أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - شراكة والشريك غائب والموظفون مثقفونا!















المزيد.....

شراكة والشريك غائب والموظفون مثقفونا!


عادل سمارة

الحوار المتمدن-العدد: 354 - 2002 / 12 / 31 - 19:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

وقف وزير خارجية اميركا في مؤسسة "صندوق التراث" وأعلن من جانب واحد شراكة مع الشعوب العربية. دعونا نأخذ الامر بحسن النية، فلماذا لا تفرز الولايات المتحدة فريقا دوليا محايدا لاجراء استفتاء مع هذه الشعوب فيما اذا كانت تريد اية صداقة مع اميركا؟ اليس هذا اساس الديمقراطية، أن تسألني اذا كنت اريد صداقتك، فما بالك اذا كنت تريد شراكة معي!

واذا دخلت اميركا في مشروع الصداقة مع الشعوب، فما الذي سيحصل لمشروع العلاقة الاعمق مع الانظمة: العلاقة الاستراتيجية بين الانظمة العربية واميركا ؟

ثم كيف ستتحول اميركا من دولة تضرب الشعوب وكامل الامة العربية "علقة" هنا وعلقة هناك، والآن ستكون شريكا وصديقا وعلى الشعوب استقبالها بالاحضان والورود اذا كانت في هذا الوطن بقايا شيىء اخضر. ولكن، لتستقبلها الامة العربية بأكواب النفط ليتم شرب النفط نخب "الصداقة" مع الشعوب كما هي مع الانظمة. وهذا بيت القصيد.

ولكي لا نكون ناكرين "لجميل" النظام الاميركي ذي الايادي البيضاء، نعم لن نقول الملطخة، اذا كانت اميركا راغبة في شراكة وصداقة مع الشعوب، فلماذا لم تقم بذلك مع شعب فقير كالصومال. شعب فقير وليست له مشاكل معها او مع "اميركا المنطقة- اسرائيل"؟ كما هو الشعب الفلسطيني او العراقي.  لماذا ذهبت الى هناك باسم عملية "الامل" وداست الجياع بالدبابات؟ ناهيك عن اغتصاب النسوة والاولاد؟ مما اثار البؤساء فقاوموا وسحلوا الجنود "السويرمان" في شوارع لم تعرف الاضواء ولا حتى الاسفلت بعد؟

حسبة متواضعة

ولكن، لماذا تبدأ اميركا صداقتها وشراكتها مع الآخرين بالحديث عن الاموال؟ اذا كانت شراكة، فالمفروض ان يتم على الاقل توزيع اعباء الدفع. فهل هذه شراكة عندما يدفع طرف بينما يتلقى الآخر؟ اليست هذه في احسن الاحوال صدقة
.
شراكة، أو شركة ب 29 مليون دولار مع 300 مليون عربي. لا باس، مبلغا كهذا يمكن ان يخسره عبقري مقامرات عربي في لاس فيجاس في ليلة مقامرة واحدة. اذن كان على اميركا ان تجهز اموالا اكثر بكثير طالما ارصدة المقامرة العربية فيها بالتريليونات. فاي شريك شحيح هذا؟ إذن شراكة من هذا النوع هي كما قال المتنبي:

جوعان يأكل من زادي ويطعمني  لكي يقال عظيم القدر مقصودُ

لو قسمنا هذا المبلغ على الاقطار العربية لحصل الواحد منها على مليون دولار وأكثر قليلاً. ولكن، بناء على المشروع الاميركي- الصهيوني في تقسيم الوطن العربي الى (كانتونات) اي تقسيم كل قطر الى عدة كانتونات. بعبارة اخرى، طالما ان اميركا والصهيونية بصدد انهاء طبعة جديدة مزيدة ومنقحة من سايكس-بيكو، وهي اتفاقية تصر على ان تبقى الاقطار العربية في اصغر حجم ممكن، فربما نجد لدينا قريبا 300 كانتون عربي، فكم دولار ستكون حصة كل كانتون. اما لوحسبناها على المواطنين العرب، فنحتاج الى احد الحائزين على جائزة نوبل في الاقتصاد ليخرج حصة كل مواطن "شريك" عربي مع اميركا من راسمال الشركة؟!

الاحتقار

ولكن، دعنا نسمي الامور بمسمياتها. لقد أعلن عن هذه الشركة وزير خارجية اميركا. كان ذلك في اجتماع "تأسيس" لها في مؤسسة اسمها "صندوق التراث". أمر عجيب. صندوق التراث في بلد بلا تراث؟ فالولايات المتحدة من الدول القليلة في العالم التي ليس لها ذلك التراث، اذا افترضنا ان التراث مرتبط بزمن مقبول لوجود الدولة وتحولها الى امة. فأمريكا اغنى واقوى دولة لكنها الافقر للتراث وحتى لم تتبلور في أمة.

أما اذا كان المقصود بالتراث ما اقترفته الدولة الاميركية منذ نشوئها قبل قرنين، اي تراث الحروب، فربما تكون الدولة الوحيدة التي لها تراثاً. فهي قتلت 70 مليون هندي هم أهل اميركا قبل ان تطأها اقدام الانجليز والفرنسيين، اي الرجل الابيض عامة. وهي التي قتلت مدينتي هيروشيما وناجازاكي ومليون ونصف عراقي، وعشرات آلاف الفلسطينيين بيد اسرائيل، والسلسلة تطول ولا تنتهي. فاذا كان الحديث عن التراث، هذا هو تراث هذا البلد؟

ولكن الحقيقة كامنة بعيدا عن الاسم. تكمن الحقيقة في نمط التفكير، في الايديولوجيا، في المبنى الاخلاقي. ان وراء هذا الصندوق قوة يمينية جديدة هي "المحافظون الجدد" في اميركا وهم كليا من العرق الابيض الانجلو ساكسوني. هم المتحكمين بثروة اميركا وبثروات العالم التي تسيطر عليها اميركا. هم اخلص الحلفاء لاسرائيل، وهم الذين يؤمنون بوجوب حصول معركة "مجدو – ارمجديون كما يسمونها في فلسطين" مع المسلمين حيث عندها تقترب القيامة. انهم يدفعون العالم بأكمله نحو الحرب. ان الرئيس الاميركي وادارته اعضاء في هذا الاتجاه الذي يضم سبعين مليون في اميركا!
 
تقوم فكرة هؤلاء في العلاقة مع الشعوب الاخرى على فرض مواقفهم وصداقتهم بالقوة. يرون بأن اية أمة في العالم يجب ان تسير كما يرون، وأن القوة ، وليس الاحتواء، هي الاداة الفضلى.

هنا، يدخل عامل جديد، فهل يريدون حقا ان يغرسوا "قيمهم" في الامم الاخرى لانها القيم الفضلى؟ هل هم انسانيون الى هذا الحد والامم الاخرى جاهلة لا تعرف مصالحها الى هذا الحد، ولذا يجبرون هؤلاء المرضى على اخذ جرعات هي لصالحهم ولكنهم لا يفهمون ذلك؟ اي غرابة هذه؟

ان جوهر الامر ابعد من هذا بكثير. انه قرار المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة بأن تفتح اسواقا اوسع، كل اسواق العالم لنشاط راسمالها. انه قرار المجمع الصناعي الاميركي المدني والعسكري بتخليع كافة ابواب اسواق العالم لتصل سلعها كل شبر في العالم. والباب الذي "لا يفتحه سمسم" يفتحه السلاح النووي. هذا بيت القصيد وراء شراكات وصداقات من طراز "جوزك وإن راد الله".

مبلغ صغير وإنما في جيب من!

لا شك ان المبلغ تافه بحسابات العصر، حتى بددون وضع التضخم بالاعتبار. ولكن الامر ليس بالسذاجة التي اشرنا اليها اعلاه. فامريكا كاية حكومة في العالم لا تقسم الفلوس حتى لو قليلة على الناس. ولو فعلت لكنا في عصر اشتراكية طوباوية دون ان ندري.

سيوظف هذا المبلغ من اجل منظمات غير حكومية، ومنطونات "مجتمع مدني" "وحقوق انسان" "وتعليم الديمقراطية" "ونزع عصا الرجل عن جلد المرأة"...الخ. وباختصار، اذا كان لنا ان نعرف، فإن الاتفاق مع فريق من المثقفين العرب على قبضه قد حصل ربما منذ عامين.

اذن باختصار، المشروع هو تبرير التجنيد العلني لمثقفين عرب كي يفتحوا "سوبر ماركت" تسويق الثقافة الاميركية وتخريب الثقافة العربية الاسلامية في الوطن العربي. لقد عمل بريجنسكي منذ 1970 على هذا المشروع، مشروع احتواء المثقفين في العالم الثالث كي لا يكونوا جزءا من التغيير والثورة. وها هو المشروع مستمر ويم تطبيقه علينا أولاً. يا الهي، لماذا علينا دوما وعلينا أولاً!!

لم نقل الكثير في هذه العجالة، واهمها ان هذه الشراكة تعني ان لا سيادة للدولة في الوطن العربي. فأمريكا هي صاحبة السيادة، تدخل متى تشاء، وتخرج متى تشاء، ترش دراهم، وترش النابالم، هذه هي اميركا.

 



#عادل_سمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة سايكس- بيكو الى دولة الكانتون والقاعدة
- إسبانيا: دولة تشتغل عند دولة أخرى
- انتخاباتنا: بين العصا والجزرة...ما الذي سيختاره رافضو التسوي ...


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - شراكة والشريك غائب والموظفون مثقفونا!