أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الضلاعين - إغتصاب العقول؛؛ والبقر المقدس














المزيد.....

إغتصاب العقول؛؛ والبقر المقدس


عبدالله الضلاعين

الحوار المتمدن-العدد: 7164 - 2022 / 2 / 16 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" يُحكى أنه في العاصمة الهندية نيودلهي كان سفير بريطانيا يمر بسيارته مع قنصل مملكته وفجأة رأى شاباً هندياً جامعياً يركل بقرة. أمر السفير البريطاني سائقه بأن يتوقف وترجّل من السيارة مُسرعاً نحو البقرة "المُقدسة" يدفع عنها الشاب صارخاً في وجهه ويمسح على جسدها طالباً الصفح والمغفرة وسط دهشة المارة الذين تجمعوا بعد سماع صراخ السفير البريطاني. وفوجئ الحضور أن السفير البريطاني يأخذ من بول البقرة ويمسح ببولها وجهه، فما كان من المارة الا أن سجدوا تقديراً لربّهم "البقرة"، ذلك الربُّ الذي نصره السفير البريطاني، وتوجهوا بعد ذلك إلى الشاب الذي ركل البقرة وأوسعوه ضرباً أمام البقرة انتقاماً لقدسية مقامها ورفعة جلالها. عاد السفير بقميصه المُبلل بالبول وشعره المنثور ليركب سيارة السفارة الى جانب القنصل الذي بادره السؤال عن سبب ما فعله وهل هو مقتنع حقا بعقيدة عبادة البقر؟؟
أجابه السفير: أي بقرة يا عزيزي! هل نسيت أننا تناولنا على الغداء لحم بقرة ..؟؟ اسمع.. إن ركلة الشاب للبقرة هي صحوة وركلة للعقيدة المغلوطة التي نريدها، ولو سمحنا للهنود بركل العقائد المغلوطة كما فعل الشاب لتقدمت الهند خمسين عاماً إلى الأمام، وحينها سنخسر وجودنا ومصالحنا الحيوية، فواجبنا الوظيفي هنا هو ألا نسمح بذلك أبداً لأننا نُدرك بأن الجهل والخرافة وسفاهة العقيدة هم جيوشنا في تسخير المجتمعات!!
إن هذه القصة تعبر عن وجه من وجوه فن اغتصاب العقول الذي يهدف إلى بقاء مئات بل آلاف البقر تتصدر المشهد في كافة المجالات دون أن يناقشهم أحد، وجعلها مُقدسة من يخرج عليها فهو آثم يستحق التنكيل والطرد والإبعاد". انتهى الاقتباس.
يقول وزير الإعلام الألماني( زمن النازيه): جوزيف جوبلز يقول: (أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطك شعباً بلا وعي).
إن العقل هو النعمة التي كرَّم الله تعالى بها الإنسان وميَّزه بها عن سائر المخلوقات، ولأهمية العقل وضرورة الحفاظ عليه جعل الله تعالى حفظ العقل من مقاصد الشريعة الخمسة، وهي (الدين، النفس، العقل، النسل، المال)، ولأهمية العقل وضرورة الحفاظ عليه أيضاً حرَّم الله تعالى كل ما يُغيِّب العقل من خمر وكل ما شابهه، ورفع الله تعالى القلم عن المَجنونِ المغلوبِ على عَقلِهِ أو المَعْتُوهِ حتى يَعْقِلَ.
اهم دواة اغتصاب العقول والتعبئة العامة هي الماكنة الاعلامية، لا يستغني عنها أي نظام وخاصة النظم المستبدة ، تقوم بدور السحرة الذين يسحرون أعين الناس ويسترهبونهم لذلك تجد أن أول ما يسعى إليه أي نظام مُستبد هو امتلاك منظومة إعلامية قادرة على تغييب وعي الجماهير وإضلالهم من حيث لا يشعرون.
إن الآلة الإعلامية المُضللة لديها القدرة على إقناع الجماهير بأنه لا فرق بين الاسود القاتم والابيض الناصع. إن الآلة الإعلامية المضللة من شأنها الترويج للاستراتيجيات التي تستخدمها الأنظمة المستبدة من أجل ترويض الشعوب، وتدجين الجماهير، وجعلهم مطية ذلولة الظهر لا تشتكي ولا تتمرد ولا تثور ، وذلك يكون من خلال الوسائل التالية:-
- بث الخوف والذعر لدى الرأي العام وإقناعه في كل لحظة أن طبول الحرب تدق وأن هناك خطر داهم يوشك أن يقرع الأبواب.
- تكريس الهجوم على الشخصيات الناجحة والرموز المتحررة التي لا ترضى الظلم ولا تقبل العيش في كنفه، وتصوير هؤلاء على أنهم لا يفهمون إلا في تخصصاتهم، وأنهم لا شأن لهم بالسياسة وأنهم إذا تدخلوا في الشأن العام أفسدوه.
- استغلال جهل الجماهير في تزييف الحقائق التاريخية بل والثوابت الدينية، بما يتناسب مع سياسة الأنظمة وذلك يكون إما بتسليط الضوء على جانب دون آخر، أو بالتشكيك في صحة جانب وتكذيب آخر، أو طمس الجوانب المشرقة التي تهدد وجود الأنظمة.
- ممارسة سياسة انتقاء الخصوم وافتعال المعارك والأزمات وإدارتها بأسلوب يقنع الجمهور بأن هناك حرية وديمقراطية، والأمر في مجمله ما هو إلا أدوار سبق الاتفاق عليها بطريقة مسرحية عبثية لا تنطلي على أصحاب العقول والرؤى.
- اتباع سياسة شيطنة وإقصاء الخصوم الحقيقيين، وتأليب الرأي العام عليهم، وحرمانهم من أي فرصة للتواصل مع الجمهور.
- قيام كل المنصات الإعلامية بالعمل على هدف واحد في وقت واحد، وهنا قد يقوم رجل الدين بنفس الدور الذي يقوم به غيره مع اختلاف الأساليب والحيل .
- تشكيل الخريطة الإعلامية بطريقة تعظِّم من دور الفن على حساب دور الدين، وتعظم من دور العلم على حساب دور الإيمان، واستبدال كل ما هو هادف ليحل محله كل ما هو هابط.
- إفساح الساحة الإعلامية للقدوات التافهة من كل طبقة ومن كل تخصص ومن كل الأعمار، وتقديمهم على أنهم النخبة التي يجب أن يُسمع لها، والقدوة التي يجب أن يقتدي بها الجميع.
- اغتصاب العقول تفرض على المجتمع سياسة الأمر الواقع وتجبره على التعايش معها، كما تهدف إلى تقويض أي فكرة أو محاولة من شأنها إيقاظ الوعي والخروج بالمجتمع من المستنقع الآسن الذي يعج بالجهل والضلال والتضليل.
لذلك نجدُ ان التركيز على ادواة التغير، والفهم الصحيح، واسقاط القدوات، وتفكيك الاسرة، المرآة والشباب، التعليم، الدين، واحلال عكسه ، مخدرات جريمه منظمه، فساد اخلاقي، وغيرها من المتناقضات عنواناً لاغتصاب العقول. اما البقر فهو كثير وتشابهَ علينا.
# د.عبدالله- الضلاعين



#عبدالله_الضلاعين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الاوكرانية ؛؛؛ وصراع الأيدولوجيات
- العدالةُ الاجتماعيةُ ؛؛ جزءٌ من الحلِ
- الاقتصاد الهش ومستقبل اقتصادات الدول النامية،، (1):
- الفوضى الخلاقة ؛- كونداليزا رايس-... ومخاضات الشرق الاوسط ال ...
- النظام الاقتصادي ،، والاستقرار السياسي الاردني. نموذج في اقت ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الضلاعين - إغتصاب العقول؛؛ والبقر المقدس