أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - أكذوبة تلد أخرى















المزيد.....

أكذوبة تلد أخرى


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهجمات الإعلامية الامريكية المتسلسلة ضد روسيا، وبحلقاتها واشكالها المتعددة والمدعومة من عدد من وسائل الاعلام الغربية في بريطانيا وألمانيا والدول الشرقية، التي يوصفها الغرب ( بالطفيليات ) ، لا تتعدى عن كونها أكاذيب تسوغها دوائر مختصة في الولايات المتحدة الامريكية ، بحجة انها معلومات سرية لا يمكن الكشف عنها ، ورفض المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس عدة مرات الكشف عن تقديم أي أدلة أو تفاصيل بشأن " التحضيرات" المزعومة لدى روسيا لفبركة ذريعة تؤدي لتدخلها عسكريا في أوكرانيا ، وقال "نستطيع القول إن لدى الولايات المتحدة معلومات حول أن روسيا تخطط لتنظيم تمثيلية على شكل هجوم زائف للقوات الأوكرانية أو استخباراتها كذريعة للتوغل اللاحق في أوكرانيا ، وأنا لن أكشف عما هو متوفر لدينا".
وامام هذه الأكاذيب يستحضرنا قول الألماني جوزيف غوبلز مهندس ماكينة الدعاية الألمانية لمصلحة النازية وأدولف هتلر: «اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس»، ويبدو أن هناك من لا يزال يحمل الشعار نفسه، ويظن أنه أذكى من جميع الناس فيروج لهم ما يحبون أن يستمعوا إليه من حديث، حتى وإن حدث بعدها ما هو عكس ذلك تماماً ، لذلك فإن الكذب الذي تمارسه أمريكا ، هو اخطر أنواع الكذب لأنه يعمد إلى تضليل العالم بأكمله ، ولا يقتصر على أفراد أو جماعات معينة فكيدها عظيم ، والأخطر من ذلك أن يستمر الكذاب في كذبه ويجد تبريرا له، وقول غوبلز وزير الدعاية النازي السابق "أكذب أكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم أكذب أكثر حتى تصدق نفسك " ، يعتبر استدلال على الحيز الكبير الذي يعطى للكذب في هذا الزمن .
وفي هذا السياق "لم نتفاجأ بالسيناريو الإبداعي" الذي أعلنه ممثلو وزارة الخارجية الامريكية والبنتاغون في 3 فبراير، بشأن مزاعم عن استعداد روسيا لعملية ضد أوكرانيا تحت "علم أجنبي" ، أو مزاعم أمريكية أخرى وكما نقلتها وكالة "فرانس برس ورويترز " عن المسؤولين الأمريكيين، وتحذيرهم من أن: "النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة في ظل خطر تسببه في مقتل ما بين 25 - 50 ألف مدني، وما بين 5 - 25 ألف جندي أوكراني، وما بين 3 - 10 آلاف جندي روسي، كما يمكن أن يتسبب في تدفق مليون إلى 5 ملايين لاجئ، بشكل رئيسي إلى بولندا" ، ناهيكم عن الادعاءات الامريكية منذ بدأ التصعيد بأكذوبة من صحيفة أمريكية ، لتتوالى الأكاذيب ضمن مسلسل منسق ومدروس ، تتناوب على تنفيذه الماكينة الإعلامية الغربية ، بدعم من " حرافيشها " من الماكينات الموجودة في أوربا ، وكذلك للأسف في بعض من الدول العربية .
وهذا السيناريو الأمريكي – البريطاني ، ليس جديدا أو غريبا على المجتمع الدولي ، الذي شهد مع بداية الالفية الثانية حملة إعلامية ضخمة للتظليل بشأن التحضير لغزو العراق ام 2003 ، ويتذكر المجتمع الدولي ما قام به الامريكيون من تزوير من أجل تدخلاتهم العسكرية في جميع انحاء العالم، بما في ذلك استخدام انبوبة الاختبار " الشهيرة " التي عرضها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول"، كحجة لغزو العراق " ، والذي كان أحد المحرضين الرئيسيين للغزو ، مدعيا أن صدام حسين كان يمتلك أسلحة بيولوجية للدمار الشامل ، وفي اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عرض بأول بعد ذلك أنبوبة اختبار تحتوي على مسحوق أبيض كدليل ، وفي وقت لاحق تبين أنها كانت مزيفة ، وبأعتراف الوزير الأمريكي نفسه ، الذي قال فيما بعد " بانه تعرض لعملية تظليل كبرى من قبل الاستخبارات الامريكية" .
اليوم انكشفت إوراق التضليل الأمريكي – البريطاني بشأن أوكرانيا ، وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، على ان" أمريكا لا يهمها أمر أوكرانيا ، بل تستغلها بغية "إغلاق ملف روسيا" والتركيز على مواجهة الصين " ، كلام أيده الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ، الذي حث "زملاءه الغربيين " ، ووسائل الإعلام على الكف عن افتعال التوترات حول مزاعم خطر "الغزو الروسي" لبلاده ، وقال "لا نرى اليوم تصعيدا أكبر مما كان في السابق ، نعم، عدد القوات الروسية عند حدود أوكرانيا ارتفع في الواقع، غير أنني سبق أن أشرت إلى ذلك أوائل 2021، عندما تحدثت عن التدريبات العسكرية الروسية.. لا أعتقد أن الوضع اليوم أكثر شدة مما كان في ذلك الحين، على ذروة تلك التدريبات" ، لافتا في الوقت نفسه الانتباه إلى أن التقارير الإعلامية وتصريحات المسؤولين الأجانب عن مستجدات الوضع حول أوكرانيا تخلف انطباعا كأن هناك "حرب وتحركات قوات في الطرق وتعبئة عامة وتنقلات للناس"، مشددا على أن الأمر ليس كذلك.
النسق الإعلامي الغربي والامريكي ، يتبع أسلوبا واحدا ، وكأنك في ملعب لكرة الطائرة ، لاعبيه وسائل الاعلام الغربية ، تنطلق لكذبة بضربة " إرسال " من أحدى وسائل الاعلام " الذيول " ، ليتلقفها بعد ذلك بقية اللاعبين ، وكثيرا ما تستند معلومات هذه الوسائل على شخصيات " مجهولة " ، وكمثال على ذلك ما تناقلته مؤخرا وكالات "رويترز" و"فرانس برس" من تصريحات لمسؤولين أمريكيين مجهولين قولهم إن القوات الروسية قد تهزم كييف "في غضون يومين" في حال هجوم روسيا على أوكرانيا ، وأكدوا أيضا أن حصيلة الضحايا الإجمالية نتيجة النزاع المحتمل بين روسيا وأوكرانيا قد تبلغ نحو 85 ألف شخص ، وأنه بات لدى القوات الروسية بالفعل 70% من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه ، وراحت هذه الوكالات برسم الصور المأساوية ، وبالطبع نقلا " عن المسؤولين الأمريكيين "، تحذيرهم من أن: "النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة في ظل خطر تسببه في مقتل ما بين 25 - 50 ألف مدني، وما بين 5 - 25 ألف جندي أوكراني، وما بين 3 - 10 آلاف جندي روسي ، كما يمكن أن يتسبب في تدفق مليون إلى 5 ملايين لاجئ، بشكل رئيسي إلى بولندا".
ومع استمرار مسلسل التظليل الإعلامي نشهد كل يوم الحملة الإعلامية والسياسية للغرب التي تهدف إلى حياكة الأسطورة عن تهديد روسي بشأن هجوم مزعوم.. ، وهي تصريحات لا يمكن الا وصفها "بالهراء والباطلة" ، لذلك فإن الوضع الحقيقي (أرض الواقع) والفطرة السليمة تملي بضرورة وقف الهستيريا الغربية ، بحسب وزارة الخارجية الروسية ، ولكن برأينا مهما تكررت الكذبة.. ومهما تلونت.. ومهما صغرت.. أو مهما كبرت.. ومهما تبدلت وتغيّرت صيغتها لن يصدقها العاقلون، حتى لو عبر كذبهم المحيطات السبعة! فهؤلاء الأفاكون الذين يفجرون في خصوماتهم السياسية، ويطلقون الإشاعات والأباطيل يجب أن يدركوا شيئاً واحداً، وهو أن الكذبة التي يمضون لصناعتها، وحبكتها، ومن ثم ترويجها، ونشرها، يتم نسفها بواسطة تغريدة واحدة في دقيقة واحدة، أو من خلال مشهد تلفزيوني أو «يوتيوبي» عابر..
والمؤلم في الحكاية هو الإنسان المثقف العاقل الذي أهان نفسه، وجعل منها مطية لاستقبال هذه الأكاذيب، ونقلها والترويج لها، والمساهمة في نشرها، أو التعليق عليها عبر أي وسيلة يستطيع الحصول عليها، وفي كل مكان يستطيع الوصول إليه، حتى ينال على الرضا، ويكتب في زمرة الوطنيين المخلصين! ، وهناك للأسف في عالمنا العربي أيضا من يبيع الوهم للامه العربية ويعتمد الكذب عبر وسائل الاعلام المختلفة ، كتلك القناة الإخبارية التي تشارك في هذه الحملة بشكل فج ، و أرسلت مراسليها الى كييف لحضور تدريبات ما تقول عنهم أنهم "متطوعين أوكران " في تقرير لها " لا يتجاوزون الأربعة متطوعين " ، وتنتقل مراسلة القناة بينهم لتقديم رسالتها الإخبارية .
وهنا نستذكر بعض الاقوال لبعض العظماء في العالم ، ف"أبراهام لينكولين" يقول " تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت ، أو بعض الناس كل الوقت ، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت" ، و"سفولكس "يقول أيضا "الكذبة لا تعيش حتى تصبح عجوزا" ، فهل لنا ان نرقى بمستوى اعلامنا العربي للتصدي لحالة الكذب الذي اصبح مستشري استشراء النار في الهشيم ، لأن سكرتير مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني أليكسي دانيلوف، أكد أن السلطات في كييف لا ترى أي أساس للتحدث عن استعدادات لهجوم واسع من روسيا على أوكرانيا في حين قال وزير الدفاع الأوكراني "ليست هناك حاجة للتعبئة، لأنه لا يوجد تهديد الآن إذا تم الإعلان عن تعبئة تدريبية، فسيثير ذلك حالة من الذعر في الشوارع. وسيعتقد الجميع أننا نعلم وأخفينا أن العدو سيهاجم غدا".



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيار الاستراتيجي بين روسيا والصين لا يتزعزع
- هل بدأت واشنطن بالتخلي عن كييف
- أحداث كازاخستان تفضح المختبرات الأمريكية
- لماذا نفذ صبر موسكو
- روسيا تنتقل الى سياسة - الردع المضاد - مع الناتو
- بوتين يفاجئ الغرب وهذه المرة في كازاخستان
- هل العالم على وشك أزمة صاروخية كوبية جديدة
- لماذا حذر بوتين ، بايدن من إمكانية قطع العلاقات
- روسيا تكشف سبب التصعيد مع الناتو
- بوتين : من سمح للولايات المتحدة بضرب العراق
- موسكو تحذر وأوكرانيا تنشد التصعيد
- على ماذا اختلف بوتين وبايدن ؟
- بوتين الى الهند رغما عن - كورونا -
- هل أردوغان وسيط موثوق للروس ؟
- هل تحصل روسيا على ضمانات الناتو؟
- روسيا لا تسعى للعيش -خلف أسوار قلعة-
- بوتين نتعامل مع شركاء غير موثوقين للغاية
- أوكرانيا حَشرٌ مع الجمعٍ عيد
- لماذا يُصعِد الغرب بأزمة المهاجرين
- موسكو لن تسمح بكسر - التكافؤ الإستراتيجي -


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - أكذوبة تلد أخرى