أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - ليل الاحتلال الأجنبي زائل















المزيد.....

ليل الاحتلال الأجنبي زائل


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7161 - 2022 / 2 / 13 - 22:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


1
اصبحت الثورة السودانية في فترتها الراهنة ثورة لتحرير البلاد من قوات الاحتلال الأجنبي ، فقد بات واضحا تمدد قوات الدعم السريع اقتصاديا وعسكريا ، وعودة الفلول بمليشياتهم وأجهزنهم القمعية والأمنية وعودة تمكينهم في الخدمة المدنية، وعودة الأموال التي نهبوها اليهم، وسيطرتهم علي الاعلام، فضلا عن قوات الحركات المسلحة التي شاركت في الانقلاب و كشفت تقارير الأمم المتحدة عن تمويلها من الإمارات عبر قوات حفتر في ليبيا.
هذه القوات منبتة لا ترتبط بثرى البلاد ،بل تخدم مصالح دول اقليمية اصبح واضحا تدخلها المباشر في الشأن السوداني وتبذل جهدا كبيرا للابقاء علي البرهان وحميدتي علي رأس قيادة الدولة السودانية، لخدمة مصالح واستثمارات دول : الإمارات ،السعودية، مصر، اسرائيل، تركيا وقطر( الذين لهما إرتباط بالتنظيم الدولي للاسلامويين)، والتي تمدها بالاسلحة والمال ،وأدوات القمع الوحشي للثورة السودانية الذين يخشون أن تكون منارة للديمقراطية في المنطقة ، لقد اوضحت التقارير الدولية وترس الشمال دور قوات الدعم السريع في تهريب الذهب الدموي للإمارات وتصدير المرتزقة من السودان للسعودية والإمارات لحرب اليمن التي لا ناقة للسودان فيها لاجمل، ونهب مصر للمحاصيل النقدية الخام (صمغ، قطن، كركدية، تبلدي،.الخ، والماشية التي وصلت لتصدير الاناث، وتدمير البيئة بالقطع الجائر للغابات لصناعة الفحم وتصديره لمصر وبقية البلدان، كما كشف ترس الشمال. هذا اضافة لنهب اراضي البلاد بالايجارات التي تصل عقودها الي 99 سنة ، واستنزاف المياه الجوفية، وتشريد السكان المحليين، وجلب العمال من الخارج ، وبعقود تسمح بتصدير كل العائد للخارج، وعدم وجود نسبة لتنمية المناطق المحلية، وزراعة علف البرسيم الذي ينهك التربة ويضر بالأجيال القادمة.
هذا اضافة للابادة الجماعية والتهجير للسكان المحليين لنهب ثروات الذهب والمعادن كما حدث في دارفور وغيرها ، واستخدام المواد السامة ( سيانيد، زئبق،. الخ) الضار بالبيئة ، وبشروط مجحفة بالسودان من شركات التعدين التي تصل مدتها الي 25 سنة ، وبنسبة 70% من العائد لها تهربها من الضرائب.
هذا فضلا عن التفريط في أراضي البلاد كما في احتلال مصر لحلايب وشلاتين وابورماد ، واثيوبيا للفشقة،الخ، واتفاقيات القواعد العسكرية البحرية مع أمريكا وروسيا، اضافة للسماح بوجود المرتزقة الروس (فاغنر) في البلاد لنهب ثروات الذهب والتعدين، وتدريب المليشيات المسلحة لقمع ثورة الشعب السوداني والمخطط الاسرائيلي للتغلغل في البحر الأحمر والخليج بعد التطبيع الإماراتي السوداني معها، اضافة للمخطط لتأجير الميناء الجنوبي الذي يواجه مقاومة شديدة.
لقد فضح "ترس الشمال" للعالم أجمع النهب الكبير لثروات البلاد وتهريب الذهب ، مما اضطر حميدتي في حديثه الأخير لنفي ذلك والذي أكد تهريبه للذهب كما وثقت لذلك التقارير الدولية التي عرضناها في دراسة سابقة عن نهب الذهب الدموي في السودان، اضافة لأكاذيب البرهان كما في مقابلته الأخيرة التي تعيدنا لمربع الأيام الأخيرة للنميري والبشير قبل ذهاب ريحهما.
اذن اصبحت الثورة السودانية ثورة تحريروطني من ذلك الاحتلال وتلك المليشيات، وبهدف وضع الحد والحسم لوقف التدخل العسكري السافر في الشأن السوداني، وحتما ليل الانقلاب الدموي زائل ، وسوف تصبح البلاد مقبرة لقوات الاحتلال كما حدث في فترة الاحتلال التركي والانجليزي المصري، وحل تلك المليشيات وقيام الجيش القومي المهني الموحد
2
لتكريس الاحتلال الأجنبي ونهب ثروات البلاد وحماية مصالح الطبقة الرأسمالية الطفيلية بشقيها الإسلاموي والجديد ، تستخدم هذه القوات اقصي درجات القهر ضد الشعب الأعزل كما في القمع الوحشي للمواكب السلمية حتى تجاوز عدد الشهداء 80 شهيدا، وعدد الاصابات أكثر من 2200 شخص، واعتقال الالاف من الثوار الذين مازال أكثر من 105 محتجزين في سجن سوبا بشكل غير قانوني حسب بيان محامي الطوارئ، وتعرض بعضهم للتعذيب الوحشي كما ذكرت والدة المعتقل توباك الذي تعرض للتعذيب لاجباره علي الاعتراف بجريمة لم يرتكبها ، اضافة لقمع الأطباء في الفاشر، وتدهور الوضع الأمني في دارفور ،هذا اضافة لحملة الاعتقالات التعسفية غير القانونية، وبدون تقديم المتعتقل لمحاكمة عادلة أو اطلاق سراحه، كما في الهجوم ليلا علي قادة لجان المقاومة واعتقالات وجدي صالح والطيب عثمان يوسف من لجنة التفكيك واعتقال خالد عمر يوسف ، واعتقالات افراد من غاضبون ، وهي اعتقالات كيدية، مما يتطلب اوسع حملة لاطلاق سراح جميع المعتقلين، وتقديم الجناة للمحاكمة، ومتابعة القصاص للشهداء مجزرة فض الاعتصام ، وتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية في مجازر الابادة الجماعية في دارفور ، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم. بالتالي، من المهم أوسع مشاركة في مليونية " الحرية للمعتقلين في 14 فبراير.
3
مع ميزانيتة 2022 التي يستحوذ فيها الأمن والدفاع علي نصيب الأسد ، و اضافة لاستحواذ شركات الجيش والدعم السريع والأمن والشرطة علي 82% من موارد البلاد ، وتحمل الدولة لمرتبات الدعم السريع ، والصرف علي حركات اتفاق جوبا بدلا من الحل الشامل والعادل، اضافة للصرف علي حالة الطوارئ التي تستنزف البلاد، ومجموع هذا الصرف يصل الي أكثر من 90% من موارد الدولة ، بحيث تكون ميزانية الصحة والتعليم والتنمية، مما أدي للمزيد من تدهور المعيشة، وتفاقم الأوضاع المعيشية الذي يؤدي للانفجار الشعبي الشامل. لتمويل القمع الوحشي، وفي ظل الحصار للانقلاب بعد حجب المساعدات الخارجية ، لجأ الانقلاب ووزير ماليته الي الزيادات الكبيرة في الوقود ،الكهرباء ،الدقيق ،رسوم الصادر ورسوم ترخيص المركبات العامة، وضعف تمويل الموسم الزراعي وتوفيرمدخلات الإنتاج مما يهدد بالمجاعة ، اضافة لضعف الأجور التي تآكلت ، مع الارنفاع الكبير في الأسعار واتساع سخط العاملين والجماهير، مما يعجل مع المزيد من التنظيم والوحدة، والاسراع في قيام المركز الموحد والميثاق للحد الأدني لخروج البلاد من الانقاض ، مع الاستفادة من التجارب السلبية في أكتوبر 1964، أبريل 1985، ووازاحة البشير ونائبه ابنعوف في 11 أبريل والتي كان نتائجها تراجع الثورة ، واجهاضها، ولكن ثورة ديسمبر عميقة الجذور وجذوتها متقدة وحتما سوف تندلع الانتفاضة الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب، وتحرير البلاد من قوات الاحتلال ، وقيام الحكم المدني الديمقراطي.
وأخيرا ، كما قال الشاعر محمود درويش:
يادامي العينين والكفين
إن الليل زائل
لاغرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل
نيرون مات، ولم تمت روما
بعينيها تقاتل
وصوب سنبلة تموت
ستملأ الوادي سنابل.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي دروس تجربة ثورة ديسمبر؟
- كيف جرى احكام الخناق علي الانقلاب؟
- نهب الذهب الدموي في السودان (8) والأخيرة
- ماذا وراء الافتراء كذبا علي الحزب الشيوعي؟
- نهب الذهب الدموي في السودان (7)
- نهب الذهب الدموي في السودان(6)
- نهب الذهب الدموي في السودان(5)
- نهب الذهب الدموي في السودان (4)
- نهب الذهب الدموي في السودان(3)
- الشعب يحمى ثرواته من نهب حكومته لها!!!
- نهب الذهب الدموي في السودان(2)
- نهب الذهب الدموي في السودان(1)
- تستمر الثورة ولو كره الانقلابيون
- الصراع حول الأرض في السودان (10) والأخيرة
- ثلاثة مؤشرات لانهيار الانقلاب
- الصراع حول الأرض في السودان (9)
- اتساع المقاومة الجماهيرية لاسقاط الانقلاب
- الصراع حول الأرض في السودان (8)
- الصراع حول الأرض في السودان (7)
- مجزرة جديدة مع انهيار الانقلاب وفشله


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - ليل الاحتلال الأجنبي زائل