أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - أنثراكس:هدى عماش أم... بريطانيا العظمى














المزيد.....

أنثراكس:هدى عماش أم... بريطانيا العظمى


عادل سمارة

الحوار المتمدن-العدد: 492 - 2003 / 5 / 19 - 04:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



اين النسوية العربية وال NGO’s ؟

رام الله المحتلة

 بموجب هيمنته الاعلامية والثقافية لم يعد الغرب الراسمالي مضطراً للصدق، لأن كل ما يكذبه مُصدَّق لدى رجال الساسة والمثقفين/ات في العالم الثالث ولا سيما العرب. لقد اصبح هؤلاء العرب حاملي الطيب لتبخير أكاذيب الغرب.

 قبل ايام قليلة اعتقل الاحتلال الاميركي د. هدى صالح مهدي عماش، العالمة العربية في الاحياء الدقيقة، وهي التي أسماها العدوان البريطاني والاميركي "السيدة انثراكس".

 والحقيقة ان السيدة عماش درست عن الانثراكس في الولايات المتحدة ولكن ليس هذا ما نريد قوله للقارىء الكريم.

دخلت يوم 5 آذار 2003 الى مكتبة (بوردرز– شارع باولي بمدية سان فرنسيسكو في ولاية كاليفورنيا الاميركية). كانت لديَّ ساعة من الزمن وددت قراءة شيء ما فيها. وأثناء التمشي بين رفوف الكتب وقعت عيناي على كتاب عنوانه:
Our Votes Our Guns: Robert Mugabe and the Tragedy of Zimbabwe
By Marti Meredith, published by Public Affairs, New York 2002.

والكتاب كما هو في عنوانه عن حياة السيد روبرت موجابي رئيس زيمبابوي العنيد، كما كان الرئيس صدام حسين.  أما مؤلف الكتاب فهو إنجليزي لحماً ودماُ وثقافةً. قرأت في الكتاب صفحات ليست كثيرة، لتقع عيناي على الفقرة التالية التي أترجمها والله بكل بأمانة عربي اشتراكي وليست أمانة راسمالي اميركي. تقول الفقرة:

"عاد الاب Dieter Scholz  لزيارة زيمبابوي عام 1990، وعَبَرَ منطقة ماري ماونت ميشن الحدودية حيث وجد ان 4 من بين كل خمسة أشخاص كان قد علَّمَهم قد اختفوا خلال حرب التحرير حيث كانت هذه المنطقة عرضة للقصف  في الستينات والسبعينات من القرن العشرين. لقد ابيدت قطعان الماشية حيث قام البيض ( البريطانيون- ع.س) بتسميمها بالانثراكس كعقوبة جماعية للسكان المحليين لدعمهم الثوار ولعدم تقديم غذاء للثوار"(ص 13 من الكتاب).

هذا بعض مما فعلته بريطانيا منذ ثلاثة الى أربعة عقود، ولا يختلف عن ما فعلته أميركا بتسميم زعانف الدولفين والقائه في الشواطىء الكوبية ليسمم الضفادع البشرية هناك. ولا يختلف هذا وذاك عن قيام حكومة استراليا برمي تماسيح على شواطئها كي تقتل المهاجرين المتسللين اليها. وهذا فقط ما أُعلن من قبل هذه الدول، فمن يدري ما هو المخفي، وبالطبع المخفي أعظم.

تُرى، هل يسمح لنا هذا بالوصول الى الاستنتاجين التاليين:

أولاً: لماذا لا تكون بريطانيا وفرنسا واسبانيا واستراليا وهولندا عند احتلال العراق، لماذا لا تكون قد احضرت وجهزت اللصوص لنهب العراق بأسره قصداً وعن سبق إصرار، لاهداف عدة، لكن أحدها الذي يهمنا هنا هو ان يقع الشعب العراقي في مأزق حياتي يومي بحيث لا يتمكن من التقاط أنفاسه والتفكير، مجرد التفكير بأية مقاومة؟ فطاما لهذه الراسماليات كل هذا التاريخ في صنع وممارسة الجريمة، فلماذا لا تفعل ذلك؟

وثانياً: ثم، من يستطيع الدفاع عن الاستنتاج التالي: ان بريطانيا وهي تستبيح منطقة البصرة قد ألقت بجرثومة الكوليرا في مياه الشرب هناك، أيضا لإشغال العراقيين عن المقاومة. فطالما ان :"الغاية تبرر الوسيلة" وطالما أن لبريطانيا كل ذلك التراث في ذبح الأمم، فلماذا لا تفعل ذلك في العراق؟

علينا ان نتوقع هذا وأكثر منه. لا سيما حينما يشتد ساعد المقاومة الشعبية في العراق. ومن يدري، فربما  المقاومة شديدة اليوم. من الذي سيخبرنا بذلك؟ لا أحد. هل يجرؤ إعلامي عربي على قول حرف واحد لا يُصرح به العزيز "تومي". قد يكون من الطريف القول ان معظم، إن لم نقل جميع القتلى الاميركيين ومن معهم في العراق إنما قُتلوا بنيران "صديقة"، لا باس "عدو عاقل خير من صديق جاهل"، أو قتلوا في حوادث طرق. ان المرة الوحيدة التي أُعلن فيها عن مصرع جندي أميركي برصاص قناص عراقي يوم 8 أيار الجاري.

وأخيراً، لقد اعتقلت السيدة هدى عماش، فهل تجرؤ منظمات حقوق الانسان العربية، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني بكل ابطالها على الاعتراض والمطالبة بالافراج عنها؟ هل يجرؤ من تموله اميركا على الاعتراض على ما تفعله وليَّة نعمته؟. اين الحركات النسوية العربية التي فجَّرت رؤوسنا عن ديكتاتورية صدام حسين؟ ماذا فعلت هدى عماش غير انها وضعت علمها في خدمة وطنها؟ فهي ووطنها لم تلقيا جرثمة الانثراكس على جيش الغزاة؟ ذات مرة، قالت سيدة أكاديمية وسياسية محلية ذات انتماء أميركي في تصريح لجريدة هآرتس العبرية: "عندما يُذكر إسم صدام حسين اشعر بالتقيؤ". صحتين، وعظيمة هذه المشاعر، فهل تتقيئين يا سيدتي عندما يعتقل بوش السيدة هدى عماش؟ هل تقولين كلمة واحدة؟
 

كنعان



#عادل_سمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة محظورة والتضامن ممنوع حتى لو رغبتم...فما العمل!
- خصخصة، وراسمالية مافيا، وكمبرادور في العرق تغيير في التركيب ...
- بدأت ألمذبحة... ذهبت السلطة وبدأت المقاومة
- انحطاط الحزبية العربية
- زمــن الوكــلاء
- جامعة الدول العرية...دور لا قومي
- نعم، لم تبذل البشرية بعد دماً يضمن الحرية
- دجلة بالاحمر...والعدوان عربي
- حق العودة بين الاممية والعولمة
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (6) الآثارعلى القوى ...
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (5) الاثر الاجتماعي ...
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (4) الاثر الثقافي ل ...
- الإثر السياسي للعدوان على العراق: حتمية -الاصلاح
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (2) الآثار المتعلقة ...
- اثر العدوان على العراق إقتصاديا على الارض المحتلة
- بصراحة: إما اميركي أو عروبي
- من سِرِيَّة المقاومة الى محاورة المخابرات
- شراكة والشريك غائب والموظفون مثقفونا!
- من دولة سايكس- بيكو الى دولة الكانتون والقاعدة
- إسبانيا: دولة تشتغل عند دولة أخرى


المزيد.....




- أفغانستان: سقوط قتلى بينهم سياح إسبان إثر إطلاق نار في باميا ...
- نقيب أطباء مصر يوجه رسالة لمجلس النواب عن مخاطر مشروع قانون ...
- سياسي فلسطيني يكشف النوايا الحقيقية للولايات المتحدة من وراء ...
- بوتين: تجنبنا العواقب الأكثر خطورة للفيضانات بفضل الاستجابة ...
- روسيا تقطع إمدادات الذخيرة عن قوات كييف في فولشانسك بعد تحري ...
- -رموش اصطناعية-.. مشاحنات بين نائبة جمهورية وممثلة تكساس الد ...
- لافروف: المواجهة مع الغرب في أوجها
- هل تمنع صواريخ ومسيرات حزب الله هجوما إسرائيليا على لبنان؟
- العراق.. اشتباك بالأيدي بين عدد من النواب قبل بدء استئناف جل ...
- -إنه أمر مثير للفضول-.. ماسك يعلق على وفرة السلع الأجنبية بك ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - أنثراكس:هدى عماش أم... بريطانيا العظمى