|
لماذا جاءت مليونية ١٤ فبراير حاشدة؟
تاج السر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 7163 - 2022 / 2 / 15 - 10:05
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
1 جاءت مليونية " الحرية للمعتقلين" في العاصمة الولايات في 14 فبراير والمتجهه في أم درمان صوب البرلمان والقصر في الخرطوم حاشدة، أعادت زخم حشود ثورة ديسمبر الضخمة، رغم القمع الوحشي والاعتقالات الاستباقية بهدف تعطيل اسقاط الانقلاب لقيادات لجان المقاومة والمهنيين والقوى السياسية وأعضاء لجنة النفكيك ، والمحاولة الفاشلة لفض ترس الحفير واعتقال لجان المقاومة الذي وجد مقاومة كبيرة أدت لاطلاق سراحهم ، ودهس سائق شاحنة مصري الشهيد عاطف عبد الفراج في منطقة "سوردتو" من تروس الشمال والذي اثار سخطا واسعا، ليصل عدد الشهداء (81) شهيد بعد شهيدي الخرطوم وأمدرمان في مليونية 14 فبراير، فضلا عن الخطوات الجادة نحو توحيد المواثيق الثورية في كل اقاليم البلاد ،كل ذلك القمع والارهاب لن ينقذ الانقلاب االذي سوف يذهب لمزبلة التاريخ. كان من أسباب المشاركة الواسعة ايضا حملة الاعتقالات الواسعة حتى تجاوز عدد المعتقلين في سوبا وحده أكثر من (100) معتقل اضربوا عن الطعام احتجاجا علي اوضاع الاعتقال القاسية بدون توجيه تهمة ، واختطاف من الشوارع ، واقتحام البيوت بقوات مدججة بالسلاح ، اضافة لاطلاق سراح الفلول وإعادة التمكين ومشاركة "الكيزان" وجهاز امنهم في حملة الاعتقالات وقتل الثوار مع مليشيات الدعم السريع، وقوات حركات جوبا . بالتالي كانت مليونية 14 فبراير حاشدة للتضامن مع المعتقلين واطلاق سراحهم واسقاط الانقلاب ، وبشعارات لا شراكة لاتفاوض لا مساومة، مليشيات الجنجويد ارهابية، البرهان عدو الشعب، تسليم السلطة للمدنيين، محاسبة قتلة المتظاهرين، دولة القانون، المجد للشهداء،اضافة لاتساع الاغلاق في الشمالية ،كما في اغلاق لجان مقاومة محلية البرقيق طريق شريان الشمال القومي (اسكيت / السليم) أمام الشاحنات المصرية . جاءت المليونية هادرة رغم القمع الوحشي بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، والرصاص الحي والمطاطي مما أدي لاستشهاد الثائرين محمد الضي بالخرطوم (17- 18 سنة)، ومنذر عبد الرحيم (18سنة) بأم درمان، وبلغ عدد المصابين بالخرطوم (137) حسب بيان رابطة الأطباء الاشتراكيين، ومازال الحصر جاريا، اضافة لضرب البمبان بالمنازل مما أدي لحرقها كما حدث في السكة الحديد ، والدهس بالتاتشرات مما أدي لاصابة (3) ثوار في شرق النيل ، واستهداف القناصين للثوار من داخل البرلمان بأم درمان، وحملة الاعتقالات. هذا اضافة لمواكب الولايات وثوار الشمالية الذين عملوا موكبا ضخما مناطق الولاية ، والمدن التي شاركت علي سبيل المثال لا الحصر اضافة للعاصمة والشمالية : مدني ، المناقل ، بورتسودان، كسلا، القضارف ، عطبرة ، سنار ، كوستي ربك ( اعتصام اليوم الواحد بربك) ، النهود ، تيالا، سنجة، الخ. 2 هذا اضافة لاتساع السخط بسببتدهور الأوضاع المعيشية كما في انعدام غاز الطبخ ، والاستمرار في تطبيق توصيات صندوق النقد والبنك الدوليين في تخفيض العملة وارتفاع اسعار الوقود والكهرباء والدقيق ، ضرائب ترخيص المركبات واستخراج جواز السفر ، والارتفاع المستمر لأسعار السلع مع تدهور الأجور. فضلا عن أكاذيب البرهان الذي نفي اصدار الأوامر لاطلاق الرصاص علي المعتقلين لتحميل القوات والمليشيات المسؤولية، لكن القمع الوحشي في موكب 14 فبراير اليوم دحض ذلك ، فمنذ مجازر 25 أكتوبر يتحمل مع قادة الانقلاب المسؤولية، كما طالب المتظاهرون باوسع حملة لمحاكمة الجناة ، اضافة لأكاذيب جميدتي بعدم تهريبه للذهب، كما أعلن البرهان أن مديونية الجيش علي الحكومة 1,4 مليار دولار ( الصيحة: 14 فبراير 2022). كما تبرع حميدتي بمبلغ مليون جنية للمنظمات الشبابية لإعادة تدوير منظمات المؤتمر الوطني الفاشلة، مما اثار سخط الكثيرين من أين للجيش والدعم السريع هذه الأموال؟!! ، علما بأن الحكومة تصرف عليهما، هذا اضافة لما جاء في تقرير الي مجلس الأمن الدولي بواسطة خبراء أن وزارة المالية دفعت مليون دولار لكل من حركة تحرير السودان، والعدل والمساواة، وتجمع قوى تحرير السودان ، والتحالف السوداني لتغطية مصروفاتهما في السودان ( الراكوبة: 14 فبراير 2022). كل ذلك ادي لارتفاع اصوات المطالبين بعودة شركات الجيش والأمن والدعم السريع والشرطة لولاية وزارة المالية ، وقيام بورصات الذهب والصمغ وشركة الأقطان ، وعودة قانون بنك السودان قبل انقلاب يونيو 1989 لتحكم في حصائل الصادر والعملة الصعبة، ووضع الدولة يدها علي الأرض وما في باطنها لحماية ثروات البلا من الذهب والمعادن،الخ، لوقف التهريب، والتمسك بالقنوات ليصل كل العائد بالعملة الصعبة لبنك السودان ، بعد أن كشف ترس الشمال حجم النهب الكبير لثروات البلاد، اضافة لحل المليشيات( دعم سريع، مليشيات المؤتمر الوطني.الخ)، وجيوش الحركات، قيام الجيش القومي المهني الموحد ، والحل الشامل والعادل الذي يضمن وصول التنمية للمتضررين واللاجئين في المعسكرات بتوفير خدمات التعليم والصحة وعودة النازحين لقراهم ، بدلا من نهب الحركات المسلحة لأموال الدولة باسم سلام جوبا الذي فشل وتحول لمحاصصات ، ومرفوض من اغلبية مواطني دارفور وجماهير المنطقتين، ووقف الصرف الضخم علي الآلة العسكرية والأمن والدفاع علي حساب التعليم والصحة الخ. كل ذلك أدي لتكون مليونية 14 فبراير حاشدة، مما يؤكد ضرورة استمراروتوسيع المقاومة الجماهيرية ، ومواصلة التراكم النضالي الجماهيري الجاري والمتصاعد حتى اسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي.
#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليل الاحتلال الأجنبي زائل
-
ما هي دروس تجربة ثورة ديسمبر؟
-
كيف جرى احكام الخناق علي الانقلاب؟
-
نهب الذهب الدموي في السودان (8) والأخيرة
-
ماذا وراء الافتراء كذبا علي الحزب الشيوعي؟
-
نهب الذهب الدموي في السودان (7)
-
نهب الذهب الدموي في السودان(6)
-
نهب الذهب الدموي في السودان(5)
-
نهب الذهب الدموي في السودان (4)
-
نهب الذهب الدموي في السودان(3)
-
الشعب يحمى ثرواته من نهب حكومته لها!!!
-
نهب الذهب الدموي في السودان(2)
-
نهب الذهب الدموي في السودان(1)
-
تستمر الثورة ولو كره الانقلابيون
-
الصراع حول الأرض في السودان (10) والأخيرة
-
ثلاثة مؤشرات لانهيار الانقلاب
-
الصراع حول الأرض في السودان (9)
-
اتساع المقاومة الجماهيرية لاسقاط الانقلاب
-
الصراع حول الأرض في السودان (8)
-
الصراع حول الأرض في السودان (7)
المزيد.....
-
رسالة تعزية ومواساة ،من الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
-
زعماء دول رابطة الدول المستقلة يدعون إلى اعتبار جرائم النازي
...
-
فرنسا.. الجمعية الوطنية ترفض مذكرة التحالف اليساري بحجب الثق
...
-
صحف عالمية: تحديات هائلة أمام إسرائيل وليبراليوها يعيشون معض
...
-
-حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل تريد استغلال يوم 7 أكتوبر ل
...
-
القضاء الفرنسي يحدد 15 أكتوبر موعدا لإصدار قراره حول طلب الإ
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي: لا للتهميش والاقصاء للجهة الشر
...
-
الشيخ قيس الخزعلي: من يحكم الكيان الان وهو اليمين المتطرف هم
...
-
التقدم والاشتراكية والشيوعي الفيتنامي يبحثان تعزيز التعاون و
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|