أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - كلوت بك ، ولا أعر ؟














المزيد.....

كلوت بك ، ولا أعر ؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7150 - 2022 / 1 / 31 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شارع كلوت بك هو أحد الشوارع الشهيرة بمدينة القاهرة،
والذى يعود تاريخه الى ماقبل الحملة الفرنسية عام 1798 وكان يسمى شارع الأزبكية ، وهو يبدأ من منطقة العتبة بوسط القاهرة، ويمتد حتى ميدان رمسيس.
وقد كان شارع كلوت بك أحد أهم أسواق الغلال والحبوب في مصر قبل الإحتلال الفرنسى ، لكن وبعد دخول قوات نابليون بونابرت وقتل المصريين واحتلال بلادهم ، تم اختيار ذلك الشارع محلا لإقامة جنود الغزاة بسبب موقعه الهام وقربه من ميدان رمسيس الذي يربط بين القاهرة وكل أحيائها ، وفور اختيار شارع كلوت بك مقرا للفرنساوية المجرمين قاموا بإنشاء العديد من الحانات ودور اللهو ومواخير السكر والعربدة وبيوت الدعارة ، بعد أن تم منحها جميعا الترخيصات اللازمة ، وسرعان ما تحول الشارع إلى مركز للفحش ونشر الفجور، وبالتدريج بدأ الأجانب يرتادونه بالإضافة لجنود الإحتلال ،ثم بعض المصريين من ذوى النفوس الوضيعة الذين كان الإحتلال يسمح لهم و يستدرجهم للرذيلة لزيادة قاعدة الخونة والعملاء التابعين له ، وظل الأمر هكذا حتى انسحاب الفرنسيين من البلاد ، وإستمرت مواخير الفساد والتراث القذر للمحتل تعمل بنفس آلياتها القديمة حتى تم انشاء العديد من البنايات الفخمة عام 1873، واعاد الخديو إسماعيل إفتتاح الشارع وأطلق عليه اسم كلوت بك نسبة إلى الطبيب الذي جاء إلى مصر لإنشاء مدرسة للطب أنذاك ؟
لكن ظل شارع كلوت بك واجهة لتسويق الفسق والدعارة المقننة وبعض الأنشطة التجارية والسياحية خاصة بعد مجئ الغزو الإنجليزى لمصر 1882 وإستمر الأمر حتى عام 1951 عندما تم إصدار قرار بمنع الدعارة الرسمية فى مصر،ثم وقع بعدها حريق القاهرة في يناير 1952 ليقضي على البقية الباقية من أماكن اللهو ودور ترويج الفساد المقنن بكافة أنواعه في هذا الشارع،
لكن آلة الإفساد لم تيأس رغم المنع الرسمى والكراهية الشعبية ، فانتشرت بؤر الفساد والانحدار الأخلاقى فى أماكن وشوارع اخرى بكافة محافظات المحروسة،كان من أشهرها شارع الهرم الذى دمره المصريون ثلاث مرات ، مرة فى انتفاضة يناير عام 1977، ومرة فى انتفاضة الأمن المركزى فى فبراير عام 1986 ،ومرة أثناء ثورة 25 يناير 2011، وبسبب الموقف الشعبى الصلب الرافض لكل انواع الفساد الأخلاقى والتصدى لها و محاصرتها جغرافيا وإفلاس معظم علب الليل المشبوهة،إستحدثت بدائل جديدة متطورة تساهم فى عمليات الإفساد، حيث يتم من خلال تلك البدائل إستخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة لتمرير مسلسلات وأفلام سينمائية وأعمال فنية دنسة هابطة تحمل قيم منحرفة، ومعانى مسفة مسيئة، وذلك لتحقيق نفس أهداف أنشطة شارع كلوت بك لكن بشكل جديد ومقنن أيضا،بواسطة نجوم لامعين شديدى الجاذبية وبطرق لا يتم تجريمها قانونا، لكن تلك الطرق الجديدة تحدث أثرا إفساديا أشمل وأعمق وأكثر تأثيرا، لإنها تنتهج بخبث تطبيقا عمليا - مع الفارق - للقاعدة التى تقول أن تعليم الشخص الجائع فنون الصيد( اللا أخلاقى) أفضل مليون مرة واجدى من إعطائه سمكة (فتاة دعارة ) ليلتهمها ثم يجوع مرة أخرى ؟ كذلك فإنه من الواضح أن إفساد شعوب بأكملها، بواسطة أغنية مسفة او فيلم منحرف أو مسلسل بغيض تعرى فيه مصر ظهرها وكتفها وتمارس كل الموبقات بالتفصيل الممل ، أقل خطورة وأرخص تكلفة ، وأنجع بكثير من إفتتاح مائة كلوت بك جديد يرميه الناس بالحجارة؟
إن سلسلة الأغانى المسفة التى تروج لشرب الخمور والحشيش، وكذلك مسلسلات العرى والقذارة وغرف النوم التى تذاع فى اقدس اشهر العام وهو شهر رمضان ، وأيضا افلام البورنو والشذوذ والأندر وير ،التى يتم تمريرها بواسطة نجوم فاسدين وخونة تحت عناوين كاذبة ،تعتبر جميعها إمتدادا حديثا لأعمال وأنشطة ودعارة كلوت بك ونجومه ذوات الرخصة، بل إنها أقذر وأخبث وأعر ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستكمالا للصدمات ؟
- المناضلة المصرية درية شفيق
- الحوثيون الزيديون ( أنصار الله)
- الشعب المقهور دوما ؟
- ثلاث سيناريوهات محتملة لكوارث سد النهضة ؟
- إنتفاضة 18 و 19يناير والمستشار حكيم منير صليب
- فى ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، ماهى أسباب الفشل؟
- من الذى قتل أطفال الفقراء؟
- البكاء دما؟
- البكاء بين يدي طفلة مجهولة؟
- الوعي المفقود ؟
- من يترأس نادى الزمالك؟
- عبقرية هندوسية ؟
- الترحم على ( المثقفين ؟)
- 25 يناير 2011 ؟
- هيباتشيا المسحولة والجمهورية الجديدة؟
- الرجال الذين مزقتهم الشروخ ؟
- إيزادورا أو جوليت المصرية ؟
- شهادة للتاريخ ؟
- تحيا شيلى !!


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - كلوت بك ، ولا أعر ؟