الشعب المقهور دوما ؟

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 19:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

أثناء ثورة القاهرة الثانية ضد الفرنسيين الغزاة ، و لكى يتمكن فقراء المصريين وبسطائهم من مواجهة الأسلحة المتطورة التى كان يستخدمها الجنود الفرنسيين ، أخذ هؤلاء الوطنيون البسطاء بعض المدافع القديمة التى كانت مطمورة فى الارض والتى تركها بعض المماليك، فدرسوا تكوينها وحاولوا تقليدها فأنشأوا معامل للبارود و مصانع لصب مدافع وبنادق بدائية جديدة، وإعادة تشغيل القديمة ،وقد إستخدم الوطنيون المصريون حديد المساجد و أدوات الحرفيين المصنوعة من المعادن فى تصنيع تلك الأسلحة التى لم يكونوا يألفونها ، وبدا المصريون واثقون فى أنفسهم وكانوا يجيبون على كل إنذار بالاستسلام بالرفض الشديد،خاصة في مدينة بولاق أبو العلاء التى رفض أهلها كل إنذار و ردوا على بيانات العدو بإباء و كبرياء قائلين بأنهم سينتقمون لما حدث للأزهر وعلمائه وسيثأرون للمجازر التى ارتكبها العدو الفرنسى بحق سكان القاهرة ، و إنهم ماضون فى المقاومة حتى الموت أو النصر ، فحاصر الغزاة مدينة بولاق وصوبوا تجاهها طلقات المدفعية الثقيلة ودكوها بلا رحمة ،لكن المصريين ورغم عدم تكافؤ القوى لم يرهبوا الموقف ،و ردوا على المدفعية المتطورة ببنادقهم ومدافعهم البدائية، فإستمر العدو الفرنسى وحلفائه فى قصف المدينة بأقصى قدراتهم النارية المنطلقة من أحدث الأسلحة ، وظل الأمر هكذا حتى صارت منطقة بولاق أبو العلاء حطاما و أطلالا ،وطال الدمار كل شيئ ، بعدها قام جنود الغزو بتسليم المدينة لعصابات من المجرمين المحليين الذين مارسوا عمليات نهب و سلب إجرامية ، بموازاة مع هجمات على المنازل والقيام بالتنكيل والقتل والاغتصاب التى قام بها بعض المتعاونين والخونة ضد السكان والأهالى المشردين فى الطرقات ، وإستمرت المذابح إلى أن صار الأهالى والمقاومين- بعد نفاذ زخيرتهم وغذائهم - نهبا مشاعا أمام عمليات البطش و القتل من الجنود والمتعاونين معهم حتى سالت انهار الدم فى الساحات ؟
ولم تتوقف الأمور عند ذلك الحد، بل حوكم من بقى حيا من المقاومين والثوار بتهمة الإرهاب والعنف والقتل والاجرام ومقاومة السلطات !!؟
#حسن_مدبولى

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل