أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - بدأت ألمذبحة... ذهبت السلطة وبدأت المقاومة














المزيد.....

بدأت ألمذبحة... ذهبت السلطة وبدأت المقاومة


عادل سمارة

الحوار المتمدن-العدد: 455 - 2003 / 4 / 14 - 05:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

رام الله المحتلة

اعتقدنا في طفولتنا اننا سنعيش في وطن عربي معيشة عادية باعتبارنا في وطننا، واننا سنلهو ونلعب ونكبر كما هي أمم كثيرة في العالم. لم نكن نفهم بعد ان وجود استقلال وجيوش ورايات واسماء وحكام لدولٍ عربية كثيرة هي العدو الحقيقي للامة العربية. وكبرنا وكبرت الاحداث واتضحت لنا، فإذا بالدولة القطرية العربية  التي تحكمنا هي العدو الاخطر لأنه العدو الداخلي. وإذا بها وهي تدعي حماية الوطن تتحول الى أداة للغزاة سواء في الاعتراف بالكيان الصهيوني أو احتلال العراق، مقابل ثمن وضيع هو الحفاظ على مقاعدها ومصالحها.

اذن على يد صانعها اي المركز الراسمالي الغربي، تعيده هذه الدولة القطرية، من جديد ليريق الدم من اجل النفط وتصفية حق العودة للشعب الفلسطيني. يعود الاستعمار وهو يعلم انه سيخرج بالقوة. ولكن بمعادلة طبقية دائماً. يعود الاغنياء وهم يمتطون ظهور الجنود، فيموت الجنود وتشتد المقاومة ويموت الجنود، ويتحرك الشارع في واشنطن، فيخرج الاستعمار بعد ان قتل من قتل ونهب ما نهب. هذه تتكرر دورة التاريخ في عصر راس المال الى ان يُقتلع راس المال.

لم تكن في العراق اسلحة دمار شامل، بل لم يكن في العراق سوى القليل من اسلحة الجيش التقليدية. ولكن، لم يكن ايضا في الوطن العربي سلاح العصيان المدني، ولم تكن هناك أحزاب ثورية ايضاً. وهكذا سقطت بغداد الرسمية بعد ان حرقها جيش الغزاة، ولكننا لم نُسقط عواصم القطريات العربية.

هي التساؤلات اذن، هل سقطت بغداد الرسمية لقلة السلاح، أم بصفقة من قيادة الحرس الجمهوري، أو صفقة من قبل بعض أركان النظام...الخ. تساؤلات عديدة، لا تغير في واقع الامر من حقائق اساسية منها:

الاولى: ان العدو جاء لينهب البلد. لقد جاع الوحش وخرج من وكره غير آبه. يريد وجبة تملىء معدته وهو يعرف انه سيُقتل بعدها. هذا هو راس المال.
والثانية: ان الشعب العربي في العراق سيقاوم بعد تفكك المقاومة الرسمية. وقد بدأ منذ اليوم الاول للاستعمار. وحسب احصاءات العدو قتلت المقاومة الشعبية ستة قتلى من مطايا الغزاة مقابل مئة خلال الغزو.لا باس ستة بالمئة في اليوم الاول. اذن سقطت بغداد رسميا وتواصلت المقاومة شعبياً.

والثالثة وهي الاهم: اين موقع المشروع النهضوي العربي من استعمار العراق؟
 
انها حرب عالمية، شاركت فيها الراسمالية العالمية بدرجات، وسيكون نهباً عالمياً تتشارك فيه هذه الراسمالية كل حسب حصته في المذبحة. ومع ان الخلاف على الغنائم بدأ خلال العدوان، إلا ان النصيب الاكبر لامبراطورية العولمة.

ليس الآتي بالامر السهل. سيبدأ النظام القطري العربي بترتيب آليات القمع وصدّ الحراك الشعبي القومي. أما في العلن فسيدور الحديث عن "حق الشعب العراقي في وحدة اراضيه واختيار ممثليه". سوف يبدأون من جديد بتنميط خطاب تخديري للشعب العربي.

ولكن، لم يعد خافياً ان المهزوم الاول في هذه الحرب هي الدولة القطرية العربية بحكامها ومثقفيها واحزابها وأكاديمييها. ليس لدى الدولة القطرية ما تستر به عورتها بعد. فقد شاركت في العدوان وإن بدرجات. وإذا كان حديثنا سابقاً ان الموقفين الرسمي والشعبي منفصلان عن بعضهما في الوطن العربي، فإن علينا رفع التوتر الى مستوى مواجهة بعضهما البعض.

إذا كان على الشارع العربي ان يعلن العصيان المدني وشل الحياة اليومية كبداية لمساعدة شعب العراق خلال العدوان، فإن هذا الشعار لا زال ضرورياً كمقدمة لمواجهة الانظمة القطرية واسقاطها. هذه نقطة البدء في الحرب الجديدة، حرب الشعب ضد النظام وحرب المقاطعة ومناهضة التطبيع.

اما داخل العراق، فهي المقاومة. وهي قد بدأت حقا مع أول صباح على اختفاء السلطة العراقية، او ما أسموه سقوط بغداد. مقاومة عراقية بالعملية الاستشهادية، وبصمود المقاتلين العرب في بغداد الى جانب العراقيين. هي المقاومة والانتصار بها. وطالما هناك مقاومة فلم تسقط بغداد.

سيقول حكماء العولمة، قلنا لكم انه ما من أحد بوسعه الصمود امام الولايات المتحدة،  وأن النظام العراقي لن يصمد. ونقول لهم ان شعب العراق سيصمد، وأن استدخال الهزيمة من قِبَلِكم يعني انكم ستبقون تحت نيران مثقفينا حتى يرى عورتكم كل ذي بصيرة في هذا الوطن الكبير. ان حرباً ثقافية وفكرية وسياسية هي إحدى الاولويات التي علينا حمل لوائها. هي المقاومة الفكرية لواجهة مرتزقة موزعي وصفات اليأس، ووصفات "الخيانة وجهة نظر". وكما يواصل العدو قتل المقاومين، سيواصل الحرب الاعلامية والثقافية ونشر ثقافة اليأس لأنه أول من يعرف ان القناعات الفكرية تتحول دوما الى بنادق. انه الفكر والسيف، وليس إما هذا أو ذاك. وهذا ما نقوله للمتنبي الذي انتهى الى السيف بقوله:

حتى رجعتُ وأقلامي قَوائلُ لي المجدُ للسيفِ ليس المجدُ للقلمِ.

******

كنعان



#عادل_سمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحطاط الحزبية العربية
- زمــن الوكــلاء
- جامعة الدول العرية...دور لا قومي
- نعم، لم تبذل البشرية بعد دماً يضمن الحرية
- دجلة بالاحمر...والعدوان عربي
- حق العودة بين الاممية والعولمة
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (6) الآثارعلى القوى ...
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (5) الاثر الاجتماعي ...
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (4) الاثر الثقافي ل ...
- الإثر السياسي للعدوان على العراق: حتمية -الاصلاح
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (2) الآثار المتعلقة ...
- اثر العدوان على العراق إقتصاديا على الارض المحتلة
- بصراحة: إما اميركي أو عروبي
- من سِرِيَّة المقاومة الى محاورة المخابرات
- شراكة والشريك غائب والموظفون مثقفونا!
- من دولة سايكس- بيكو الى دولة الكانتون والقاعدة
- إسبانيا: دولة تشتغل عند دولة أخرى
- انتخاباتنا: بين العصا والجزرة...ما الذي سيختاره رافضو التسوي ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - بدأت ألمذبحة... ذهبت السلطة وبدأت المقاومة