أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عدنان الصباح - أزمة العالم الخفية ... الغاز أم النووي














المزيد.....

أزمة العالم الخفية ... الغاز أم النووي


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - 15:10
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم تعد المبادئ هي من تطفو على السطح في الصراعات الدولية بعد ان غاب الاتحاد السوفياتي السيد الاول في تسويق المبادئ باعتبارها لعبة السياسة الاولى في العالم وبات الاقتصاد هي اللاعب العلني في كل الحروب ويبدو ان خطوط الغاز في العالم المورد لأوروبا هي اساس كل لعبة ممكنة في الصراعات الحالية سواء في خط حلب لغاز الشرق الى اوروبا عبر تركيا او خط نورد ستريم 1 للغاز الروسي عبر اوكرانيا ومنذ سنوات تسعى روسيا بتخفيض تكلفة ضخ الغاز الروسي الى المانيا واوروبا عبر تشغيل خط الغاز نورد ستريم 2 الذي يتفادي الدول الناقلة كأوكرانيا وبولندا ويمنع عن هذه الدول الحصول على رسوم نقل الغاز الروسي والذي يشكل جزء كبير من الدخل القومي للدول الناقلة للغاز الروسي وقد سعت الحكومة الروسية الى التخلص من الخط الاول بإنشاء شركة الخط الثاني الروسية الحكومية بالكامل لتتخلص من شركائها في الخط 1 الالمان والاوروبيين والذين يشاركونها في سلعتها الاهم وجاء انشاء الخط الثاني في المياه الدولية ليحقق لروسيا انجاز التخلص من الشركاء والتخلص من تكلفة رسوم النقل وبالتالي فان الصورة الابهى لواقع الازمة الروسية الاوكرانية تتلخص ليس في التهديد بالاحتلال لصالح تمرير الغاز بل في تكلفة النقل والضغط على اوروبا وامريكا عبر المانيا تحديدا للمصادقة على الخط رقم 2 عبر المياه الدولية وهو ما لا ترغب به امريكا لرغبتها في الابقاء على التكلفة العالية للغاز الروسي تسهيلا لها لتسويق غازها الصخري عالي التكلفة كون اوروبا هي اكبر مستهلك للغاز في العالم.
لم تشتعل الحرب بين امريكا وروسيا ولن ترغب روسيا في احتلال اوكرانيا فهي تريد التخلص من العبء الاوكراني بلا تكلفة احتلالها لا يحقق لروسيا ذلك بل على العكس سيضع علي عاتقها المسئولية عن اوكرانيا الا اذا تمكنت من ضمها سلميا للاتحاد الروسي في محاولة لاستعادة المكانة السابقة للاتحاد السوفياتي وبالتالي تتوقف روسيا عن دفع التكلفة لصندوق الغير بل لصندوقها هي حين تصبح اوكرانيا جزءا منها.
لا احد يرغب بان تنتصر روسيا في اوكرانيا حتى روسيا نفسها في السياسة والحرب فالجميع لا يريد ذلك روسيا تريد الغاء الخط رقم 1 وامريكا تمنع ذلك واوروبا لا تريد لنفسها ان تعتمد فقط على الغاز الروسي وبالتالي فان روسيا تدرك جيدا ان استباحة اوكرانيا سيلغي نهائيا أي احتمال لتشغيل خط الغاز الروسي الدولي نورد ستريم 2 وهو ما تحاول روسيا تحاشيه بالسعي لحل سياسي للازمة الاوكرانية.
الازمة الاوكراني سلاح متشعب جدا وفرص لا محدودة للعديدين خارج قطبي اللعبة روسيا وامريكا فهناك تركيا المرعوبة من العقوبات التي قد تفرضها اوروبا وامريكا على روسيا بسبب تشابك المصالح الاقتصادية الروسية التركية وفي المقابل هناك فرص هائلة امام ايران بان تكون بديل الغاز الروسي لأوروبا وهو ما يمكن له ان يشكا استعدادا ايرانيا لتراجع اسرع في موضوع النووي في محاولة للتخلص من العقوبات على امل ان يحل غازها مكان الغاز الروسي خصوصا وان قطر لن تشكل بديلا للغاز الروسي بالكامل وامريكا لا تطمع الا بجزء من السوق الاوروبي وقد تتلاقى هنا مصالح كل من امريكا وايران بالإسراع بإنجاز الاتفاق النووي ليسهل ذلك الطريق امام العقوبات الامريكية على روسيا ويفتح الباب على مصراعيه امام ايران امام خزائن الذهب الاوروبية مقابل غازها الطبيعي.
لا احد اذن معني بالحرب على اوكرانيا وقد يجد الجميع حلا تشاركيا يلغي الافضلية القائمة حاليا للغاز الروسي ويبقى على مكانته بينما يعطي الاخرين دورا يحتاجونه في سوق الغاز الاوروبي خصوصا وان اصحاب السلعة قلة هم روسيا وامريكا وايران وقطر وان بإمكانهم جميعا الاستفادة وكذا ستكون المصلحة لكل من بولندا واوكرانيا.
قد لا يكون ما يجري على الحدود الاوكرانية بعيدا كليا عن ما يجري في فيينا بشان الاتفاق النووي الايراني وقد يكون الحل السحري في عصفورين باتفاق واحد تجد امريكا نفسها فيه تفرض حلين في ان معا سوق مشتركة للغاز لكل المشاركين تضع امريكا نفسها فيه عنوة ومصلحة ايرانية بالحصول على حصة من سوق اوروبا عبر روسيا واوكرانيا وتنازل روسي عن الخط رقم 2 او تحويل الشركة الحكومية الروسية الى شركة متعددة الجنسيات تملكها الدول الكبرى المنتجة للغاز وقد تشارك بها بحصص اقل الدول الناقلة للغاز بما يضمن لها استمرار جزء من دخلها القومي لسنوات طويلة ويلغي التوتر في نقاط عديدة في العالم ومنها سوريا واليمن الى جانب اوكرانيا ودون ذلك فان الحرب على اوكرانيا ليست مصلحة روسية حقيقية وانما التهديد بالحرب فليس لروسيا مصلحة على الاطلاق بالهجوم العسكري على اوكرانيا وهي تدرك ان البدائل قائمة وان اخطر هذه البدائل قد تأتي من بعض الحلفاء.
هل ستتمكن امريكا من حرف بوصلة الصراع بإنجاز الاتفاق النووي مع ايران ورفع العقوبات عنها والسماح لها بان تكون بديلا للغاز الروسي وان فعلت هل ستتحطم العلاقات والتحالفات القائمة بين روسيا وايران في سوريا وغيرها ام ان روسيا ستخوض حربا خاسرة في اوكرانيا تخسر فيها خطوط الغاز ومصالح كثيرة من سيتمكن من النصر على الارض قبل الحرب ومن سيدفع الثمن ويبدو ان امريكا لا تريد لروسيا تحقيق نصرها لا سلما ولا حربا خصوصا وانها تدرك جيدا ان النصر الحربي سيجر على روسيا ويلات لا حصر لها.
حالة التعقيد والتقاء وتضارب المصالح الروسية الايرانية التركية يضع علاقات الحلفاء في ميزان التحالف والتناقض بشكل حاد قد تضع الحالة العالمية في مهب الريح وتجعل من امريكا الاقدر على اعادة رسم صورة التحالفات والتناقضات في العالم وستعري نتائج مفاوضات فيينا واجواء اوكرانيا الساخنة كل شيء امام شعوب العالم لتجعل من أي حديث عن المبادئ ضربا من وهم لا وجود له مقابل المصالح الاقتصادية لأصحاب المال في العالم وهو ما سيجعلنا ندرك ان الانتظار سيد الموقف حين يقتتل اصحاب المصالح بنا لمصالحهم وان ترك شعوب العالم كيف تترك لهم سلاحهم ليقتتلوا به بدل ان يقتتلوا به عبر اجسادنا وبلادنا نحن الشعوب المقهورة عبر القارات جميعا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس المركزي إبريق الزيت وذئب الراعي
- إن جف ماءك فعليك بنهر عدوك
- إنتظروا زوال إسرائيل سنة 2222
- شهادة تفقد حياة للمشروع الوطني الفلسطيني
- هاملت الفلسطيني بلا خيارات
- حين يذبح الشاعر قبل موته
- سيدي العام 2022 المحترم
- لا زال ترامب في البيت الابيض
- ثوب ممزق لمجد في الهواء
- الجاهلية ... وباء الأعداء بيد الأغبياء
- راحت علينا
- جنين غراد ... الاحتلال واغتيال الرمز
- نعم قادرات
- حين يكون الصمت خيارا
- الحروب أسواق سلاح لا مبادئ
- الميتا فيرس وإمبريالية المعرفة
- بؤس الثقافة العربية
- العرب ... غياب الفكر ... خرافة التفكير
- القيمة الفائضة ... سلاح إمبريالية المعرفة
- الأبطال يستشهدون والجموع تصفق


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عدنان الصباح - أزمة العالم الخفية ... الغاز أم النووي