أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مالك ابوعليا - الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة















المزيد.....



الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة


مالك ابوعليا
(Malik Abu Alia)


الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 19:07
المحور: الطب , والعلوم
    


الكاتب: نفيس حسن*

ترجمة مالك أبوعليا

ان الاشارات المرجعية بالحروف الأبجدية أ، ب، جـ، الخ، تعود الى المُترجم

المُلخّص
تُعاني البيولوجيا المُعاصرة، وخاصةً البحوث الطبية الحيوية أزمةً خانقة. هذه الأزمة ليست مُفاجئة بالنظر الى الثقافة والفلسفة البرجوازية التي وجّهت البحث العلمي منذ ثورة البيولوجيا الجُزيئية والتي ساندتها الشراكات المُتزايدة بين القطاعين العام والخاص. لا يُمكن حل هذه الأزمة الا من خلال تحويل جذري لكيفية فهمنا للعلم وممارسته، ويُمكن للفلسفة الماركسية المادية الدياليكتيكية أن تزودنا بالأدوات اللازمة للقيام بذلك. اني أطرح، في هذه الورقة، لمحة موجزة عن تطور المادية الدياليكتيكية وتطبيقها على مر السنين لفهم العالم الطبيعي. اني أُظهِرُ أيضاً أن البيولوجيين قد تبنوا بشكلٍ مُستقل، وجهات نظر مُماثلة مع تقدم البحث على مر السنين. أخيراً، أنا أزعُم أن الأزمة الابستمولوجية والأزمة التي تُلاحَظ في ممارسة العلم هما وجهان لعملة واحدة، وأن الفلسفة الماركسية يُمكن أن تُساعد في كسر هذه الحلقة المُفرغة.

1- المُقدمة
"العلم بكل معناه، هو عملية اجتماعية تؤثر على التنظيم الاجتماعية وتتأثر به"(1).
نَشَرَ الباحث البارز في مجال السرطان روبرت واينبرغ عام 2014 وَرَقةً يعترف فيها أنه في حين أن الباراديم الحالي لأبحاث السرطان، يكشف عن العديد من التفاصيل الفنية، الا أنه قد فَشِلَ في النهاية، في كشف مدى تعقيد هذه المجموعة من الأمراض(2). ليست هذه حادثة مُنعزلة. أوقفت شركة التكنولوجيا الحيوية Biogen، في وقتٍ سابقٍ من عام 2019 3 تجارب من مرحلتين لعقار الزهايمر(3) مما أثار الجدل حول ما ان كان بيتا-اميوليد هو السمة المُميزة للمرض وان كان هو النقطة التي يجب على الدواء المناسب استهدافها، وبالتالي فان نظريات أُخرى حول تطور مرض الزهايمر(4) تكتسب حالياً المزيد من الانتشار. يتصارع العلاج المناعي للسرطان، وهو العلاج المُعترف به على نطاق واسع باعتباره فتحاً ثورياً، مع ظواهر لا يُمكن تفسيرها مثل السكري في المرضى الذين يتلقون نفس هذا النوع من العلاج Immuno-Oncology therapy(5) وانخفاض معدل استجابة المرضى(6). وُجِدَ، في الآونة الأخيرة، أن التسمم غير المُستهدف off-target toxicity للأعضاء التي لا تُعاني من السرطان، واسع النطاق بين أدوية السرطان في التجارب السريرية الجارية(7).
هذه الحالات المذكورة هي مُجرّد أعراض لأزمة أكبر بكثير تشمل الأبحاث الطبية الحيوية والبيولوجيا الحديثة بشكلٍ عام. لقد تم توثيق أزمة التكرار(أ) Replication´-or-Reproducibility Crisis بشكلٍ جيد في العقد الماضي(8)، ويُناضل العلماء لحل هذه المُشكلة(9). أظهرت ورقة بحثية عام 2011 أنه كلما كان عامل تأثير المجلة العلمية أعلى، كلما زاد عدد حالات سحب المقالات (التراجع عنها) التي تحدث في المجلة المعنية(10). فَشِلَت مبادرات التجارب الدوائية طويلة الأمد The Precision Medicine initiatives التي تتم علناً والتي لا يُعلَن عنها، فَشِلَت في الارتقاء الى المستوى العلمي المطلوب(11). لقد تكاثرت المؤتمرات الزائفة(ب) ومجلات النشر الافتراسية(جـ) بمعدلات تُنذر بالخطر، وتسترشد الخُطط التجريبية الحالية بالانحياز التأكيدي(د)، والهوس بالتفاصيل الفنية، والحتمية الجينية، والتأكيد على متطلبات الجهة البحثية المُموِلة بدلاً من الاطار النظري المُلائم(12). أدى غياب اطار نظري مُلائم أيضاً الى اساءة استخدام التجارب الاحصائية مثل "تجريف البيانات"(هـ) p-hacking (13) وخلط النتائج "غير الدالة" Not significant احصائياً بنتائج بيولوجية غير مُهمة(14). لا تقتصر عواقب هذه الأزمة الابستمولوجية في البيولوجيا على الأوساط الأكاديمية، بل وتتجلى في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي كما لوحِظَ في قضية شركة ثيرانوز(و)(15)، وفي مسألة الوعود الطنانة التي أطلقتها شركة مُختبرات الخزعة السائلة(ز) الأمريكية بدون أي أساس صلب، والمعركة المريرة الدائرة حول المُلكية الفكرية لمحاربة الأمراض من خلال التعديل الجيني CRISPR(حـ)(16) وصعود علم التحسين العرقي أو تحسين النسل eugenics من قِبَل المُتطرفين البيض تحت ستارالعقلانية المُفرطة hyperrationalism(17)، وفضيحة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا-ايبشتاين(ط)(18)، وغيرها من الحوادث البارزة لتضارب المصالح(ي) بين العلماء وعلمهم(19)، والأسعار الباهظة للأدوية في الولايات المُتحدة التي تُغني شركات الأدوية فقط(20)، ومُعدل الدوران المُرتفع لأصول شركات التكنولوجيا الحيوية وتقليل شركات الأدوية الكبيرة مخصصات الاستثمار في مجال البحث والتطوير(21)، واعتمادها المُتزايد على الأدوية طويلة الأمد والتي تُدر أرباحاً طائلة blockbuster drugs (22)، واستراتيجيات التسويق الخبيثة لخلق الطلب كما يتضح من أزمة الأدوية الأفيونية المُسكنة(كـ)(23)، وتكاثر الادعاءات المبنية على التجارب ما قبل السريرية الخاطئة(24)، ومواعيد انهاء التجارب السريرية التي تخدم الربح بدلاً من المرضى(25) وكثيرغيرها.
ان قائمة ما هو خاطئ في البحث الطبي الحيوي او البيولوجيا الحيوية طويلة، ولكن لا ينبغى أن تكون مُفاجِئة. سَبقَ لريتشارد ليوونتين وريتشارد ليفينز أن أشارا في كتابهما Dilaectical biologist أن "العلم الحديث هو نتاج الرأسمالية. الأساس الاقتصادي للعلم الحديث هو حاجة الرأسماليين ليس فقط للتوسع افقياً في مناطق جديدة، ولكن لتحويل الانتاج، وخلق منتجات جديدة، وجعل طُرق الانتاج أكثر ربحية، والقيام بهذا قبل الآخرين الذين يفعلون نفس الشيء. ان دعائمه الآيديولوجية تتوافق مع هذه الاحتياجات وأيضاً مع الفلسفة السياسية للثورة البرجوازية... وبالتالي، فان تسليع العلم، ليس تحولاً فريداً، ولكنه جزء طبيعي من التطور الرأسمالي".
اذاً، فان أزمة البيولوجيا الحديثة هي وجهان لعملة واحدة: الجانب الابستمولوجي حيث تسود الاختزالية بنتاجها اللازم المتمثل في الفشل في تفسير الظواهر المعقدة بشكلٍ صحيح، والمرتبطة بطبيعتها بممارسة العلم في ظل الرأسمالية.
تزايَدَ ترسّخ رأس المال والمصالح الخاصة(26) بشكلٍ مُطرد منذ الثمانينات نتيجةً لسلسلة من التشريعات التي سمحت بتسجيل براءات اختراع لـ"أي شيء تحت الشمس صنعه الانسان"، تَبِعها موجات من الخصخصة لتعزيز البحث الانتقالي translational research(ل) والشراكات بين القطاعين العام والخاص في التسعينيات، والبرامج اللاحقة التي نفذتها مؤسسات الدولة في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين مثل مُبادرة المسار الحَرِج لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA’s Critical Path Initiative وقروض مؤسسة المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة المُقدمة للبحث العلمي NIH’s small business grants(27). ومع ذلك، لم ينتج عن مزيدٍ من التمويل أبحاث أفضل. عندما تضاعفت ميزانية مؤسسة المعاهد الوطنية للصحة بين عامي 1997 و2003 لوحِظَ وجود نمو بشكلٍ أساسي في الأسواق الثانوية مثل شركات الكواشف الكيميائية وتوسّع الجامعات وتزايد أعداد المُتعاقدين مع المؤسسة(28). وكم هو مُثير للسخيرة الدفع باتجاه المزيد من الشراكة بين القطاعين العام والخاص كرد على عدم جدوى الانفاق المالي على الأبحاث(29).
ما العمل اذاً؟ يتطلب حل هذه الأزمة الابستمولوجية والعملية، تحولاً جذرياً في كيفية تعامل علماء البيولوجيا مع عملهم. سوف أطرح في هذه المقالة أن الممارسات النظرية المتجذرة في الفلسفة المادية الدياليكتيكية الماركسية يُمكنها أن تقوم بذلك. ان لدى الفلسفة الماركسية، التي غالباً ما تُختَزَل على مجالات الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع، تاريخ طويل في اثراء العلوم الطبيعية، ناهيك عن تأثّر ماركس وانجلز بنظرية داروين عن التغير في الطبيعة التي طبقوها لتفسير التغيرات في النظام الاجتماعي. في حين أن الفهم السطحي للماركسية يُمكن أن يكون خطيراً، كما رأينا في حالة الليسنكوية، فان الفهم العميق للمادية الدياليكتيكية، وخاصةً دياليكتيك الطبيعة يُمكن أن يحل الأزمة الابستمولوجية الحالية. لن تكون هذه هي المرة الأولى التي تُنقذ فيها الماركسية البيولوجيا من أزمة: أشارَ بوريس ميخايلوفيتش زافادوفسكي Boris Mikhailovich Zavadovsky في مؤتمر (العلم على تقاطع طُرُق) عام 1931 أن الطريق الى حل النزاع بين الحيوية Vitalism والميكانيكية من جهة، والاختزالية والصوفية من جهةٍ أُخرى يكمن في المادية الدياليكتيكية، والتي تجاوزت "مُحاولات تفسير كل تعددية أشكال العالم وتعقيداتها من خلال اما صيغة رياضية واحدة لحركة الجُزيئات الميكانيكية أو من خلال الفكرة الحيوية Vitalist حول "مبدأ اكتمال" Perfection principle واحد"(30). وبالمثال، كانت المادية الدياليكتيكية هي التي حسمت النقاش الدائر بين اللاماركيين والمورغانيين فيما يتعلق بمسألة وراثة الصفات المُكتسبة، حيث كانت أفكار زافادوفسكي تصطف الى جانب أفكار ماندل ومورغان(31).
سأستعرض تمهيدياً في الأقسام التالية، التطور التاريخي للمادية الدياليكتيكية من حيث علاقتها بالعلوم الطبيعية (دياليكتيك الطبيعة)، وسأقدّم دلائلاً من العلم السابق والمُعاصر على أن الاطار الدياليكتيكي هو على الأقل، نقطة انطلاق ضرورية من أجل حل الأزمة الابستمولوجية الحالية في البيولوجيا الحديثة بجميع جوانبها، وإني أُجادل، بأنه يُمكن لذلك الاطار أن يزودنا بالأدوات اللازمة لحل هذه الأزمة.

2- استعراض تمهيدي حول المادية الدياليكتيكية
2-أ هيغل وماركس وانجلز
أعاد فيلسوف القرن التاسع عشر الألماني هيغل باعادة إحياء آلية "الدياليكتيك" المنطقية من أجل فهم عملية التطور التاريخية والميتافيزيقية. الدياليكتيك بالنسبة لهيغل هو "المنهج الوحيد الصحيح" لأي عرض أو شرح علمي، وهو منهج "لا ينفصل عن مضمونه. انه المضمون بذاته وما يكمن في هذا المضمون من جدل هو الذي يُحركه"(32). تصف العملية الجدلية الهيغيلية المُكونة من ثلاث خطوات (القضية، النقيضة، التأليف أو التركيب) القُوى المُتعارضة التي تشتغل ضد بعضها البعض حيث يَنتُج منها شيء أو ظاهرة جديدة يُمكن استخدامها لفهم مسار التاريخ أو تطور الفكر. استخدم هيغل هذه الآلية المنطقية، في كتابه (فلسفة التاريخ) لوصف التحولات السياسية التي مرت بها المُجتمعات الأوروبية على مدى قرون: من الديمقراطية اليونانية القديمة كـ"قضية" وصلاً الى الاصلاح والثورة الفرنسية كـ"نقيض"، وأنخيراً المُجتمع الألماني المُعاصر كـ"تركيب"(33).
ومع ذلك، كان الدياليكتيك الهيغلي مثالياً بحيث لا يُمكنه تفسير العالم المادي وعلاقة الانسان به. قاد ادراك ماركس وانجلز لهذا الوضع، الى تغيير الدياليكتيك الهيغيلي بحيث وضعوا المادة في المركز بدلاً من الفكر. الفكرة، بالنسبة الى ماركس "ليست سوى انعكاس وترجمة للعالم المادي في الدماغ البشري"(34). غيّرَ هذا الاختلاف الجوهري في الدياليكتيك من فلسفة مثالية الى فلسفة مادية ومن هنا انفصل ماركس عن هيغل. نشأت مادية ماركس من دراسته لأبيقور وفويرباخ، والذي انتقد ماديتهما كذلك لكونها "تأملية" للغاية. حسب ماركس "نحن نُحوّل علاقتنا بالعالم ونُجاوز اغترابنا منه، ونُنشئ علاقات انسانية طبيعية من خلال العمل، أي من خلال ممارستنا المادية(35). ولكن استوعب ماركس أجزاءٍ من الفلسفة الأبيقورية، التي تحدثت حول أن حركة الذرات لا تتحدد مُسبقاً بالكامل، بل بالأحرى، "تنحرف" بعض الذرات مما يخلق عنصر الصدفة واللاتحدد(36). بالاضافة الى ذلك، طَرَحَ ابيقور "مبدأ الحفظ" ورفض الغائية والاختزالية، وكلاً من هذبن الطرحين هما سمة أساسية للفهم المادي الدياليكتيكي عند ماركس(37).
استمد ماركس المادية الدياليكتيكية أيضاً من قراءته لنظرية داروين في الاصطفاء الطبيعي. كَتَبَ في رسالةٍ الى فريدريك انجلز يقول: "انه لمن المرموق كيف يتعرف داروين بين الحيوانات والنباتات على مُجتمعه الانجليزي بما يشتمل عليه من تقسيم العمل والمُزاحمة وافتتاح أسواق جديدة و(ابتكارات) و(الصراع من أجل الوجود) المالتوسي"(38). وفي حين أدرك ماركس أن علاقة الانسان بالطبيعة هي علاقة دياليكتيكية، كان انجلز هو الذي كتب قوانين الدياليكتيك الثلاثة(39):
1- قانون تحول التغيرات الكمية الى تغيرات نوعية والعكس.
2- قانون وحدة وصراع الأضداد
3- قانون نفي النفي
خَلُصَ انجلز من استخدام هذه القوانين الثلاثة الى أنه "لا شيء يحدث في الطبيعة بصورة مُنعزلة. ان كل ظاهرة تؤثّر في االاُخرى والعكس بالعكس(40). تألفت نظرة انجلز الى العالم من عالمٍ دائم الحركة، حيث يملأه التوازن من خلال التناقضات، وليس كحالة ثابتة. ان ما كان يُدافع عنه، كما تقول هيلينا شيهان هو "منهجية تفكير تطورية وتكاملية ترتكز على انطولوجيا تطورية وتكاملية أيضاً"، كما أشارت أيضاً، أنه بالرغم من ذلك، الى أن استخدام انجلز للمصطلحات الهيغيلية أوجد مجموعةً من "الالتباسات المفاهيمية" التي أثرت على الخطاب الماركسي وشككت في صحة دياليكتيك الطبيعة حتى يومنا هذا"(41).

2-ب النقاشات حول دياليكتيك الطبيعة
جاء ادراك شيهان أعلاه من سلسلة من المناقشات حول طبيعة المادية الدياليكتيكية التي نشأت من تبنّي انجلز للمصطلحات الهيغيلية. تم رسم حد فاصل بين العلماء والفلاسفة على أساس وضع الفلسفة مُقابل العلوم التجريبية. اتهم التجريبيون، أو الميكانيكيون، اتهموا الدياليكتيكيين بفرض قوانين انجلز على العمليات الطبيعية، في حين قال الدياليكتيكيون أن الميكانيكيون غير قادرين على فهم العلاقة المُتبادلة بين النظرية والتطبيق العملي. تبّى نيكولاي بوخارين عن غير قصد، في مُحاولةٍ منه لمحو أي هيغيلية مُتبقية من المادية الدياليكتيكية، شكلاً ميكانيكياً للمادية، بينما ضحّى بالمادية الأبيقورية التي تركت مجالاً للصدفة واللاتحددية. تم نظمنة نسخة من هذه المادية الميكانيكية لاحقاً، كما هي مادية ليسينكو، واعتبارها فلسفة الطبيعة الماركسية الأرثذوكسية خلال حكم ستالين.
يكمن جوهر المُشكلة كما تقول شيهان، في العلاقة بين العلوم الطبيعية والفلسفة وكيفية ارتباط تاريخ كليهما بالفكر الماركسي. في الواقع، يبدو أن رفض الماركسيين الغربيين لدياليكتيك الطبيعة كان مُستوحىً جُزئياً من حالة المعرفة حول العمليات الطبيعية وقتها. كتب جورجي لوكاش، في كتابه (التاريخ والوعي الطبقي) عن المادية الدياليكتيكية أنه: "من الأهمية بمكان أن نُدرك أن هذا المنهج يقتصر على مجالي التاريخ والمُجتمع. ويُمكن تفادي الارتباك الذي نشأ بسبب دياليكتيك انجلز الى حقيقة أن انجلز-باتباعه الخاطئ لمنهج هيغل- قد سَحَبَ المنهج ليشمل الطبيعة أيضاً. ومع ذلك، فان المُحددات الدياليكتيكية الرئيسية، أي وحدة النظرية والممارسة، والتغيرات التاريخية التي تكتنف المقولات باعتبارها الأسباب الجذرية للتغيرات الفكرية، وما الى ذلك، تغيب عن معرفتنا حول الطبيعة"(42)
وفي خطوة أُخرى، وضع الفريد شميت Alfred Schmidt حاجزاً بين فلسفات الطبيعة عند ماركس وانجلز على أساس مسألة ان كانت الطبيعة البشرية أيضاً تُمليها قوانين الدياليكتيك(43). يقول شميت بأن "مفهوم الطبيعة، سواءاً في الفلسفة أو في العلوم الطبيعية، لا يُمكن فصله عن درجة السيطرة التي تُمارسها المُمارسة الاجتماعية على الطبيعة في أي زمنٍ مُعين"، وبالتالي، يتتبع خُطى لوكاش قائلاً، بأن الدياليكتيك ينطبق فقط على الطبيعة التي يُمارس الانسان نشاطه عليها. ان عملية معرفة الطبيعة، من وجهة نظر شميت "هي فقط التي يُمكن أن تكون دياليكتيكية، وليست الطبيعة نفسها". جادلَ شميت أيضاً أنه من خلال تحليل نتاج العلوم الطبيعية المُعاصرة باستخدام المقولات الدياليكتيكية، فان دياليكتيك انجلز حول الطبيعة "ظل مفصولاً عن موضوع بحثه". اعتقد شميت أن العملية الدياليكتيكية لا تتوافق مع المنهج العلمي لإنه اعتبر أن الأخير متوجه نحو المنطق الصُوَري ولا يعكس العمليات التاريخية للموضوعات. وبالتالي، اتخذ المنظرون النقديون ومن ثم الماركسيون الغربيون موقفاً هيغيلياً جديداً، والذي يقول بأن المادية الدياليكتيكية قابلة للتطبيق فقط من أجل فهم التغيرات الاجتماعية والتاريخية، وليس الظواهر الطبيعية.

2- جـ الماركسية الايكولوجية وعلاقة الانسان بالطبيعة
في الآونة الأخيرة، ناضل الماركسيون الايكولوجيون مثل جون بيلامي فوستر وبول بوركيت Paul Burkett، بالاعتماد على أعمال ماركس المُبكرة مثل مخطوطات باريس والأطروحات حول فويرباخ، ناضلوا ضد رفض المُنظرين النقديين لدياليكتيك الطبيعة(44).
يُجادل فوستر في كتابه المُعنون (ايكولوجيا ماركس) بأن ماركس رفض التمييز بين المادية الدياليكتيكية والعلوم الطبيعية وأن الفلسفة الماركسية كانت "مبنية على الوحدة بين الطبيعة والمُجتمع". يُمكن أيضاً العثور على تأكيد مُماثل في كتابات شميت، حيث يُجادل بأن ماركس الشاب واللاحق قد أكد على أن تاريخ الطبيعة لا ينفصل عن التاريخ الاجتماعي، ولكن هذا فقط بسبب علاقة الانسان بالطبيعة من خلال العمل (من المُسلّم به أن فوستر يُشارك وجهات نظر مُماثلة حول العمل البشري الموجود في علاقة ميتابولية مع الطبيعة).
تعتمد حُجج فوستر على الجانب المادي الأبيقوري لفلسفة ماركس، وهنا يرى قطيعة تحدث بين دياليكتيك انجلز، الذي يعتبره ميكانيكياً وحتمياً. في رأيه، تمتد مادية ماركس الى ما هو أبعد من مُجرّد "الممارسة الاجتماعية" الى "الممارسة الطبيعية" التي تتضمن منظوراً ايكولوجياً حيث "يتضمن المُحيط الحيوي وجودنا حتى عندما نُحوله من خلال مُمارستنا"(45).
يكمن لب النقاشات بين الماركسيين الايكولوجيين والماركسيين الغربيين لمدرسة فرانكفورت في العلاقة بين الانسان والطبيعة. كان شميت قد أوضح كيف خَلُصَ ماركس اللاحق الى أن الانسان لن يتجاوز أبداً علاقته التناحرية مع البيئة (وهو تأكيد تم استخدامه لاحقاً للتفسير البيكوني للفلسفة الماركسية) في حين يُجادل فوستر والماركسيون الآيكولوجيون بأن العلاقة بين الانسان والطبيعة في تناسقٍ تام.
في نقده لفكرة فوستر حول "الممارسة الطبيعية"، يُجادل كارل كاسيجارد Carl Cassegård(46) بأن فوستر ينظر الى الطبيعة بأنها دياليكتيكية لأنها موضوع للممارسة. ووفقاً لكاسيغارد، فإن ما يُعتَبَر دياليكتيكاً للطبيعة هو في الواقع دياليكتيك للممارسة في العلاقة مع الطبيعة. انه ينتقد تحليل فوستر الدياليكتيكي للبيولوجيا التطورية لدعم "الممارسة الطبيعية" باعتباره لا يزال ضمن النطاق "التأملي"، حتى عندما يتم استخدام الدياليكتيك كمُرشد. في مُحاولة للتوفيق بين المواقف التي اتخذها شميت وفوستر وآخرون، يستخدم كاسيغارد مُنظرين نقديين آخرين (أدورنو، ماركوز، هوركهايمر، الخ) لإظهار أنه "في حين يجب أن تظل الطبيعة مجالاً للضرورة، فان ذلك لا يعني أن علاقة الكائنات البشرية مع الطبيعة يجب أن تظل علاقة تناحرية أو مُهيمنة خالدة".
تُصبح حقيقة أن العلم هو مشروع انساني نقطة حاسمة لتأكيد صحة المادية الدياليكتيكية كمنهجية لتفسير علاقتنا بالعالم المادي. تضح الأقسام التالية الخطوط العريضة للتطبيق الدياليكتيكي على البيولوجيا تاريخياً، والتطورات اللاحقة التي تُثبت صحة هذا التطبيق.

3- الدياليكتيك والبيولوجيا
المُدهش هو تشابه تفكير علماء الطبيعة والماديين الدياليكتيكيين(47).
ان اعتبرنا أن ماركس هو المؤلّف الرئيسي لفصل الدياليكتيك في الفلسفة الغربية، فيُمكن القول أن داروين قد لَعِبَ دوراً مُشابهاً بالنسبة للمادية والعلوم الطبيعية(48). كانت التغيرات الطبيعية، أو التاريخ الطبيعي، حتى فترة التنوير تُعتَبَر من قِبَل اللاهوتيين غائية ومحكومة وفقاً لقوانين وضعها كائن عُلوي. كانت نظرية داروين في الاصطفاء الطبيعي، المُتجذرة بعمق في الفلسفة المادية، هي السبب في الانفصال الجذري عن التفسيرات اللاهوتية للعمليات الطبيعية ونقل دراسة الظواهر الطبيعية الى العالم المادي.
تبنّى العلماء السوفييت بأشكالٍ مُختلفة قوانين الدياليكتيك التي وضعها انجلز والتي كانت نتجت بتأثيرٍ من أعمال داروين. يُمكن العثور على تحليل مُفصّل لهذا، في كتاب لورين غراهام (العلم والفلسفة في الاتحاد السوفييتي-1972). لكن لم يكن العلماء السوفييت هم وحدهم من تبنّى اطاراً دياليكتيكياً لنتائجهم. في الغرب، كان البيولوجيين بدرجاتٍ مُتفاوتة يُطبقون أيضاً الاطار الدياليكتيكي لفهم الظواهر البيولوجية وممارسة العلوم، مثل جون برنال وجون هالدين وجوزيف نضام ومارسيل برينانت، على سبيل المثال لا الحصر. اعتبر برنال الفلسسفة الماركسية امتداداً للمنهج العلمي وقال بأن "الماركسية تُحوّل العلم وتُعطيه أُفقاً أوسع وأهميةً أكبر"(49). ووفقاً لهالدين، يُمكن الاستعانة بالماركسية لفهم عملية تطور العلم وتاريخه كنشاط انساني. على الرغم من عدم اقتناع نضام بقيمة الماركسية في الأخلاق والسياسة، الا أنه كان يعتقد أن المادية الدياليكتيكية هي "جوهر المنهج العلمي" باعتبارها "المنهجية الطبيعية للعلم نفسه"(50). أصرّ كُلٌ من بيرنال ونضام على أن المادية الدياليكتيكية ستكون ذات فائدة عظيمة للبيولوجيين من خلال امكانيتها أن تُرشدهم نحو الفرضيات الواعدة واشارتها لهم نحو الأسئلة ذات المغزى والتي يُمكن الاجابة عليها.
كيف يُمكن ترجمة قوانين انجلز للدياليكتيك الى اطار عمل للبيولوجيا؟ حاول ارنست ماير، في مقالته (جذور المادية الدياليكتيكية-1997)، تقديم اجابة: القانون الأول هو مبدأ عدم الاختزالية، والثاني هو تفسير وجود الطاقة في الطبيعة التي تُزيل أو نوع من المُتطلبات الالهية أو الخارجية، والثالث يصف التغيرات المُستمرة في الطبيعة، أي التطور(51). لذلك تُقدّم لنا المادية الدياليكتيكية حصناً نظرياً ضد الإختزالية في البيولوجيا وكذلك اطاراً لفهم التغيرات الكامنة وراء الظواهر الطبيعية. ومع ذلك، فإن تبنّى علماء البيولوجيا الغربيين للتفسير السوفييتي قد طَرَحَ مُشكلةً فريدة: وَضَعَ التفسير السوفييتي المادية الميكانيكية(م) في صميم الاطار الدياليكتيكي، والمادية الميكانيكية هي اختزالية بطابعها، وعلى الرغم من أن الظواهر البيولوجية مُرتبة تاريخياً بالظواهر الكيميائية-الفيزيائية، الا أنه لا يُمكن اختزالها فيها(زافادوفسكي، كما هو مُقتبس عند شيهان-2018). طَرَحَ ريتشارد ليفينز وريتشارد ليوونتين في مُحاولةٍ منهم لحل هذا التناقض الداخلي، نوعاً مُختلفاً من المادية الدياليكتيكية التي قالوا بأنها "نفي لُكلٍ من المادية الميكانيكية والمثالية الدياليكتيكية في وقتٍ واحد"(52).

3- أ البيولوجيا الدياليكتيكية
قام ليفينز وليوونتين بتطبيق المادية الدياليكتيكية على البيولوجيا، وخاصةً الايكولوجيا والبيولوجيا التطورية، في محاولة للانفصال عن سيطرة الديكارتية والفلسفة الغربية المُهيمنة المعاصرة، غير الملائمة لتفسير التعقيدات الكامنة وراء الظواهر البيولوجية واسعة النطاق مثل الايكولوجيا السكانية والبيولوجيا التطورية وما الى ذلك. لقد جادلا بأن الاختزالية المتأصلة في مثل هذه الفلسفات تُقوّض أهمية التفاعلات بين الأجزاء التي يتشكل منها الكُل، وتتجاهل الخصائص الناشئة، وتُجبر العلم على اختيار أسباب مُنعزلة لنفس الظاهرة. يقولان: "في الوقت الذي تظهر السلوكيات البسيطة من التفاعلات المُعقدة، تستخدم الاختزالية هذه البساطة لانكار التعقيد، وفي الوقت الذي يكون السلوك مُعقداً بشكلٍ مُحيّر، تظهر الحيرة في انكار الانتظامية"(53).
شَرَعَ ليفينز وليوونتين، باستخدام الاطار الدياليكتيكي ومجموعة من الأدلة المُستمدة من الايكولوجيا وعلم الوراثة، في وصف التفاعلات بين الجينات والبيئة والكائن الحي الذي يَنتُج عنه التطور، دون عزو السببية الى أي مستوىً واحد من التنظيم البيولوجي، وأن هذه التفاعلات، التي يُطلَق عليها اسم "معايير التفاعل" هي التي يجب أن تكون موضوع البحث العلمي. يُصبح التطور، في هذا الإطار، عمليةً مفتوحة النهاية قائمةً على السياق، على غِرار "النظرة المُتباينة" disparity view للتطور التي وضعها أليخاندرو مينيللي Alessandro Minelli والتي تتجاوز دورة حياة الكائن الحي وتمتد الى أحداث ما بعد التكاثر مثل الشيخوخة والأحداث المَرَضية، مثل تشكّل السرطان. بالاضافة الى ذلك، قد يكون التطور قابلاً للعودة الى الوراء، ويُمكن أن يكون غير قابلٍ لتمييزه بسهولة عن الأيض، وأن لا يكون مُقتصراً على السمات التكيفية ويصف التغيرات المورفولوجية الدائمة والمؤقتة(54).
تُشكّل العضوية، بالنسبة الى ليفينز وليوونتين، ذات التطور وموضوعه، لأن العضوية تخلق بنشاطها بيئتها التي بدورها تُؤثر على تطورها: "... لا تحسب العضوية نفسها من حمضها النووي. العضوية هي نتاج لعملية تاريخية تستمر من لحظة التلقيح حتى لحظة الموت. في كل لحظة يُشارك كُلٌ من الجين والبيئة والصدفة والعضوية ككل... الاصطفاء الطبيعي ليس نتيجةً لمدى نجاح العصوية في حل مجموعة من المشكلات الثابتة التي تطرحها البيئة، على العكس من ذلك، فان العضوية والبيئة يُحددان بعضهما البعض بشكلٍ مُشتَرَك".
لقد جادلا بأن نظرية داروين في الاصطفاء الطبيعي لم تُفسّر أصل التنوع أو انه ان أدى الاصطفاء الى تباين تكاثر الأنواع، وبالتالي لن يكون هناك في النهاية أي تباين آخر في التطور اللاحق لأن مجموع النوع سيُحقق تلاؤماً موحداً. لحل هذا التناقض، اقترح ليفينز وليوونتين أن أفكار داروين لا يُمكن أن تصل الى نضوجها الكامل الا عند دمج العضوية بالقوى "الداخلية" و"الخارجية"، مثل الجين والبيئة، ويُنظر اليها، على أنها ذات وموضوع التطور، كما تقول المادية الدياليكتيكية.
ذهب ليوونتين الى ضرورة استخدام المنهج الدياليكتيكي لدراسة تطور ونمو العضوية الحية. يقول في كتابه (اللولب الثُلاثي) Triple Helix (2001): "ان نمو الكائن الحي هو نتيجة تفاعل فريد بين الجينات التي يحملها، وتتابع البيئات الخارجية التي يمر من خلالها أثناء حياته، والأحداث العشوائية للتفاعلات الجُزيئية داخل الخلايا الفردية. يجب دمج هذه التفاعلات في أي حساب مُلائم لكيفية تشكّل العضوية" وبالتالي اعتبار العضوية كموقع للتفاعل بين البيئة والجينات(55). لذلك، تستبدل المادية الدياليكتيكية الجدل طويل الأمد حول أيهما هو المُحدد: الطبيعة أم التنشئة، بكيفية مُساهمة الطبيعة والتنشئة معاً في تطور الكائن الحي.

3-ب العضوية كهولوبيونت Holobiont
في حين أن ليفينز وليوونتين قد طبقوا الاطار المادية الدياليكتيكي على البيولوجيا على مستوى فوق الكائن الفردي، فعل سكوت جيلبرت Scott F. Gilbert والفريد توبر Alfred I. Tauber الشيء نفس، ولكن على مستوى العضوية الفردية لمسألة ما الذي يُشكّل الفردية البيولوجية. تحددت العضوية الفردية، تاريخياً، بحدودٍ تشريحية، وتكامل وظيفي من خلال تقسيم العمل والتفاعل بين أجزاءه ونظام سيطرة هرمي(56).
ومع ذلك، يُجادل غيلبرت وتوبر، باستخدام مجموعة من الأدلة العلمية التي تُثبت انتشار نمط التعايش symbiosis، بأن البيولوجيا الحديثة تنفي فكرة الكائن الحي الفردي، وبدلاً من ذلك، فإن العضويات هي "هولوبيونات"، أي كائنات مُركّبة عديدة الجينات والتي "تكون فيسيولوجيتها عبارة عن أيض تشاركي co-metabolism بين المُضيف والمُضاف، والتي يُسنَد تطورها على الاشارات المُستمدة من هذه العضويات المُضافة، والتي يُمكن اسناد نمطها الظاهري Phenotype على جينات المُضيف والمُضاف، والتي يتعرف نظامها المناعي على هذه المُضافات كجزء من "ذاتها"(57). أراد غيلبرت وتوبر إظهار كيف يوجد الدياليكتيك في جميع مستويات تطور الهولوبيونات: من الإخصاب (اندماج خليتين ليصبحا خليةً واحدة)، الى نشوء الأعضاء (التفاعلات النسيجية-الظهارية stromal-epithelial)، وتطور الجهاز المناعي، والتفاعلات التكافلية بين الخلايا المُضيفة والعضويات المُضافة، وبناء موقع بيئي للهولوبيونت، وحتى المستوى الجُزيئي حيث الجُسيم النوعي يتحدد بمجموعة من التفاعلات من النمط التلاؤمي المُستحث induced fit model وليس حسب نمط القفل والمفتاح الحتمي(ش). آخذين كل هذه الأمور معاً، شكك غيلبرت وتوبر في المفهوم الحالي للمناعة كآلية دفاع وجادلوا بضرورة وضع علم المناعة تحت مظلة ايكولوجية واسعة واقترحوا مجال "علم المناعة الايكولوجي" eco-immunology، حيث لطالما استُخدِم علم المناعة لتحديد العضوية كفرد بيولوجي(58)
علم المناعة الايكولوجي، هو فرع مُكمّل للبيولوجيا البيئية النمائية التطورية ecological evolutionary developmental biology أو Eco-Evo- Devo(59)، وهو مهم لفهم دور الجهاز المناعي في الاندماج الفسيولوجي والوظيفي للعضوية مع بيئته، وهو يُبدد المفهوم الثُنائي لكون المناعة هي آلية دفاعية. يتجلى ذلك في الحاجة الى ميكروبات مُحددة من أجل تطور الدماغ والأمعاء والأنسجة التناسلية بشكلٍ سليم عند مجموعةٍ من الحيوانات(60).
هذه الفكرة، هي على غرار فكرة ايليا ميتشنيكوف Élie Metchnikoff القائلة بأن الفردية البيولوجية هي نتيجة تفاعل ديناميكي بين الخلايا حقيقية النواة والميكروبات التعايشية، ثم تفترض أن العضوية ليست "مُعطاة" بل "تخضع للتقدم" الذي يسير مدى الحياة في تبادل دياليكتيكي مع العناصر العضوية الداخلية الأُخرى(61).
وبالتالي، فإن الكائن الحي بإعتباره هولوبيونت هو ثمرة تطبيق اطار مادي دياليكتيكي على البيولوجيا الحديثة، ويوفر منهجية جديدة للمضي قُدُماً لمواصلة القيام بكشف تعقيدات الظواهر الطبيعية. ومع ذلك، انتقد الماركسيون الغربيون منذ زمنٍ طويل مثل هذا التطبيق لدياليكتيك الطبيعة بحجة أنه لا يُمكن "فرضه بشكلٍ تعسفي على عالم الطبيعة من الخارج، وأن دياليكتيك الطبيعة هو إسقاط للمفاهيم حول الانسان على الطبيعة". لكن شدد انجلزبوضوح، في كتابه (دياليكتيك الطبيعة)، على أنه ما من شك في أن قوانين الدياليكتيك مُستنبطة من تاريخ الطبيعة والمُجتمع البشري. في الواقع، كان انجلز قد تنبأ مُسبقاً كيف أن البيولوجيا ستكون قاطرة النظرة الدياليكتيكية للعالم وأن البيولوجيين سيستفيدون من استيعاب المادية الدياليكتيكية. ان الحجة الرئيسية ضد فكرة فرض الدياليكتيك على الطبيعة تأتي من ادراك ارنست ماير أن علماء الطبيعة والدياليكتيكيين يتشاركون نفس النظرة الى العالم. يطرح التطوران الرئيسيان في البيولوجيا الحديثة، كما سيُعرَض في الأقسام التالية، دليلاً ملموساً على تصريح ماير ويؤكدان صحة ما أكده فريدريك انجلز.

3- جـ اللاماركية الجديدة
مع صعود المشاهدات في اللدونة التطورية Developmental plasticity، يبدو أن المفاهيم اللاماركية حول نقل المورثات تكتسب زخماً سريعاً في العلوم الغربية. في حين ان فيتيشية الجين باعتباره المركز الرئيسي للهوية هي الايديولوجيا الرئيسية للداروينيين الجُدد مثل ريتشارد دوكينز، والذين روجوا لفكرة أن الحمض النووي هو أساس الحياة، بدأ اللاماركيون الجُدد مثل إيفا جابلونكا Eva Jablonka وماريون لامب Marion Lamb يناضلون ضد هذه النظرة الاختزالية للتطور. يُجادل جابلونكا ولامب بأن التطور قصير المدى لا يعتمد على الطفرات الجديدة في الحمض النووي، بل على التعديلات ما فوق الجينية epigenetic التي تكشف عن التنوعات الجينية الموجودة بالفعل عند السكان. بالاضافة الى ذلك، تخضع الجينات لـ"الخلط" من خلال اعادة التركيب أثناء انقسام الخلية مما يؤدي الى ظهور مزيد من التنوعات عند السكان. انهم يُجادلون أيضاً بأن بُنية الكروماتين chromatin تؤثر على التغيرات في تسلسل الحمض النووي، وبالتالي "تُسلط الضوء على تعقيد دور البيئة في التغير التطوري. البيئة ليست مجرد عامل للانتقاء. من خلال تأثيرها على النمط الظاهري للجينات، فانها تؤدي أيضاً الى تحديد اتجاه ومعدل ونمط التغيرات في موقع الجينات" (مُتتبعين أثر ليفينز وليوونتين). يطرح جابلونكا ولامب أيضاً الانتقاء الجماعي بدلاً من الانتقاء الفردي، ويُعارضان الفكرة الداروينية الجديدة حول الجين كوحدة للانتقاء بفكرتهم حول مجموعات الخلايا كوحدات للانتقاء (نفس فكرة غيلبرت حول الهولوبيونت)(62). وادراكاً لحقيقة أن الوراثة على المستوى الاجتماعي والسلوكي تختلف مُقارنةً مع المستوى الجيني وما فوق الجيني، يصف جابلونكا ولامب أربعة خصائص لأنظمة الوراثة السلوكية BIS التي تأسست على اندماج النشاط الجماعي الفردي الخالي من التسلسل الهرمي الجيني. انهما يُجادلان بأنه "مع التنويعات المنقولة بالنظام الرمزي، هناك قفزة نوعية في التعقيد الاجتماعي عند العائلات والمجموعات المهنية والمُجتمعات والدول والمجموعات الأُخرى التي تؤثر جميعها على ما يتم انتاجه في الفن والتجارة والدين وما الى ذلك"(63).
يُجادل جوليو روبيو Julio Munõz-Rubio، في تحليله الدياليكتيكي للنظرية التطورية بأن آلية التوريث هذه هي في الأساس آلية دياليكتيكية، حيث تُشير أعمال جابلونكا ولامب الى أن العملية التطورية عبارة عن تركيب بين المعلومات الجينية والتأثيرات البيئية، والتي قال ليفينز وليوونتين بأنهما "عنصران مُتعارضان ونشِطان وانتقائيان بشكلٍ مُشترك" وبالتالي يُشكلان تركيباً دياليكتيكياً من علاقة العضوية-الطبيعة(64).
3-د مبادئ لنظرية العضويات
منذ ثورة البيولوجيا الجُزيئية في خمسينيات القرن الماضي مع اكتشاف واطسون وكريك لبُنية الحمض النووي وما تلاه من تأسيس لدوغما البيولوجيا الجُزيئية، تم عزل البيولوجيا التجريبية بشكلٍ مُطرد عن نظيرتها النظرية. لا نعني بهذا أن النظريات البيولوجية لم تكن موجودة، بل تم التخلي عن كونها مخزناً للأفكار التي يُمكن من خلالها تشكيل الفرضيات. ظَهَرَ بشكلٍ مُتزايد، في خضم سُعار العلم "المدفوع بالفرضيات"، وبمساعدة النظرة الحتمية الجينية والتقنيات التسلسلية المُتقدمة، ظَهَرَ علم اختزالي يفشل في ادراك التناقضات الناشئة بين التجربة والنظرية. يُمكن العثور على نسخة أبسط من هذه، في دراسات الشاشة الجينية الكبيرة genetic screen للأمراض المعقدة ومتابعتها من خلال فحص حفنة من الجينات، في حين تكون التجربة مُتحيزة بالفعل من خلال انشاء فرضيات مُسبقة بدون اطار نظري مُناسب.
تم تحديد شُح النظرية البيولوجية الصحيحة للعضوية، والتي يُمكن أن تكون مُكمّلة للنظرية التطورية، ولكنها تصف دورة حياة العضوية من الاخصاب حتى الموت، من قِبَل مجموعة ORGANISM(65).
في مُحاولة لملئ هذا الفراغ، أنشأت المجموعة ثلاثة مبادئ رئيسية من شأنها أن تكون بمثابة أساس لنظرية العضوية والتي يُمكنها دحض الفهم الاختزالي السائد للظواهر على مستويات مُتعددة من التنظيم البيولوجي. تم انشاء هذه المبادئ على أساس ادراكين مُهمين: 1- يوجد اختلافات بين اللاحي والحي والتي تتطلب تطويراً نظرياً مُنفصلاً. 2- في البيولوجيا، يتعلق النمو ontogenesis والتطور بتغيرات دائمة في التناظرات symmetries، وتحدث التغيرات أثناء التفاعل المُستمر مع البيئة، ولا تتحدد مُسبقاً كما في الفيزياء. وهذا الادراك أيضاً هو مُحاولة لوضع حد لتفسير الظواهر البيولوجية عن طريق الاستعارة من المجالات الأُخرى وخاصةً الفيزياء، والتي أسفرت أيضاً عن اعتماد لغة نظرية المعلومات لوصف التفاعلات البيولوجية مثل "البرنامج" و"الاشارات"، مع الفهم الضمني أن الكائنات الحية هي آلات(66).
ان مبادئ نظرية العضويات هي كما يلي:
1- مبدأ "الحالة الطبيعية" للانتشار والتباين والحركة
2- مبدأ التباين الذي يُشير الى ظهور ما هو جديد من خلال النمو والتطور
3- مبدأ التنظيم الذي يُراعي استقرار الكائنات الحية
تُقدم هذه المبادئ تحولاً جذرياً في البيولوجيا التجريبية، وهي تُسنِد الى العضوية قدرتها على انشاء "معاييرها" الخاصة بها، وهي تُغير النظرة الى العضوية من كونها عامل سلبي يخضع للتغير، كما تبدّى من دراسات زراعة الأنسجة في المختبر على مدى عقود، الى نظرة تكون فيها "الحالة الطبيعية" للعضوية مقيدة بالبيئة.
في الواقع، كما تُظهِر كُلٍ من الدراسات النظرية والتجريبية، تشتغل العضويات على بيئاتها لتخلق قيوداً على تحركيتها وانتشارها وبالتالي ينتج التنظيم عن هذا(67). هذه المبادئ قادرة على حل الالتباسات طويلة الأمد في مجال أبحاث السرطان، أي نظرية مجال تنظيم الأنسجة TOFT التي تفترض أن الحالة الطبيعية للخلية هي الانتشار والتباين والتحركية وأن السرطان هو مرض نسيجي، الى جانب مبدأ التنظيم، الذي يُظهر أن التسرطن ينشأ من اضطراب التفاعلات بين الأجزاء النسيجية والظهارية للأنسجة(68). توفر نظرية مجال تنظيم الأنسجة أيضاً تفسيراً للخصائص الناشئة التي لوحِظَت السرطان، والتي لا تستطيع نظرية الطفرة الجسدية SMT أن تُفسرها(69).
على الرغم من اشتقاق هذا المبادئ الثلاثة هو أمر منفصل، فمن الواضح تماماً أن قوانين الدياليكتيك يُمكن استخلاصها منها. يُمكننا أن نرى من النظرة الأولى، أن هذه المبادئ والدياليكتيك يشتركان في نفس الطبيعة المُعادية للاختزالية، ويؤكدان أهمية التفاعلات بين الكائن الحي وبيئته، وبين المستويات المُتعددة للتنظيم البيولوجي. يتوافق كُلُ من الدياليكتيك الهيغيلي (القضية، النقيضة، التأليف أو التركيب) ودياليكتيك انجلز مع هذه المبادئء. يُمكن النظر الى "انهيار التناظرات المتواصل"(70) الذي تقوم به ىالعضويات على أنه تدفق متواصل للأطروحة ونقيضها وتركيبهما. يُلاحَظ دياليكتيك انجلز، كما يُشير ليفينز وليوونتين وغيلبرت وتوبر، في تطبيقات هذه المبادئ على الظواهر البيولوجية: يتجسد القانون الأول في التغيرات وخرق التناظرات، والقانون الثاني في نظرية مجال تنظيم الأنسجة، والقانون الثالث في التحكم السلبي في انتشار الخلايا والذي يستند على الحالة الطبيعية(71).

4- نحو عِلمٍ راديكالي
من المهم التأكيد على أنه (كيف يجب على العلم أن يكون)، هو ليس (كيف هو الآن)، وأن بُنيته الحالية ليست مُعطاة من الطبيعة، بل تفرضها الرأسمالية، وأن استلهام نظام ممارسة العلم هذ، ليس ضرورياً(72).
توضّح الأدلة المُبينة أعلاه التي يطرحها البيولوجيين أنهم لم يُسقطوا الدياليكتيك على الطبيعة، بل قاموا بتطوير اُطُر مُماثلة (بيولوجيا الأنظمة، الامتدادا التعددي للنظرية التطورية، ومبادئ نظرية العضويات) من أجل فهم الظواهر المُعقدة. قد يُثير هذا الأمر التساؤل عما اذا كانت الفلسفة الماركسية ضرورية بالفعل لحل أزمة البيولوجيا المُعاصرة. الاجابة على ذلك، في رأيي، هو نعم بكل مِلئ الفم، لأن أحد المبادئ الأساسية للماركسية على وجه التحديد مفقود في العلم. بينما حدثت تطورات موازية في المجال الابستمولوجي، فان ممارسة العلم تفتقر بشدة الى أي فهم للعمل وعملية الانتاج. لا يزال العلم في قبضة النظام الرأسمالي الى حدٍ كبير، ولا يُمكن فصل الفلسفة البرجوازية التي توجه نماذج البحث عن الممارسة البرجوازية للعلم.

4-أ الليسنكوية والبيولوجيا الماركسية
ان الحديث عن البيولوجيا الماركسية غير مُكتمل دون أي إشارة الى الليسنكوية، وهي مجموعة من الممارسات الزراعية والأفكار العلمية عن الوراثة المتأسسة على فهم تروفيم ليسينكو لدياليكتيك الطبيعة. ومع ذلك، فإنه في حين أن علم ليسينكو قد يكون مشكوكاً فيه(73)، تجدر الإشارة الى أن الليسنكوية تُمثل التقاء عوامل سياسية واقتصادية وعلمية أدت الى الأفكار المُثيرة للجدل حول علم الوراثة وتطبيقاتها الزراعية اللاحقة خلال نظام ستالين في الاتحاد السوفييتي(74). تم الحديث عن الجوانب السياسية لصعود ليسينكو السريع في حكومة ستالين في أماكن أُخرى وهذا ليس محور هذا القسم.
تجاهلت نظرية الوراثة التي اقترحها ليسينكو وجود الجينات (لكنها اعترفت بوجود الكروموسومات)، وافترضت أن الوراثة تعتمد فقط على التفاعل بين البيئة والعضوية، وبالتالي فإن التغييرات المُتعمدة في البيئة يُمكن أن توجه تطور العضوية. ومع ذلك، تُصبح العضوية، في هذه الصيغة، موضوعاً سلبياً للتغيير وليس عاملاُ نَشِطاً. بالاضافة الى ذلك، فإن نسخ قوانين الدياليكتيك لانجلز كما يراها ليسينكو وأتباعه، أزال أي احتمال للصدفة بصفتها خاصة انطولوجية(75). ولكن كما هو موضّح أعلاه، فان مادية ماركس الدياليكتيكية القائمة على المادية الأبيقورية تضمن الصدفة كخاصة انطولوجية. لذلك، لم تُمثل الليسنكوية الفلسفة الماركسية بالكامل، وصارت "ماركسية مُبتذلة". من المؤسف اذاً أن يستمر الغرب في اعتبار الليسنكوية علماً ماركسياً(76)، بما أنها تتعارض بالفعل مع مبادئ الفلسفة الماركسية التي تتحدث عن وحدة البُنية والعملية، وكُلية الأشياء على أساس تفاعلات أجزاءها. وتجدر الاشارة الى أن عودة ظهور الليسنكوية في روسيا في العقدين الماضيين لم يكن بسبب فهم أفضل للفلسفة الماركسية، بل كان بسبب التقاء العوامل الجيوسياسية مع المشاعر المُعادية للعلم والعلماء، الذين حاولوا اعادة الاعتبار لليسينكو كرد فعل على علم التخلّق epigenetics(77). ومع ذلك، كما أشرنا أعلاه وكما أشار كولشينسكي، تكمن مشكلة الليسنكوية في المستوى الايديولوجي ولكن ليس بسبب دمج الايديولوجيا في العلوم.
بالنظر الى الأدلة المُقدمة أعلاه، يُمكن استنتاج أن البيولوجيين قد توصلوا الى وجهة نظر مُشابهة للعضوية والبيئة والتاريخ الطبيعي كما اقترحه الماديون الدياليكتيكيون. كان لوكاش بطريقةٍ ما، مُحقاً، فالمعرفة المُعاصرة له لم تكن كافية لاثبات صحة دياليكتيك الطبيعة عن انجلز. لكنه كان أيضاً مُخطئاً في استنتاجه أن قوانين انجلز غير صالحة لفهم عالمنا الطبيعي. لا يُمكن حل أزمة البيولوجيا الحديثة فقط من خلال طرح النظريات. وكما أشار برنال بعد تحليله للممارسة العلمية في ظل كُلٍ من الرأسمالية والاشتراكية، فان الأزمة في العلم هي "سمة لا مفر منها لنمط الانتاج الرأسمالي"(78). شارَكَ علماء لاحقين وجهة النظر هذه، سواءاً كانوا ماركسيين أم لا. كان الموضوع المُشترك بينهما هو ادراك أن الممارسة العلمية ليست مُحايدة ايديولوجياً، وقد أظهَرَ تحليل العلم في ظل الرأسمالية "استغلالاً" واسع النطاق له في ظل الرأسمالية(79).
ليس العلماء وحدهم من أدركوا أن جوهر المُشكلة يكمن في الممارسة البرجوازية للعلم. جادَلَ الماركسي البريطاني كريستوفر كودويل Christopher Caudwel بأن الصراعات في البيولوجيا ترجع الى الطبيعة الازدواجية للثقافة البرجوازية نفسها وأن حل الصراعات يكمن في تجاوزها.

4-ب علمٌ من أجل الشعب
يُعتَبَر العلم الحالي لاسياسي وخالٍ من الأحكام القِيَمية. هذا الوهم، الذي نشأ عن عقودٍ من ترسّخ الفلسفة البرجوازية، خاصةً بعد الآثار الكارثية لليسينكوية، قد حوّل العلماء والمتدربين تماماً الى "قوى عاملة بيوطبية"، بعبارةٍ أُخرى، بَلتَر proletarianization العلماء(80). في المُجتمع المعاصر، يحتل العلماء ما يُسمى الطبقة المهنية-الادارية(81) الموجودة بين الطبقة العاملة والطبقة الحاكمة. تاريخياً، في حين أدركت الطبقة المهنية- الادراية ضرورات الطبقة العاملة، انحاز ولائها الى الطبقة الحاكمة(82). بالنظر الى أنه يتم تشجيع الباحثين في الطب الحيوي ليصبحوا رواد أعمال (يحتاج المرء فقط الى النظر الى أعداد مشاريع البزنس الناشئة من الجامعات)، فمن المفهوم كيف ستستفيد الطبقة الحاكمة من الحفاظ على التمييز بين الطبقة المهنية الادارية والطبقة العاملة(المتدربين والموظفين الخ). ان نظرة سريعة على حالة الأكاديميين في جامعات الولايات المُتحدة تكشف عن أنه في حين أن بعض الأكاديميين قد يتمتعون بمكانة ودخل أكبر في النظام الرأسمالي القائم، فإن غالبية القوى العاملة في مجال الطب الحيوي والبحث العلمي تتعرض لضغوط أكثر فأكثر. يتم استغلال أعضاء هيئات التدريس ومساعديهم)83) والطلاب الخريجين(84) وباحثي ما بعد الدكتوراة(85) وحتى الطلاب الجامعيين (على شكل رفع أسعار الرسوم)(86)، ويواجهون المزيد والمزيد من القيود على حقوقهم حيث تسعى الجامعة بلا هوادة الى مُراكمة رأس المال. أدى هذا الى تزايد أزمة الصحة الذهنية بين طلاب الدراسات العُليا(87)، مما يُهدد انتاجية البحث وحالته. في الوقت نفسه تُعاني الجامعات الأمريكية من تضخم اداري(88) مع ازدياد رواتب رؤساء الجامعات(89).
تتزامن أيضاً الليبرالية الجديدة في الجامعات(90) مع اغتراب النظرية والممارسة داخل العلم، في مُحاولة لإزالة أي تأثير ايديولوجي. بالنظر الى التاريخ الاجتماعي-السياسي للرأسمالية، فإنه ليس من المُستغرب أن إستُخدِمَ العلم تاريخياً لدعم النظام البرجوازي القائم، بغض النظر عن النتائج العنصرية والتمييزية والقمعية وغيرها من العواقب التمييزية الصريحة، وسيستمر ذلك ما لم تنفك قبضة الثقافة البرجوازية عن البحث العلمي. بينما يرى النقد الليبرالي للعلم حوادثاً مثل تجربة توسكاجي لمُعالجة الزُهري(ن) والبيولوجيا الاجتماعية كحوادث اساءة استخدام معزولة للعلم. يفشل هذا التفسير الاختزالي في استخدام التحليل التاريخي، الذي يؤكد مرةً أُخرى الى الحاجة الى فلسفة ماركسية في ممارسة العلم. ناقشت هيلين جاو Helen Zhao في كتابتها لمجلة "العلم للشعب" كيف يُمكن للعلم من الناحية النظرية والعملية أن يُصبح راديكالياً، وما الذي يجب أن تكون عليه أهداف الحركة. بمراجعتها التعليقات من مجموعة من العلماء والناشطين، تسأل: "أين ينتمي الخبراء أو الخبرة، في علمٍ مُتحرر، علم من أجل الشعب؟"(91). يُمكن العثور على الاجابة في صياغة كودويل للعلم البروليتاري، كما وضعته شيهان: "بالنسبة الى كودويل، العلم البروليتاري هو دمج العلوم بنظرة الى العالم. يقول كودويل بحزم أن الأمر لا يتعلق بفرض ديكتاتورية البروليتاريا على العلم. لا يتعلق الأمر بأن يفرض العامل الصادق على العالم ما يجب أن يوجد في مُختبره أو في نظريته. لا يجب أن يتم فرض شيء على العالم، حتى من قِبَل نفسه. انها مسألة استيعاب العالم لقضية البروليتاريا وبناء مُجتمع جديد يلعب فيه دوره الكامل في العملية كعالِم.

5- الاستنتاج
تدعم الأدلة المُقدمة أعلاه الاقتراح القائل بأنه يُمكن للفلسفة المادية الدياليكتيكية أن تحل الأزمة. لوحِظَ تطبيق الدياليكتيك في مراحل حاسمة من التطور النظري للبيولوجيا الحديبثة، ويُمكن استخدامه أيضاً للكشف عن سياق البحث، جنباً الى جنب مع مبادئ مجموعة (نظرية العضوية) ونظرية جابلونكا ولامب التطورية ومفهوم غيلبرت وتوبر في الهولوبيونت كفرد بيولوجي، ونظرية ماينيللي Minelli في النمو. ومع ذلك، لا يوجد العلم بمعزلٍ عن العالم، ولا يُمكن الا للفلسفة الماركسية أن توجه التحول المطلوب في ممارسة العلم من أجل الخروج من براثن الثقافة والفلسفة البرجوازيتين. لذلك، لا يُمكن حل الأزمة ما لم تكن هناك وحدة بين النظرية والتطبيق العملي، كما أعلنَ ماركس: "ان الفلاسفة لم يفعلوا غير أن فسروا العالم بأشكال مُختلفة ولكن المُهمة تتقوم في تغييره(92).

شُكُر وتقدير
أنا مُمتن وشاكر للغاية لكيسي برايميل ومايكل سويني وديريا ميرال لقراءتهما الشاملة للمخطوطة وتعليقاتهما الثاقبة على المُحتوى، وللدكتورة هيلينا شيهان لعملها المُتميز حول التاريخ النقدي للماركسية وفلسفة العلم.

* نفيس حسن، عضو زمالة ما بعد الدكتوراة في مُختبر كابلان في قسم الهندسة الطبية التابع لجامعة تافتس الأمريكية. باحث في الأورام ودور الفيتامينات ومقاومة الجسم للأدوية. وهو باحث ماركسي يهتم أيضاً بالجوانب السياسية-الاجتماعية للبحوث الطبية البيولوجية والصحافة العلمية وكيفية تصوير العلوم في وسائل الاعلام.

1- Levins, R. and Lewontin, R. (1985), The Dialectical Biologist. 1st ed. Cambridge, MA: Harvard University Press
2- Weinberg, R. A. (2014) ‘Coming full circle-from endless complexity to simplicit and back again’, Cell, 157(1), pp. 267–271. doi: 10.1016/j.cell.2014.03.004.
3- Feuerstein, A. (2019) Biogen Halts Studies of Closely Watched Alzheimer&rsquos Drug, a Blow to Hopes for New Treatment, Scientific American. Available at: https:// https://www.scientificamerican.com/article/biogen-haltsstudies- of-closely-watched-alzheimers-drug-a-blow-tohopes- for-new-treatment/ (Accessed: 7 November 2019).
4- Begley, S. (2018) ‘How an outsider bucked prevailing Alzheimer’s theory, clawed for validation’, STAT, 29 October. Available at: https://www.statnews. com/2018/10/29/alzheimers-research-outsider-buckedprevailing- theory/ (Accessed: 7 November 2019).
5- Dolgin, E. (2019) ‘Powerful new cancer drugs can trigger diabetes — and no one knows why’, STAT, 29 May. Available at: https://www.statnews.com/2019/05/29/alifesaver- with-a-catch-powerful-new-cancer-drugs-cantrigger- diabetes-and-no-one-is-certain-why/ (Accessed: 7 November 2019).
6- Haslam, A. and Prasad, V. (2019) ‘Estimation of the Percentage of US Patients With Cancer Who Are Eligible for and Respond to Checkpoint Inhibitor Immunotherapy Drugs’, JAMA Network Open, 2(5), pp. e192535–e192535. doi: 10.1001/jamanetworkopen.2019.2535
7- Lin, A. et al. (2019) ‘Off-target toxicity is a common mechanism of action of cancer drugs undergoing clinical trials’, Science Translational Medicine, 11(509). doi: 10.1126/scitranslmed.aaw8412.
أ- أزمة التكرار أو قابلية الإعادة، وهي أزمة تكتنف العلوم الاجتماعية البرجوازية والعلوم الطبيعية في ظل النظام الرأسمالي. انها أزمة منهجية تعني عدم قدرة عدد من الأبحاث على تكرار أو إعادة نفس النتائج المُعترف بها في أبحاث سابقة. في العلوم الطبيعية يكون إعداد التقارير العلمية بشكلٍ انتقائي أو نشر البيانات الجزئي أو وضع توقيت زمني تعسفي لمدة التجربة أو التلاعب بمجال تأثير العوامل واختيارها تعسفياً هي جزء من أسباب عدم قدرة الأبحاث العلمية الطبيعية الجارية على إعادة تأكيد النتائج العلمية المُعترف بها في أبحاث سابقة.
8- Baker, M. (2016) ‘1,500 scientists lift the lid on reproducibility’, Nature News, 533(7604), p. 452. doi: 10.1038/533452a.
9- Oransky, I. and Marcus, A. (2017) ‘Project to replicate landmark cancer studies meets mixed results’, STAT, 18 January. Available at: https://www.statnews.com/2017/01/18/ replication-cancer-studies/ (Accessed: 7 November 2019).
10- Fang, F. C. and Casadevall, A. (2011) ‘Retracted Science and the Retraction Index’, Infection and Immunity, 79(10), pp. 3855–3859. doi: 10.1128/IAI.05661-11.
11- Aelion, C. M. et al. (2016) ‘The US Cancer Moonshot initiative’, The Lancet Oncology, 17(5), pp. e178–e180. doi: 10.1016/ S1470-2045(16)30054-7.
Hasan, N. (2016b) TUSM Faculty takes steps to -union-ize, Sackler Insight. Available at: http://sites.tufts.edu/ insight/2016/02/09/tusm-faculty-takes-steps-to-union-ize/ (Accessed: 7 November 2019)
.ب- يُمارس العلماء في العادة اقامة مؤتمرات أكاديمية علمية وهو يُمثل فرصة لمشاركة المعارف المُتوصّل اليها في المجال العلمي المعني. وعادةً ما تكون المؤتمرات العلمية الرصينة مُنظمة باحكام. لا يسير الأمر دائماً كذلك في المُجتمع الرأسمالي المُعاصر. تُعقَد من قِبَل مؤسسات تجارية رخيصة مؤتمرات أكاديمية زائفة تطرح أجندات "علمية" وهمية بأسعار مرتفعة، ويقع عدد من العلماء فريسةً لمثل هذه المؤتمرات التي تهدف الى اثراء المُنظمين.
جـ- النشر الافتراسي أو المجلات الافتراسية هو نموذج عمل ربحي دنيء يهدف الى نشر الأعمال الأكاديمية بتضمن فرض رسوم نشر على المؤلفين دون التحقق من صحة المقالات وشرعيتها ودون تقديم خدمات التحرير والنشر التي تُوفرها المجلات الأكاديمية المُعترف بها، حيث تُوفر منصةً للباحثين الذين يريدون نشر أي مقالة علمية تتضمن آرائهم المُسبقة دون أي تدقيق. ويقع فريسةً لهذه المجلات عدد من العلماء الذين لم يستطيعوا أن يميزوا هذه المنصات الربحية من سواها المُعترف بها.
د- الانحياز التأكيدي هو ميل تم رصده نتيجةً لممارسة البحث العلمي الطويلة، وهو ميل الباحث الى تفسير وذكر البيانات بطريقة تتوافق مع "معتقداته" وافتراضاته المُسبقة، في حين يُقال أنه يتم تجاهل البيانات النقيضة لها. ان تفسير هذا الميل من حيث أن على البحث العلمي أن لا يتضمن اسقاطاً لأفكار لا تتفق والآراء العلمية وبأن على البحث أن يأخذ مجراه الطبيعي، لهو تفسير مُبرر لأن البحث العلمي، عكس ذلك، سيكون ذو نتائج غير صحيحة على الأغلب. ولكن التفسير العلموي والوضعي الجديد لهذا الميل يُضمّن المبادئ الفلسفية-العلمية في قائمة "المُعتقدات المُسبقة"، وبالتالي تُصبح المُطالبة بتجنب الانحياز التأكيدي-وخصوصاً في العلوم الاجتماعية- مُطالبةً من العلماء بأن يتجردوا عن مواقفهم السياسية والآيديولوجية. ويصير كذلك الاسترشاد بالمبادئ الفلسفية-العلمية التي أكدتها الممارسة العلمية لمجموعة من الفروع العلمية على مدار سنوات طويلة، نقول، يصير "انحيازاً تأكيدياً" بالنسبة لتلك التفسيرات. ان التفسير البرجوازي لهذا المبدأ المُهم، هو تفسير محدود للغاية، وهو أحد أشكال تقنّع الفلسفات البرجوازية بقناع "الموضوعانية" و"الحياد".
12- McHenry, L. (2008) ‘Biomedical Research and Corporate Interests: A Question of Academic Freedom’, Mens Sana Monographs, 6(1), pp. 146–156. doi: 10.4103/0973- 1229.37086.
Maxmen, A. and Warren, M. (2019) ‘Investors bet billions on health-care start-ups with paltry publication records’, Nature. doi: 10.1038/d41586-019-00564-5.
13- Head, M. L. et al. (2015) ‘The Extent and Consequences of P-Hacking in Science’, PLOS Biology, 13(3), p. e1002106. doi: 10.1371/journal.pbio.1002106.
هـ تجريف البيانات أو صيد البيانات هو اساءة استخدام تحليل البيانات للعثور على أنماط فيها يُمكن تقديمها على أنها ذات أهمية أحصائية مزعومة.
14- Amrhein, V., Greenland, S. and McShane, B. (2019) ‘Scientists rise up against statistical significance’, Nature, 567(7748), p. 305. doi: 10.1038/d41586-019-00857-9.
Montévil, M. et al. (2016) ‘Modeling mammary organogenesis from biological first principles: Cells and their physical constraints’, Progress in Biophysics and 52 Molecular Biology, 122(1), pp. 58–69. doi: 10.1016/j. pbiomolbio.2016.08.004.
Rubin, B. S., Schaeberle, C. M. and Soto, A. M. (2019) ‘The Case for BPA as an Obesogen: Contributors to the Controversy’, Frontiers in Endocrinology, 10. doi: 10.3389/fendo.2019.00030.
و- وهي شركة تحاليل طبية تعود ملكيتها للمُستثمرة الأمريكية اليزابيث هولمز. وُجّهَت تُهم لهذه الشركة بالاحتيال وتنفيذ مُخططات اجرامية طبية وتزوير طُرُق ووسائل تحليل الدم.
15- Fiala, C. and Diamandis, E. P. (2019) ‘Theranos: Almost Complete Absence of Laboratory Medicine Input’, The Journal of Applied Laboratory Medicine, 3(5), pp. 749– 752. doi: 10.1373/jalm.2018.027474.
ز- الخزعة السائلة تستلزم أخذ عينة سائلة من الجسم، مثل الدم، من المريض لفحصها في المختبر. ومع ذلك، لا يتم اختبار عينة الدم لوجود الخلايا السرطانية نفسها ، بل بالحمض النووي للخلايا السرطانية التي تدور في مجرى الدم. سوف يتحول هذا الحمض النووي إلى درجة يمكن تمييزها عن الحمض النووي للخلايا العادية. ادّعَت شركة مختبرات الخزعة السائلة الأمريكية أن هذه الطريقة يُمكنها أن تُشخّص السرطانات في وقتٍ مُبكر بشكلٍ أفضل من الوسائل التقليدية مثل الأشعة والتصوير، وأن هذا التشخيص يُمكنه أن يُحدد الكيفية التي سيتم بها العلاج المُناسب عن طريق الفحص الجيني، ويُمكنه كذلك أن يُحدد آليات مُقاومة العلاجات. وبالرغم من هذا فان البيانات البيولوجية المُعقدة تحتاج الى التطوير والتحقق من صحتها من أجل أن تولّد نتائج مُفيدة سريرياً. ويحتاج هذا النوع من التشخيص كذلك الى وجود فهم أعمق لبيولوجيا السرطان، والا فانه يُمكن للخزعة السائلة أن تولّد نتائج طبية كاذبة قد تكون خطيرة للغاية. ان عدد اختبارات الخزعة السائلة والمناهج التي حصلت على الموافقة التشريعية، مُنخفض بالمقارنة مع الاختبارات التي طورتها المناهج الأُخرى.
حـ- يُمكن للقارئ أن يعود الى مقالة "معركة لامتلاك أداة تنقيح الجينات كريسبر- كاس9 "CRISPR – Cas9" من أجل الاطلاع الاخباري على هذه المعركة.
https://www.wipo.int/wipo_magazine/ar/2017/02/article_0005.html
16- Ledford, H. (2017) ‘Bitter CRISPR patent war intensifies’, Nature News. doi: 10.1038/nature.2017.22892.
17- Hasan, N. (2019) ‘Eugenics 2.0: How Dialectical Materialism can end the Nature vs. Nurture debate’, COSMONAUT, 1 January. Available at: https://cosmonaut. blog/2019/01/01/eugenics-2-0-how-dialecticalmaterialism- can-end-the-nature-vs-nurture-debate/ (Accessed: 7 November 2019).
ط- حيث ثبت أن أحد مختبرات الوسائط التابعة للمعهد، المعروف باسم MIT Media Lab تلقّى دعمًا ماليًا من الملياردير الأمريكي جيفري إيشتاين الذي انتحر على إثر فضائح جنسية مع قاصرات. الفضيحة بحد ذاتها مُثيرة للاشمئزاز، ولكنها من منظورٍ أوسع، فهي تعكس حالة هذه المعهد التاريخية (معاداته التاريخية للسوفييت وانخراطه في الحروب الأمريكية القذرة)، بالاضافة الى العلاقة المُتنامية بين مراكز البحث العلمي والتمويل الخاص.
18- Farrow, R. (2019) ‘How an Élite University Research Center Concealed Its Relationship with Jeffrey Epstein’, 7 September. Available at: https://www.newyorker.com/ news/news-desk/how-an-elite-university-researchcenter- concealed-its-relationship-with-jeffrey-epstein (Accessed: 7 November 2019).
ي- يُمكن للقارئ أن يعود الى مقالة " تضارب المصالح (Conflict of interest)" الواردة في موقع الباحثون السوريون، للتعرف أكثر على هذا المفهوم:
https://www.syr-res.com/article/23353.html
19- Wadman, M. (2012) ‘Grant review opens up Texas-sized rift’, Nature News, 486(7402), p. 169. doi: 10.1038/486169a.
Glanz, J. and Armendariz, A. (2017) ‘Years of Ethics Charges, but Star Cancer Researcher Gets a Pass’, The New York Times, 8 March. Available at: https://www.nytimes. com/2017/03/08/science/cancer-carlo-croce.html (Accessed: 7 November 2019).
Thomas, K. and Ornstein, C. (2018) ‘Top Sloan Kettering Cancer Doctor Resigns After Failing to Disclose Industry Ties’, The New York Times, 13 September. Available at: https://www.nytimes.com/2018/09/13/health/josebaselga- cancer-memorial-sloan-kettering.html (Accessed: 7 November 2019).
20- Paton, J. (2019) ‘Novartis Boosts Forecast Again as New Gene Therapy Shines’, Bloomberg.com, 22 October. Available at: https://www.bloomberg.com/news/articles/2019-10-22/ novartis-earnings-outlook-improves-for-third-time-thisyear (Accessed: 7 November 2019).
21- Mazzucato, M. (2018) Big Pharma is hurting drug innovation, Washington https://www.washingtonpost.com/news/theworldpost/wp/2018/10/17/pharmaceutical/
22- Kresge, N. and Lauerman, J. (2019) ‘Big Pharma Faces the Curse of the Billion-Dollar Blockbuster’, Bloomberg.com, 11 January. Available at: https://www.bloomberg.com/news/ articles/2019-01-11/big-pharma-faces-the-curse-of-thebillion- dollar-blockbuster (Accessed: 5 December 2019).
كـ- أعلنت شركات الأدوية بأن المرضى لن يصبحوا مدمنين على مسكنات الألم الأفيونية، وبدأ مقدمو الرعاية الصحية بوصفها بمعدلاتٍ أعلى. أدى ذلك لاحقاً الى استخدامها على نطاقٍ واسع قبل أن يتضح أن هذه الأدوية تسبب ادماناً كبيراً. في عام 2017 مات أكثر من 74000 أمريكي نتيجة تناول جرعات زائدة منها. في نفس العام عانى نحو مليون سبعمائة ألف شخص في الولايات المتحدة من الادمان المتعلق بالوصفات الطبية.
23- Keefe, P. R. (2017) ‘The Family That Built an Empire of Pain’, 23 October. Available at: https://www.newyorker.com/ magazine/2017/10/30/the-family-that-built-an-empireof- pain (Accessed: 5 December 2019).
24- Kaelin, W. G. (2017) ‘Common pitfalls in preclinical cancer target validation’, Nature Reviews. Cancer, 17(7), pp. 425–440. doi: 10.1038/nrc.2017.32.
25- Kemp, R. and Prasad, V. (2017) ‘Surrogate endpoints in oncology: when are they acceptable for regulatory and clinical decisions, and are they currently overused?’, BMC Medicine, 15(1), p. 134. doi: 10.1186/s12916-017-0902-9.
26- Roy, S. and Edwards, M. A. (2017) Science is a public good in peril – here’s how to fix it, Aeon. Available at: https:// aeon.co/essays/science-is-a-public-good-in-peril-hereshow- to-fix-it (Accessed: 1 March 2019).
ل- البحث الانتقالي، هو البحث الذي يهدف الى تحويل نتائج الأبحاث الأساسية الى نتائج عملية مُباشرة بسرعة. يتم استغلال الانتقال السريع من البحوث الأساسية الى نتائج عملية من قِبَل الشركات الدوائية والطبية من أجل تحصيل الأرباح دون أخذ مدى جدوى تلك النتائج بالنسبة للبشر، بعين الاعتبار.
27- Bouchard, R. A. and Lemmens, T. (2008) ‘Privatizing biomedical research—a “third way”’, Nature Biotechnology, 26(1), pp. 31–36. doi: 10.1038/nbt0108-31.
28- Pagano, M. (2017) ‘Don’t run biomedical science as a business’, Nature News, 547(7664), p. 381. doi: 10.1038/547381a.
29- Bertagnolli, M. M., Canetta, R. and Nass, S. J. (2014) ‘Expanding Public-Private Collaborations to Enhance Cancer Drug Development: A Report of the Institute of Medicine’s Workshop Series, “Implementing a National Cancer Clinical Trials System for the 21st Century”’, The Oncologist, 19(11), pp. 1179–1185. doi: 10.1634/ theoncologist.2014-0240.
30- Sheehan, H. (2018) Marxism and the Philosophy of Science: A Critical History. Verso Books.
31- Ibid
32- ورقة للدكتور عبد الفتاح إمام بعنوان "علم المنطق لهيغل"، ص21، تاريخ النشر غير مذكور
33- Singer, P. (2001) Hegel: A very short introduction. Oxford, England, UK: Oxford University Press.
34- رأس المال-المُجلّد الأول، كارل ماركس، ترجمة فالح عبد الجبار، دار الفارابي 2013، ص38
35- Foster, J. B. (2000) Marx’s Ecology: Materialism and Nature. NYU Press
36- Ibid
37- Ibid
38- مراسلات ماركس-انجلز، ترجمة فؤاد أيوب، دار الفارابي الطبعة الأولى 1981، ص146-147
39- Engels, F. (2012) Dialectics of Nature. 2nd ed. edition. Wellred
40- مختارات ماركس وانجلز في أربعة مُجلّدات-المُجلّد الثالث، دار التقدم 1975، ص17
41- Sheehan, H. (2018) Marxism and the Philosophy of Science: A Critical History. Verso Books.
42- Lukács, G. (1972) History and Class Consciousness: Studies in Marxist Dialectics. MIT Press
43- Schmidt, A. (2013) The Concept of Nature in Marx. Verso Books
44- Cassegård, C. (2017) ‘Eco-Marxism and the critical theory of nature: two perspectives on ecology and dialectics’, Distinktion: Journal of Social Theory, 18(3), pp. 314–332. doi: 10.1080/1600910X.2017.1324502.
45- Foster, J. B., Clark, B. and York, R. (2010) The Ecological Rift: Capitalism’s War on the Earth. New York: Monthly Review Press.
46- Cassegård, C. (2017) ‘Eco-Marxism and the critical theory of nature: two perspectives on ecology and dialectics’, Distinktion: Journal of Social Theory, 18(3), pp. 314–332. doi: 10.1080/1600910X.2017.1324502
47- Mayr, E. (1997) ‘Roots of Dialectical Materialism’, in Kolcinskij, E. (ed.) На переломе: Советская бuологuя в 20-30-x годаx. 1st edn. St. Petersburg: СПбФ ИИЕТ РАН, pp. 12–18
48- Foster, J. B. (2000) Marx’s Ecology: Materialism and Nature. NYU Press
49- Sheehan, H. (2018) Marxism and the Philosophy of Science: A Critical History. Verso Books
50- Ibid
51- Mayr, E. (1997) ‘Roots of Dialectical Materialism’, in Kolcinskij, E. (ed.) На переломе: Советская бuологuя в 20-30-x годаx. 1st edn. St. Petersburg: СПбФ ИИЕТ РАН, pp. 12–18
52- Levins, R. and Lewontin, R. (1985) The Dialectical Biologist. 1st edn. Cambridge, MA: Harvard University Press.
م- ان علماء البيولوجيا الماركسيين السوفييت قد قدّموا للعالم أفضل منجزات هذا العلم وأرقاها، ولا نعتقد أن ليوونتين نفسه قد فَهِمَ بشكلٍ جيد الدياليكتيك الماركسي السوفييتي أو اطلع بشكلٍ جيّد على تأثير الماركسية على مُنجزات البيولوجيا الماركسية، لذلك ظل الاعتقاد سائداً بأن مادية العلماء السوفييت كانت ميكانيكية.
ما هي "المادية الميكانيكية" التي مكنت علماء أمثال الكسندر أوبارين Alexander Oparin وأرمين تاختاجان Armen takhtajan وأوليغ غازينكو وفلاديمير افرويمسون Vladimir Pavlovich Efroimson ونيكولاي ريسوفسكي Nikolay Timofeev-Ressovsky ومئات غيرهم من تقديم انجازات هائلة للبشرية في البحث العلمي والبيولوجيا.
53- Levins, R. and Lewontin, R. (1985), The Dialectical Biologist. 1st ed. Cambridge, MA: Harvard University Press
54- Minelli, A. (2014) ‘Developmental Disparity’, in Alessandro Minelli and Thomas Pradeu (eds) Towards a Theory of Development. Oxford, England, UK: Oxford University Press, pp. 227–245.
55- Lewontin, R. C. (2001) The Triple Helix: Gene, Organism, and Environment. Harvard University Press
56- Nyhart, L. K. and Lidgard, S. (2011) ‘Individuals at the Center of Biology: Rudolf Leuckart’s Polymorphismus der Individuen and the Ongoing Narrative of Parts and Wholes. With an Annotated Translation’, Journal of the History of Biology, 44(3), pp. 373–443. doi: 10.1007/ s10739-011-9268-6.
57- Gilbert, S. F., Sapp, J. and Tauber, A. I. (2012) ‘A Symbiotic View of Life: We Have Never Been Individuals’, The Quarterly Review of Biology, 87(4), pp. 325–341. doi: 10.1086/668166.
ش- النمط التلاؤمي المُستحث هو نموذج للتفاعل بين الأنزيم والركيزة enzyme–substrate لوصف أن الركيزة قادرة على تحفيز المُحاذاة الصحيحة لموقع الأنزيم النشِط، مما يؤدي أن يقوم هذا الأخير بوظيفته التحفيزية. هذا النمط، يتعارض مع نمط القفل والمفتاح، والذي يُستَخدَم أيضاً لوصف تفاعل الأنزيم-الركيزة. في النمط الأول يتغير كُلٌ من الركيزة والموقع النَشِط من الأنزيم بالتوافق حتى ترتبط الركيزة تماماً بالأنزيم، وعند هذه النقطة يتحدد الشكل النهائي. هذا يُفعّل الانزيم لتأدية وظيفته التحفيزية.
في نمط القفل والمفتاح يتم تشبيه تفاعل الركيزة والأنزيم مثلما يتم في المفتاح (الركيزة) والقفل (الموقع النَشِط للأنزيم). انه يُصوّر شكلاً سكونياً وجامداً من التفاعل. على عكس هذا الأخير، يُظهر نموذج التلاؤم المُستحَث أن الأنزيمات هي بُنىً مرنة الى حدٍ ما، حيث يُعيد الموقع النَشِط تشكيل تفسه باستمرار من خلال التفاعل مع الركيزة الى حين ارتباط هذه الأخيرة به.
58- Pradeu, T. (2010) ‘What is An Organism? An Immunological Answer’, History and Philosophy of the Life Sciences, 32(2/3), pp. 247–267.
59- Gilbert, S. F., Bosch, T. C. G. and Ledón-Rettig, C. (2015) ‘Eco- Evo-Devo: developmental symbiosis and developmental plasticity as evolutionary agents’, Nature Reviews. Genetics, 16(10), pp. 611–622. doi: 10.1038/nrg3982.
60- Hadfield, M. G. (2011) ‘Biofilms and Marine Invertebrate Larvae: What Bacteria Produce That Larvae Use to Choose Settlement Sites’, Annual Review of Marine Science, 3(1), pp. 453–470. doi: 10.1146/annurevmarine- 120709-142753
Sampson, T. R. and Mazmanian, S. K. (2015) ‘Control of brain development, -function-, and behavior by the microbiome’, Cell Host & Microbe, 17(5), pp. 565–576. doi: 10.1016/j. chom.2015.04.011
61- Gilbert, S. F. and Tauber, A. I. (2016) ‘Rethinking individuality: the dialectics of the holobiont’, Biology & Philosophy, 31(6), pp. 839–853. doi: 10.1007/s10539-016-9541-3
62- Jablonka, E. and Lamb, M. J. (1995) Epigenetic Inheritance and Evolution: The Lamarckian Dimension. Oxford, New York: Oxford University Press.
63- Jablonka, E. and Lamb, M. J. (2014) Evolution in Four Dimensions, revised edition: Genetic, Epigenetic, Behavioral, and Symbolic Variation in the History of Life. MIT Press
64- Munoz-Rubio, J. (2018) ‘Dialectics and neo-Lamarckism against the fetishism of genes’, in The Truth is the Whole: Essays in Honor of Richard Levins. The Pumping Station
65- Longo, G. and Soto, A. M. (2016) ‘Why do we need theories?’, Progress in Biophysics and Molecular Biology, 122(1), pp. 4–10. doi: 10.1016/j.pbiomolbio.2016.06.005
66- Nicholson, D. J. (2013) ‘Organisms≠Machines’, Studies in History and Philosophy of Science Part C: Studies in History and Philosophy of Biological and Biomedical Sciences, 44(4, Part B), pp. 669–678. doi: 10.1016/j. shpsc.2013.05.014
67- Barnes, C. et al. (2014) ‘From Single Cells to Tissues: Interactions between the Matrix and Human Breast Cells in Real Time’, PLoS ONE. Edited by C. Egles, 9(4), p. e93325. doi: 10.1371/journal.pone.0093325
Montévil, M. et al. (2016) ‘Modeling mammary organogenesis from biological first principles: Cells and their physical constraints’, Progress in Biophysics and Molecular Biology, 122(1), pp. 58–69. doi: 10.1016/j. pbiomolbio.2016.08.004.
68- Sonnenschein, C. and Soto, A. M. (2016) ‘Carcinogenesis explained within the context of a theory of organisms’, Progress in Biophysics and Molecular Biology, 122(1), pp. 70–76. doi: 10.1016/j.pbiomolbio.2016.07.004.
69- Soto, A. M. and Sonnenschein, C. (2005) ‘Emergentism as a default: cancer as a problem of tissue organization’, Journal of Biosciences, 30(1), pp. 103–118. doi: 10.1007/ bf02705155.
70- Longo, G. and Soto, A. M. (2016) ‘Why do we need theories?’, Progress in Biophysics and Molecular Biology, 122(1), pp. 4–10. doi: 10.1016/j.pbiomolbio.2016.06.005
71- Soto, A. M., Longo, G., Montévil, M., et al. (2016) ‘The biological default state of cell proliferation with variation and motility, a fundamental principle for a theory of organisms’, Progress in Biophysics and Molecular Biology, 122(1), pp. 16–23. doi: 10.1016/j.pbiomolbio.2016.06.006.
72- Levins, R. and Lewontin, R. (1985) The Dialectical Biologist. 1st edn. Cambridge, MA: Harvard University Press.
73- Gordin, M. D. (2012) ‘How Lysenkoism Became Pseudoscience: Dobzhansky to Velikovsky’, Journal of the History of Biology, 45(3), pp. 443–468. doi: 10.1007/s10739-011- 9287-3.
74- - Levins, R. and Lewontin, R. (1985) The Dialectical Biologist. 1st edn. Cambridge, MA: Harvard University Press
Clark, B. and York, R. (2005) ‘Monthly Review | Dialectical Nature’, Monthly Review, 1 May. Available at: https:// monthlyreview.org/2005/05/01/dialectical-nature/ (Accessed: 5 November 2019).
Gordin, M. D. (2012) ‘How Lysenkoism Became Pseudoscience: Dobzhansky to Velikovsky’, Journal of the History of Biology, 45(3), pp. 443–468. doi: 10.1007/s10739-011- 9287-3
Sheehan, H. (2018) Marxism and the Philosophy of Science: A Critical History. Verso Books.
75- - Levins, R. and Lewontin, R. (1985) The Dialectical Biologist. 1st edn. Cambridge, MA: Harvard University Press
76- Kean, S. (2017) The Soviet Era’s Deadliest Scientist Is Regaining Popularity in Russia, The Atlantic. Available at: https://www.theatlantic.com/science/archive/2017/12/ trofim-lysenko-soviet--union--russia/548786/ (Accessed: 7 November 2019).
77- Kolchinsky, E. I. et al. (2017) ‘Russia’s new Lysenkoism’, Current Biology, 27(19), pp. R1042–R1047. doi: 10.1016/j. cub.2017.07.045.
78- Sheehan, H. (2018) Marxism and the Philosophy of Science: A Critical History. Verso Books
79- Rose, H. and Rose, S. (1972) ‘The Radicalisation of Science’, Socialist Register, 9. Available at: https://socialistregister. com/index.php/srv/article/view/5308 (Accessed: 5 November 2019).
80- Levins, R. and Lewontin, R. (1985) The Dialectical Biologist. 1st edn. Cambridge, MA: Harvard University Press
Lazebnik, Y. (2015) ‘Are scientists a workforce? – Or, how Dr. Frankenstein made biomedical research sick’, EMBO Reports, 16(12), pp. 1592–1600. doi: 10.15252/ embr.201541266.
81- Press, A. (2019) On the Origins of the Professional-Managerial Class: An Interview with Barbara Ehrenreich, Dissent Magazine. Available at: https://www.dissentmagazine. org/online_articles/on-the-origins-of-the-professionalmanagerial- class-an-interview-with-barbara-ehrenreich (Accessed: 5 November 2019).
82- Winant, G. (2019) ‘Professional-Managerial Chasm’, n+1, 10 October. Available at: https://nplusonemag.com/onlineonly/ online-only/professional-managerial-chasm/ (Accessed: 5 November 2019).
83- Hasan, N. (2016b) TUSM Faculty takes steps to -union-ize, Sackler Insight. Available at: http://sites.tufts.edu/ insight/2016/02/09/tusm-faculty-takes-steps-to-union-ize/ (Accessed: 7 November 2019).
Birmingham, K. (2017) ‘“The Great Shame of Our Profession”’, The Chronicle of Higher Education, 12 February. Available at: https://www.chronicle.com/article/The-Great- Shame-of-Our/239148 (Accessed: 7 November 2019).
84- Academics Anonymous (2018) ‘Academia is built on exploitation. We must break this vicious circle’, The Guardian, 18 May. Available at: https://www. theguardian.com/higher-education-network/2018/ may/18/academia-exploitation-university-mental-healthprofessors- plagiarism (Accessed: 7 November 2019).
85- Nature Editorial (2018) ‘Stop exploitation of foreign postdocs in the United States’, Nature, 563, pp. 444–444. doi: 10.1038/d41586-018-07479-7.
86- Maldonado, C. (2018) Price Of College Increasing Almost 8 Times Faster Than Wages, Forbes. Available at: https:// https://www.forbes.com/sites/camilomaldonado/2018/07/24/ price-of-college-increasing-almost-8-times-faster-thanwages/ (Accessed: 7 November 2019).
87- Flaherty, C. (2018) New study says graduate students’ mental health is a ‘crisis’, Inside Higher Ed. Available at: https:// https://www.insidehighered.com/news/2018/03/06/new-studysays- graduate-students-mental-health-crisis (Accessed: 7 November 2019).
88- Tufts Daily Editorial (2017) ‘Editorial: Tufts should reduce administrative costs, increase transparency’, The Tufts Daily, 16 March. Available at: https://tuftsdaily. com/opinion/2017/03/16/editorial-tufts-reduceadministrative- costs-increase-transparency/ (Accessed: 7 November 2019).
89- Bauman, D., Davis, T. and O’Leary, B. (2019) Executive Compensation at Public and Private Colleges, The Chronicle of Higher Education. Available at: https://www. chronicle.com/interactives/executive-compensation (Accessed: 7 November 2019).
90- Seal, A. (2018) ‘How the University Became Neoliberal’, The Chronicle of Higher Education, 8 June. Available at: https://www.chronicle.com/article/How-the-University- Became/243622 (Accessed: 7 November 2019).
ن- دراسة توسكيجي لمرض الزهري غير المُعالَج عند الزنوج الذكور، هي دراسة اُجرِيَت بين عامي 1932 و1972 من قِبَل خدمات الصحة العامة في الولايات المُتحدة على مجموعة من 400 أمريكي من أصل افريقي مُصابين بمرض الزُهري. كان الغرض من الدراسة هو مراقبة آثار المرض عند عدم علاجه، على الرغم من أن التطورات الطبية قد أشارت، بحلول نهاية الدراسة، الى أنه كان قابلاً للعلاج تماماً. لم يتم اخبار الخاضعين للدراسة بطبيعة التجربة مما أدى الى موت أكثر من 100 شخص. ان الايديولوجية الرأسمالية العنصرية تغلغلت في أذهان العلماء المشاركين في الدراسة، فوضعوا افتراضاً مُسبقاً أن السود مُعرضين للاصابة بالأمراض التناسلية أكثر من غيرهم بسبب عرقهم، وافترضوا أن المُشاركين في الدراسة ليسوا مهتمين بتلقي العلاج.
91- Zhao, H. (2019) ‘What is a Radical Analysis of Science?’, Science for the People Magazine, 29 May. Available at: https://magazine.scienceforthepeople.org/ vol22-1/what-is-a-radical-analysis-of-science/ (Accessed: 7 November 2019).
92- مُختارات ماركس وانجلز في أربعة مُجلدات، المُجلد الأول، دار التقدم 1975، ص40

ترجمة لمقالة:
Marxism and the crisis in modern biology, nafis hasan, Organisms magazine Vol 3 No2 2019, Sapienza university in Roma
DOI: 10.13133/2532-5876_6.9



#مالك_ابوعليا (هاشتاغ)       Malik_Abu_Alia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُلاحظات حول معنى التاريخ
- الفلسفة الماركسية ومسألة القيمة
- مُبادرة يلا نتفلسف: هيا نُسخّف أداة من أدوات التغيير
- من المُلام؟ كيف نشأ الخلاف بين قادة الصين الماويين، والاتحاد ...
- حول مُشكلة ثورة العصر الحجري الحديث في ضوء البيانات الأركيول ...
- العلوم الطبيعية المُعاصرة والنظرة العلمية الى العالم
- من المُلام؟ كيف نشأ الخلاف بين قادة الصين الماويين، والاتحاد ...
- حول مُشكلة التحليل البنيوي للتاريخ
- كتاب لينين -المادية ومذهب النقد التجريبي- ونظرية المعرفة الم ...
- من المُلام؟ كيف نشأ الخلاف بين قادة الصين الماويين، والاتحاد ...
- بعض جوانب دراسة التاريخ الاجتماعي (السيكولوجيا الاجتماعية ال ...
- الفلسفة التحليلية المُعاصرة
- من المُلام؟ كيف نشأ الخلاف بين قادة الصين الماويين، والاتحاد ...
- تاريخ الدين: الاسلام
- فلسفة فويرباخ حول الانسان ومسألة نشاط الذات
- الهجوم الاستفزازي لسُلطات بكين- الأحداث على الحدود السوفييتي ...
- تاريخ الدين: المسيحية
- حول مسألة وتاريخ نظرية الفكر العلمي
- الثورة المُضادة في المَجَر عام 1956- خطاباتها وأسلحتها (7)
- تاريخ الدين: الدين الروماني القديم


المزيد.....




- للرجال.. أطعمة غنية بمضادات الأكسدة لتحسين الخصوبة
- فيديو خاص: ابارتايد المياه في الضفة، سياسي يكشف!!
- ما هو شاي قشر المانجو؟ وهل مفيد لمرضى السكر؟
- إكزيما الرقبة.. علامات الإصابة وهل الوراثة أحد الأسباب؟
- 8 أسباب لترهل عين واحدة دون أخرى.. اعرفها
- تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري
- تأتى بدون سبب.. كل ما تريد معرفته عن متلازمة التعب المزمن
- مسؤول أممي: نفقات حروب 2024 تكفي لتحقيق الأمن الغذائي بالعال ...
- كيف تؤثر المحليات الصناعية على الشهية؟
- الأمير ويليام يعود لمهامه العامة بعد تشخيص إصابة زوجته بالسر ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مالك ابوعليا - الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة