أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (2) الآثار المتعلقة بالامن ألثقافي














المزيد.....

أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (2) الآثار المتعلقة بالامن ألثقافي


عادل سمارة

الحوار المتمدن-العدد: 381 - 2003 / 1 / 29 - 04:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


رام الله – فلسطين المحتلة


حين تتم مناقشة الامن والثقافة كمسألة واحدة، او الامن والفكر نكون قد دخلنا حالة الفاشية المفتوحة. فإذا كان من حق اولي للانسان، فان حق التفكير والتثقف والتثاقف الاعتقاد على رأس هذه الحقوق وبالتالي لا مكان للامن في هذا المجال.

أود الاعتراف هنا بأن المثقفين الفلسطينيين والعرب قصروا كثيرا في متابعة ما كان يطرحه شمعون بيرس في مختلف زياراته الى مصر حيث كان يعرب دوما عن امتعاضه من مواقف الكثير من الكتاب العرب في مصر تجاه الكيان الصهيوني. ولا شك ان الرجل كان يرسي أسسا لجهاز رقابة امني على الثقافة العربية وموقفها من الكيان الصهيوني. وهو الامر الذي افرز في النهاية لجانا امنية لمراقبة ومنع ما اسموه ب "التحريض". والحقيقة ان المقصود هنا ليس التحريض بمعناه المألوف، بل المقصود محاصرة الكتاب والمثقفين الذين يرفضون التسوية والتطبيع.
 
سيقود العدوان على العراق الى استخدام موضوعة "أمن" الكيان على نطاق متزايد. وإذا كان اتفاق أوسلو قد فرز فيما فرز لجنة "مشتركة" لمتابعة ومنع التحريض، ففي اعقاب العدوان سيتم ولا شك تفعيل هذه اللجنة او شبيهاتها بما يقود الى تبريراعتقال او تصفية او قمع كل من لا يكتب بما ينسجم مع المرحلة وشروطها. وسيقع من اعتاد قلمه على رفض التسوية في مأزق مشابه، وإن كان من الباب الخلفي، من كتب الشعر والنثر لعقود تغنى فيه بتحرير فلسطين، لكنه عاد ليجد نفسه إما ان يتغزل في اتفاق أوسلو او يكسر قلمه. وكان من هؤلاء من قزَّم شيطانه ليحصره في مستوى أوسلو ومنهم من ثبت قلمه في الارض وانحنى عليه انحناءة فارس شجاع.

بعد المذبحة ستقوم لجان التفتيش على الفكر بدور لا يقل عن دور لجان التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل في العراق. وسيقوم الاعلام الغربي الراسمالي بتضخيم الاعتراض الثقافي والفكري وكأنه سلاح دمار شامل. وقد يكون من قبيل المفارقة القول بأن الانظمة العربية قادرة على التماهي مع هذا الامر نظرا لباعها الطويل في لجم حرية التعبير وحتى حرية المعتقد. وعليه، سيشمل الامن الثقافي مناهج المدارس، والجامعات وخطب المساجد وخيال الشعراء الذي لن يكون له ان يُحلِّق كما عودنا امرىء القيس والمتنبي. وسيفتح هذا القمع الثقافي باب تشغيل واسع لاشباه المثقفين والمتعلمين ليكونوا اجهزة رقابة على الفكر وحرية التعبير. ولا يفوتنا القول ان الرقابة الثقافية والامن الثقافي سيطال من ينقد الغرب الراسمالي، والراسمالية والسوق...الخ.

علينا التنبه من اللحظة، بأن الامن الثاقافي لن يكون محصور في لجان الرقابة والتحقيق والقمع، بل هو جهاز يعمل اليوم. إن توفير مئات آلاف الدولارات لمنظمات غير حكومية لتشتري محطات تلفزيون، وقد تقيم فضائيات، إنما هو عمل مسبق لتعميم ثقافة التسوية والاستهلاك والتنازل عن الحقوق وعن الوجود  ايضاً.
وبما ان كثيراً من المثقفين قد إعتادوا على  كتابة التقارير والترويج والتسويق للغرب فان هؤلاء سيشعرون بأنهم في وضع طبيعي وسينتظمون في هذا الجوق بسهولة.



#عادل_سمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اثر العدوان على العراق إقتصاديا على الارض المحتلة
- بصراحة: إما اميركي أو عروبي
- من سِرِيَّة المقاومة الى محاورة المخابرات
- شراكة والشريك غائب والموظفون مثقفونا!
- من دولة سايكس- بيكو الى دولة الكانتون والقاعدة
- إسبانيا: دولة تشتغل عند دولة أخرى
- انتخاباتنا: بين العصا والجزرة...ما الذي سيختاره رافضو التسوي ...


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (2) الآثار المتعلقة بالامن ألثقافي