أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حنان محمد السعيد - تحوّل من جاني إلى ضحية في ثلاث خطوات بتقنية DARVO














المزيد.....

تحوّل من جاني إلى ضحية في ثلاث خطوات بتقنية DARVO


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 7159 - 2022 / 2 / 11 - 19:51
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


التقطت كاميرات أحد متاجر الملابس الجاهزة مطاردة تدور بين فتاة بيضاء وفتاة سوداء، كانت الفتاة البيضاء خلال المطاردة تحاول الاعتداء بالضرب على الفتاة السوداء، وكلما اقتربت منها كانت الفتاة السوداء توجّه إليها كاميرا الهاتف المحمول الخاص بها من أجل تسجيل الاعتداء، فتصرخ الفتاة البيضاء وترتمي على الأرض، وتدعي أن الفتاة السوداء تصورها وتنتهك خصوصيتها وأنها ضحية لإعتداء سافر وغير أخلاقي من الفتاة السوداء، وبمجرد أن تتحرك الفتاة السوداء وتبعد كاميرا هاتفها عن الفتاة البيضاء تقوم الفتاة البيضاء مسرعة وتختفي تعبيرات الضحية من على وجهها وتحل محلها تعبيرات عدوانية وتعاود محاولاتها في الفتك بالفتاة السوداء.. إن هذا تصوير بسيط لما يطلق عليه تقنية DARVO.
أصبحت هذه التقنية تستخدم على نطاق واسع في الإعلام وفي الحياة الخاصة، وفي كل مكان تقريبًا وبها يتحول الجاني إلى ضحية والضحية إلى جاني، ويمكن لأي مأجور أن يدافع عن أكثر الجرائم بشاعة وأعتى المجرمين عتوًا.
فكم مرة تابعت أحد البرامج الحوارية التي استضافت شخصًا يدافع عن جناة وقتلة بمنتهى الحماسة ويشير بإصبع الاتهام للضحايا ويلومهم على أبسط حقوقهم المشروعة في الدفاع عن النفس؟ وكم مرة حسدت شخصًا ما على وقاحته وتقمصه لدور الضحية في حين أنه تسبب لك في أذى شديد؟
وبينما أنا أتابع تزايد هذا السلوك المفزع حولي في كل مكان تحدثت بخواطري حوله مع الجميلة الرائعة ابنتي الصغرى داليا فابتسمت ابتسامتها الرقيقة العذبة وقالت لي إن لذلك إسم هو "DARVO".
حاولت أن أقرأ عن هذا الدارفو لأفهم معنى الكلمة وسأشارككم ما وجدته.
DARVO
إن الكلمة هي اختصار يضم ثلاث خطوات يمكن بها للجاني أن يقلب المنضدة على ضحيته ويحوله من ضحية إلى جاني ويبرئ ساحته بدون مجهود يذكر ولقد تم وضع هذا المصطلح بواسطة "جنيفر فريد" من خلال أبحاثها حول تقنيات التلاعب العقلي.
ولممارسة هذه التقنية عليك فقط أن تتمتع ببعض السمات كالقدرة على الكذب وانعدام الشرف والافتقار للنخوة.
D: Deny الخطوة الأولى "الإنكار"
عندما يتصرف معك أحدهم تصرفات مريبة وتجد أدلة واضحة على أنه يسيء إليك عامدًا وحتى أنك قد تقوم بتسجيل ذلك بوسيلة ما، وعندما تواجهه تجد ردود من عينة "إن كل ما تقوله مجرد أوهام في رأسك" أو "كيف تتصور أن أفعل ذلك بك؟" أو "ما هذا الذي تتحدث عنه؟" وحتى عندما تواجهه بما لديك من أدلّة لا يزيده ذلك إلا عصبية ونكران.
A: Attack الخطوة الثانية "الهجوم"
بعد النكران تأتي مرحلة الهجوم فيصرخ هذا الشخص فيك ويندب حظه بأنك لا تثق به، وأن لديك مشكلة ثقة، وأنه لا يبغي إلا صالحك ولا يمكنه أن يتخيل أن يفعل ذلك وأنه "شخص محترم" ويستمر في الهجوم عليك ويطالبك بالنظر إلى أفعالك، وتحري الدقة فيما تقوله ويلومك على أشياء ليس لها أي علاقة بالموضوع أو ليس لها وجود على الإطلاق.
RVO: Reverse Victim and Offender الخطوة الثالثة "عكس الضحية والجاني"
في هذه الخطوة يمارس الجاني دور الضحية باتقان شديد فلقد قلب الطاولة عليك وأصبح يكيل لك الاتهامات الآن، وربما ينسحب من المكان أو يصيح غاضبًا ويصبح عدوانيًا للغاية فيضيع الموضوع الذي كنت ترغب في التحدث بشأنه ولا تجد أي فرصة في استرجاع حقك أو تبين ما وددت تبينه من البداية.
هو الآن ينتظر منك اعتذارًا واضحًا على ما اقترفته في حقه من إثم وعليك أن تظهر الندم وتعتذر إليه وتطلب الصفح!!
إنها تقنية خبيثة لا تخيب إلا نادرًا ولا يمكن استمرار أي علاقة إنسانية طبيعية في ظل وجود طرف يمارس هذه التقنية، وبينما يمارس البعض هذه التقية لاشعوريًا، يمارسها البعض الآخر بشكل مدروس، وهؤلاء انتشروا حولنا بشكل مرضي ويعتبرون أن ذلك "ذكاءً" و "ألمعية"!
وبينما يمكن أن تنهي هذه التقنية أي علاقة إنسانية، فتنسحب بما بقى لك من اتزان عقلي وتستكمل حياتك مع شريك آخر أو في وظيفة آخرى، يبقى هؤلاء الذين يطلون علينا من شاشات القنوات الفضائية الأسوأ على الإطلاق، فهم يزيفون الحقائق ويدافعون عن أعتى المجرمين ويكيلون الأكاذيب للضحايا ويحولون أنظار الناس عن الحقيقة، ويستميلونهم لدعم المجرمين والمعتدين.
يقول مالكوم إكس: "إن لم تكن يَقِظاً، فإن وسائل الإعلام قد تجعلك تكره المظلومين وتحب الظالم".
عندما يقابلك أحد هؤلاء لا تسمح له بأن يجرّك إلى حوارات جانبية وركّز انتباهه على الوقائع التي أردت التحدث بشأنها، وأوقف هياجه بكلمات من نوع "أنا لا أتعارك معك .. حدثني بهذا الشأن .. الوقائع تقول كذا وكذا.." لا تسمح له بعيش دور الضحية، وإذا واتتك الفرصة للابتعاد عن هذا الكائن المسموم .. فانجو بنفسك.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيم -المهزوزة-
- حلاق النزاهة ولانجيري الشفافية
- هل أنتِ ضحية للتلاعب العقلي Gaslighting؟
- مدرسة المخابرات الألمانية في التجسس على الشعوب
- البحث عن الرجولة المفقودة
- بيجاسوس وأخواته
- صائد الأرواح
- المحرمات في زومبيستان
- التطور الغير طبيعي للجان الإلكترونية
- بين شرع .. وقانون .. ضاعت حقوقها
- سجينة بين عالمين
- عملية تفكيك المعارض السلبي zersetzung
- انتصار الخير .. كذبة يروج لها الأشرار
- جمعية كارهو الأحياء والأموات
- معايير الرجولة والشرف والنخوة في عربستان
- التعذيب السيبراني .. جريمة العصر المسكوت عنها
- ما لن يقوله لك أحد عن شريحة إيلون ماسك
- عندما ساد الفساد
- الوهم 2
- الوهم


المزيد.....




- بعضها أوقف التصدير... ما هي الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة ...
- الآلاف يرفعون علم روسيا العملاق في قبرص احتفالا بيوم النصر
- لجنة فلسطينية تدعو أهالي الضفة والقدس والداخل للانتفاضة إسنا ...
- ساحة حرب.. مشاهد مروعة لهجوم نشطاء على مصنع -تسلا- في ألماني ...
- -كتائب القسام- تفجّر نفقا بقوة إسرائيلية في رفح
- الدفاع الروسية تعلن تدمير 3 دبابات -ليوبارد- ألمانية ودبابتي ...
- تأهل المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجين- وسط تظاهرات ...
- السفارة الروسية في الإمارات تنظم أمسية احتفالية بمناسبة الذك ...
- إسرائيل تتحدث عن مغادرة مقاتلين من -حماس- رفح وتكشف عن استرا ...
- لسبب غريب.. صينيون يدهنون وجوههم باللون الأسود (فيديو)


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حنان محمد السعيد - تحوّل من جاني إلى ضحية في ثلاث خطوات بتقنية DARVO