ما الجديد الذي جاء به القرآن ؟

صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7189 - 2022 / 3 / 13 - 21:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لم يأت القرآن بجديد يستلزم ظهوره ك كتاب مقدس لهداية الناس إلى عبادة الله وتوحيده . فكل ما جاء به بهذا الخصوص في القرن السابع الميلادي، كان معروفا ومتبعا عند اليهود منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، و معروف ومتبع به عند المسيحيين منذ ما يزيد عن ستمائة عام قبل ولادة محمد . فما الجديد الذي جاء به قرآن محمد ؟
التوراة يدعو لعبادة الله الواحد دون ان يشرك به : " «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي." سفر الخروج 2:20
جاء في الإنجيل : يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا."
"فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ."
إن ما جاء بالقرآن هو نقل واقتباس الكثير مما كتب في التوراة اليهودية و إنجيل المسيحيين ومن أساطير الأولين وقصص خرافية وبعض الأمور الشخصية التي تخص مشاكل محمد و معاملاته مع نسائه و التحريض على النكاح والغزوات وقتل المشركين وسلب الغنائم و سبي النساء . وبعض القصص المنقولة بالتحريف عن الأناجيل المنحولة والمزيفة الغير معترف بها كنسيا.
ما تم نقله واقتباسه من مصادر التوراة والإنجيل جاء موجزا مشوها مبتور ومحرفا. لا يفهم معناها إلا بالرجوع للمصادر الأصلية ذاتها . وعلى هذا الأساس لا يمكن للخبر الموجز والمشوّه أن ينسخ الخبر المفصل في مصدره ولا يهيمن عليه . إنما العكس هو الصحيح .
يُقسّم القرآن إلى سور مكية والأخرى مدنية . المكية عددها 87 سورة . اغلبها طويلة، تقترب بمعانيها و اخبارها من الديانة اليهودية والمسيحية من حيث السماحة وعدم اللجوء إلى العنف، وتؤكد أن لا إكراه في الدين . وتعترف بأن السيد المسيح هو كلمة الله وروحه تماما كما جاء في الإنجيل .
أما السور المدنية وعددها 27 سورة فقط ، أغلبها قصيرة في عدد آياتها ونصوصها، وتناقض السور المكية في مضمونها وفي التحول الجذري لنشر الإسلام وعقيدته بالسيف والقتل وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف . وفيها هجوم شرس على اليهود والنصارى والإنقلاب عليهم بعد مدحهم سابقا .
ساهم الراهب النسطوري ورقة بن نوفل وبحيرا الراهب بعده في تدريب وتعليم محمد لتأليف آيات القرآن وكان ورقة بن نوفل هو جبريل محمد الذي يوحي له بالآيات قبل موته . ثم فتر الوحي لفترة طويلة بعد موت القس ورقة وانقطع مصدر الوحي عنه، فحاول محمد بعد يأس و كآبة ان ينتحر لفقدان مصدر وحيه ، حتى استلم بحيرا الراهب المهمة وأكملها لمحمد . وقد أطلق بحيرا الراهب النصراني على كتاب محمد اسم القرآن، وهو اسم سرياني أصله (قريانا) اي كتاب الصلوات ويقصد به القرآن المكي .
محتوى وأسلوب القرآن المكي المسالم يختلف كثيرا عن أسلوب القرآن المدني المتسم بالعنف والتحريض على القتل والقتال ، وكأن لكل قرآن إله خاص به . لذا ظهرت فيما بعد بدعة الناسخ والمنسوخ لتبرير التناقضات الكثيرة بين سورة وآيات تتضارب فيما بينها بالمعنى والقصد بين السور المكية والمدنية . في محاولة من الفقهاء للهروب من التفسير المتناقض بحجة أن الله ينسخ من آياته ويبدل في كلماته حسب الظروف المتجددة للزمان والمكان ، بينما هي محاولة لإلغاء المتناقضات.
عند البحث عن ما يحتويه القرآن في سورة آل 114، نجد النسب التقريبية التالية في طبيعة نصوصه ومحتوياته من معاني ومدلولات :
• 35 % تقريبا من جملة السور القرآنية منقولة من شريعة التوراة اليهودية ، من صوم وصلاة وزكاة وتوحيد الله الواحد، وتضم ايضا قصص الأنبياء الواردة بالتوراة موجزة و محرفة ، وفيها آيات عن خلق السماوات والأرض في ستة أيام كما جاء بسفر التكوين حسب التوراة . وذكرت قصة خلق آدم من تراب الأرض و تعدد الزوجات وختان الذكور و عقوبة السن بالسن والعين بالعين، و تحريم أكل الدم والميتة ولحم الخنزير، تماما كما هي في شريعة التوراة .
كما احتوى القرآن على قصص مقتبسة من الأناجيل المنحولة المزيفة الغير رسمية بطريقة مشوهة ومحرفة مثل قصة ولادة مريم بنت عمران ونذرها في طفولتها لخدمة هيكل الرب وتبنيها من قبل زكريا وحصولها على رزق من السماء . ثم تبشيرها من ملاك الرب بولادة المسيح و مجيئها المخاض تحت جذع نخلة ، وخلق المسيح للطير من الطين وكلامه في المهد... الخ كل هذا منقول من كتب الأناجيل المزيفة (المنحولة)، لم يتم ذكرها في الأناجيل الرسمية المعترف بها .
كما ذكر مؤلف القرآن معجزات السيد المسيح وصفاته بشكل واضح ليطلع عليه المسلمون، ويعرفوا قدرات المسيح المطابقة لقدرات الله تماما في الخلق وعلم الغيب ، وشفاء المرضى و احياء الموتى والتحكم بالروح والحياة، وأنه ديان العالمين، ثم انتقاله إلى السماء عائدا الى حيث كان سابقا مع الله . كل ذلك كان لاستمالة تأييد النصارى لمحمد وقبولهم الإسلام .
• 15% من سور القرآن تقريبا هي تكرار وإعادة وتطويل لقصص الأنبياء حشرت نصوصها مبعثرة بغير انتظام في العديد من السور . وقد تم التركيز كثيرا على النبي موسى الذي ذكر في القرآن أكثر من أربعين مرة ، وكذلك اخبار بني اسرائيل حيث نقلهم القرآن من قول الله : (أني فضلتكم على العالمين) الى (جعل منهم القردة والخنازير ) .بعد ان يأس من إقناعهم بالإسلام.
• 15% تقريبا من سور القرآن فيها هجوم على اليهود و النصارى بشكل عدائي ، وكأن القرآن جاء ليهاجم شرائع الله السابقة لا يهدمها ويزيلها، وآيات توصي بقتال أهل الكتاب إن لم يدفعوا الجزية وهم صاغرون أذلاء، واتهامهم بالشرك بالله لتبقى السيادة للإسلام والمسلمين ويكون القرآن هو الكتاب السماوي المهيمن على بقية الكتب المقدسة، ومحمد خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين .
كما تضمنت تلك السور الهجوم على المشركين و التحريض على قتالهم و إبادتهم من الوجود بدلا من هدايتهم بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة .
كما جاء في القرآن آيات تبشر المسلمين بالجنة والتمتع الجنسي مع حور العين و الغلمان الصغار الذين لا يصدعون ولا ينزفون ويصفهم كالؤلؤ المنثور . ويوعدهم بالمأكل والمشرب. و يغوي المسلمين الجياع الى الطعام اللذيذ والجنس، إن في الجنة أنهار من الخمر واللبن والعسل و يتلذذون بلحم طير مما يشتهون . ويتزوجون باثنتين وسبعين من حور العين الأبكار الحسان من ذوي الاثداء العالية بوصفهن (كواعبا اترابا) .
وهناك آيات وأحاديث نبوية تبشر المسلمين بأنهم سيدخلون الجنة مهما كانت خطاياهم من قتل وسرقة وزنا، وإن الحسنات يذهبن السيئات . وما سوى المسلمين من البشر فالكل مأواهم النار خالدين فيها .
الشرط الوحيد لدخول المسلم الجنة والفوز بمتاعها هو أن يشهد بوحدانية الله ويشهد أن محمدا رسول الله وأن لا يشرك به أحدا . وهو لا يعلم أن الشياطين ايضا تشهد ان الله واحد ولا يشركون معه أحدا، ومع ذلك لا يعفيهم الله من دخول نيران جهنم خالدين فيها أبدا .
• 20% تقريبا من سور القرآن تشمل الناسخ والمنسوخ في 71 سورة . أي ثلثي القرآن منسوخ تقريبا.
وتضم هذه النسبة من السور أمورا شخصية لنبي الإسلام ومشاكله مع زوجاته وجواريه وسباياه ، و توزيع حصص المسروقات والغنائم بينه وبين ربه والمسلمين المقاتلين.
• 15 % تقريبا مما تبقى من سور القرآن تشمل اساطير وأفكار ساندة منقولة من كتب اليهود القديمة وقصص غريبة لم نسمع عنها في التاريخ، وبدع أهل الجزيرة وأحاديث عن الإنس والجان وقصص خرافية عن هاروت وماروت و جبل قاف وذي القرنين وأهل الكهف و ناقة صالح .
هذا ما جاء في القرآن ، لم يأت بجديد فيما يخص الشريعة سوى الأمر بقطع الرقاب ورجم وجلد الزاني والزانية، بعد استحضار اربعة شهود عيان . وشريعة قطع يد السارق والسماح بنكاح اربعة زوجات غير ملك اليمين بلا حدود ولا قيود. والسماح بتجارة العبيد والنساء وشراء الأسلحة والخيول باثمانهم .
كما أباح وطء النساء المحصنات بنكاح المتعة ايام الغزوات .
بعد كل هذه الأدلة و البحث في محتويات القرآن ، فقد ثبت أنه كتاب بشري وليس من الله ، منقولة آياته وسوره ونصوصه من التوراة والإنجيل وكتب الخرافات والأساطير وفيه اقوال للجن و الشياطين وتمجيد الغرانيق العلى و أصنام مكة .
فما الجديد المقدس الذي جاء به محمد وكتبه في القرآن ولم يكن معروفا من قبل في الديانات السماوية السابقة ؟

#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات