مليونية 17 مارس


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7194 - 2022 / 3 / 18 - 14:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


1
اتسعت ظاهرة النهب المسلح للمواطنين كما حدث في مليونية الغلاء المعيشي 17 مارس التي تقوم بها مليشيات السلطة الانقلابية الحاكمة ( دعم سريع، مليشيات الكيزان ، وجيوش حركات جوبا)، كما حدث صباح الخميس بنهب سوق نيفاشا ، ونهب مبلغ (200) الف جنية وثلاثة موبايلات من عربة مواطن بعد كسرها، والهجوم علي معمل استاك ونهب اصوله وموبايلات وممتلكات العاملين، وتكرارنهب أموال وموبايلات المواطنين من عرباتهم الخاصة ، وفي المواصلات العامة، كما وضح من الرصد والتوثيق الدقيق لها، تلك الجرائم لا تنفصل عن جرائم السلطة الحاكمة ومليشياتها في القمع الوحشي للمواكب السلمية ، والابادة الجماعية في دارفور وتهجير المواطنين للاستيلاء علي ثروات الذهب واليورانيوم وغيرها وعلي اراضيهم الخصبة ، ومزارعهم ومواشيهم وحرق قراهم ، كما وثقت (الفيديوهات) ، علي سبيل المثال: اشار تقرير الأمم المتحدة الأخير الي نزوح (12) الف و(500) مواطن جراء الهجمات الأخيرة علي جبل مون. كما لا تنعزل جرائم النهب والانفلات الأمني عن جرائم اللجنة الأمنية التي هي امتداد للنظام السابق ، في نهب ممتلكات القطاع العام ، ونهب الذهب وتهريبه الي الإمارات وروسيا، كما وثقت النقارير الدولية، وقبلها تم نهب عائدات التفط التي بلغت عشرات المليارات من الدولارات وتهريبها للخارج ، اضافة لنهب مدخرات المواطنين في البنوك ، والتعذيب الوحشي للمواطنين في بيوت الأشباح.
أما حركات سلام جوبا فقد أشارت تقارير الأمم المتحدة الي عملها كمرتزقة في ليبيا مع جيوش حفتر والسراج ، وتلقيها أموال من الإمارات ، وضلوعها في تهريب السلاح ، وتجارة البشر والمخدرات ،الخ، هذا فضلا عن شركات الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن التي تقدر بحوالي 300 شركة ، تستحوذ علي 82% من موارد البلاد، علما بأن اصلها كانت شركات تاربعة لقطاع الدولة نهبها الإسلاميون.
2
بعد انقلاب 25 اكتوبر تفاقمت عمليات النهب والقمع ، فتم قتل(87) شهيدا، واصابة أكثر من (1600) مواطن واعتقال المئات ، ونهب الحركات المسلحة مقر اليوناميد وبرنامج الغذاء ، ونهب الممتلكات ، والاعتقال التعسفي والتعذيب الوحشي للمعتقلين، ونهب بنك السودان، والاغتصاب ، واقتحام المستشفيات، وضرب المعلمين واهانتهم ، ومحاولة التفريط في سيادة البلاد ببيع وخصخصة الميناء، واعطاء الروس قاعدة عسكرية علي البحر الأحمر، كما صرح محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعد عودته من روسيا، والذي وجد استنكارا واسعا، كما تم ارجاع الممتلكات المنهوبة للفلول ، وعودة التمكين في الخدمة المدنية والعدلية، وابعاد أعداد كبيرة من الخدمة المدنية والعسكرية، كل ذلك بهدف إعادة التمكين والنهب والفساد ، مما أدي لانهيار الدولة، وضرورة التفكير من الآن في إعادة بنائها وقيام الخدمة المدنية والعسكرية علي اساس المهنية والوطنية السودانية ، وذلك بحل كل المليشيات ( دعم سريع، الكيزان، جيوش الحركات) وقيام الجيش القومي المهني الموحد ، وتفكيك التمكين واستعادة كل أموال الشعب المنهوبة، وضم كل شركات الجيش والأمن والدعم السريع ، والشرطة الي ولاية وزارة المالية، والمحاكمات العادلة لكل مرتكبي المجازر الابادة الجماعية في دارفور والمنطقتين وضد الانسانية، مجزرة فض الاعتصام ، ومجازر مابعد انقلاب 25 أكتوبر، فضلا عن جريمة الانقلاب الذي نفذه العسكر مع قادة حركات سلام جوبا،والذي كان سببا رئيسيا في كل الجرائم التي حدثت والانفلات الأمني وعمليات النهب الجارية ، بهدف اثارة الرعب وسط المواطنين ،علما بأن لشعب السودان تجارب كبيرة في مقاومة عتاة المجرمين من "الباشبوق" في فترة الحكم التركي ، والجهادية في الايام الأخيرة للمهدية الذين نهبوا ممتلكات الناس وساموهم سوء العذاب، فصمد السودانيون ، وتلاحمت قبائلهم في وجه تلك الهجمات البربرية ، وذهبت ريحهم، وسيذهب ريح هذه العصابات المجرمة التي اطلق عنانها الانقلاب العسكري الدموي.
3
جاءت مليونية الغلاء المعيشي 17 مارس هادرة ، بعد ان دعت لها لجان المقاومة في الخرطوم والأقاليم ، وحددت وجتهها في الخرطوم الي القصر الجمهوري، في الوقت نفسه تواصلت انتفاضات مدن السودان ( نيالا ، عطبرة ، الدمازين) تنديدا بأهانة المعلمين ومطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية واجورهم ، كما دخلت كوستي في المعركة بخروجها وإغلاق طريق كوستي ربك الأبيض بواسطة الثوار ، واضراب عمال السكة الحديد وخروج الطلاب في عطبرة والدمازين ونيالا في مظاهرات هادرة ، أما في بورتسودان فقد قابل الثوار حميدتي بمظاهرات هادرة رافضة لبيع وخصخصة الميناء ، بشعارت " لا للخصخصة ، لا للبيع، سودانية مية المية"، ورفض التبعية للمحاور ، بشعارات "لا شراكة ولا تفاوض ولا مساومة" كما احتل الثوار في الروصيرص المحلية، ومع الحراك الطلابي الواسع ، تم اغلاق مدارس الأساس والثانوي في نيالا الدمازين، كما حدث في بداية ثورة ديسمبر 2019، اضافة للمواكب والاعتصام للمعلمين في النهود.
كما أعلن المعلمون موكب الكرامة تضامنا مع معلمي نيالا ، واعلنوا الخميس 17 مارس اضرابا شاملا متدرجا خلال الاسبوعين الأخيرين من مارس ، مواصلة للتصعيد بعد تجاهل وزارة المالية للمطالب العادلة والمشروعة لمعلمي السودان ، في ظل الارتفاع غير المسبوق للاسعار بالاسواق. واستمرت مليونية الغلاء المعيشي حاشدة علي مد البصر في شارع القصر، رغم القمع الوحشي ونهب وسلب ممتلكات المواطنين، واقتحام المستشفيات كما حدث في مستشفي الفيصل، وتجاوزت حالات الاصابات في مواكب الخرطوم وحدها (67) ، اصابات متفاوتة بالغاز المسيل للدموع، الدوشكا، الرصاص المطاطي ، الرصاص الحي ، و"الخرطوش"، رغم القمع الوحشي الذي شمل الدهس بالمدرعات والقنابل الصوتية، تمكنت الحشود الكبيرة أن تكسر الطوق الأمني وتدخل شارع القصر في ثبات وصمود اسطوري.
بالاضافة للخرطوم شكلت الأقاليم حضورا في المواكب كما في : الأبيض ، عطبرة، بورتسودان، كسلا، القضارف ، الدامر، الدمازين، . الخ.
4
استمر تفاقم الأزمة العامة والحراك الجماهيري المطلبي ضد الغلاء واستمرار الارتفاع في اسعار الوقود والخبز والخدمات وانهيار الجنية بلغ سعر الدولار 614 جنية الاربعاء ، كما اوقف بعض التجار البيع لهبوط الجنية، وارتبك عمل البنوك ، وتكدست الصفوف أمامها ، ورفض المزارعين لسعر التركيز لجوال القمح (43 ) جنية ، وطالب مزارعو الشمالية بمبلغ ( 65) جنية للجوال ، والا فالتصعيد ، اضافة للزيادات في اسعار تذاكر البصات وصفوف الوقود ، فبالاضافة لارتفاع اسعار النفط عالميا بعد الحرب الروسية الاوكرانية والذي تجاوز سعر البرميل 100 دولار بعد أن كان حوالي 45 دولار ، أعلن تجمع العاملين في النفط خروج أكثر من 70 بئر من الإنتاج بسبب التخريب منذ بداية العام الحالي، اضافة لمطالب ابناء مناطق النفط كما في اعتصام مواطنين من ولاية غرب كردفان ( إدارة المجرور) أمام وزارة الطاقة والنفط وسلموا مذكرة تطالب : باقامة مشاريع تنموية، ومدارس ومراكز صحية ، ومعالجة أثار النفط البيئية الضارة بالانسان واحيوان والنبات والإنتاج الزراعي والحيواني، وحفر أبار صالحة للشرب. الخ.
هذا اضافة لاستمرار الانهيار في أبار التنقيب عن الذهب كما حدث في مدينة تلودي الذي أدي لمقتل 13 شخصا بعد انهيارها علي (40) شخصا، فضلا عن الاوضاع المزرية بمناطق التعدين كما استقالة (45) موظف وعامل في شركة مناجم العالمية للتعدين (شركة مغربية) بسبب ضعف الأجور
كما اشتدت المطالبة بالتحقيق حول جريمة الاغتصاب كما في مطالبة الخبير الأممي لحقوق الانسان باجراء تحقيق حول تعرض الفتاة للاغتصاب.
كما اشرنا توفرت كل الظروف الموضوعية لاسقاط الانقلاب، مما يتطلب المزيد من التنظيم والتحضير الجيد للاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب ،وتوفير العامل الذاتي، وهو القيادة الثورية الموحدة بميثاق محدد يسنهدف اسقاط الانقلاب ومواصلة الثور حنى تحقيق أهدافها.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غضب عارم جراء جريمة الاغتصاب
- كيف نواجه دعوات الحوار الكاذبة؟
- التسوية هل يصلح العطار ما افسده الدهر؟!
- لم يستبين الانقلابيون النصح الا ضحى الغد
- 8 مارس ودور المرأة السودانية في الثورة (3) والأخيرة
- 8 مارس ودور المرأة السودانية في الثورة (2)
- 8 مارس ودور المرأة السودانية في الثورة (1)
- هل أتاك حديث مليونية الميثاق؟
- ما زال وهج بريقها مشعا
- ماهي أبعاد حميدتي بموسكو والحرب الروسية الاوكرانية؟
- تقييم ورصد للمقاومة الباسلة للانقلاب
- صوب الاضراب والعصيان لاسقاط الانقلاب
- كيف يتم إنهاء الاحتلال الأجنبي للسودان؟
- لماذا جاءت مليونية ١٤ فبراير حاشدة؟
- ليل الاحتلال الأجنبي زائل
- ما هي دروس تجربة ثورة ديسمبر؟
- كيف جرى احكام الخناق علي الانقلاب؟
- نهب الذهب الدموي في السودان (8) والأخيرة
- ماذا وراء الافتراء كذبا علي الحزب الشيوعي؟
- نهب الذهب الدموي في السودان (7)


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - نهب وقمع وحشي في مليونية 17 مارس