ليلة واحدة لفاطمة

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 07:05
المحور: الادب والفن
    

الغرفة ملآى بوجوه الناس الغرباء/ الفقراء / الدخان المتطاير من أفواه جمة / زئير مزامير الغجر الرحل /و نساء يرقصن على كتف الموجة/ وفاطمة في ليلة عرس بصري / بخدين مصقولين مثل المرمر/ وشفاه عطشى مثل ضفاف البحر الاحمر / ونهدين لم يريا النور الاصفر...
الغرفة ملآى بتعاويذ الاطفال الرضع /وطقوس الناس البسطاء/ النار / النار/ الموقد يزفر / يتوهج..
والحناء تتورد في ايدي العذراوات/ نجوما/ وأهلة
يمنحهن الآس عطرا اكثر من كل الازهار/ واكثر..
الريح تزمجر عند النافذة
وغراب الشؤم المذعور ينعق مثل البربر..
صوت الشؤم تكرر/ وتكرر
وصرير الباب الخشبي المتهرئ يتداخل /يتذبذب بين قرع الطبول الغجرية ..
وفاطمة في ثوب العرس الاول..
فلنشرب نخب الحب الابدي/ الحب ملح الحياة / فلنشرب: الرشفة الاولى / لمن / لك / لي / للناس الفقراء / للقلق الفطري في عيون الاطفال / لعجوز سا حرة خرفاء تتقمص شخصية امرأة صوفية / الدخان المتطاير من مبخرتها / وشرر عيونها / تجاعيد وجهها / كرمشة يديها / والسن الذهبي البارز من بين الفكين / فلتحذر..
الدخان المتطاير / ارواح الجن / العفاريت / الاشرار المحشورين في قارورة ماء عفنة..
الرماد المتبقي/ اجساد الموتى التعساء / المنكوبين / الـ ...
الشفاه المتحركة / مستقبل حياتك مابين الفكين المشبوهين / فلتحذر...
غراب النافذة يحمل أو سيحمل عرش من سـ ...
فاطمة في ثوب العرس / وغراب مذعور عند النافذة ..
الليل تثاءب / وشجرة السدر ادركها النعاس الازلي...
الاساطير تتقافز مثل الرذاذ من بين الافواه الموبوءة/ هذه / وتلك/ وهذا/ واولئك / وهؤلاء/ وكن/ واصبح ...
وريقات خريفية تتطاير في مهب الريح الجنوبية / تتطاير معها احلام الفتيات الى الزمن الوردي/ تقاطرت الاحلام / تعدت ثوب العرس الى احلام اكبر ...
نعق غراب الشؤم/ زئرت ريح الشرق/ رعدت اجواء السماء/ الارض / الغرفة / نثر الفولاذ هداياه / تطايرت احلام الفتيات بلون احمر / ارتسمت خارطة الجنوب فوق ثوب عرس فاطمة / تشظت جدران الغرفة / الباب الخشبي القديم / شجرة السدر ..
نعق غراب الشؤم / الليل تثاءب / نامت فاطمة ليلتها على اسارير من فضة / يحيطن بها العذراوات / يغنين لها اغاني العسكر

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل