أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - ماذا يريد القيصر بوتين بإعلان الحرب؟














المزيد.....

ماذا يريد القيصر بوتين بإعلان الحرب؟


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7189 - 2022 / 3 / 13 - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ساهم التيار القومي الشوفيني الروسي داخل الحزب الشيوعي في إنهيار الإتحاد السوفياتي وتقسيمه, لكن بإستلامه الحكم تابع الإستراتيجية السوفياتية في الحفاظ على الغنيمة القيصرية والسوفياتية بنهج سياسة إحتواء الجمهوريات المستقلة و التدخل في شؤونها الداخلية لدعم الأقليات الروسية المزروعة في الحقب التاريخية السابقة.
إنهيار الإتحاد أرجع الى الواجهة المسألة القومية المسكوت عنها و المضطهدة في العهد السوفياتي, وتم إستغلالها بعد الإنقسام من طرف القيادات الشوفينية الجديدة سواء في الجمهوريات المستقلة أو من طرف كرملين, لتطفو على السطح جرثومة الأقليات مولد الصراع في المنطقة, و مزعزع الإستقرار في الجمهوريات المستقلة. و لعبت الأوليغارشية الروسية ورقة الأقلية الروسية للضغط على الجمهوريات المستقلة و تهديدها بخلق كيانات روسية في هذه الجمهوريات, بالرجوع الى الأحداث الماضية يتضح أن الهدف من هذه الصراعات هو إعادة مشروع روسيا الكبرى في الإستراتيجية الروسية, و هو ما أعاده بوتين الى الأذهان في خطاباته في الفترة الأخيرة. بدأ المشروع بزعزعة الأستقرار في جمهوريات البلطيق في التسعينات القرن الماضي بالتمرد الإستطاني الروسي عن الأنظمة المحلية, لكنه أنذاك لم يؤدي الى إنجاح مخطط قيادة كرملين نظرا للأزمات التي كانت تعيشها روسيا, و إنضمام دول البلطيق الى حلف الناتو و الإتحاد الأوروبي و لم تترك المجال للروس لتنفيذ مشروعهم في منطقة البلطيق. وصل تهديد الأقليات الروسية الى المواجهة المسلحة الى حد الإنفصال بمساعدة الجيش الروسي الإتحادي في كل من جورجيا و أوكرانيا, و تم تأسيس جمهوريات مستقلة غير معترف بها دوليا. و ربما قد يظهر في المستقبل حراكات آخرى إنفصالية في جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق, وهذا راجع الى مخططات القيادة القومية الروسية في كرملين.
بإطاحة ما سمي بثورة الميدان الأوروبي بالحكومة التابعة لموسكو, و إستلام التيار القومي المتطرف مفاتيح التدبير الحكومي بكييف و الإرتماء في أحضان الغرب في خطوة البحث عن إمكانية الإنضمام الى الإتحاد الأوروبي و الى حلف الناتو, ما إتخذته كرملين بأنه مؤامرة ضده و تهديد لأمنه القومي. فإلتجأ كرملين الى اللعب ورقة الروس بمنطقتي دونيتسك و لوغانسك, بإذكاء النزعة العرقية و اللغوية, و الصراع القومي الى حد المواجهة الإعلامية و الإيديولوجية والسياسية, أدى في آخر المطاف الى المواجهة العسكرية و إعلان روس في شرق أوكرانيا عن تأسيس لجمهورية دونيتسك الشعبية و لجمهورية لوغانسك الشعبية. إستمر الصراع من دون التوصل الى حل مقنع نهائي يرضي الطرفين رغم (إتفاقية مينسك) في ظل تعنت القوميين الشوفينيين في كييف و كذا رفاقهم في موسكو, ليتخذ القيصر بوتين قرار الإعتراف بالجمهورتين وبعد يومين شن الحرب على أوكرانيا بإجتياح أراضيها تحت مبرر حماية الروس من الإبادة الجماعية و القضاء على من سماهم بوتين بالنازيين, لكن الهدف الغير المعلن هو إحتلال أوكرانيا و فرض حكومة تابعة لموسكو ما قد يقطع الطريق عن أمريكا لضم أوكرانيا الى حلف الناتو, و ربما لتحقيق حلم القيصر في إعادة إمبراطورية روسيا الكبرى برمزها (النسر بالرأسين).
لم تفاجئ الحرب القومييين المتطرفين في كييف, فهم كانوا مقتنعون بأن الروس سيعلنون الحرب, و لم تكن إلا معرفة بدايتها, و لم يبادروا الى تجنبها, رغم معرفة أنه ليس بإستطاعة تعنتهم و عجرفتهم التصدي للقوة العسكرية لروسيا, و قصر نظرهم بالإعتقاد أن الغرب سيتدخل في الحرب عسكريا بجانبهم ضد روسيا باء بالفشل حتى الآن, و حتى التخيل بإستغلال الحرب تسهيل المأمورية بالمطالبة بالإنضمام الى الإتحاد الأوروبي و لحلف الناتو في هذا الوقت, من المأكد أنه مستبعد, هذا من جهة, و لا تقبله روسيا في هذه المرحلة, وهي المتحكمة في هذه الحرب, و من جهة آخرى فالغرب يدرك جيدا عواقب المشاركة الفعلية في هذه الحرب بجانب أوكرانيا, الحرب التي قد تؤدي الى حرب عالمية تستخدم فيها السلاح النووي, و هذا ليس من مصلحة الغرب و لا من مصلحة باقي بلدان العالم. و بهذا إكتفى حتى الآن بالدعم العسكري بتقديم أسلحة الدفاع و الدعم الإعلامي و المالي و السياسي, وهذا الدعم نفسه قد يؤجل الى التوصل الى حل يرضي طرفي الصراع, مما يزيد من تعميق الأزمة في المنطقة و العالم و خصوصا بعد العقوبات الإقتصادية ضد روسيا.
ما زال العالم يعيش مأسي كوفيد 19 و تأثيره على الأقتصاد العالمي, و ها هي الحرب الروسية - الأوكرانية و العقوبات الإقتصادية ضد روسيا تعمق من أزمة هذا الإقتصاد بمنع الصادرات الروسية من المواد المعدنية و الزراعية و الطاقة, و عدم إمكانية أوكرانيا من تصدير صادراتها و خصوصا الحبوب و القمح, وهذا ما أثر سلبا على السوق العالمي و الذي آدى كذلك الى الزيادة في أسعار النفط و الغاز و المواد الغذائية و خصوصا القمح بسبب إنخفاض العرض, و التي يدفع تكاليفها الشعوب الفقيرة, كما أن الحرب تضر بالدول الأكثر علاقة إقتصادية مع روسيا, و تضر بروسيا و أوكرانيا أكثر من غيرهما.
المستجدات و الوقائع الحالية و عواقب الحرب ليست في صالح روسيا, و لهذا على القيصر إستحضار العقل و النظر الى الأحداث بعقلانية و حكمة و البحث عن حلول سلمية بديلة عن الحرب التي ستكلف روسيا أزمات إقتصادية و إجتماعية وعزلة دولية. التنازل عن العزة القومية الروسية و الإهتداء الى الدبلوماسية المعقلنة الحكيمة هي من ستحل مشكلة الأقلية الروسية في أوكرانيا أو في الجمهوريات المستقلة الآخرى. و من الجانب الأوكراني عليه معرفة أن النهج الشوفيني في التعامل مع الأقليات القومية سيؤدي الى إنتهاكات جسيمة في حق الأقليات و سيؤدي الى حروب عرقية, و الحرب الحالية تجربة للقوميين المتطرفين, لعلهم يستفيدون منها, والدعوة للحوار البناء لإنهاء المأساة الأنسانية للشعب الأوكراني و وقف الحرب لتجنب البلاد الخراب التام و الآبادة الجماعية.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتهاك حقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية
- فتنة العرب و ثورة إمازيغن بقرطبة
- إقحام إمازيغن في النصوص الإسلامية
- إمازيغن بين الرخاء المريني و الإستغلال و النهب الكولونيالي آ ...
- هل هو وعي عرقي جديد (عروبي-صهيوني) يتبلور في الآفق؟
- سياسة التطهير العرقي للطوبونيميا
- أهمية وثائق حرب ريف
- ذكرى هولوكوست الأليمة
- 19 يناير, ذكرى مذبحة نريف
- احياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة
- هل -الله- يعاقب أهل ريف لتمردهم عن النظام الكولونيالي؟
- الهجمة العروبية لمسخ هوية الريف
- التضامن المطلق مع المعتقلة السياسية الأمازيغية كاميرا نايت س ...
- وجهة نظر في أسباب العرقية حتى في الرياضة
- أيت ناضور من الكفاح ضد الكولونيالية الى الدعارة الثقافوية و ...
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (3)
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (2)
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (1)
- الى أعضاء ما يسمى ب-جبهة العمل السياسي الأمازيغي-
- إيديولوجية قرع طبول الحرب


المزيد.....




- موافقة حماس على اقتراح مصر وقطر لوقف إطلاق النار.. مراسل CNN ...
- -الكرة في ملعب نتنياهو-.. إسرائيل وأمريكا تدرسان رد حماس على ...
- بهتاف -الله أكبر-.. شاهد احتفالات سكان غزة بموافقة حماس على ...
- مصدر مصري رفيع يحدد 3 مراحل لتنفيذ الاتفاق بين حماس وإسرائيل ...
- بعد 130 عاما  فلسطيني يحتل مقعد بلفور!
- أراضٍ سكنية وملايين الدينارات.. مكافآت للمنتخب العراقي بعد ت ...
- هل بدأ الهجوم على رفح؟ غارات إسرائيلية واستنفار مصري
- بعد أسابيع من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.. جامعة كولومبي ...
- شولتس يزور القوات الألمانية في ليتوانيا ويتعهد بتقديم دعم عس ...
- شي جين بينغ: الصين ضد تحويل الأزمة الأوكرانية إلى ذريعة لحرب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - ماذا يريد القيصر بوتين بإعلان الحرب؟